نحن الآن طلاب علم ، كما تعلمون مما يعاب علينا أنه ليس لنا شيوخ ، وهذه حقيقة واقعة ، لكننا مع ذلك أحسن من غيرنا ، لأننا عرفنا أنه لا شيوخ لنا ، وبالتالي لا علم عندنا ، فنحاول أن نستدرك هذا النقص بجهدنا الخاص .
فأين مثلي وابن تيمية ؟
ابن تيمية عاش في مجتمع علمي كما قلنا ، واتصل بعشرات المشايخ ، وحضر دروسهم .
فما مثلي ومثل ابن تيمية كمثل ذلك العربي الأندلسي - عباس بن فرناس - ، الذي حاول أن يخترع الطائرة ، كيف كان مصيره الهلاك والموت .
لماذا ؟ لأنه أول من حاول أن يخترع الطائرة ، لكن الآن هذه الطائرة صارت شيء بدهي ، وكل يوم يتفننوا فيها بفنون كثيرة جدا وكثيرة جدا .
فالذي يريد أن يصنع الطائرة الآن هو ليس كالعباس ذاك ، هذا مستفيد من التمارين ومن التجارب والأساتذة والمعلمين الذين درس على أيديهم .
هذا مثل ابن تيمية ، ومثل العباس ، فيَّ أنا .
لو عشنا نحن كما عاش ابن تيمية ربما كنا صرنا علماء في كل علم ، وفي كل فن .
ابن تيمية كان له عشرات المشايخ ، ويذكرون في ترجمة أبي حنيفة ، وأرجو ألا يكون فيه مبالغة ، أنه كان له ألف شيخ ، وهذا ما يستبعد ، لأنه واقعيا نعلم من معجم الطبراني الصغير أنه كان له أكثر من ألف شيخ .
ففكروا معي الآن .
هذا الطالب للعلم ، أو هذا العالم الذي كان له ألف شيخ ؛ مثل هذا الفريخ الذي ليس له شيخ ؟ ، لا يستويان مثلا أبدا .
ولذلك أرجو أن تضعوا نصب أعينكم هذه الحقيقة .
نحن الآن ننشئ أنفسنا بأنفسنا ، ولا نستطيع أن نقدم إلى الآخرين ما يرجون منا ، لأنه أمر سابق لأوانه .
===
الشيخ الألباني قبل وفاته بسنين قليلة .
أفادنيها الأخ الفاضل: عمرو بسيوني.