هذا النص ثابت عن الإمام البخاري -إن شاء الله-؛ فقد جاء في«سنن أبي داود» نسخة برنستون (ق 114/ 2) في الحاشية:
«قال البخاري: صالح بن محمد بن زائدة أبو واقد الليثي المدني، تركه سليمان بن حرب، منكر الحديث، روى عن سالم، عن ابن عمر، عن عمر رفعه، قال:«من غلّ فاحرقوا متاعه!». وقد روى ابن عباس، عن عمر، عن النبي -عليه السلام- في الغلول، ولم يَحْرِق.
قال محمد: عامة أصحابنا يحتجون بهذا الحديث في الغلول، وهو حديث باطل! وقال: ليس له أصل، وذكر غيرُ واحد عن النبي -عليه السلام- في الغلول، ولم يذكروا الحرق، وصالح هذا منكر الحديث، لا يعتمد عليه. اهـ
وقال أحمد بن حنبل: ما أرى بحديثه بأسا». اهـ
وقال الحافظ مغلطاي في «إكمال تهذيب الكمال» (6/ 343):
« قال البخاري: منكر الحديث تركه سليمان بن حرب، روى عن سالم عن أبيه عن عمر رفعه: «من وجدتموه قد غل فأحرقوا متاعه» لا يتابع عليه، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «صلوا على صاحبكم»، ولم يحرق متاعه، كذا ذكره المزي، وكأنه نقل من غير أصل إذ لو كان من أصل لرأى عنده - من غير فصل بين القولين وبه يتم الإنكار على صالح؛ لأنه روى عن عمر ما خالفه الثقات عن عمر نفسه ثم أتبعه برواية غيره وهو -: قال البخاري: وقد روى ابن عباس عن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الغلول ولم يحرق، قال محمد: وعامة أصحابنا يحتجون بهذا الحديث في الغلول، وهو حديث باطل ليس له أصل، ذكر غير واحد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الغلول ولم يذكر الحرق، وصالح هذا منكر الحديث لا يعتمد عليه،
كذا هو ثابت في «التاريخ الكبير» بخط أبي ذر، وابن الأبار، وابن ياميت رحمه الله تعالى». اهـ
نص الإمام الترمذي أن الإمامين أحمد وإسحاق يقولان بالحديث، ولعله مذهب الأئمة: الحميدي وابن المديني وابن معين، وهؤلاء الخمسة قال فيهم الإمام البخاري في «رفع اليدين في الصلاة» (ص 10 و40):
«هؤلاء أهل العلم من أهل زمانهم». اهـ
فلعلهم المقصودون من قول الإمام البخاري (عامة أصحابنا).
والله أعلم.