تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: عدالة الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم

  1. #1

    افتراضي عدالة الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم

    - مذهب أهل السنة والجماعة في عدالة الصحابة -رضي الله عنهم-:
    اختص الله الصحابة رضي الله عنهم بخصيصة ليست لطبقة من الناس غير طبقتهم وهي أنهم لا يسأل عن عدالتهم فهم جميعاً عدول ثبتت عدالتهم بأقوى ما تثبت به عدالة أحد فقد ثبت بالكتاب والسنة والاجماع والمعقول.
    يعتقد أهل السنة والجماعة أن للصحبة شرفا عظيما يمنح صاحبها ميزه خاصة بل يرون أن فضيلة الصحبة لا يعدلها عمل.
    قال الامام النووي: (وفضيلة الصحبة ولو لحظة لا يوازيها عمل ولا تنال درجتها بشيء والفضائل لا تؤخذ بالقياس ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء).
    فمذهب أهل السنة والجماعة أن الله حين : ((أرسل رسوله بالحق ليظهره على الدين كله )) سورة الصف آية (9) اختار لصحبته وتلقي الشريعة عنه قوما هم أفضل هذه الأمة التي هي خير الأمم فشرفهم بصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وخصهم بالحياة الدنيا بشرف رؤيته والنظر إليه وسماع حديثه وقد بلغوا عن النبي صلى الله عليه وسلم ما بعثه الله به من النور والهدى على أكمل الوجوه وأتمها فكان لهم الأجر العظيم لصحبتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والجهاد معه في سبيل الله وأعمالهم الجليلة في نشر الاسلام ولهم مثل أجور من بعدهم لأنهم الواسطة بينهم وبين الرسول صلى الله عليه وسلم ومن دعا إلى هدى كان له من الاجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا.
    ومعتقدهم في الصحابة ((وسط بين طرفي الإفراط والتفريط وسط بين المفرطين الغالين الذين يرفعون من يعظمون منهم إلى ما لا يليق إلا بالله أو برسله وبين المفرطين الجافين الذين ينتقصونهم ويسبونهم فهم وسط بين الغلاة والجفاة يحبونهم جميعا وينزلونهم منازلهم التي يستحقونها بالعدل والإنصاف فلا يرفعونهم إلى ما لا يستحقون ولا يقصرون بهم عما يليق بهم فألسنتهم رطبه بذكرهم الجميل اللائق بهم وقلوبهم عامرة بحبهم وما صح فيما جرى بينهم من خلاف فهم فيه مجتهدون إما مصيبون ولهم أجر الإجتهاد وأجر الإصابة وإما مخطئون ولهم أجر الاجتهاد وخطؤهم مغفور وليسوا بمعصومين بل هم بشر يصيبون ويخطئون ولكن ما اكثر صوابهم بالنسبة لصواب غيرهم وما أقل خطأهم إذا نسب إلى خطأ غيرهم ولهم من الله المغفرة والرضوان )).
    لذلك فإن أهل السنة والجماعة يرون أن شرف الصحبة يضيف على صاحبه اطلاق مفهوم العدالة عليه وهذا قول كل من يعتد به منهم فإنهم يقولون بتعديل جميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من أسلم منهم قبل الفتح ومن أسلم بعده ومن لابس الفتن أو لم يلابس.
    والامام ابن صلاح حيث قال في مقدمته : إن الأمة مجمعة على تعديل جميع الصحابة .
    والامام النووي حيث قال في شرحه على صحيح مسلم : اتفق اهل الحق ومن يعتد به في الاجماع على قبول شهادتهم وروايتهم وكمال عدالتهم
    -رضي الله عنهم أجمعين-.
    وقال في التقريب : الصحابة كلهم عدول من لابس الفتن وغيرهم بإجماع من يعتد به.
    ويعتقد أهل السنة والجماعة أن الصحبة رضي الله عنهم اكتسبوا هذا التعديل بتعديل الله تعالى لهم وثنائه عليهم وثناء رسول صلى الله عليه وسلم لهم وأن الحال التي كانوا عليها شاهدة على ذلك.
    واستدل أهل السنة بأدلة كثيرة من القرآن والسنة على عدالة الصحابة رضوان الله عليهم فمن أدلة القرآن :
    قوله تعالى : ((وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا)) سورة البقرة آية (143)
    في الآية بيان أفضلية هذه الأمة وأن الله جعلها أمة وسطا والوسط هو العدل كما في تفسير الزمخشري , وفي التنزيل : ((قال أوسطهم)) أي: أعدلهم وخيرهم , وعن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : ((وكذلك جعلناكم أمة وسطا)) قال: عدلا – في صحيح البخاري –
    وقال زهير:
    هم وسط يرضى الأنام بحكمهم – إذا نزلت إحدى الليالي بمعظم
    ووجه الاستدلال بالآية : أنه أخبر أنه جعلهم خيارا عدولا فهم خير الأمم وأعدلها في أقوالهم وأعمالهم إرادتهم ونياتهم وبهذا استحقوا أن يكونوا شهداء للرسل على أممهم يوم القيامة.
    ومن الأدلة قوله تعالى : ((والسابقون الأولون من المهاجرين ولأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم )) سورة التوبة آية (100)
    ومن أدلة السنة :
    عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدا أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه) متفق عليه.
    في هذا الحديث نهي صريح عن سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي هذا الفضل والثناء لهم والتكريم والتبجيل تنويه لمكانتهم وتشريف لمنزلتهم ثم إن السب تجريح ومن نهي عن تجريحه قلنا بتعديله.

    المراجع :
    · كتاب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    تأليف/عيادة أيوب الكبيسي.
    · كتاب عدالة الصحابة عند المسلمين
    تأليف الدكتور/ محمد محمود لطيف الفهداوي.
    · كتاب منهج النقد في علوم الحديث
    تأليف الدكتور/ نور الدين عتر.

  2. افتراضي رد: عدالة الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم

    بارك الله فيكم.
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •