والعيب فينا !! ..

أدرك أتباع دين الإسلام : أن الهجرة البائنة لكل ماتوارثوه من عقائد وتأثر بعاديات الفساد فكـــرًا وسلوكــًا من القريب والبعيد عنهم ؛ هو سر نجاحهم ، وحقيقة فلاحهم في الدنيا والآخرة .. فعادوا لشريعة الإسلام الذي نقل تلك القلوب الخاملة ، والأمم المتفرقة ؛ إلى همم عالية ، ووحدة مناصرة لدينها وإسلامها ، فكان لهم الغلبة والنصر ، وصناعة الحاضرة في زمن قصير من عمر الحياة ..

ولن يكون لمن جاء بعدهم مكانة التأثير إلا بعودة إلى ذلك المنهج الأول .. ففيه حياتهم ، ونجاحهم ، وفلاحهم ..

ومن سأل التاريخ : وجد جواباً صادقاً ، فيه حجة البرهان ، وحاكم الواقع والبيان .. من أنكر تلك العزة الماضية ؛ فقد أنكر زمان عمر الانتصار ، ولحظات أنفاس من كبروا نشراً لهذا الدين في مشارق الأرض ومغاربها ..

فهل يعي أبناء الزمان من المسلمين تلك الحقيقة ، فيعودا عملًا لدينهم في واقع الحياة .. عند ذلك تكون الحضارة والتطور والرقي الذي تسعى له أمة الإسلام ..

يقولونَ في الإســلامِ ظلـماً بأنه ... يَصُدّ ذويه عن طـــــــريقِ التقــــدمِ
فإنْ كان ذا حـقّاً فكيــف تقـدّمت ... أوائــــلُه في عــــــهـدها المتــــقدمِ
وإن كان ذنبُ المسلمِ اليومَ جهلُه ... فماذا على الإسلامِ من جهلِ مسلمِ
لقد أيقظ الإســــلامُ للمجد والعلا ... بصائرَ أقـــــــوامٍ عن المجــــدِ نُـــوَّمِ
وحلّت له الأيـــــــامُ عند قيــــامه ... حُبَاها وأبــــــدتْ منـــــــظرَ المتبسّمِ
ودّك حصـــــونَ الجاهلية بالهدى ... وقَــــوّضَ أطنابَ الضــــــلالِ الــمخيّمِ
وعمّا قليــلٍ طبّق الأرضَ حكمُهُم ... بأسرعَ من رفـــــع اليدَيْن إلى الفمِ
ألا قل لمنْ جاروا علينا بحكمــهم ... رُوَيداً فقـــــــــد قارفتــــــــمُ كلَّ مأثمِ
فلا تنكروا شمــــسَ الحقيقةِ إنها ... لأظهَرُ من هـذا الحــــديثِ المُـــرَجَّمِ

حسن بن محمد الحملي.