تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: كتـاب الأم مـن تأليـف الإمام الشافعـي رحمه الله

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي كتـاب الأم مـن تأليـف الإمام الشافعـي رحمه الله

    قال العلامة أحمد محمد شاكر رحمه الله ، في تحقيقه لكتاب الرسالة للإمام الشافعي ، وذلك في مقدمة التحقيق :
    ألف الشافعي كتبا كثيرة، بعضها كتبه بنفسه وقرأه على الناس أو قرؤه عليه، وبعضها أملاه إملاء، وإحصاء هذه الكتب عسير، وقد فقد كثير منها.
    فألف في مكة، وألف في بغداد، وألف في مصر.
    والذي في أيدي العلماء من كتبه الآن ما ألفه في مصر، وهو كتاب (الأم) الذي جمع فيه الربيع بعض كتب الشافعي، وسماه بهذا الاسم، بعد أن سمع منه هذه الكتب، وما فاته سماعه بين ذلك، وما وجده بخط الشافعي ولم يسمعه بينه أيضا، كما يعلم ذلك أهل العلم ممن يقرؤن كتاب (الام).
    و (كتاب اختلاف الحديث) وقد طبع بمطبعة بولاق بحاشية الجزء السابع من الأم.
    و (كتاب الرسالة).
    وهما مما روى الربيع عن الشافعي منفصلين، ولم يدخلهما في كتاب (الأم).
    ولمناسبة الكلام عن كتب الشافعي وكتاب الام خاصة، يجدر بنا أن نقول كلمة فيما أثاره صديقنا الاديب الكبير الدكتور زكي مبارك حول كتاب (الام) منذ بضعة أعوام، فقد تعرض للجدل في هذا الكتاب، عن غير بينة ولا دراسة منه لكتب المتقدمين وطرق تأليفهم، ثم طرق رواية المتأخرين عنهم لما سمعوه، فأشبهت عليه بعض الكلمات في (الام) فظنها دليلا
    على أن الشافعي لم يؤلف هذه الكتب.
    واستند إلى كلمة رواها أبو طالب المكي في أخذه الربيع بعد موته فادعاه لنفسه.
    ثم جادل الدكتور زكي مبارك في هذا جدالا شديدا، وألف فيه كتابا صغيرا، أحسن ما فيه أنه مكتوب بقلم كاتب بليغ، والحجج على نقض كتابه متوافرة في كتب الشافعي نفسها.
    ولو صدقت هذه الرواية لارتفعت الثقة بكل كتب العلماء، بل لارتفعت الثقة بهؤلاء العلماء أنفسهم، وقد رووا لنا العلم والسنة، بأسانيدهم الصحيحة الموثوق بها، بعد أن نقد علماء الحديث سير الرواة وتراجمهم، ونفوا رواية كل من حامت حول صدقه أو عدله شبهة، والربيع المرادي من ثقات الرواة عند المحدثين، وهذه الرواية فيها تهمة له بالتلبيس والكذب، وهو أرفع قدرا وأوثق أمانة من أن نظن به أنه يختلس كتابا ألفه البويطي ثم ينسبه لنفسه، ثم يكذب على الشافعي في كل ما يروى أنه من تأليف الشافعي، بل لو صح عنه بعض هذا كان من أكذب الوضاعين وأجرئهم على الفرية !! وحاش لله أن يكون الربيع إلا ثقة أمينا.
    وقد رد مثل هذه الرواية أبو الحسين الرازي الحافظ محمد بن عبد الله بن جعفر المتوفى سنة 347، وهو والد الحافظ تمام الرازي، فقال: " هذا لا يقبل، بل البويطي كان يقول: الربيع أثبت في الشافعي مني، وقد سمع أبو زرعة الرازي كتب الشافعي كلها من الربيع قبل موت البويطي بأربع سنين ".
    انظر التهذيب للحافظ ابن حجر (3: 246).
    وقد يظن بعض القارئين أني أقسو في الرد على الدكتور، ومعاذ الله أن أقصد إلى ذلك، وهو الاخ الصادق الود، ولكن ماذا أصنع ؟ وهو يرمي أوثق رواة كتب الشافعي - الربيع المرادي - بالكذب على الشافعي، ثم ينتصر لرأيه، ويسرف في ذلك، ويخونه قلمه، حتى ينقل عن الام نقلا غير صحيح، ينتهي به إلى أن يرمي الشافعي نفسه بالكذب ! ! فيزعم في كتابه أن عبارة " أخبرنا " لا تدل على السماع في الرواية، وأن الإخبار معناه أحيانا النقل والرأي، ثم ينقل عن الأم أن الشافعي قال في (ج 1 ص 117) " أخبرنا هشيم " ويقول:
    " إن الشافعي لم يلق هشيما، فقد توفي هشيم ببغداد سنة 183 والشافعي إنما دخل إلى بغداد سنة 195 ".
    وأصل هذا الاستدراك للسراج البلقيني، وهو مذكور بحاشية الام، ولكن تعليقا، وذلك أن يروي الرجل عمن لم يلقه من الشيوخ شيئا فيذكر اسمه فقط على تقدير " قال "، أو يقول صريحا " قال فلان ".
    وليس بهذا بأس، بل هو أمر معروف مشهور، ولا مطعن على الراوي به.
    ولذلك بين البلقيني الامر، فان لكلامه بقية حذفها الدكتور، وهي: " فلسكونه لم يسمع منه يقول بالتعليق: هشيم، يعني: قال هشيم ".
    ولكن الدكتور زكي مبارك فاته معنى هذا عند علماء المصطلح، فحذفه.
    ثم زاد فيما نقل عن الشافعي كلمة " أخبرنا " ليؤيد بها رأيه الذي اندفع في الاحتجاج له.
    * فائدة: أخطأ السراج البلقيني في هذا الموضع، في إيهامه أن الشافعي لم يدخل بغداد إلا سنة 195 لانه ثبت أنه دخلها سنة 184 وسمع من محمد بن الحسن كثيرا من العلم.
    كما أخطأ أيضا في حاشية أخرى كتبها بعد هذا الموضع (الام 1: 118) عند قول الشافعي " أخبرنا ابن مهدي " قال: " هكذا وقع في نسخة الام أن الشافعي يقول: أخبرنا ابن مهدي، والشافعي لم يجتمع بابن مهدي ".
    ووجه الخطأ أن الشافعي وابن مهدي تعاصرا، وكلاهما دخل بغداد، والغالب أن ابن المهدي كان يدخل الحجاز، والمعروف البديهي عند علماء الحديث أن الراوي العدل إذا قال " حدثنا " أو " أخبرنا " كان الحديث متصلا، وأنه إذا قال " عن فلان " لمن ثبت لقاؤه إياه ولو مرة واحدة حمل على الاتصال أيضا، لا يخالف أحد منهم في ذلك.
    (انظر الرسالة رقم 1032) وإنما اختلفوا فيمن يقول " عن فلان " لشخص عاصره ولم يثبت أنه لقيه ولو مرة، فالبخاري لا يحمله على الاتصال، ومسلم وأكثر أهل العلم يجعلونه متصلا أيضا، وهو الراجح الصحيح.
    ولا يخالف أحد من العلماء في أن الرواي الذي يقول " حدثنا " أو " أخبرنا " لما لم يسمع فانما هو كذاب وضاع، فالشافعي الصادق الامين إذا قال " أخبرنا ابن مهدي " فقد أخبره، لا يجوز فيه غير هذا.




  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: كتـاب الأم مـن تأليـف الإمام الشافعـي رحمه الله

    بارك الله فيكم شيخنا
    إذن كتاب الأم من تجميع الربيع, وهو الذي سماه هذا الاسم
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    غزة - صانها الله -
    المشاركات
    1,629

    افتراضي رد: كتـاب الأم مـن تأليـف الإمام الشافعـي رحمه الله

    الأخ الحبيب الغالي / أبو مالك المديني - نفع الله بك - .
    فائدة نفيسة وجَميلة ، جَعلنا الله وإياكم من العالمين العاملين وأسألهُ تعالى لنا ولكم العلم النافع.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: كتـاب الأم مـن تأليـف الإمام الشافعـي رحمه الله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيكم شيخنا
    إذن كتاب الأم من تجميع الربيع, وهو الذي سماه هذا الاسم
    بارك الله فيكم أبا يوسف ، هو من تجميع الربيع من مؤلفات الشافعي ، بمعنى أن الشافعي ألفه ، وأملاه على الطلبة ، وسمعه الربيع فجمعه بعد ذلك من كتب الشافعي نفسه ، وسماه بهذا الاسم ـ كما تفضلتم ، بارك الله فيك ـ وكلمة الشيخ شاكر توضح ذلك :
    ما ألفه في مصر، وهو كتاب (الأم) الذي جمع فيه الربيع بعض كتب الشافعي، وسماه بهذا الاسم، بعد أن سمع منه هذه الكتب، وما فاته سماعه بين ذلك، وما وجده بخط الشافعي ولم يسمعه بينه أيضا، كما يعلم ذلك أهل العلم ممن يقرؤن كتاب (الام).


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: كتـاب الأم مـن تأليـف الإمام الشافعـي رحمه الله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زُرعة الرازي مشاهدة المشاركة
    الأخ الحبيب الغالي / أبو مالك المديني - نفع الله بك - .
    فائدة نفيسة وجَميلة ، جَعلنا الله وإياكم من العالمين العاملين وأسألهُ تعالى لنا ولكم العلم النافع.
    سلمك الله أبا زرعة ، بوركت على مرورك الطيب ، وأسأل الله أن يستجيب دعواتك .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: كتـاب الأم مـن تأليـف الإمام الشافعـي رحمه الله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيكم شيخنا
    إذن كتاب الأم من تجميع الربيع, وهو الذي سماه هذا الاسم
    ولأنه من تجميع الربيع ـ والذي هو من تأليف الشافعي ـ فكان يطلق عليه أحيانا : كتاب الربيع .
    فقد ذكر الحافظ ابن الصلاح في طبقات الفقهاء الشافعية في ترجمة أبي العباس الديبلي الخياط الزاهد الشافعي عن أبي العباس النسوي قال : .. فإذا أمسى صلى المغرب ونظر في ' كتاب ' الربيع ، والفقه إلى بعد العشاء . قلت : ' الأم ' يسمى' كتاب ' الربيع ..أهـ
    وقال الحافظ الذهبي في تاريخ الإسلام في ترجمة المذكورعن النسوي أيضا : ..صوّامًا تاليا ، كثير النّظر في كتاب الربيع ، يعني كتاب " الأمَ " للشافعي ..أهـ



  7. افتراضي رد: كتـاب الأم مـن تأليـف الإمام الشافعـي رحمه الله

    بارك الله فيكم.
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: كتـاب الأم مـن تأليـف الإمام الشافعـي رحمه الله

    وفيكم بارك الله أخي الكريم أبا عاصم .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •