ولا أدري من هؤلاء الأعلام من السلف والخلف-كما زعم هذا النكرة-، الذين يخالفون إجماع العلماء قديماً وحديثاً، في عدم سلوك الطريقة المشهورة المقررة عند علماء الحديث، بل علماء الشريعة قاطبة، وينصرفون من ذلك، إلى عرضه على ما زعم هذا الجاهل الأنوك!المنهج الذي حكم آلية الاشتغال بنقد الحديث، والذي ساد العقل الإسلامي، والسفلي منه خاصة، منذ ختم مدونات الحديث وحتى اليوم، هو ذلك المنهج الذي يكتفي بالبحث في أحوال الرواة، أو سلسلة السند، وعلى ضوء جرحهم أو تعديلهم، يُحكم على الحديث، إن كان صحيحا أو حسنا أو ضعيفا أو شاذا أو منكرا أو باطلا. أما نقد متن الحديث، وخاصة من ناحية موافقة مضمونه لسنن الطبيعة، أو لطبائع العمران البشري، كما عند ابن خلدون، فلم يحظ بذيوع أو انتشار، رغم محاولات بعض الأعلام من السلف والخلف إيجاد موطئ قدم له في منظومة علم مصطلح الحديث، والذين ذهبت محاولتهم أدراج الرياح، ودفنت كما دفن غيرها من بذور العقلانية الإسلامية،
وأحاديث هذا الباب لا تصح بحالٍ. فكيف يستدل بما هو ضعيف ومنكر، ويترك الجبال الرواسي الشوامخ، من الآحاديث والآثار والأقوال، التي تثبت خلاف ذلك!رغم أن أولئك الأعلام كانوا يستصحبون الشرعية لمنهجهم من عدة آثار نبوية، منها قوله صلى الله عليه وسلم:"إذا رُوي لكم عني الحديث فاعرضوه على كتاب الله، فإن وافق فاقبلوه، وإلا فردوه"،
وهذا الحديث الصواب أنه مرسل ضعيف، وعلى فرض ثبوته؛ فلا يأصل لما يدعو إليه هذا النكرة!وقوله صلى الله عليه وسلم:" إذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم، وتلين له أشعاركم وأبشاركم، وترون أنه منكم قريب، فأنا أولاكم به. وإذا سمعتم الحديث عني تنكره قلوبكم، وتنفر منه أشعاركم وأبشاركم، وترون أنه منكم بعيد، فأنا أبعدكم منه".
هكذا قال هذا النكرة!إهالة التراب على منهج نقد متون الأحاديث، الذي كانت أزاهيره تتفتح في وقت مبكر جدا من عمر الحضارة العربية الإسلامية، والاكتفاء بنقد أسانيدها فحسب
وما قاله هذا النكرة؛ كذب وافتراء، وضرب من شبهات المستشرقين ومن نحا نحوهم، في هذا الباب!
والدارس لعلوم الحديث؛ يعلم جيداً أن المحدثين، اعتنوا بالمتن، كاعتناءهم بالسند، تماماً بتمامٍ، بل من شروط الحديث الصحيح: ألا يكون شاذاً أو معلاً، وكلاهما يشملان (السند والمتن)، هذا ما باقي الشروط أيضاً لقبول المتن، وإلا فكيف يقبل!
فهذا الكلام كلام معروفٌ مخرجه، ونجاسة منبعه!
ولقد ألفت كتباً للرد على هذه الشبهات، مثل:
أما عن الكتب المنهجية في دراسة المتون ونقدها :
-اهتمام المحدثين بنقد الحديث سندًا ومتنًا، للدكتور محمد لقمان السلفي pdf
- مقاييس نقد متون السنة لمسفر بن غرم الله الدميني.
- اهتمام المحدثين بنقد الحديث سندا ومتنا لمحمد لقمان السلفي .
- جهود المحدثين في نقد متن الحديث النبوي الشريف لمحمد طاهر الجوابي .
- منهج نقد المتن عند علماء الحديث النبوي لصلاح الدين الإدلبي.
- نقد المتن عند الإمام النسائي في السنن الكبرى لمحمد مصلح محمد الزعبي .
- نقد المتن وعلاقته بالحكم على رواة الحديث عند علماء الجرح والتعديل : خالد بن منصور الدريس .
- دراسات في منهج النقد عند المحدَّثين لمحمد علي قاسم العمري.
- منهج النقد عند المحدثين نشأته وتاريخه لمحمد مصطفى الأعظمي.
- أسباب اختلاف المحدَّثين - دراسة نقدية مقارنة حول أسباب الاختلاف في قبول الأحاديث وردها لخلدون محمد سليم الأحدب.
وقبل الكل، قام شيخ الإسلام ابن القيم بوضع بعض الضوابط لنقد متون السنة في كتابه الفذ " المنار المنيف في الصحيح والضعيف .
تنبيه: الكتب منقولة.
وكما قلتُ سابقا: كلامٌ عُرف مخرجه، ونجاسة منبعه، وحماقة ناقله!أدى بجامعي الحديث إلى أن يدونوا في أسفارهم "أحاديث" كثيرة نسبوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ليس فيها، كما يقول الأستاذ:إبراهيم فوزي، في كتابه (تدوين السنة)، سنة ولا تشريع ولا عبادة ولا معاملة، ولا علم ولا شيء يفيد المسلمين في دينهم أو دنياهم. كما رووا "أحاديث" ينكرها العلم والحس والعقل ولا تقرها الشريعة، و"أحاديث" تنسخ القرآن وتلغي أحكامه، و"أحاديث" متناقضة، وأحاديث تمس مقام النبوة.
وللحديث بقيةٌ، إن شاء ربي في علاه
بارك الله فيك وسدد الله رميك وشكر الله سعيك ..... أثلجت صدري ، أصبح كل من هب يلج في هذا العلم !!تبا لهم كيف ينشرون الشبهات في قلوب الناس !!
هنا رد في هذا الملف الصوتي :
http://www.clear-audio.com/files/alsaad/naqd_mtoon.mp3