تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: هل يمكن للأحياء سماع صوت المعذب في قبره ؟

  1. Post هل يمكن للأحياء سماع صوت المعذب في قبره ؟

    هل يمكن للأحياء سماع صوت المعذب في قبره ؟

    الحمد لله وحده، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه، وبعد:

    فقد انتشر تسجيل لأصوات مخيفة زعم بعضهم أنها أصوات المعذبين في النار.
    وقد كتبت قديما في ملتقى أهل الحديث إفادات جول هذه المسألة، أحببت أن أجمعها هنا للفائدة.

    ما ورد في هذا التسجيل يخالف الأحاديث الصحيحة
    ففي صحيح مسلم ج: 4 ص: 2199
    2867 حدثنا يحيى بن أيوب وأبو بكر بن أبي شيبة جميعا عن ابن علية قال ابن أيوب حدثنا ابن علية قال وأخبرنا سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري عن زيد بن ثابت قال أبو سعيد ولم أشهده من النبي صلى الله عليه وسلم ولكن حدثنيه زيد بن ثابت قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم في حائط لبني النجار على بغلة له ونحن معه إذ حادت به فكادت تلقيه وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة قال كذا كان يقول الجريري فقال (من يعرف أصحاب هذه الأقبر) فقال رجل أنا قال (فمتى مات هؤلاء) قال ماتوا في الإشراك فقال إن هذه الأمة تبتلى في قبورها فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه
    فهذا الحديث عام في عذاب القبر وأنهم لايسمعون أصوات المعذبين في قبورهم وليس في حالة خاصة

    ولم يصح عن النبي صلى اله عليه وسلم استثاء شيء منه
    وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أشفق على الصحابة رضوان الله عليه وخشي أن يسمعوا أصوات المعذبين في قبورهم حتى لايحصل منهم ترك التدافن فغيرهم من باب أولى .

    فقد يجتهد بعض العلماء ويحسب أن هذه أصوات للمعذبين في قبورهم فيخبر بما سمع وهو صادق في إخباره ، ولكن يبقى احتمال قوي بأن ما سمعوه ليس من عذاب القبر لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بعدم سماعهم لعذاب الميت في قبره
    فنحمل ما جاء عن بعض أهل العلم -على جلالتهم-أنه وهم وظن ، والله أعلم
    ولا نستثني بما سمعوه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فليسوا بمعصومين من الخطأ والوهم ولم يحصل إجماع أو اتفاق من العلماء حتى نجزم بالاستثناء.
    فنبقى على الأصل الذي أخبرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم .

    وقال الإمام البخاري في صحيحه(1314): حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث حدثنا سعيد عن أبيه أنه سمع أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة قالت قدموني وإن كانت غير صالحة قالت لأهلها يا ويلها أين يذهبون بها يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ولو سمع الإنسان لصعق

    وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال( العبد إذا وضع في قبره وتولي وذهب أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فأقعداه فيقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال انظر إلى مقعدك من النار أبدلك الله به مقعدا من الجنة قال النبي صلى الله عليه وسلم فيراهما جميعا
    وأما الكافر أو المنافق فيقول لا أدري كنت أقول ما يقول الناس فيقال لا دريت ولا تليت
    ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين) أخرجه البخاري(1338) ومسلم(2870)

    قال الحافظ في الفتح(3/240)

    (يسمعه خلق الله كلهم غير الثقلين(
    وهذا يدخل فيه الحيوان والجماد لكن يمكن أن يخص منه الجماد
    ويؤيده أن في حديث أبي هريرة عند البزار (يسمعه كل دابة الا الثقلين ) والمراد بالثقلين الإنس والجن قيل لهم ذلك لأنهم كالثقل على وجه الأرض
    قال المهلب: الحكمة في أن الله يسمع الجن قول الميت قدموني ولا يسمعهم صوته إذا عذب بأن كلامه قبل الدفن متعلق بأحكام الدنيا، وصوته إذا عذب في القبر متعلق بأحكام الآخرة .
    وقد أخفى الله على المكلفين أحوال الآخرة الا من شاء الله إبقاء عليهم كما تقدم) انتهى.

    وقال الإمام البخاري في صحيحه(1314) حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث حدثنا سعيد عن أبيه أنه سمع أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة قالت قدموني وإن كانت غير صالحة قالت لأهلها يا ويلها أين يذهبون بها يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ولو سمع الإنسان لصعق )

    قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ج: 3 ص: 185

    قوله ( لصعق ) أي لغشى عليه من شدة ما يسمعه
    وربما أطلق ذلك على الموت والضمير في يسمعه راجع إلى دعائه بالويل أي يصيح بصوت منكر لو سمعه الإنسان لغشى عليه
    قال ابن بزيزة هو مختص بالميت الذي هو غير صالح وأما الصالح فمن شأنه اللطف والرفق في كلامه فلا يناسب الصعق من سماع كلامه انتهى
    ويحتمل أن يحصل الصعق من سماع كلام الصالح مألوف
    وقد روى أبو القاسم بن مندة هذا الحديث في كتاب الأهوال بلفظ (لو سمعه الإنسان لصعق من المحسن والمسيء)
    فإن كان المراد به المفعول دل على وجود الصعق ثم سماع كلام الصالح أيضا وقد استشكل هذا مع ما ورد في حديث السؤال في القبر (فيضربه ضربة فيصعق صعقة يسمعه كل شيء الا الثقلين والجامع بينهما الميت والصعق
    والأول استثنى فيه الإنس فقط والثاني استثنى فيه الجن والأنس والجواب أن كلام الميت بما ذكر لا يقتضي وجود الصعق وهو الفزع الا من الآدمي لكونه لم يألف سماع كلام الميت بخلاف الجن في ذلك

    وأما الصيحة التي يصيحها المضروب فإنها غير مألوفة للإنس والجن جميعا لكون سببها عذاب الله ولا شيء أشد منه على كل مكلف فاشترك فيه الجن والإنس والله أعلم
    واستدل به على أن كلام الميت يسمعه كل حيوان ناطق وغير ناطق لكن قال ابن بطال هو عام أريد به الخصوص وأن المعنى يسمعه من له عقل كالملائكة والجن والإنس لأن المتكلم روح وإنما يسمع الروح من هو روح مثله وتعقب بمنع الملازمة إذ لا ضرورة إلى التخصيص بل لا يستثنى الا الإنسان كما هو ظاهر الخبر وإنما اختص الإنسان بذلك إبقاء عليه وبأنه لا مانع من انطاق الله الجسد بغير روح كما تقدم والله تعالى أعلم . انتهى.

    أما ما نقله بعض أهل العلم من سماع بعض الأحياء عذاب بعض الموتى في قبورهم، فيجاب عنه بأن هذه الآثار الواردة في ذلك لو صحت عن المنقول عنهم فلا نجزم بأنهم سمعوا عذاب القبر ، فظاهر حديث مسلم السابق أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع أصوات المعذبين ولم يسمعها الصحابة ثم قال (فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه .
    وأصوات المعذبين في قبورهم لاتعرف صفتها لأنها من الغيب الذي غيب الله عنا ، ولا يسمعه الثقلان كما صحت بذلك الأحاديث، فمن سمع صوتا من قبر أو نحوه حتى لو قال إنه سمع صوت عذاب الميت فلا نجزم بذلك ، فما الذي يدريه أن هذا الصوت الذي سمعه هو صوت عذاب القبر الذي لايسمعه الثقلان ، فقد يكون من أصوات الشياطين أو غيرها ، وقد دلت الأدلة من الكتاب والسنة على إمكانية سماع الإنسان لأصوات الشاطين والجن .
    فما دام المسألة لم يثبت فيها إجماع أو اتفاق من أهل العلم على إمكانية سماع بعض الناس لأصوات المعذبين فحينئذ تبقى النصوص الصحيحة السابقة على ظاهرها في عدم سماع أصوات المعذبين فهي نصوص عن المعصوم صلى الله عليه وسلم الذي لاينطق عن الهوى ، فلا نستثني منها أو نعارضها بآثار وحكايات قد يكون لها بعض المحامل التي لاتخالف ظاهرها.


    وهذه الأصوات التي يسمعها بعض الناس من جهة القبور لانستطيع الجزم بأنها أصوات المعذبين فقد تكون من أصوات الجن أو غير ذلك
    والأحاديث صريحة بعدم سماع الثقلين لأصوات المعذبين
    وما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره فهو اجتهاد منهم في تفسير بعض الأصوات التي تسمع من جهة القبور ، فظنها بعضهم أصوات المعذبين في القبور ، وهذا أمر لايمكن الجزم به فإن أصوات المعذبين من الغيب المخفي وحياتهم حياة برزخية مختلفة عن الحياة الدنيا ولانعلم كيفية أصواتهم في هذه الحياة فقد يكون لها طريقة مختلفة عن أصوات أهل الدنيا .

    فنحن حفظكم الله أمام نصوص صريحة صحيحة من معصوم تدل على نفي سماع أصوات المعذبين في قبورهم
    ويقابلها اجتهادات من غير معصومين في إثبات بعض وقائع أعيان تحتمل محامل متعددة من كون هذه الأصوات التي سمعوها هي أصوات الشياطين أو غيرها ولايمكن الجزم بأنها أصوات المعذبين .

    في صحيح مسلم عن زيد بن ثابت قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم في حائط لبني النجار على بغلة له ونحن معه إذ حادت به فكادت تلقيه وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة قال كذا كان يقول الجريري فقال (من يعرف أصحاب هذه الأقبر) فقال رجل أنا قال (فمتى مات هؤلاء) قال ماتوا في الإشراك فقال

    ( إن هذه الأمة تبتلى في قبورها فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه

    فالنبي صلى الله عليه وسلم بين لنا أن أصوات المعذبين لاتسمع من قبل الصحابة رضي الله عنهم ، وهو يسمعها في نفس الوقت ، وخشي من عدم دفن الصحابة لموتاهم عند سماعهم لأصوات المعذبين ، فما بالك بغير الصحابة لو سمعوها ، فنؤمن بحديث نبينا صلى الله عليه وسلم ونقدمه على قول كل أحد كائنا من كان.

    قال الإمام البخاري في صحيحه(1314) حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث حدثنا سعيد عن أبيه أنه سمع أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة قالت قدموني وإن كانت غير صالحة قالت لأهلها يا ويلها أين يذهبون بها يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ولو سمع الإنسان لصعق )

    وفي هذا الحديث الصحيح يبين لنا النبي صلى الله عليه وسلم أن أصوات الحياة البرزخية تختلف عن أصوات الدنيا وأن الانسان لو سمعها لصعق ، فدل ذلك على أن هذه الأصوات التي يتوهم البعض أنها للمعذبين ليست كذلك وإلا فلو سمعها الإنسان لصعق كما أخبرنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم .

    وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال( العبد إذا وضع في قبره وتولي وذهب أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فأقعداه فيقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال انظر إلى مقعدك من النار أبدلك الله به مقعدا من الجنة قال النبي صلى الله عليه وسلم فيراهما جميعا
    وأما الكافر أو المنافق فيقول لا أدري كنت أقول ما يقول الناس فيقال لا دريت ولا تليت
    ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين) أخرجه البخاري(1338) ومسلم(2870)

    فهذا يدل على أن صوت المعذب في القبر ليس من جنس صوت أهل الدنيا لأن أصوات أهل الدنيا تسمع عادة أما هذا فهو يصيح في القبر ولايسمعه الإنس والجن .

    وكتب : عبدالرحمن بن عمر الفقيه
    مكة بلد الله الحرام.
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: هل يمكن للأحياء سماع صوت المعذب في قبره ؟

    نقل طيب ، نفع الله بك وبصاحب المقال .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي رد: هل يمكن للأحياء سماع صوت المعذب في قبره ؟

    بارك الله فيك أخي الكريم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •