نظرة نقدية لتحقيق محمد بن علي الأزهري لسؤالات البادي عن ابن معين
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبيِّنا محمد، صلى الله عليه وسلم، أما بعد:
فإن كلمة التحقيق - كما يذكر العلّامة عبد السلام هارون - هي الاصطلاح المعاصر الذي يُقْصَد به بَذْلُ عناية خاصة بالمخطوطات، حتى يمكن التثبّت من استيفائها لشرائط معينة، فالكتاب المحقَّق هو الذي صح عنوانه، واسم مؤلفه، ونسبة الكتاب إليه، وكان متنه أقرب ما يكون إلى الصورة التي تركها مؤلفه.
وعلى ذلك فإن الجهود التي تبذل في كل مخطوط ليست بالهينة بحيث يُقْدِم عليها كل من ظن في نفسه قدرة على إخراج كتاب، غيرَ مكترث على أي صورة كان هذا الإخراج.
فالمخطوطات ليست ورقًا عَفَا عليه الزمن، بل إن لها من الشرف والمكانة ما يجعلها قرة عين العلماء والباحثين؛ يغارون عليها كما يغارون على أعراضهم، ويذبون عنها كل عبث أو إهمال، ويبذلون الغالي والنفيس في سبيل إخراجها للنور على الصورة التي أرادها عليها أصحابُها.
وتزداد المخطوطات شرفًا وأهمية حينما تكون خاصة بكلام سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، ففي هذه الحال تكمن الخطورة في احتمال إثبات تصحيف أو تحريف، أو إثبات قول إلى سيد الخلق لم يقله - صلى الله عليه وسلم- وبالتالي ينبغي أن يلزم كلُّ إنسان الحذرَ حال الإقدام على التحقيق، خاصة هذا القسم من المخطوطات، وأن يترك أمرها لفحول المحققين، وهؤلاء لا يخلو منهم زمان حتى يورِّثوا العلم لمن بعدهم.
لقد استودع المصنِّفون كتبَهم أمانةً في أعناق الأجيال، ومَضَوْا بعد أن أَفْنَوْا أعمارَهم في تقييد السنة النبوية، راجين أن يأتي مَن بعدهم ليشرحوا أو يدرسوا أو يعلِّقوا على مصنفاتهم، فيعم النفع والفائدة، طالبين من الله عز وجل الرحمة والمثوبة جزاء ما أضنوا أنفسهم فيما سخّروها له من خدمة العلم الشريف.
لقد ذهب هؤلاء العلماء ولم ينتظروا أو يتوقعوا أن يأتي مَن بعدهم ليُخْرِج مصنفاتهم على غير الصورة التي أرادوها - رحمة الله عليهم – وكأننا نراهم وقد رفعوا أبصارهم شاكين إلى الله عز وجل مصير مصنفاتهم، والعلوم التي أفنوا أعمارهم لحفظها تضيع ضحية عدم التخصص، أو ضعف المهارة، أو قلة الخبرة، ناهيك عن غياب الأمانة العلمية.
ومن هؤلاء الأئمة: يحيى بن معين أبو زكريا البغدادي، الإمامُ المطلقُ في الجرح والتعديل، وإلى قوله في ذلك يرجع الناسُ، وعلى كلامه فيه يعوِّلون([1]).
"ويعد يحيى بن معين مِن أكثر مَن تكلم في علم الرجال، والأحاديث جرحًا وتعديلًا، وذلك يرجع إلى مكانته البارزة في هذا العلم، ولكثرة الرحلات العلمية التي جاب فيها حواضر العالم الإسلامي في عصره، فقد ولد في بغداد وعاش بها، وارتحل إلى الشام ومصر واليمن والحجاز، وكثر الآخذون عنه، فلا يوجد كتاب في هذا الشأن إلا ويذخر بأقواله.
ولقد كانت له مجالس خصصها لهذا الشأن، فكان يقبل عليها مَن تخصص في علم النقد والرجال، ودوّنوا عنه مادة غزيرة في مروياتهم عنه، عرف بعضها بالتاريخ؛ كرواية الدوري والدارمي، والسؤالات؛ كرواية ابن الجنيد، ومعرفة الرجال؛ كرواية ابن محرز، والأقوال؛ كرواية ابن طهمان...، وغيرهم كثير، إلى جانب الأقوال الكثيرة والمرويات المبثوثة في كتب الحديث والرجال"([2]).

وانطلاقا مما ذكرته في مقدمة هذه النبذة – أهمية التحقيق- واعترافًا بفضل هذا العالم الجليل – ابن معين- وبناء على ما وقع تحت يدي عن طريق المصادفة التي ساقها الله عز وجل، فإنه أثناء إقامتي في مكة المكرمة - شرفها الله تعالى - كنت قد اقتنيت العديد من المطبوعات الحديثية المختلفة، وكان من ضمن ما اقتنيته كتاب "من كلام أبي زكريا يحيى بن معين في الرجال، رواية أبي خالد الدقاق يزيد بن الهيثم بن طهمان البادي، تحقيق/ الدكتور أحمد محمد نور سيف".
ومما ذكره الدكتور أحمد محمد نور سيف في مقدمته تبين أنه اعتمد في تحقيقه على نسختين خطيتين هما:
1- نسخة مكتبة أحمد الثالث بإسطنبول.
2- نسخة مكتبة صائب سلام بأنقرة.
وأعجبت أَيَّمَا إعجاب بهذه المطبوعة، وكنت غاية في السعادة، خاصة أن نسخة صائب بأنقرة تميزت بكونها:
"نُقِلَت من نسخة قرئت على الشيخ حامد روزبه، قرأها الحافظ المنذري، والطبقة، بخط الحافظ رشيد الدين القرشي، وقبلها طبقة أخرى منقولة بالقراءة على السلفي رحمه الله"([3]).
ويكفيك من المتعة الروحية أن تعايش مجالس الأئمة الجهابذة في القرون الثلاثة: الخامس والسادس والسابع، وتتعلم منهم عزة العلماء، وتواضعهم، وحرص بعض السّلاطين على طلب العلم وتحصيله لأنفسهم ولأولادهم ومملوكيهم!
وترى الدقة والأمانة في تفرقتهم بين سماع فلان "للكبير"، وحضور فلان "للصغير"، ومن أين سمع من هذا الجزء، وأين انتهى سماعه، دون مجازفة بإثبات السماع للجزء كله.
وترى أعلامًا وأئمة وقضاة وكبارًا ذكروا بألقاب عالية، فترجع إلى كتب التراجم لعلك تظفر بتراجم لهم تشبع رغبتك في التعرف على هؤلاء العظماء فلا ترى شيئًا أبدًا!([4]).
وبينما كنت في إجازة إلى القاهرة، ذهبت إلى مقر دار الفاروق الحديثية، وقمتُ بشراء غالب المطبوعات الحديثية، بما فيها ما ينقصني من سلسلة السؤالات الحديثية تحقيق/ محمد الأزهري.
ومن كتب السؤالات استوقفني كتاب "من كلام أبي زكريا يحيى بن معين في الرجال، رواية أبي خالد الدقاق يزيد بن الهيثم بن طهمان البادي، تحقيق أبي عمر محمد بن علي الأزهري، الناشر الفاروق الحديثية، الطبعة الأولى 1429هـ - 2008م"، فاقتنيته راجيًا أن تضيف هذه النسخة إلى النسخة التي اقتنيتها، والخاصة بالدكتور أحمد محمد نور سيف.
ونظرتُ فيها على عجالة، وتفقدت ما أثبته المحقق من نسخ خطية اعتمد عليها، فوجدته ذكر أن للكتاب نسختين خطيتين، قام بوصفهما، وأثبت صورًا منهما.
فأوهم الأزهري بذلك أنه وقف على الأصلين، ثم بعد كلام طويل قال على استحياء: "واعتمدت في تحقيقي لهذه الرواية على نسخة أحمد الثالث، وكذلك على طبعة فضيلة الدكتور أحمد محمد نور سيف". انتهى. وفي هذا من التدليس ما فيه!.
ومرت فترة، وبينما كنت أبحث لدي عن نسخ خطية لأحد كتب الضعفاء، تذكرت أن ثمة مجموعًا من مكتبة أحمد الثالث رقمه (624) حديث، يحتوي على (28) رسالة أولها: الضعفاء للنسائي كنت قد اقتنيته قديمًا.
وعند النظر فيه لفت انتباهي أن مُفَهْرِس المجموع ذكر: 21-28 جزء في التعديل والتجريح لابن معين، فعمدت إلى اللوحة رقم (21)، فوجدت مكتوبًا على لوحة (ق21/أ): "من كلام يحيى بن معين في الرجال".
وطالعت بداية النسخة فوجدت في الإسناد:... حدثني (أبو خلف) يزيد بن الهيثم بن طهمان الناقد، قال: سمعت أبا زكريا يحيى بن معين يقول...".
فأحضرت مطبوعَتَي الدكتور أحمد محمد نور سيف، ومحمد بن علي الأزهري لمعرفة هل هذه النسخة المخطوطة لدي رواية البادي عن ابن معين، وكذلك معرفة هل هي نسخة أحمد الثالث التي اعتمد عليها الدكتور أحمد محمد نور سيف كنسخة مساعدة مع نسخة صائب سلام بأنقرة، واتخذها محمد بن علي الأزهري أصلًا فيما زعم؟!.
فوجدتُ في مصورة الدكتور أحمد محمد نور سيف (ص 24) كتب أعلى (ق1/ب) بخطه - فيما أظن-: "من كلام أبي زكريا يحيى بن معين.. سراي أحمد الثالث 624/6 (من 21ب – 28أ)"، فقارنت بين النسختين فتأكد لدي أنها نفس المخطوطة، لكن مصوَّرَتِي واضحة جدّا بخلاف المصورة التي أثبتها الدكتور أحمد محمد نور سيف.
ثم أخذت أدقق جيدًا بين مصورة الدكتور أحمد محمد نور سيف ومصورة محمد بن عُمر الأزهري، فوجدت مصورة الدكتور سيف في (ق21/أ) السطر رقم (13) وضع فوق قوله: "حدثني يحيى"، رقم (4) هكذا، ثم نظرتُ في مصورة محمد بن عمر الأزهري المثبتة (ص24) فوجدت الأمر نفسه.
ثم نظرت أعلى (ق21/ب) فوجدت آثار القص بينة على أطراف الصورة التي أثبتها الأزهري لكن معالم قفلة القوس: ")" ما زالت باقية!.
فتعجبتُ كثيرًا من الأمر؛ لأن مجموع أحمد الثالث الذي اعتمد عليه الأزهري في نشر السؤالات بتصوير مختلف، وكذلك واضح أن الأصل الخطي الذي أثبته الدكتور أحمد هُو تصوير خاص به، ترى هل هو نفس التصوير الذي اعتمد عليه الأزهري؟.
لكن الملفت للانتباه أن الأزهري في (ص23) أثبت طرة مجموع أحمد الثالث - المشهور على شبكة الإنترنت- وكتب أسفل منه هكذا: "طُرة مجموع أحمد الثالث ويظهر عليها سماعات وعناوين كتب المجموع". انتهى.
فتعجبتُ؛ لأن ذلك فيه نظر، حيث إن طرة المجموع المثبتة عليها سماعات وعناوين كتب المجموع - على حد قوله- لا يوجد فيها اسم هذا الكتابـ، يعني كتاب سؤالات البادي عن ابن معين، وكذلك طرة المجموع تحمل لوحة رقم (57)!
هنا ساورني الشك: هل محمد بن محمد الأزهري وقف فعلًا على نسخة أحمد الثالث أثناء تحقيقه؟ أم أنه قام بتصوير الورقة التي أثبتها الدكتور أحمد محمد نور سيف في مقدمة تحقيقه ووضعها عنده، موهمًا أنه اعتمد عليها؟.
وحتى يكون الحكم علميّا قمتُ بمقارنة تحقيق الأزهري بالأصل الخطي، حتى إنني عارضت مطبوعته بالأصل الخطي مرتين، وترجح لدي أنه بالفعل لم يقف على النسخة، وأن غاية ما فعله هُو الاعتماد على مطبوعة د. نور سيف، وذكر بعض مؤاخذات على د. سيف هو معذور فيها، لأن النسخ لم تسعفه لبيان الصواب، وأنه عمد إلى حواشي د. نور سيف التي نبه فيها على التحريفات الواقعة في الأصول الخطية فنقلها بواسطته موهمًا أنه وقف على الأصل الخطي، لكن شاء العلي القديد أن ينكشف ذلك حيث أن د. نور سيف في مواضع كثيرة كان يحاكي ما وقع في أصله المعتمد دون النشاط للرجوع إلى نسخة أحمد الثالث التي اتخذها مساعدة في التحقيق، وزعم الأزهري أنه اتخذها أصلاً.
وقبل الشروع في ذكر المقصود أحب أن أنبه على الآتي:
نسخة أحمد الثالث مقابلة على الأصل المنقول منه، وهي مقابلة على نسخة أخرى رمز لها الناسخ بالرمز: «خ»، وغير مستبعد أن تكون مقابلة على نسخة صائب بأنقرة، سيما كثرة الشّبه في الفروق التي يثبتها ناسخ أحمد الثالث.
وفي كثير من الأحيان أفضل من نسخة صائب بأنقرة، نظرًا لأنها تفردت بالعديد من التصويبات التي جاءت على الخطأ في نسخة صائب، لكن بمقارنة الورقة التي أثبتها د. نور سيف من نسخة صائب وجدت المواضع التي جاءت محرفة في مطبوعته هي على الصواب مما يدل على أن الخلل عائد على عدم قراءة النص جيدا، لكن يبقى القول بأن الأصل المنقول عنه صائب، وأحمد الثالث غير جيد بمرة.
قمت بالتنبيه على بعض التحريفات وبعض الأعلام التي ضبطها الأزهري خطأ لأنه جعل من محاسن طبعته: تصحيح ما وقع في الطبعة الأولى من أخطاء، وكذا ضبط ما أشكل في الأعلام!.
هناك العديد من الأحاديث خرجها الأزهري ولم يصب في تخريجها قيدتها عندي ولم أثبتها هنا.
هناك العديد من الأعلام الذي عينها خطأ، وهي مقيدة عندي ولم أثبتها هنا.
هناك العديد من التحريفات الواقعة في حواشي التحقيق وهي مقيدة عندي ولم أثبتها هنا.
هناك حصر بسائر التعليقات التي سلخها من تحقيق د. نور سيف ولم ينبه أنه استفادها منه، وهي بالعشرات مقيدة عندي ولم أثبتها هنا.
والآن نشرع في ذكر المقصود، ليكون موضع نظر المحقق، والقارئ:
استفاد الأزهري كثيرًا من حواشي الدكتور أحمد محمد نور سيف، وهي بالعشرات، ولم أره عزى إليه شيئًا من ذلك، حتى إنه لم يشر في مقدمته إلى أنه استفاد من حواشيه، إلا في موضع (ص103)، حاشية رقم (4) قال: "أفدت هذه التعليقة من الدكتور أحمد محمد نور سيف –حفظه الله تعالى-"، وفي هذا غياب للأمانة العلمية أيَّما غياب.
ورحم الله علماءنا ورضي عنهم أجمعين؛ كانوا إذا ذكروا شيئًا منقولًا عَزَوْهُ لقائله، مترحِّمين عليه، مبيِّنين في أي موضع من الكتاب، بل في أي باب، وفي أي ورقة من تجزئة كذا وكذا، كل هذا يُقصد به السلامة والإفادة، وجلب الرحمة للقائل، والتنويه بذكره، والله تعالى أعلم.
مآخذ للأزهري على د. نور سيف، وبيان أنه معذور في ذلك لأن الأصول غير جيدة، ولو رجع الأزهري إلى أصل لربما علم ذلك:
ترجمة 56: "... بجير بن [أبي] بجير"، قال ص 13: سقطت منه لفظة "أبي"، فصارت: بجير بن بجير!.
ثم قال ص 41: سقطت من طبعة الدكتور أحمد محمد نور سيف... انتهى.
قلت: في الأصل الخطي: «بجير بن بجير»، وهذا السقط من الناسخ؛ لأن النسخ غير جيدة، ولو نقل الأزهري من أصل لربما رأى ما ذكرته.
ترجمة 82: أبو جعفر الرازي، ليس به بأس. قال ص13: ولم يُعرفّ من هو أبو جعفر الرازي، ولم يحل على المصادر التي أخرجت النص. انتهى.
قلتُ: ثم في ص 46 ذكر حاشية طويلة حول ترجمة هذا الراوي، ولو رجع الأزهري إلى أصل لرأى أن هذا الموضع اضطرب فيه الناسخ أيّما اضطراب، وظاهر صنيع الناسخ هناك يدل على أن أبا جعفر الرازي، هُو سعيد بن جمهان، ويبقى هذا الموضع ضمن الكثير من النصوص المشكلة في هذه الراوية نظرا لسوء الأصول المعتمدة.
ثم هناك بعض التراجم التي لم يوثقها الأزهري منها: ترجمة 278 ووثقها د. نور سيف.
ترجمة 87: "ومحمد بن سُليمان المكي"، قال ص 14: وقعت في طبعته "محمد بن سلمان"، وإنما هو محمد بن سليمان بن مسمول المكي.
ثم قال ص 48: تحرف في الأصل إلى "محمد بن سَلمان المكي... " انتهى.
قلتُ: إن الأزهري تابع د. نور سيف فيما استشكله في هذه الترجمة، ولو نظر في أصله الذي ادعى اعتماده عليه لرأى أنها وردت: محمد بن سُليمان المكي، على الصواب، فعلام يدل ذلك؟!!.
ترجمة 294: "... محمد بن ثابت المصري [كذا]، ضعيف"، قال ص 14: تصحف عنده: المصري [كذا] إلى العصري!!
ثم قال ص 85 ترجمة 294:... محمد بن ثابت البصري. وعلق عليه قائلًا: تحرف في المطبوعة إلى العصري، وإنما هو البصري. انتهى.
قلتُ: كذا قال، وهذا التحريف من الناسخ؛ لأن النسخ غير جيدة، ولو نقل الأزهري من أصل لرأى أن فيه: العَصْري. مجودة.
مع العلم أن د. نور سيف نبه على أكثر من (57) موضعًا محرفًا في النسخ.
تحريفات في مطبوعة الأزهري، وهي على الصواب في الأصل الخطي، ومطبوعة د. نور سيف:

الترجمة الأزهري المخطوط ومطبوعة د. سيف
ترجمة (34) "محمد بن راشد، ثقة، وكان قديا". صوابه: «... وكان قدريًّا».
ترجمة (37) "الحسين بن علون". «الحُسين بن علوان»
ترجمة (203) "خمسه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم" «خمسة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم »
ترجمة (215) "وحديج بن معاوية، لا يكتب حديث..." «... لا يكتب حديثه»
نص رقم (407) "... حدثنا هُيثم" «حدثنا هُشيم»

أعلام ضبطت خطأ عند الأزهري:
ترجمة (43): "... عمرو بن حزم"، ضبطه هكذا: «عُمْرو بن حزم».
ترجمة (101): "حمزة الزيات"، ضبطه هكذا: «حُمْزَة الزيات».
ترجمة (102): "شهر بن حوشب"، ضبطه هكذا: «شهر بن حُوْشَب».
ترجمة (223): "وأخوه سيف"، ضبطه هكذا: «وأخوه سُيْف».
ترجمة (391): "فروى الحسن"، ضبطه هكذا: «فَرَوي الحَسنَ».
وللفائدة أخطاء وقع فيها د. سيف معتمدًا على النسخة الخطية تابعه عليها الأزهري:
ترجمة (49): "سألت يحيى عن سفيان السعدي؟ فقال: ليس بشيء. روى عنه أبو معاوية".
وعلق عليه د. نور سيف قائلًا: لم أقف له على ترجمة. انتهى.
قلتُ: هو طريف بن شهاب، ويقال: ابن سفيان، ويقال: ابن سعد، أبو سفيان السعدي.
قال ابن شاهين: أبو سفيان طريف السعدي. قال أحمد بن حنبل: روى عنه:... أبو معاوية... متروك الحديث، وقال مرة أخرى: ليس بشيء، لا يكتب حديثه.
وقال ابن معين نحوه. تاريخ أسماء الضعفاء (315).
متابعة الأزهري لـ د. سيف في الخلط بين ترجمتين، وفي الأصل الخطي ميز الناسخ بينهما:
ترجمة (246): وزهير بن أبي ثابت، ثقة.
وترجمة (247): وأبو الجويريه الجرمي عمرو بن عثمان بن موهب، ثقة، ليس به بأس.
والصواب أن أبا الجويرية الجرمي ترجمة، وعمرو بن عثمان بن موهب ترجمة.
دل ذلك على أن الناسخ رحمه الله تعالى ساق هذه التراجم هكذا: وزهير بن أبي ثابت ثقةq وأبو الجويرية الجرميq عمرو بن عثمان بن موهب ...
وهذا من فقه الناسخ رحمه الله تعالى فقد استغل وضع علامة المقابلة للتمييز بين النصوص، فلولا ذلك لفهم الكلام على وجه آخر قد يخالف مراد المؤلف كما حدث لأصحاب موسوعة من أقوال يحيى بن معين في رجال الحديث وعلله (3/509).
متابعة الأزهري لـ د. سيف على السقط والتحريف، رغم أنه في الأصل على الصواب:
ترجمة 19: "قلت له: يزيد بن زريع، أسن من ابن علية؟ قال: ليس له رجل لم يسمع من ابن علية"، وفي الأصل الخطي: « قلت له: يزيد بن زريع، أسن من ابن علية؟ قال: ليس له رجل لم يسمع منه ابن علية »، وهو الصواب.
ترجمة 60: "قيل ليحيى: طعن أحد في قتادة؟ فقال: ثقة"، وفي الأصل الخطي: «قيل ليحيى: طعن أحد في قتادة؟ فقال: قتادة ثقة».
ترجمة 64: "قيل له: كان يدلس ؟ قال: ليته يحسن يحدث، ما عنده ؟! لم يكن يحسن يدلس، ليس يدلس إلا كل عند شيطان، وجرير، صدوق، ثقة"، وفي الأصل الخطي: «قيل له: فكان يدلس ؟ قال: ليته يحسن يحدث، ما عنده ؟! لم يكن يحسن يدلس، ليس يدلس إلا كل عفر ، عفر شيطان، وجرير، صدوق، ثقة».
ترجمة 67: "وأبو يحيى الأعرج، ثقة، الذي يروي عن حصين"، وفي الأصل الخطي: «وأبو يحيى الأعرج، ثقة، الذي يروي عنه حصين»، وهو الصواب، قال علي بن المديني فيما ذكره مغلطاي في كتابه إكمال تهذيب الكمال (11/209): روى عنه: حصين بن عبد الرحمن.
وعين د. نور سيف حصينًا خطأ.
ترجمة 114: "وعلي، والحسن أبناء صالح"، وفي الأصل الخطي: « وعلي والحسن ابنا صالح»، وهو الصواب.
ترجمة 117: "وأخوه أبو سفيان بن العلاء، وأبو عمرو بن العلاء"، وفي الأصل الخطي: «وأخواه أبو سفيان بن العلاء، وأبو عمرو بن العلاء »، وهو الصواب.
ترجمة 187: " وسمعته يسأل عن سمي مولى أبي بكر؟ فقال: ثقة. قيل له: سمي أكثر أم سهيل فقال: سمي أكثر من سهيل مائة مرة "، وفي الأصل الخطي: « وسمعته يسأل عن سمي مولى أبي بكر ؟ فقال: ثقة. قيل له: سمي أكبر أم سهيل؟ فقال: سمي أكبر من سهيل مائة مرة »، وهو الصواب.
ترجمة 198: "منكدر بن محمد بن المنكدر، ليس بذاك القوي حديثه"، وفي الأصل الخطي: « منكدر بن محمد بن المنكدر، ليس به بأس [q] بذاك القوي حديثه». مما يدل على وجود سقط.
ترجمة 259: "يزيد بن ميسرة، بصري ثقة"، وفي الأصل الخطي: «بديل بن ميسرة، بصري ثقة»، وهو الصواب.
وأما ما وقع في ترتيب ثقات العجلي (2037) ط الدار بالمدينة: يزيد بن ميسرة العقيلي بصري ثقة، فتحريف صوابه: بديل بن ميسرة ...، كما في الأصل الخطي لتاريخ العجلي المحفوظ في مجموعة يهودا، ونبه على هذا التحريف الشيخ عطاء الله السندي في النقد الجلي على كتاب الثقات للعجلي.
ترجمة 277: "فقال أحمد بن عبد السلام"، وفي الأصل الخطي: « فقال له أحمد بن عبد السلام».
ترجمة 307: "مندل، وحبان أبناء علي العنزي"، وفي الأصل الخطي: « مندل، وحبان ابنا علي العنزي ».
ترجمة 312: "سيف، وسنان أبناء هارون"، وفي الأصل الخطي: « سيف، وسنان ابنا هارون».
ترجمة 324: " زيد بن هارون، كتب عن الجريري بعدما اختلط، أحسبه أنه"، وفي الأصل الخطي: « زيد بن هارون، كتب عن الجريري بعدما اختلط، أحسب أنه».
ترجمة 338: "قيل له: العلاء بن عبد الرحمن يقاربه"، وفي الأصل الخطي: «قيل له: فالعلاء بن عبد الرحمن يقاربه».
(ص111): "كل شيء في هذا الجزء سمعته من يحيى بعضه"، وفي الأصل الخطي: «كل شيء في هذا الجزء سمعت من يحيى بعضه »، وهو الصواب.
(ص111): "فقال له: شيء"، وعلق قائلًا: كذا في الأصل. انتهى. وفي الأصل الخطي: «فقال له: مثنى»، وهو الصواب
(ص111): "فقال: هذا كفر"، وفي الأصل الخطي: « فقال: هذا كفر هذا كفر».
نص402: "حدثنا محمد بن مروان القرشي"، وعيّنه خطأ. وفي الأصل الخطي: «محمد بن مهران القرشي».
تعليقات للأزهري تثبت أنه لم يقف على الأصل الخطي:
ترجمة 382: "داود بن [أبي] الفرات"، علق قائلًا: ألحق في الأصل. انتهى.
قلتُ: قوله: «أبي»، جاءت في صلب الأصل.
عنده: "ولم يتابع سليمان بن داود في حديث عمرو بن حزم أحد"، وعلق عليه قائلًا: في الأصل حرام، وصوبت في الهامش. انتهى.
قلتُ: في الأصل الخطي: «... عمرو بن حَدْم»، وأشار ناسخه إلى أنه في (خ) - نسخة أخرى لدى الناسخ-: "حرام".
عنده: "[آخره ولله الحمد]"، وفي الأصل الخطي: «آخر الكتاب، والحمد لله».
في نهاية الأصل الخطي كتب الناسخ:
فائدة:
توفي الإمام مالك بن أنس، حماد بن زيد، وخالد الواسطي سنة سبع وسبعين ومائة، وشريك قبلهم سنة سبع وسبعين، وابن أبي زائدة قبلهم سنة إحدى أو اثنين وثلاثين، ومات هشيم سنة ثلاث وثمانين ومائة، وأبو خالد يزيد بن الهيثم سلخ شوال سنة أربع وثمانين ومائتين، رحمهم (كذا) الله الجميع وإيانا.
توفي أبو القاسم عبد الله بن أبي محمد الخلال في صفر سنة سبعين وأربعمائة، والشريف أبو الحسن علي بن عبد الودود سنة سبع وستين وأربعمائة، والقاضي أبو الحسن... سنة ست وستين وأربعمائة.
حواشي نفيسة على هامش الأصل الخطي لا تغيب عن المحقق النحرير لم يثبتها الأزهري:
ترجمة 81: "عقبة بن أبي الصهباء، ليس به بأس"، وعلق قائلًا: تقدم أنه وثّقه في النص (46)، وفي الأصل الخطي حاشية نصها: «(ش) تقدم أن عقبة بن أبي الصهباء ثقة». بيانه أنه لو نقل من أصل لما ترك ما به الحاجة إليه.
ترجمة 201: "وماتت عائشة وأبو هريرة سنة خمس وخمسين"، وفي هامش الأصل الخطي حاشية نصها: «(ش) المشهور في وفاة عائشة رضي الله عنها... ثمان وخمسين، وقيل: سبع، وأبو هريرة رضي الله عنه صلى عليها، وتوفي في السنة التي توفيت فيها رضي الله عنها»، ولم ينبه.
فروق نسخ في الأصل الخطي الذي زعم أنه اعتمد عليه لم يثبتها متابعًا الدكتور نور سيف على ذلك
إذ أن د. نور سيف أثبت ما في أصله المعتمد، ولم يرجع إلى نسخة أحمد الثالث إلا في وقت الحاجة:
ص 30: "بسم الله الرحمن الرحيم، أنبأنا الشيخ أبو صابر"، وفي الأصل الخطي: «بسم الله الرحمن الرحيم، صلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم».
ترجمة 39: "وطلحة بن يحيى ثقة"، وفي الأصل الخطي: «طلحة بن يحيى ثقة». ولم ينبه.
ترجمة 4: "وسمعت سفيان بن عيينة مرة يقول"، وفي الأصل الخطي: «وسمعت سفيان بن عيينة يقول». ولم ينبه.
ترجمة 14: "... عن معاذ: «أنه إذا أدرك الإمام في التشهد صلى ركعتين؟. فقال: كذب باطل»"، وفي الأصل الخطي: «... عن معاذ، فقال كذب باطل». ولم ينبه أن متن الأثر سقط من الأصل.
ترجمة 52: "قلت: روى حديث زيد بن أرقم"، وفي الأصل الخطي: «قلنا له: روى حديث زيد بن أرقم».
ترجمة 56: "قلتُ: إسماعيل بن أمية"، وفي الأصل الخطي: «قلنا: إسماعيل بن أمية».
ترجمة 92: "وعبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب"، وفي الأصل الخطي: «عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب».
ترجمة 100: "وسمعت يحيى يقول"، وفي الأصل الخطي: «وسمعته يقول».
ترجمة 132: "أخوه مغيرة بن مسلم، سراج المدائن"، وفي الأصل الخطي: «... سراج بالمدائن».
ترجمة 138: "شعيب بن أبي حمزة، ليس به بأس، هو أعلم بالزهري من يونس"، وفي الأصل الخطي: «... ليس به بأس، وأعلم بالزهري من يونس».
ترجمة 145: " سمعت يحيى وسئل: من أوثق؛ بشر بن حرب، أو أبو هارون العبدي؟ فقال: ما لبشر يقاس به أبو هارون، أبو هارون ليس بشيء في الحديث "، وفي الأصل الخطي: «... فقال: بشر يقاس به أبو هارون؟ أبو هارون ليس بشيء في الحديث».
ترجمة 146: " يزيد الرقاشي، وأبان بن أبي عياش، ليسا بشيء"، وفي الأصل الخطي: « يزيد الرقاشي، وأبان بن أبي عياش، ليس هما بشيء».
ترجمة 152: "وسمعت يحيى يقول"، وفي الأصل الخطي: «وسمعته يقول».
ترجمة 178: "وسمعت يحيى وسئل"، وفي الأصل الخطي: «وسمعت يحيى سئل».
ترجمة 195: "حصين، وعطاء، أنكرا جميعا بأخرة"، وفي الأصل الخطي: «حصين، وعطاء بن السائب، أنكرا جميعًا بأخرة».
ترجمة 202: "سمعت يحيى يسأل"، وفي الأصل الخطي: «سمعت يحيى سئل»، ولم ينبه.
عنده: "وسمعته يسأل"، وفي الأصل الخطي: «وسمعته سئل»، ولم ينبه.
ترجمة 203: "أما ابن عباس وأبو هريرة فمشهور عنهما تسليمة"، وفي الأصل الخطي: « أما ابن عباس وأبو هريرة فمشهور عنهما بتسليمة ».
ترجمة 204: "... النبيذ، وإنما كان نبيذهم يجعلونه في التنور يشربونه اليوم واليومين والثلاثة، ويهريقونه "، وفي الأصل الخطي: "... يهريقونه»، ولم ينبه.
ترجمة 219: "سمعت يحيى بن معين يقول: أبو داود نفيع ليس بشيء"، وفي الأصل الخطي: «سمعت يحيى بن معين يقول: حدثني أبو داود نفيع ليس بشيء»، ولم ينبه.
ترجمة 239: "أيوب، ويونس بن عبيد"، وفي الأصل الخطي: « أيوب، ويونس»، ولم ينبه.
ترجمة 354: "وهب بن كيسان"، وفي الأصل الخطي: «ابن وهب بن كيسان».
ترجمة 358: "إسماعيل بن زكريا روى حديث حجية"، وفي الأصل الخطي: «إسماعيل بن زكريا روى في حديث حجية».
ترجمة 385: "الوليد بن أبي هشام هو أخوه، هو مولى عثمان بن عفان"، وفي الأصل الخطي: «الوليد بن أبي هشام هو أخوه مولى عثمان بن عفان».
ترجمة 405: "ولخليه له"، وفي الأصل الخطي: «ويحليه له».
أشياء محرفة في الأصل الخطي لم ينبه عليها:
ترجمة 49: "روى عنه أبو معاوية"، وفي الأصل الخطي: «روى عن أبي معاوية»، هو تحريف، ولم ينبه.
ترجمة 52: "سمعت يحيى يقول: الأجلح"، وفي الأصل الخطي: «سمعت يحيى الأجلح ». ولم ينبه.
ترجمة 54: "علي بن سارة"، وفي الأصل الخطي: «علي بن سادة»، وهو تحريف، ولم ينبه.
ترجمة 54: "قلتُ: ديلم بن غزوان؟ قال: صالح يروي ثلاثة أو أربعة أحاديث"، وفي الأصل الخطي: «قلتُ: ديلم بن غزوان؟ قال: صالح يروي ثلاث أربع أحاديث»، وصوبها ولم ينبه، ونبه د. نور سيف.
ترجمة 77: "وموسى بن عبيدة"، وفي الأصل الخطي: «وموسى بن عبيد»، وهو تحريف، ولم ينبه.
ترجمة 78: "وربيعة بن كلثوم بن جبر"، وفي الأصل الخطي: «وربيعة بن كلثوم بن خير»، وهو تحريف ولم ينبه.
ترجمة 207: "حديث خزيمة: في المسح"، وفي الأصل الخطي: «حديث كريمة: في المسح»، وهو تحريف، ولم ينبه.
ترجمة 254: "وعبد الله بن عصم"، وفي الأصل الخطي: «وعبد الله بن عاصم»، وهو تحريف، ولم ينبه.
ترجمة 267: "حيان بياع الأنماط ثقة"، وفي الأصل الخطي: «حبان...»، وهو تحريف، ولم ينبه.
ترجمة 296: "عن أبي هند الداري"، وفي الأصل الخطي: «عن أبي هند الرازي»، وهو تحريف، ولم ينبه.
ترجمة 317: "إسماعيل بن مجالد، صالح"، وفي الأصل الخطي: «إسماعيل بن خالد، صالح»، تحريف، ولم ينبه.
ترجمة 344: "ابن رقيش"، وفي الأصل الخطي: «ابن أقيش»، تحريف، ولم ينبه.
ترجمة 393: "قال يحيى: ولم أر في أصحاب شعبة"، وفي الأصل الخطي: « قال يحيى: ولم في أصحاب شعبة »، ولم ينبه.
وهذا السفر يستحق أمثل من هذه الخدمة، وأتمنى أن يهيء الله ذلك لبعض الأفاضل .




______________________________ __________
[1] شرح علل الترمذي لابن رجب (1/218).
[2] نقلًا عن الكتاب التعريفي لموسوعة أقوال يحيى بن معين في الأحاديث والرجال، للدكتور أحمد محمد نور سيف.
[3] نقلًا عن مقدمة تحقيق الدكتور أحمد محمد نور سيف (ص12).
([4]) مقدمة تحقيق سنن أبي داود للأستاذ محمد عوامة (1/35).