ما معنى قول المرأة في حديث البخاري: (عهدي بالماء أمسِ هذه الساعةَ)

[مكثار]

بسم الله الرحمن الرحيم
مرّت بي عبارة في صحيح البخاري رحمه الله تعالى تحتاج إلى شرح، لم يسعفني فتح الباري ولا عمدة القاري ولا غيرهما مما اطلعت عليه في شرحها بدقة، فرأيت أن أعرضها على حضراتكم في الألوكة، لعلي أدرك دقيق معناها؛ وهذه هي العبارة جعلتُها بالخط الأحمر السّميك وتحتها سطر:
روى البخاري في كتاب التيمم في حديث عمران بن الحصين رضي الله عنه، (رقمه: 344)، أن الصحابة حينما عطشوا في مسير لهم خارج المدينة، أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بابتغاء الماء، فرأوا امرأة معها مزادتان من ماء، فسألاها عن مكان الماء، فقالت لهما: (عهدي بالماء أمسِ هذه الساعةَ)؛ أرجو إخواني توضيح معنى هذه العبارة لتلك المرأة.
والحديث في صحيح مسلم برقم: (682)، لكنّ رواية مسلم تخلو من هذه العبارة.

[أبو مالك المديني]

معناها ـ والله أعلم ـ : أن عهدي بالماء ـ أي تركت الماء ـ وقد حصلته أمس ـ والعرب تسمي اليوم الذي قبل يومك : أمس ، كما هو معروف ـ في مثل هذه الساعة . أي على مسافة يوم وليلة تقريبا ، أي هو بعيد عنكم .
فيكون المعني باختصار ، هكذا : عهدي بالماء أمس في مثل هذه الساعة ، فهو بعيد عنكم بمسافة يوم وليلة تقريبا ، والله أعلم .

[مكثار]

بسم الله الرحمن الرحيم
أشكرك أخي الفاضل الأستاذ أبا مالك المديني،وجزاك الله خيرا.
أرجو أن يكون المعنى الذي ذكرته وافيا بالمقصود.
ومع شكري لك، فأودّ إضافة سؤال: هل اطلعتَ على تفسير لتلك العبارة في كلام الشارحين؟
لا تنس أخاك من دعواتك الصالحة.

[أبو مالك المديني]

شكر الله لك أخي الكريم ، في الحقيقة لم أطلع على كلام لأحد الشراح لهذه العبارة ، ولعل ذلك لظهور معناها عند العلماء ، أما نحن فالله المستعان ، قد دخلت علينا العجمة ، فإن يكن صوابا فمن الله، وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان.وأستغفر الله .
وأسأل الله لنا ولك التوفيق لما يحبه سبحانه ويرضاه ، وأن يغفر لنا ، وأن يميتنا وهو راض عنا .

[أبو البراء محمد علاوة]

شرح القسطلاني = إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (1/ 375)
(فقالا لها: أين الماء؟ قالت: عهدي بالماء أمس): بالبناء على الكسر عند الحجازيين ويعرب غير منصرف للعلمية والعدل عند تيمم فتفتح سينه إذا كان ظرفًا، ويحتمل أن يكون عهدي مبتدأ وبالماء متعلق به وأمس ظرف له.
وقوله: (هذه الساعة) بدل من أمس بدل بعض من كل أي: مثل هذه الساعة، والخبر محذوف أي حاصل ونحوه أو هذه الساعة ظرف، قال ابن مالك: أصله في مثل هذه الساعة فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه، وجوّز أبو البقاء أن يكون أمس خبر عهدي؛ لأن المصدر يخبر عنه بظرف الزمان، وعلى هذا تضم سين أمس على لغة تيمم. وجوّز في المصابيح أن يكون بالماء خبر عهدي، وأمس ظرف لعامل هذا الخبر أي عهدي متلبس بالماء في أمس، ولم يجعل
الظرف متعلقًا بعهدي كما مرّ قال: لأني جعلت بالماء خبرًا، فلو علّق الظرف بالعهد مع كونه مصدرًا لزم الإخبار عن المصدر قبل استكمال معمولاته وهذا باطل اهـ.