تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: كيف نوفق بين قوله تعالى: (ويعلم ما في الأرحام) وبين معرفة نوع الجنين قبل الولادة؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    3,673

    Lightbulb كيف نوفق بين قوله تعالى: (ويعلم ما في الأرحام) وبين معرفة نوع الجنين قبل الولادة؟

    السؤال :


    ما المقصود بقوله تعالى: (وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ)، وهل اكتشاف نوع الجنين قبل الولادة (اعتباراً من الشهر الثالث أو الرابع) له علاقة بالآية الكريمة؟
    الجواب :


    يُجاب عن هذا السؤال بعدة أجوبة:
    1- هناك فرق في اللغة بين (من) و(ما) فمَنْ للعاقل، وما لغير العاقل: والله سبحانه وتعالى تحدَّى أن يُعلم ما في الأرحام، وهذا كما يشمل كونه ذكرًا أو أنثى يشمل كونه شقيًا أم سعيدًا، غنيًا أو فقيرًا، صالحًا أم فاسقًا، وأشياء أخرى كثيرة لا يُحيط بها إلا الله عز وجل.
    2- الله تعالى يعلم بدون واسطة، أما البشر فيعلمون بالواسطة، فلو علم أحد الناس بواسطة الهاتف أنه قد وقع في بلد ما من العالم أمر، فقام وادّعى علم الغيب وأخبر من حوله بالأمر، لا يكون في ذلك قد علم الغيب لأنه عُلم بالواسطة.
    3- العلم بوقوع شيء يكون على درجات، فقد يكون تخيّلًا أو توهمًا أو شكًّا أو ظنًا أو غلبة ظن أو علمًا كامًلا، والله سبحانه وتعالى يعلم الأشياء علمًا كاملًا لا مجال للخطأ فيه إطلاقًا، أما علم البشر فلا بدّ أن يشوبه شيء من الخطأ.
    فاكتشاف جنس الجنين بواسطة الأشعّة ليس من علم الغيب؛ لأنه بواسطة، فهو كما لو شقّ البطن وعرف ماذا في الرحم، وهذا السؤال يدلُّ على غرور الإنسان بعلومه وقد قال الله تعالى: (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) الإسراء/ 85 والعلماء الراسخون كلّما اكتشفوا شيئاً تيقَّنوا أنّ ما يجهلون أكثر بكثير مما يعلمون.
    "فتاوى الشيخ نوح علي سلمان" (فتاوى تفسير القرآن/ فتوى رقم/14)
    ((إنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلاةً))

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المشاركات
    573

    افتراضي رد: كيف نوفق بين قوله تعالى: (ويعلم ما في الأرحام) وبين معرفة نوع الجنين قبل الولادة؟





    التوفيق بين استئثار الله بعلم ما في الأرحام وبين علم الأطباء الحديث
    يقول د. محمد الحمد حفظه الله " فهذا الإشكال يَرِدُ، ويلبس على كثير من الناس، وخلاصتة قولهم: إذا كان الله عز وجل يقول في سورة لقمان: [إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ] سورة لقمان:34، وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول كما في الصحيحين، وغيرهما عن ابن عمر" في خمس من الغيب لا يعلمهن إلا الله، ثم قرأ: [إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ]. الآية.
    فكيف نوفق بين ذلك، وبين ما نراه من علم الأطباء بذكورة الجنين من أنوثته؟

    والجواب عن هذا الإشكال يسير بحمد الله، وقبل الدخول في ثنايا الإجابة لابد من تبيان مسألة مهمة، ألا وهي:
    أنه لا يمكن أن يتعارض صريح القرآن الكريم مع الواقع أبداً، وأنه إذا ظهر في الواقع ما ظاهره المعارضة فإما أن يكون الواقع مجرد دعوى لا حقيقة له، وإما أن يكون القرآن الكريم غير صريح في معارضته؛ لأن صريح القرآن الكريم، وحقيقة الواقع كلاهما قطعي، ولا يمكن تعارض القطعيين أبداً.

    وهذا ما قرره العلماء في القديم والحديث، بل إن شيخ الإسلام ابن تيمية بنى كتابه العظيم ( درء تعارض العقل والنقل) على هذه القاعدة.
    بل قد صرح بذلك كثير من الكتاب الغربيين المنصفين، ومنهم الكاتب الفرنسي(موريس بوكاي) كما في كتابه (التوراة والإنجيل والقرآنُ والعلم)؛ حيث بين في هذا الكتاب أن التوراة المحرفة، والإنجيل المحرَّف الموجودَين اليوم يتعارضان مع الحقائق العلمية، في الوقت الذي سجل فيه هذا الكاتب شهادات تَفَوُّق للقرآن الكريم سبق بها القرآنُ العلمَ الحديث.

    وأثبت من خلال ذلك أن القرآن لا يتعارض أبداً مع الحقائق العلمية، بل إنه يتفق معها تمام الاتفاق(1).
    وإذا تقرر ذلك نأتي إلى حل ذلك الإشكال فيقال:

    1- أن اختصاص علم الله تعالى بما في الأرحام لا يقتصر على علمه بما فيها من ذكر أو أنثى فحسب، بل هو أعم من ذلك؛ فيشمل ما في الرحم من ذكر أو أنثى منذ اللحظة الأولى قبل التخليق، ويشمل ماذا في الرحم في كل لحظة وفي كل طور، من فيض وغيض وحمل، حتى حين لا يكون للحمل حجم ولا جرم، ويشمل العلم بملامح الجنين، وخواصه، واستعداداته.

    ويشمل أيضاً العلم برزقه هل هو قليل أو كثير؟ وصفة ذلك الرزق هل هو حرام أو حلال؟ ويشمل العلم بأجله أقصير هو أم طويل؟ ويشمل العلم بعمله هل هو صحيح أو فاسد؟ ويشمل العلم بشقاوته من سعادته.

    فهذا من علم ما في الأرحام، وهو مما اختص الله تبارك وتعالى بعلمه، فلا يُظْهِر عليه أحداً إلا من ارتضى من رسول أو ملَك أو غيرهما.
    وليس في الآية تصريح بذكر العلم بالذكورة والأنوثة، وكذلك لم تأت السنة بذلك.

    2-أن معرفة ما في الرحم هل هو ذكر أو أنثى لا يعلم إلا بعد تخليق الجنين.
    أما المدة التي لم يُخَلَّق فيها الجنين فلا يعلم أحد فيها ذكورة الجنين من أنوثته؛ لأن ذلك من علم الغيب. وقد اتفق العلماء على أن نفخ الروح لا يكون إلا بعد أربعة أشهر.
    ونفخ الروح في الجنين لا يكون إلا بعد تمام صورته، أي بعد تخليقه.

    وبعد تخليقه لا يكون العلم بذكورته أو أنوثته من علم الغيب؛ =لأنه بتخليقه صار من علم الشهادة، إلا أنه مستتر في الظلمات التي لو أزيلت لتبين أمره.
    ولا يبعد أن يكون فيما خلق الله تعالى من الأشعة أشعة قوية تخترق الظلمات حتى يتبين الجنين ذكراً أو أنثى.

    ولذلك فلا غرابة أن يعرف الجنين بعد أن يتخلق من خلال الأشعة الصوتية؛ فهذا من علم الشهادة، ومن العلم بظاهر من الحياة الدنيا، والله _ عز وجل _ لم ينفِ ذلك عن البشر، بل أثبته لهم كما في قوله: [يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا] الروم: 7.
    قال ابن كثير في تفسير آية لقمان 34: [وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ]
    وكذلك لا يعلم مما يريد أن يخلقه _ تعالى _ سواه، ولكن إذا أمر بكونه ذكراً أو أنثى، أو شقيَّاً أو سعيداً علم الملائكة الموكلون بذلك، ومن شاء من خلقه+(3).
    فهذا مقتضى دلالة الشرع والواقع.

    أما دلالة الشرع فكما جاء في الصحيحين عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "وكل الله بالرحم ملَكاً يقول: أي ربِّ! نطفة، أي ربِّ! علقة، أي ربِّ! مضغة، فإذا أراد الله أن يقضي خلقاً قال: يا رب! أذكر أم أنثى؟ أشقي أم سعيد؟ فما الرزق؟ فما الأجل؟ فيكتب ذلك في بطن أمه"

    أما دلالة الواقع فكما مر من أن الجنين يعرف بعد أن يُخَلَّق عن طريق الأشعة الصوتية




  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي رد: كيف نوفق بين قوله تعالى: (ويعلم ما في الأرحام) وبين معرفة نوع الجنين قبل الولادة؟

    جزاكم الله خيرا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •