تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: يوم عاشوراء و تهنئة النصارى بأعيادهم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    الدولة
    الأرض لله
    المشاركات
    31

    افتراضي يوم عاشوراء و تهنئة النصارى بأعيادهم

    كل عام ومع اقتراب رأس السنة الميلادية تثور قضية منع تهنئة النصارى بأعيادهم أو الترخيص به والذي ذهب إليه بشرط ألا يكون في الفاظ التهنئة مافيه إقرار بعقيدتهم.


    والواقع أن القول في الترخيص بالتهنئة ضعيف جدا بل هو من الشواذ فقل نقل ابن القيم رحمه الله الإتفاق على المنع من ذلك وبين خطورته الكبيرة في أحكام أهل الذمة (1/441-442):

    (وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول : عيد مبارك عليك أو تهنأ بهذا العيد ونحوه فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه) أ.هـ

    والقول بالترخيص على شذوذه اعتمد على قوله تعالى:

    (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين)

    والبروالقسط يكون بإعطائهم حقوقهم ولابأس في عيادة مريضهم وتهنئتهم بسيارة جديدة أو ترقية في عمل لكن

    هل تهنئة النصارى بأعيادهم من البر ؟

    بالقطع لا فآي القرآن الكريم التي تتحدث بكل رقة ورفق عن أهل الذمة المسالمين وبرهم ومعاملتهم بالقسط في التعامل تتحدث بكل شدة ووعيد عند الحديث عن أمر العقيدة

    (وقالوا اتخذ الرحمن ولداً (*) لقد جئتم شيئاً إداً (*) تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هداً ) مريم 88-90

    (وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا (*) ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا) الكهف 4-5

    فكيف ينذر رب العالمين ونهنيء نحن؟

    كيف نهنئهم بشتم الله؟

    وهم يحتفلون بميلاد ابنه –بزعمهم- وقد جاء في صحيح البخاري :

    (قال الله: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك فأما تكذبيه إياي فزعم أني لا أقدر أن أعيده كما كان وأما شتمه أياي فقوله لي ولد فسبحاني أن أتخذ صاحبة أو ولدا) البخاري 4482

    ولكن يشغب على ذلك بأن التهنئة تحرم في عيد القيامة عن النصارى فهو كفر قطعي مخالف للعقيدة بزعم صلب المسيح وقيامه من الموت أما ميلاد المسيح عليه السلام فهو يتوافق مع اعتقادنا فما الحرج في التهنئة ؟

    وسنتغاضى عن نقاش مسألة بدعية الإحتفال بميلاد الأنبياء و سنتغاضى كذلك عن مدى صحة تاريخ ميلاد المسيح الذي يتداولونه ولكن لنتأمل موقف النبي عليه الصلاة والسلام عند احتفال يهود المدينة بيوم عاشوارء ماذا فعل ؟

    كان النبي عليه الصلاة والسلام يصوم يوم عاشوراء في مكة قبل قدومه للمدينة بل كانت قريش تصومه في الجاهلية ولعله كان من آثار الحنيفية الباقية فيهم

    (كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء فمن شاء صامه ومن شاء تركه) متفق عليه

    ولما قدم النبي المدينة وجد اليهود يصومونه فسألهم عن ذلك

    (لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة واليهود تصوم عاشوراء فسألهم فقالوا : هذا اليوم الذي ظهر فيه موسى على فرعون فقال صلى الله عليه وسلم : نحن أولى بموسى منهم فصوموه) البخاري 4737

    فتأمل التالي

    - نحن واليهود نؤمن بنجاة موسى عليه السلام من فرعون
    - كان النبي يصوم هذا اليوم وكانت اليهود تصومه

    فليس في الأمر مايخالف العقيدة فالمناسبة واحدة و جنس العبادة أو الإحتفال واحد فهو أمر يكاد يصل إلى التطابق فهل هنأهم النبي عليه الصلاة والسلام ؟!

    العكس تماما الذي حدث .. لقد بين النبي عليه الصلاة والسلام تمايزنا في العقيدة واختلافنا عنهم فقال (نحن أولى بموسى منهم) بل ندب لمخالفة اليهود بصيام يوم قبله كما ثبت في صحيح مسلم (1134)


    ( حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا يارسول الله : إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع)

    فتأمل مقدار التطابق في المناسبة وحرص النبي رغم ذلك على التمايز عنهم ومخالفتهم وبيان الخلاف لاتهنئتهم ولو كان هذا من البر لما فات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأرشد إليه وحرص عليه.

    فماظنك والنصارى اليوم يحتفلون بميلاد إله أو ابن إله لا بميلاد نبي!

    أخيرا فالحرج الذي قد يولده تهنئة النصارى للمسلمين في أعيادهم يمكن رفعه بشكرهم على التهنئة واحسان الكلام لهم في حينه بما لايخالف العقيدة لاانتظار قدوم اعيادهم لتهنئتهم فيها.

    والله أعلم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    17,333

    افتراضي

    هذه الأيام صرنا نرى بعض المنتسبين للإسلام صاروا يحتفلون بأعياد النصارى وقد رأيثُ بعضهم يضع القبعة الحمراء في سيارته ويُلبس أبناءهم وبناته ملابس "بابا نويل" بمناسبة حلول عيد الميلاد المزعوم , والذي يؤلم أن بعض المنتسبين إلى الإسلام يقوم بدفع مبلغ من المال لـ"بابا نويل" ليُحضر بها هدايا لأبنائهم في ليلة العيد المزعوم , وبعض خطباء المساجد هنئوا النصارى في خطبة الجمعة الفائتة حيث قال أحدهم: "نُهنيء أنفسنا ونهنيء إخواننا المسيحيين..."؟؟

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •