ذكر الذهبي في السير في ترجمة الامام ابو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله:

أخبرنا أبو محمد بن علوان ، أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم ، أخبرنا عبد المغيث بن زهير ، حدثنا أحمد بن عبيد الله ، حدثنا محمد بن علي العشاري ، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني ، أخبرنا محمد بن مخلد ، أخبرنا العباس الدوري ، سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام -وذكر الباب الذي يروى فيه الرؤية ، والكرسي موضع القدمين وضحك ربنا ، وأين كان ربنا - فقال : هذه أحاديث صحاح حملها أصحاب الحديث والفقهاء بعضهم عن بعض ، وهي عندنا حق لا نشك فيها ، ولكن إذا قيل : كيف يضحك ؟ وكيف وضع قدمه ؟ قلنا : لا نفسر هذا ، ولا سمعنا أحدا يفسره .

قلت –يعني الذهبي- : قد فسر علماء السلف المهم من الألفاظ وغير المهم ، وما أبقوا ممكنا ، وآيات الصفات وأحاديثها لم يتعرضوا لتأويلها أصلا ، وهي أهم الدين ، فلو كان تأويلها سائغا أو حتما ، لبادروا إليه ، فعلم قطعا أن قراءتها وإمرارها على ما جاءت هو الحق ، لا تفسير لها غير ذلك ، فنؤمن بذلك ، ونسكت اقتداء بالسلف ، معتقدين أنها صفات لله تعالى ، استأثر الله بعلم حقائقها ، وأنها لا تشبه صفات المخلوقين ، كما أن ذاته المقدسة لا تماثل ذوات المخلوقين ، فالكتاب والسنة نطق بها ، والرسول -صلى الله عليه وسلم- بلغ ، وما تعرض لتأويل ، مع كون الباري قال : لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ فعلينا الإيمان والتسليم للنصوص ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم