تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
النتائج 41 إلى 47 من 47

الموضوع: الزاد الثمين في تراجم العلماء المعاصرين

  1. #41
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: الزاد الثمين في تراجم العلماء المعاصرين

    ترجمة العلامة عبد المحسن البدر
    هو الشيخ المحدث الفقيه الوَرِع عبدالمحسن بن حمد بن عبد المحسن بن عبد الله بن حمد بن عثمان آل بدر، وأسرة آل بدر من آل جلاس من قبيلة عنزة إحدى القبائل العدنانية ، والجد الثاني عبد الله ولقبه ( عباد ) وقد اشتهر بالانتساب إلى هذا اللقب بعض أولاده ومنهم المترجم له ، وأمه ابنة سليمان بن عبد الله آل بدر.
    ولد الشيخ عبدالمحسن العباد عقب صلاة العشاء من ليلة الثلاثاء من شهر رمضان عام 1353 هـ في بلدة الزلفي ، ونشأ وشب فيها ، وتعلم مباديء القراءة والكتابة في الكُتاب عند بعض مشايخ الزلفي، منهم:
    1- الشيخ عبد الله بن أحمد المنيع .
    2- الشيخ زيد بن محمد المنيفي .
    3- الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الغيث ، وقد أتم على يديه القرآن الكريم .
    4- الشيخ فالح بن محمد الرومي .
    ومن شيوخه بعد ذلك :
    5- الشيخ المفتي محمد بن إبراهيم
    6- والشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز
    7- والشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي
    8- والشيخ العلامة عبدالرحمن الأفريقي
    9- والشيخ العلامة عبدالرزاق عفيفي
    رحمهم الله أجمعين.
    عندما أسست أول مدرسة ابتدائية في الزلفي عام 1368 هـ التحق بها في السنة الثالثة الابتدائية ، ونال الشهادة الإبتدائية فيها عام واحدٍ وسبعين وثلاثمائة وألف من الهجرة النبوية .
    ثم انتقل إلى الرياض ودخل معهد الرياض العلمي ، وكانت السنة التي قدِم العلامة الإمام عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- من الخرج إلى الرياض وأول سنة يُدرسُ في هذا المعهد.
    وبعد تخرجه التحق بكلية الشريعة بالرياض ، وأثناء السنة النهائية في الكلية عُين مدرساً في معهد بريدة العلمي في 13/5/1379هـ ، وفي نهاية العام الدراسي عاد إلى الرياض لأداء الامتحان النهائي في الكلية ، فأكرمه الله تعالى بأن كان ترتيبه الأول بين زملائه البالغ عددهم ثمانين خريجاً ، وكانوا يمثلون الفوج الرابع من خريجي كلية الشريعة بالرياض ، كما كان ترتيبه الأول أيضاً في سنوات النقل الثلاث في الكلية ، وعند حصوله على الشهادة الثانوية بمعهد الرياض العلمي . ودرس الشيخ في الجامعة وفي المساجد على يد العلماء الكبار ممن سبق ذكرهم .
    وقد درس على الشيخ عبدالرحمن الأفريقي – رحمه الله- في الرياض عام اثنتين وسبعين وثلاثمائة وألف والعام الذي تلاه درسَ عليه في الحديث والمصطلح، ويقول عنه : كان مدرساً ناصحاً وعالماً كبيراً، وموجّهاً ومرشداً وقدوة في الخير رحمه الله تعالى .
    وفي عام 1380هـ نقل إلى التدريس في معهد الرياض العلمي ، وعندما أنشئت الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ، وكانت أول كلية أنشئت فيها هي كلية الشريعة ، اختاره سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ للعمل فيها مدرساً ، وبدأت الدراسة فيها يوم الأحد 3/6/1381هـ .
    وكان المترجم له الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد أول من ألقى فيها درساً في ذلك اليوم .
    وقد حصل على شهادة الماجستير من مصر.
    وبقي الشيخ يعمل مدرساً في هذه الجامعة إلى الآن إضافة لتدريسه في الحرم النبوي الشريف .
    وفي 30/7/1393هـ عُين نائباً لرئيس الجامعة الإسلامية ، وقد اختاره لذلك المنصب الملك فيصل – رحمه الله – ، وكان أحد ثلاثة رشحهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – رئيس الجامعة في ذلك الوقت وبقي في ذلك المنصب إلى 26/10/1399هـ ، حيث أُعفي منه بإلحاح منه ، وفي السنتين الأوليين من هذه السنوات الست ، كان المترجم له هو المسؤول الثاني فيها ، وبعد انتقال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – إلى رئاسة إدارات البحوث العلمية والإفتاء كان هو المسئول الأول ، خلال هذه الأعوام الستة لم يتخل عن إلقاء درسين أسبوعياً في السنة الرابعة من كلية الشريعة .
    وها هنا قصة ذكرها الشيخ سلمه الله حصلت له قبل توليه رئاسة الجامعة حيث يقول : كنت أتي إليه يعني الإمام بن باز رحمه الله قبل الذهاب إلى الجامعة وأجلس معه قليلاً ، وكان معه الشيخ إبراهيم الحصين رحمه الله ، وكان يقرأ عليه المعاملات من بعد صلاة الفجر إلى بعد ارتفاع الشمس.
    وفي يوم من الأيام قال لي: رأيتُ البارحةَ رؤيا وهو أنني رأيتُ كأنّ هناك بَكْرَةٌ جميلة وأنا أقودها وأنت تسوقها، وقال : أوّلتُها بالجامعة الإسلامية، وقد تحقق ذلك بحمد الله فكنتُ معه في النيابة مدّة سنتين ثم قمتُ بالعملِ بعدهُ رئيساً بالنيابة أربعةَ أعوام .
    ولقد أُضيف لمكتبة الجامعة الإسلامية في عهد رئاسة المترجم الكثير من المخطوطات بلغت الخمسة آلاف مخطوطة ، حيث كان يُنتدب الشيخ حماد الأنصاري –رحمه الله – لجلبها من مختلف مكتبات العالم ، يقول الشيخ حماد : تراث السلف الذي صور للجامعة الإسلامية أغلبه في عهد الشيخ عبد المحسن العباد عندما كان رئيساً للجامعة الإسلامية، ويقول أيضاً:
    جلبت للجامعة الإسلامية أثناء رحلاتي على حسابها خمسة آلاف مخطوطة ، وأغلب الرحلات التي من أجل جلب المخطوطات وتصويرها ، وكانت في وقت رئاسة الشيخ عبد المحسن العباد للجامعة .
    وقد كان أكثر هذه المخطوطات من كتب الحديث المسندة والعقيدة السلفية، ولم أجد من يصور عظيم خدمة الشيخ عبدالمحسن للعلم والتعليم خلال رئاسة للجامعة إلا ما قاله العلامة حماد الأنصاري – رحمه الله – : إن الشيخ عبد المحسن العباد ينبغي أن يكتب عنه التاريخ ، كان يعمل أعمالاً في الجامعة تمنيت لو أني كتبتها أو سجلتها ، وقد كان يداوم في الجامعة على فترتين صباحاً ومساء بعد العصر ، ومرة جئته بعد العصر بمكتبه وهو رئيس الجامعة فجلست معه ثم قلت : يا شيخ أين القهوة ؟ فقال : الآن العصر ولا يوجد من يعملها ، ومرة عزمت أن أسبقه في الحضور إلى الجامعة فركبت سيارة وذهبت ، فلما وصلت إلى الجامعة فإذا الشيخ عبد المحسن يفتح باب الجامعة قبل كل أحد.
    وقال الشيخ حماد أيضاً : والشيخ عبد المحسن في الجد في العمل حدث ولا حرج، وقال أيضاً : الجامعة الإسلامية هي جامعة العباد والزايد والشيخ بن باز، وقد كان الشيخ سبباً في تأليف الكتاب العظيم في التوسل الذي ألفه العلامة حماد الأنصاري رداً على كتاب عبدالله الغماري ( إتحاف الأذكياء في التوسل بالأنبياء والصالحين والأولياء ) وكان الشيخ قد أحضره معه من سفرته للمغرب.
    إن أول رحلة قام بها الشيخ العباد خارج مدينة الزلفي كانت إلى مكة المكرمة لحج بيت الله الحرام ، وذلك عام 1370هـ ، وفي أواخر عام 1371هـ رحل إلى الرياض لطلب العلم في معهد الرياض العلمي، وقد سافر الشيخ إلى المغرب.
    لطائف من أقوال الشيخ: ( إن لدي الآن دفاتري في مختلف المراحل الدراسية بدأً من السنة الثالثة الابتدائية ، وهي من أعز وأنفس ما أحتفظ به ) .
    ويقول : ( من أحب أعمالي إلى نفسي وأرجاه لي عند ربي حبي الجم لأصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ورضي الله عنهم – وبغضي الشديد لمن يبغضهم ، وقد رزقني الله تعالى بنين وبنات ، سميت أربعة من البنين بأسماء الخلفاء الراشدين –رضي الله عنهم- بعد التسمية باسم سيد المرسلين – صلى الله عليه وسلم – ، وسميت بعض البنات بأسماء بعض أمهات المؤمنين –رضي الله عنهن – بعد التسمية باسم سيدة نساء المؤمنين –رضي الله عنها- وأسأل الله تعالى وأتوسل إليه بحبي إياهم وبغضي من يبغضهم ، وأن يحشرني في زمرتهم ، وأن يزيدهم فضلاً وثواباً ).
    قال صاحب كتاب (علماء وأعلام وأعيان الزلفي) : والمترجم له أيضاً يعتبر مثالاً في العلم والعمل والاستقامة في دينه ، متواضعاً حليماً ذا أناة وتؤدة .
    وممن درس على الشيخ الكثير من العلماء وطلبة العلم ومنهم :
    الشيخ إحسان إلهي ظهير
    الدكتور علي ناصر فقيهي
    والشيخ يوسف بن عبدالرحمن البرقاوي
    والدكتور صالح السحيمي
    والدكتور وصي الله عباس
    والكتور عبدالرحمن الفريوائي
    والشيخ الحافظ ثناء الله المدني
    والدكتور باسم الجوابرة
    والدكتور ناصر الشيخ
    والدكتور صالح الرفاعي
    والدكتور عاصم بن عبد الله القريوتي .
    والدكتور عبدالرحمن الرشيدان
    والدكتور إبرهيم الرحيلي
    والكتور مسعد الحسيني
    وابنه الدكتور عبدالرزاق .
    وعدد كبير من خريجي الجامعة الإسلامية وطلاب الحرم النبوي الشريف.
    للشيخ مؤلفات عديدة منها:
    1- عشرون حديثاً من صحيح الإمام البخاري.
    2- عشرون حديثا من صحيح الأمام مسلم.
    3- من أخلاق الرسول الكريم.
    4- عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام.
    5- فضلُ أهل البيت وعلوُّ مكانتِهم عند أهل السُّنَّة والجماعة .
    6- عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر .
    ومما قاله الإمام عبد العزيز عن هذا الكتاب عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر قبل تمامها ، وذلك بعد محاضرة ألقاها الشيخ حول ( المهدي المنتظر ): "الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين . أما بعد : فإنا نشكر محاضرنا الأستاذ الفاضل الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد على هذه المحاضرة القيمة الواسعة فلقد أجاد فيها وأفاد واستوفى المقام حقاً فيما يتعلق بالمهدي المنتظر مهدي الحق ، ولا مزيد على ما بسطه من الكلام فقد بسط واعتنى ، وذكر الأحاديث ، وذكر كلام أهل العلم في هذا الباب ، وقد وفق للصواب وهُدي إلى الحق ، فجزاه الله عن محاضرته خيراً وجزاه الله عن جهوده خيراً وضاعف له المثوبة وأعانه على التكميل والإتمام لرسالته في هذا الموضوع ، وسوف نقوم بطبعها بعد انتهائه منها لعظم فائدتها ومسيس الحاجة إليها".
    7- الانتصار للصحابةِ الأخيار في ردِّ أباطيل حسن المالكي.
    8- الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله نموذج من الرعيل الأول.
    9- الشيخ عمر بن عبدالرحمن فلاته وكيف عرفته.
    10- الإخلاص والإحسان والإلتزام بالشريعة.
    11- فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها.
    12- شرح عقيدة أبي زيد القيرواني ، والمترجم له إن لم يكن أول عالم سلفي يشرحها ، فهو من أوائل العلماء السلفيين شرحاً لها ، مما يدل على ذلك قول العلامة حماد الأنصاري في حياته: لم يشرح عقيدة ابن أبي زيد القيرواني عالم سلفي ، إنما شرحها الأشاعرة والشيخ حماد قد توفي في الشهر السادس من عام 1418هـ .
    13- من أقوال المنصفين في الصحابي الخليفة معاوية رضي الله عنه.
    وقد اقتصر فيها المترجم له على أقوال المنصفين دون المتعسفين المنحرفين ، فلما أطلع على رسائل المدعو ( حسن المالكي ) ألف الانتصار رداً عليه ، فدحض أباطيله بالحجة والبرهان ، فجزاه الله عن صحابة رسول الله خير الجزاء .
    14- رفقا أهل السنة بأهل السنة
    وكما ذكرنا أنهُ مدرس بالحرم المدني فالعام الماضي كانت دروسه يومياً عدا الخميس بعد كل صلاة مغرب بالحرم النبوي في شرح سنن أبي داود، وله دروس أخرى في مسجده.
    أتم الشيخ شرح عدة كتب من كتب السنة النبوية، وشرح مقدمة ابي زيد القيرواني في العقيدة، وشرح في المصطلح ألفية السيوطي، وشرح كتاب الصيام من اللؤلؤ والمرجان ،وكتاب آداب المشي إلى الصلاة وكلها في الحرم.
    من دروسه بالحرم النبوي والتي تجدها في تسجيلات الحرم النبوي:
    1- شرح مُختصر ألفية السيوطي ـــــ57شريط.
    2- القيروانيةـــــ ــ14 شريط.
    3- صحيح البخاري[لم يكتمل]ــــــ623 شريط.
    4- سنن النسائي ــــــــ414 شريط.
    5- سنن أبي داود[و قد تم شرحه]ــــــ؟؟ شريط.
    6- اللؤلؤ والمرجان[كتاب الصيام]ــــــ7 شريط.
    7- آداب المشي إلى الصلاةـــــ14 شريط.
    إن الشيخ من محبي أهل الحديث والسلفيين وكانت تربطه علاقة قوية بعلمائهم من شتى الديار، كما كانت تربطه علاقة متينة بالشيخ العلامة حماد الأنصاري رحمه الله، والشيخ العلامة عمر فلاته رحمه الله، والشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله وله ثناء عطر عليه ومن ذلك : "لا أعلم له نظيراً في هذا العصر في العناية بالحديث وسعة الإطلاع فيه، وأنا لا أستغني وأرى أنه لا يستغني غيري عن كتبه والإفادة منها".
    ومن الأمور التي تدل على رفعة أخلاق المترجم ورحمته للخلق أنه رغم ترؤسه للجامعة الإسلامية إلا أنه لم يكن يستغل هذا المنصب الرفيع ليشق على العاملين معه ؛ بل كان يتعمد عدم إقلاق راحتهم ، وقد روى العلامة حماد الأنصاري ما نصه : "ذهبت إلى الجامعة عصراً عندما كان الشيخ عبد المحسن العباد رئيسها ، ولم يكن في الجامعة إلا أنا وهو ، فقلت له : لماذا لا تأتي بمن يفتح لك الجامعة قبل أن تحضر ؟ ، فقال : لا أستخدم أحداً في هذا الوقت ، لأنه وقت راحة ، وكان ذلك وقت العصر" .
    وقال الشيخ حماد الأنصاري : إن الشيخ عبد المحسن العباد ما رأت عيني مثله في الورع .
    حفظ الله الشيخ العلامة عبد المحسن العباد ونفع به ونصر به التوحيد والسنة اللهم آمين.
    http://s.sunnahway.net/abbad/
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  2. #42
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: الزاد الثمين في تراجم العلماء المعاصرين

    ترجمة نادرة للأستاذ محمد فؤاد عبدالباقي ، بقلم الشيخ عبدالله الهدلق
    .. مِن الأعلام مَن يَرْتَفع بحياته حين تَسفُل حياةُ كثير من النّاس، يُتبع بياضَ نهاره بسواد لياليه يُعاني العِلْمَ في دَأَبٍ ناصِبٍ وجُهدٍ بالغ ، فيجيء منه تلك الحياةُ الجليلةُ التي يُغضي لها المرءُ حياءً ..
    لكن مِن أَسَفٍ أن تكون ترجمةُ حياته ليست جادّةً مَطْروقة ، إذ لا يكاد القارئ ُيلِمُّ بشيءٍ ذي بال قد كُتب عنه ، فلا حديثَ وافياً تقِف به على خاصّة أمره ودقيق شأنه ، ولا ما كان عليه ومنه في عِلْمِه وتأليفه وعادتِه وخُلُقه .. ومثلُ هذا حين يغيب فإنّه يفوتُنا به مَثَلٌ عزيزٌ للأسوة ، والنّفس الإنسانية لا يَحْفِزها شيءٌ كما تَحْفِزها معاني الأسوةِ ولَمَعاتُ المِثال تَتسَقّطُها من مِثْلِ هذه الحَيَوات المباركة..
    ما نفعُ كلماتٍ مبثوثةٍ هنا وهناك ليست تقوم بما للعَلَم علينا من أيادٍ وحقوق ، هو تقصيرٌ ظاهرٌ من معاصريه ، ثم لا يعود يفيد في ترجمته أن يَنْهَد باحثٌ بعده بسنواتٍ طويلةٍ لتأليفِ كتابٍ عنه أو إعدادِ أطروحةٍ علميّةٍ لأنه لن يجد ما يشفي ممّا يُعوَّل عليه من كتابات أهل زمنه ( لنا في تراثنا مأثرةٌ حسنةٌ في الترجمة الباذخة التي كتبها السّخاويُّ عن شيخِه الحافظِ ابن حجر ت 852 "الجَواهر والدُّرَر ".. فهي آيةٌ من آيات فنّ السيرة ، وفي العصر الحاضر عرف بوزويل أستاذَه الدكتور جونسون ت 1784م أزيدَ من عشرين عاماً ، ثم ألّف عنه كتابَه " حياة صمويل جونسون " فما ترك لجونسون شيئاً يزيده لو كتب عن حياة نفسه ، وأذهل به معاصريه حتى عُدَّ كتابُه أنموذجاً لفنّ كتابة السيرة في العصر الحاضر ..).
    هذا وقد كانت تَمرُّ بي أسماءٌ لأعلام من العلماء من بلدان شتّى؛ فتشوقني جهودُهم وكتاباتُهم لمعرفةِ الكثير عنهم فلا أكاد أظفر إلا بالقليل ، ومن بلاد مصر من ذلك نحو : حسن السَّنْدوبي ، وسعد محمد حسن ، ومحمد محيي الدين عبدالحميد، وحامد الفقي ، والبجاوي ، والسيد أحمد صقر ، ومحمد أبو الفضل إبراهيم ، وعبدالغني عبدالخالق ، وعبدالرحمن الوكيل ، ومحمد عبدالله درَاز، وأحمد الشَّرَباصي ، ومحمد عبدالغني حسن ، وأنور الجُنْدي ( أصوله من اليمن !) وإبراهيم الأبْياري ..
    ويأتي على رأس هؤلاء الأستاذ الكبير محمّد فؤاد عبدالباقي رحمه الله 1299- 1388 ، فإنه على كثرة تردّد اسمه بين الباحثين ، وما خَدَم به الكتابَ والسُّنّة من خِدْماتٍ عالية ، إلا أن المتتبّع لترجمته لا يكاد يجد شيئاً شافياً عنه ، فهو من الشّخصيّات التي أُحبّ أن أصِفَها " بالشّخصِيّات المُصْمَتة " ، بناءٌ كبيرٌ لكن لا تعرف ما الذي بداخله ..
    وكان أن دلّني أخي الشيخ عبدالرحمن قايد - شكر الله له - على ترجمةٍ ماتعةٍ للأستاذ محمّد فؤاد عبدالباقي كتَبتْها عنه ابنةُ أخيه الباحثة الدكتورة نِعْمَات أحمد فؤاد في جملةٍ من التراجم ضمّنتْها مؤلَّفاً لها عنوانُه " أعلامٌ في حياتنا " .. فآثرتُ أن أعيد نشرَها هنا لنُدْرَة ما كُتب عن هذا العَلَم الفذّ ، ولما حَوَتْه ترجمتُه من حديثٍ نافعٍ عن مؤلّفاته ، وما كان عليه من جَلَدٍ باهرٍ في التوافر والدَّأَب عليها ، ثم ِلما كَشَفتْه هذه الترجمة من غرائب عادات هذا الأستاذ الكبير .. ( الدكتورة نِعْمَات صاحبةُ مؤلّفاتٍ كثيرةٍ من أشهرها ما كَتبتْه عن المازنيّ والعقّاد والنّيل .. وهي تملك مكتبةً ضخمةً - هذا قليلٌ في النساء - حافلةً بالنوادر تُعدّ من أكبر المكتبات الشخصية في العالم العربيّ ، ولها جهودٌ ومواقفُ ثقافيةٌ معروفة ) .
    هذا الكتاب " أعلامٌ في حياتنا " من سلسلةٍ شهريةٍ تصدر عن دار الهلال ، صدر في يناير 2002 م ، العدد 613 .. وهذه السلسلة من أقيم سلاسل الكتب ، نُشر عددها الأول سنة 1951 ، وزاد ما نُشر فيها إلى أيّامنا هذه على سبعمئة كتاب ( ممّا نُشر فيها مذكّراتُ محمّد عبدالله عِنان " ثُلُثا قرنٍ من الزّمان " و " محمود محمد شاكر قصّة قلم " لعايدة الشريف ورقمه في السلسلة 563 ) ، إلا أنّ ممّا يعيب هذه السّلسلةَ أنها تَنْفَدُ لشهرها فلا يتهيأ للقارىء أن يجدها بعد ذلك إلا في عُسْرٍ ومشقّة..
    تَرجَمتْ الدكتورة نِعْمَات في هذا الكتاب للمَراغي شيخِ الأزهر (يَخْلِط بعضُ الباحثين بينه وبين المَراغي صاحبِ التفسير المشهور المنسوب إليه " تفسير المراغي " ، والحقّ أن بينهما مشابهةً غريبة ، فشيخ الأزهر اسمه محمد مصطفى المراغي ت 1364 ، والمفسّر اسمه أحمد مصطفى المراغي ت 1371.. وهما متعاصران ، وكلاهما له تَعلّقٌ ببلاد السودان ، وكلاهما مُفسّر ! ) ، كما تَرْجَمتْ لمصطفى عبدالرّازق ، ومحمد الغزالي ، وأمين الخُولي ، ومحمد خلف الله ، وعبداللطيف السَّحَرْتي ، والمنفلوطي ، وحسن فتحي ، وحامد سعيد ، وصلاح طاهر ، ومختار ، ومحمد صبري .
    وهي ليستْ بتلك التراجم العالية ، وواضحٌ أنها مقالاتٌ متفرّقة كُتبتْ في سنوات ثم ضُمّت في هذا الكتاب ، ولعلّ أفضلَها ترجمةُ الأستاذ محمّد فؤاد عبدالباقي ( أحال الزّركلي في أعلامه في ترجمة عبدالباقي 6 / 333 إلى مقالةٍ لنِعْمَات أحمد فؤاد نُشرتْ في مجلة العربي سنة 1388( تاريخ وفاته ) ، وأحسبُها هذه المقالة ) .
    والغريب في هذه الترجمة أنّ الدكتورة نِعْمَات لم تُشرْ فيها إلى صِلة النّسَب بينها وبين الأستاذ محمد فؤاد ، فهو عمُّها أخو والدها ، وكنتُ أعجبُ وقتَ قراءة الترجمة لمعرفتها بدقائقِ حياتِه وخواصِّ عاداتِه مع ما تذكره عنه من عُزْلةٍ وانجماعٍ عن الناس ، إلى أن تبيّن لي بعد البحث أنه عمّها فزال ما في نفسي ..
    قالت الدكتورة نِعْمَات أحمد فؤاد تحت عنوان " شَخْصِيّةٌ لا تُنسى .. الأستاذ محمّد فؤاد عبد الباقي " :
    " إنّه كان في العَقْد التاسع من عُمُره ولكنك كنتَ تستطيع بسهولة أن تحذف من عُمُره رُبْعَ قرن .. فقد كان لا يبدو عليه من سنيه الطويلة العامرة غير ستين .. بل إنّ نشاطه وطاقته العقلية والجسمية تتفوّق به أو يتفوّق بها على ابن الخمسين ، أمّا طموحه العريض فينقص بدوره حَلْقةً أخرى من عمره .. فهو في اهتماماته وإيجابياته ومطامحه ابنُ أربعين ولا يزيد ..
    رجلٌ عجيبٌ أليس كذلك ؟ وعندما نعرف تاريخَ حياته يزداد عجبنا ولا يتبدّد ، إن بداية حياته لا تُسلم إذا أخذنا بمقاييس منطق العقل والأشياءإلى النهاية .. ولكن لماذا أوحي إليك حُكماً أو رأياً خاصّاً قد ترى غيره ؛ لنبدأ معاً من البداية : إن الرجل الذي نتحدث عنه ولد في 8 مارس سنة 1882 لأبوين مصريّين ، أما الأب فمن بلدة ( قمن العروس ) من أعمال الواسطي بالصعيد الأوسط ، وأما الأم فمن بلدة ( برنبال ) إحدى بلاد بحري الكثيرة ، وهو الابن البكر لأبويه ، وقد نشأ في القاهرة في حي السيدة زينب إلى أن بلغ الخامسة من عمره ، ثم سافر مع أسرته إلى السودان وكان والده وكيلاً للإدارة المالية بوزارة الحربية ، واستقرّت الأسرة في وادي حَلْفا ثم حدثت معركة ود النجوم ( وود النجوم اسم قائدها السوداني وقد قُتل في المعركة ).. وقد حدث بعد هذا أن غادر عميد الأسرة المصرية وادي حَلْفا إلى أُسوان وبقيت الأسرة هناك سنةً ونصفاً .. ودخل صاحبنا في هذه الأثناء مدرسة أُسوان الابتدائية ، ثم هبطت الأسرة القاهرة حيث تنقّلت في سكناها بين أحياء العبّاسية وبولاق والبغالة من أحياء القاهرة الشعبية ، وفي سنة 1921 توفي الوالد .
    وفي القاهرة دخل محمّد فؤاد عبدالباقي - الذي تعرفه اليوم مجامع الاستشراق في أوربا وترجع إليه فيما أشكل من مسائل الدين الإسلامي - مدرسةَ عباس الابتدائية .. وعندما بلغ امتحان الشهادة الابتدائية سنة 1894 رسب في القسم الفرنسي بأجمعه بها ، فخلّفها إلى مدرسة الأمريكان في حي الأزْبَكيّة حيث ظل هناك سنتين ..
    وفي سنة 1899 ترك مدرسة الأمريكان واشتغل مدرّساً بمدرسة جمعيّة المساعي المشكورة في مركز ( تلا ) للّغة العربية ، ولكنه تركها بعد فترةٍ ليعمل ناظراً لمدرسةٍ بإحدى قرى الوجه البحري ، وظلّ شاغلاً لهذا المنصب سنتين ونصفاً ضاق بعدها على عادته الملول ..
    ولو أنّه عَزَف عن التعليم ووظائفه كُلّيةً لسَهُل تفسير الأمر ،ولكنّه - وقد يبدو هذا غريباً بل هو كذلك - بعد أن كان ناظراً اشتغل مدرساً ولمادة الرّياضة في مدرسةٍ أُخرى ، أليس هذا غريباً ؟ أعني الّنقلة من ناظرٍ إلى مدرّس ، ومن اللغة العربية إلى الرّياضة ؟
    على أنّه مالبثَ أن ضاق بالرّياضة أيضاً بعد سنةٍ من اشتغاله بها ، واختار العملَ مع الأديب صادق عَنْبَر في المدرسة التحضيرية الكبرى بدْرب الجَماميز ، ومن الطّريف أنّ ناظر هذه المدرسة اشترط لقبولهما في الوظيفة أن يقوما بإنشاء القصائد والخُطَب ليقدّمها باسمه إلى الخديوي والسلطان عبدالحميد .
    ثم أعلن البنك الزّراعي عن وظيفةِ مترجمٍ فتقدّم إليها ونجح ، وعُيّن بالبنك في 20 ديسمبر سنة 1905 ، وقد عمل بهذه الوظيفة طويلاً إذا قيست بمثيلاتها التي شغلها من قبل .. فقد ظلّ بها حتى 3 أكتوبر سنة 1933 ، بل لعلّ من المحتمل أن تمتدّ به أسبابها إلى أبعد من هذا ، فهو لم يتركها إلا عندما صفّى البنك أعماله وأحيلت إلى بنك التسليف .
    على أنّ المدّة التي قضاها في البنك الزّراعي تعتبر فترةَ استقرارفي حياته ، هيأتْ له القراءةَ الواسعة في الأدب الفرنسي وخاصة فيكتور هوجو ولامارتين ، كما أقبل على أمّهات الكتب في الأدب العربيّ ، فقرأ كثيراً كما حفظ كثيراً ، ومن محفوظه إلى اليوم " ديوان الحماسة " .. وفي حياته رجال عمّقوا أثرَهم في نفسه ، وهؤلاء هم - بعد والده - الشيخ مصطفى عبدالرّازق ، والدكتور عبدالوهاب عزّام ، والشيخ رشيد رضا .. وهذا الأخير يعتبر نقطةَ تحوّلٍ في حياته ، غيّرتْ مجراها وأعادتْ تخطيطها لو صحّ هذا التعبير .
    ففي سنة 1922 تعرّف إلى السيد رشيد رضا صاحبِ المنار ، وكان لقاء لم يقدّر له الفراق إلا بعد أربعة عشر عاماً .. ولم يكن فراقاً بل قدراً خارجاً عن إرادتهما ، فقد توفّي الشيخ رضا سنةَ 1936 .
    وإنّ الأستاذ فؤاد عبدالباقي ليذكر فيما يطوف به من ذكريات ؛أنه كان يلازم الشيخ رضا ملازمةَ المُريد لأستاذه الشّيخ ، يذكر أنه فتح له آفاقاً واسعةً في علم الدّين والسُنّة ، ووجّهه كثيراً حتى غدا الأستاذ الشيخ في سنيه الأخيرة يثق بعِلْمه ويستعين به في كثير ممّا يعرض له .
    حَدَث في سنة 1928 أن بلغ السيد رشيد رضا أنّ الشيخ أحمد محمد شاكر - ابن وكيل الأزهر وقتئذ - عنده الأصل الإنجليزي لكتاب " مفتاح كنوز السُّنّة " .. فأرسل الشيخ رضا محمد فؤاد عبدالباقي مع ابن عمه إلى الشيخ أحمد محمد شاكر في بيته بالحِلْميّة فاستعار له الكتابَ لمدة أسبوع.. ورأى الشيخُ رضا أن يكل أمرَ تقديره إلى محمّد فؤاد عبدالباقي ، فلمّا اطّلع عليه وبحثه قال للشّيخ رضا :
    - مِن الجُرْم ألا يُترجم هذا الكتاب إلى العربيّة ..
    - إذنْ لتكن أنتَ صاحبَه ..
    وهنا قرّر محمّد فؤاد عبدالباقي أن يتوسّع في الإنجليزية فالتحق بمدرسة ( برلتز )، ولم ينتظر حتى يفرُغَ من الدراسةِ وسيلتِه إلى الترجمة بل شرع في الترجمة وهو يدرس ؛ وهنا نمسك بمفتاح من مفاتيح شخصيّة الرّجل والإرادة الحديدية اللاهبة..
    إن رأى أمراً احتَشَد له ومضى فيه كالسّهم يَمْرُق غير مبالٍ بما يكتنف هذا العملَ من مشاقّ ..
    وقد استغرقتْ الدّراسة والترجمة خمسَ سنواتٍ ؛ أي أنه انتهى من ترجمته ومراجعته في أكتوبر سنة 1933 .
    وإلى هنا لم تنته قصّةُ هذا الكتاب فإنّ لها بقيةً تؤلّف وحدها روايةً طويلةً في حياة هذا الرّجل ؛ حدث عندما طلب من الدكتور ونسنك كتابَ تصريحٍ بالترجمة باعتباره مؤلّفَ كتاب" مفتاح كنوز السُّنّة " أن بَلَغ من استجابة الرجل له أنه لم يكتفِ بالموافقة فحسب ؛ بل أرسل إليه الفصل الأوّل من " المعجم المفهرس للحديث النبوي " ، وإذ اطّلع عليه وجد به أخطاء كثيرة فضمّنها كشفاً أرسله إلى الدكتور ونسنك فسرّ لذلك كثيراً ، وكتب إليه يرجوه تصحيح بروفات المعجم ..
    واذا علِمْنا أنّ المعجم يقوم به أكثرُ من أربعين مستشرقاً في أنحاء العالَم ؛ ثم يصحّح عملَهم مجتمعين الأستاذُ محمّد فؤاد عبد الباقي ؛ عرفنا قيمةَ العمل الكبير الذي كان يؤدّيه الرجل ، قيمةَ الجُهد الذي كان يبذله .. ثم بعد هذا - أوقبل هذا - قيمةَ الكَسْب العلميّ من وراء هذا العمل ، وقيمةَ الكَسْب القوميّ ..
    بل إنني لا أبالغ إن قلت : إنّ كُتُبَ الأستاذ فؤاد عبدالباقي بما وراءها من صبر طويل وجُهد دؤوب وطاقة الدّقة والإتقان ؛ وأشواقٍ حميمةٍ إلى الكمال الممكن بالاستقصاء والتنظيم والتجميع والتبويب والفهرسة ؛ كُتُبَه بهذا كلّه إضافةٌ علميّةٌ في ميدان الدّين تحسب لمصر وعطائها للإسلام .
    نعود إلى كتاب " المعجم المفهرس للحديث النبويّ " نتعرف إليه ونعرف عنه شيئاً أكثر :
    " المعجم المفهرس للحديث النبويّ " يقوم على ردّ ألفاظ الأحاديث في أشهر وأصحّ كتب الحديث وهي تسعة معتمدة :
    الصحيحين البخاري ومسلم .
    والسنن الأربعة : أبوداود والتّرمذي والنّسائي وابن ماجه .
    سنن الدّارمِيّ .
    موطأ مالك .
    مسند أحمد بن حنبل .. وتتعهّد هذا المعجمَ مؤسّسةُ الاتحاد الأعلى للمجامع العلميّة ، ومقرّ الاتّحاد في لَيْدِن بهولندا .
    ومِن أوائل من قاموا بعمليّة التنسيق والإشراف على الطّبع دكتور ونسنك , الذي خَلَفه بعد وفاته منسنج الذي توفي أيضاً بعده ببضعة أعوام .
    وقد بدأوا نشره في أوائل الأربعينات ( حوالى سنة 1933 ) وصدر منه حتى الآن واحدٌ وأربعون مجلّداً .
    وهذا الجُهد الضّخم لم يستنفذ طاقةَ الرّجل ؛ فقد وسِعت جهودُه العلميّة :
    * ترجمة كتاب " مفتاح كنوز السّنّة " وقد طبع في مصر .
    * وترجمة كتاب " تفصيل آيات القرآن الحكيم " عن جول لابوم وقد طبع في مصر .
    أمّا في ميدان التأليف فله من الأسفار التي ظهرت حتى الآن : * المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم .
    *اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان , وهو أصحّ كتاب في الحديث نظراً لأنّه جمع مااتّفق عليه مسلم والبخاري .
    * معجم غريب القرآن .. وهو عبارة عن شرح الألفاظ الغريبة التي أوْرَدَها البخاريُّ في صحيحه , والبخاريُّ بدوره كان قد أخذ هذه الألفاظَ من كتاب " مَجاز القرآن "لأبي عُبَيدة .
    كما قام الأستاذ فؤاد عبدالباقي بشرح وفَهْرَسَة كتب :
    *موطأ الإمام مالك .
    *سنن ابن ماجه .
    *صحيح مسلم .
    كما قام بتخريج الأحاديث والشّواهد الشّعْرِية الواردة في كتاب "شواهد التوضيح والتصريح لابن مالك ".
    وتخريج الأحاديث والشّواهد الشّعرية في " تفسير القاسمي ".
    وله من الكتب المخطوطة التي لم تنشر والتي يحتجب باحتجابها عنّا خيرٌ كثيرٌ :
    كتاب " أطراف الصّحيحين ".. وهو من ألف صفحةٍ من القطع الكبير :
    وفيه اضْطلع بتجميع ولَمِّ شَتات مواضع أحاديث البخاريّ .. فقد كان البخاريُّ يورد الحديثَ الواحدَ في مواضعَ عِدّة حسب المعاني الواردة به ، في حين كان مُسلِمٌ يورد الحديثَ في موضعٍ واحد، حتى ليَصِحَّ أن نُسمّيَ الكتابَ " أطراف البخاريّ ".
    والكتاب الثاني " جامع مسانيد صحيح البخاري " ، وفيه يورد الأستاذ فؤاد عبد الباقي النصوصَ المتعددّة للحديث الواحد حسب مواضعها في صحيح البخاريّ ، كما جمعَ أحاديثَ كُلِّ صحابيٍّ على حِدَة ؛ مرتباً أسماءَ الصّحابة حسب الحروف الهجائية وذلك بعد أن قسمهم قسمين : الصّحابة الرّجال والصّحابيّات ، وعددهم جميعاً : مئةٌ وستّةٌ وتسعون صحابياً .
    ومن هنا نستطيع أن نُدرِك السّرَّ في أن هذا الجهد الصابر قد استغرق ما يربو على ألف صفحة من الحجم الكبير .
    ولهذا الكتاب قصّة ترويها محاضر المَجْمع اللغوي سنة 1943 بما تَضمّنَتْه من مكاتباتٍ دارت حوله ؛ بين المستشار الفنّي لوزارة المعارف يومئذٍ الدكتور طه حسين وبين المَجْمع، كما تضم التقرير الذي وضعته اللجنة المكوّنة من الأساتذة : أحمد بك إبراهيم ، الشيخ إبراهيم حَمْروش ، الشيخ محمّد الخضر حسين .
    ومع ما في التقرير من تقديرٍ وإشادةٍ بالجُهدِ السّخيِّ الذي بُذل في الكتاب ؛ فقد انتهى الأمر باعتذارٍ عن النّشر لأن الكتابَ أدخلُ في باب السُّنّة منه في باب اللغة !
    ولا يزال الكتابُ ينتظر من ينشره من الهيئات لأن تكاليف نشره ينوء بها جُهد الفرد .
    بل إنّ من كتبه ما تبنّته الهيئاتُ ثم قعدت عن نشره ، وأقصد كتابَه "جامع الصّحيحين"..
    فقد حَدَث أن وجّه إليه فضيلة شيخ الأزهر المرحوم الشيخ مأمون الشّنّاوي دعوةً إلى اجتماع انعقد في 28 فبراير سنة 1950 عن المشتغلين بعلم الحديث وكان الاجتماع مؤلّفاً من : الشيخ أحمد شاكر ، الشيخ عبد العزيز الموافي ، ووكيل الأزهر الشيخ عبد الرحمن حسن ، والشيخ محمد محيي الدّين ، والشيخ الكوثري وكيل المشيخة الإسلامية في الآستانة، والشيخ رضوان، والأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي .
    وبحث المجتمعون موضوعَ جَمْع كتب السُّنّة الستة في كتاب واحد؛ وعلى أيّ غِرار يكون الترتيب ؟ واتّفقوا على أن يكون ترتيبُ الكتاب على حسب ترتيب صحيح مسلم .
    وفي 15 أبريل وُكِلَ إلى الأستاذ فؤاد عبد الباقي العملُ على جمع أحاديث صحيح البخاري ومسلم مقابل مبلغ ثلاثين جُنيها شهرياً ، زيد سنة 1951 إلى أربعين جُنيهاً ، وانتهى العمل في سنة 1952 بعد أن بلغ ما تقاضاه فيه ألفاً ومئة جنيه .
    ثمّ تألّفتْ لجنةٌ من ثلاثة مشايخ لمراجعة الكتاب منها الشيخ عبدالفتاح العناني شيخ المالكية.. فإذا عرفنا أن هذه اللجنة بدورها تقاضتْ لقاءَ المراجعة ستمئة جنيه ، أي أن الكتاب تكلّف ألفاً وسبعمئة جنيه بين تأليف ومراجعة .
    وتسأل أين هذا الكتاب الآن مع شدّة حاجة الدراسات الدينية إليه ؟ فأقول : إنه يقبع الآن في خزنة حديدية بالجامع الأزهر.
    ننتقل الآن من الكتاب إلى صاحبه لنلتقيَ بقصص أخرى .. ويعتبر الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي المحدّث الوحيد في مصر بعد وفاة الشيخ أحمد محمد شاكر.
    وأَصْفى مَنابعِه الثقافيّة عيونُ الأدب العربي وفوق هذا بالطّبع الكتابُ الأوّل القرآن ، ثم كتبُ التفسير والحديث والفقه حتى ليُعَدَّ (القرآنُ والبخاريُّ ومسلمٌ ) خيرَ ما قرأ على الإطلاق .
    كما وَرَد الأدبَ الفرنسيَّ ونَهَل منه كثيراً كما أشرنا من قبل ، فهو يجيد اللغة الفرنسية والإنجليزية أيضاً، وإن كانت صلتُه بالأخيرة اعتراها الضّعفُ بعد أن فرغ من مهمة ترجمة كتاب " مفتاح كنوز السّنّة " من الإنجليزية إلى العربية ، وقد مرّتْ بنا قصّةُ هذا الكتاب مفصّلة ..
    على أنّ هناك كتاباً آخر من كتب الرجل له قصّة ؛ فقد حَدَث عندما كان الشّيخ محمد عبده يفسّر آيةً من القرآن أنّه كان يأتي بالآيات المشابهة ، وسأله الشيخُ رضا أنّى له هذا ؟
    فأجاب الشيخ محمد عبده : بأنه يستعين بكتابٍ عنده في اللغة الفرنسية.. كما حَدَث بعد موت الشيخ محمد عبده أن بحث الشيخ رضا عن الكتاب في تَرِكَتِه فلم يعثر عليه ، وأفضى بما في نفسه إلى الأستاذ محمد فؤاد عبدالباقي فقال له :
    - هذا الكتاب عندي في الفرنسية .
    - انقله لي :
    - حُبّاً وكرامة .
    وهنا قام الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي بترجمة كتاب " تفصيل آيات القرآن الحكيم " إلى العربيّة وقدّمه إلى الشيخ رضا وكان ذلك سنة 1924 .
    وفي سنة 1934 جاءه قريب للشيخ رضا وقال له :
    - لماذا لا تطبع الكتاب ؟
    - أيّ كتاب يا صاحبي ؟
    - كتاب " تفصيل آيات القرآن الحكيم " الموجود عند الشيخ رضا .
    - وكيف ذلك ؟
    - أنا أطبعه لك وآتيك بالمال ثمناً له .
    - إذن لك نِصْفُه .
    وذهب الرّجل وعاد إليه بالعقد يَنُصّ على أربعين جنيهاً ثمناً للكتاب، وَبَرَّ محمّد فؤاد عبد الباقي بكلمتِه وأنقده عشرين جنيهاً .
    ومن الطّريف أنه أهدى كتاب " تفصيل آيات القرآن الكريم " إلى الأديب المصري السّاخر الأستاذ المازني فابتسم ابتسامتَه الشقيّة وقال له ... ما شأني يا صاحبي ؟ قل لي في أيّ موضوع هو .. ماذا تريدني أن أكتب عنه ؟
    فقال له : إنه يتحدّث في كذا وكذا ..
    - التقينا .
    ثم كتب عنه المازنيّ في البلاغ مقالةً ضافية..
    ومحمّد فؤاد عبد الباقي كان في مصر مَرْجِعَ كُلِّ مَن يُلِمُّ في كتابته بأمرٍ من أمور القرآن أو الحديث ، لا يُستثنى من هذا كبار الكُتّاب أو العمالقة .. وقد رجع إليه الدكتور طه حسين عندما كتب كتابَه "عليّ وبنوه ".. كما رجع إليه الدكتور هيكل في كتابه عن عمر، ورجع إليه الأستاذ العقّاد فيما يتعلّق بصحيح الأحاديث.
    لم يَضِنَّ قَطّ على سائل علم ، وقد يحبِس نفسَه ويكرّس وقتَه على سؤالٍ يُوَفّيه درساً وتمحيصاً ، يستند إلى الأصول الوثيقة والمراجع العُمْدة في الموضوع ، وقد يكتب الصفحاتِ ذات الهوامش حتى ليصلحَ السؤالُ - أو على الأدقّ - الإجابةُ عليه موضوعاً متكاملاً فيه غَناء ، والرّجل يصنع هذا الصنيع مع كلّ سائلٍ ولو لم يكن يعرفه من قبل ...
    إنه لا يفعل هذا من أجل شخصِه إنما يفعله إيماناً بحقّ العلم عليه ، فهو يعيش في ميدانه بالرأي والهداية والمشاركة في صَمْتٍ وإخلاصٍ لا يحفل بالذّكر أو الإعلان .
    وظلّ على السنّ المرتفعة يسهر في جَلَد وصَبْرٍ على الكتب والمراجع والتصحيح والمراجعة حتى استأثرتْ به رحمة الله ..
    وحياةُ الرّجلِ الخاصّةُ تدخل في باب الغرائب ؛ فنحن في مصر نسمّيه ( صائم الدهر ).. فهو يصوم العام كلّه لا يفطر فيه إلا يومين اثنين هما : أوّل أيّام عيد الفِطْر .. وأوّل أيّام عيد الأضحى .
    وطعامه نباتيّ : فهو أوّل كُلِّ شَهْرٍ يشتري ثلاثين علبةً محفوظةً من الخَضْروات دفعة واحدة .. فالفاصوليا لِيوم كذا، والبازلاء لِيوم كذا ... إلخ .
    وهو يصوم بغير سَحُور؛ أي أنه يتناول وجبةً واحدةً كُلَّ أربعٍ وعشرين ساعة ، ويبدأ فطوره بِملْعقتين من العسل الأبيض، ثم "علبة اليوم "، ثمّ الزّبادي والفاكهة وفنجان القهوة ، ويكون هذا بالطبع بعد أذان المغرب ..
    وفي تمام الساعة العاشرة بالضّبط يشرب كوباً من الماء ، وبهذا تنتهي صِلَتُه بالطعام والشراب حتى مساء اليوم التالي ... وبهذا تتحقّق رغبتُه في ألا يكلّف إنساناً من أهل بيته مشقّةً مّا في طعامه أو شرابه .
    وحجرته الخاصّة التي تضمّ مكتبتَه الكبيرةَ بها عِدّةُ مناضد ، على اثنتين منها غطاءاتٌ من البلاستيك ومجموعةٌ من الأكواب والصواني ، بل إنّ كُلَّ شيءٍ في هذا الحجرة التي تكوّن عالمَه
    الخاصّ مجموعات : الكتب .. المناضد .. الصّوَر .. الأدوية .. الأقلام .. الساعات ..
    وعلى ذكر الساعات ؛ نذكر أنه كان لا يؤقت إلا وَفقاً للساعة (العربي) .. فإذا قلت له : الساعة الخامسة مثلاً ؛ قام على الفور بعمليّة حسابيّة يعرف بعدها الرقْمَ الذي يقابل خمسة في الساعة العربيّ ، وعندما تُقَدّم القاهرةُ الساعةَ في بدء التوقيت الصيفيّ يصرّ على ألا يُقَدّم ساعتَه لأنه من أنصار الثبات على المبدأ ، ويجب إذا ربطتك به صِلة واتّفقتَ معه على موعد وقال لك : الساعة الثانية مثلاً ؛ أن تُعِدَّ نفسَك لاستقباله في الساعة الثالثة بحساب ساعتك فإنّ موعده ( بالعربي ) أي بالساعة العربي التي يحسبها ويسير عليها ، فالثانية عنده تعني الساعة الثالثة بحساب ساعتك ، وعليك وحدَك أن تراعيَ فروق التوقيت ، أمّا هو فلا يكلّف نفسه حتى التفسير ، إن الرّجل يفترض فيك الذكاء الذي يفهم ويترجم في وقتٍ واحدٍ وبسرعة أيضاً .
    وهو محافظ في كلّ شيءٍ ؛ فزيُّه يتكوّن من البدلة الكاملة صيفاً وشتاءً .. لا يستطيع حَرُّ الصّيفِ أن ينحّيَ الكرافت أو الدّبّوس ، كما لا تستطيع مواضعاتُ العصر أن تمَسَّ المنديل الأبيض في جيبه ، أو الطّربوشَ القانيَ على رأسه ، أو العصا الأنيقةَ في يده .
    وهو أنيقُ المظهر ، بل لو اتّفق لك أن تراه على سجيّته في بيته -ولو على غير ميعاد- استرعى بَصَرَك أناقتُه أيضاً في المنامة ذات اللون السُّكّريّ والشريط الأزرق على الأطراف ، وغير هذا ممّا فيه انسجام الألوان .
    وِمن لازِماته التي يحافظ عليها زيارةُ أختِه صباحَ الجمعة من كلّ أسبوع ، حيث يقضي يومَه ويعود إلى داره في تمام العاشرة مساءً.
    وهو زاهد في الاجتماعات والتعارف ، والرجل يفسّر هذا وكأنه يعتذر : إنّ التعرّف إلى الناس تقوم تبعاً له على الأثُر حقوقٌ لهم والتزاماتٌ واجبة الرعاية والوفاء ، وليس عندي وقتٌ لهذا ولا أنا أطيق التقصير فيها لو لَزِمَتْني.
    وللرّجل أولادٌ وأحفادٌ كلّهم يشغل منصباً مرموقاً في الدولة ، ولكنّ الجدير بالذّكر أنه تعهّد طفولتَهم وصباهم ، وقد شهدت منا ضد سيرته (كذا) معهم حين كانوا يتحلّقون حوله يقرأ لهم أو يسمع منهم، فإذا تغيّب أحدهم لطارئ المرض سهر على سريره حتى يُشفى .
    ولعلّ تَحَرُّرَه - وهو المشتغل بالدِّين وقضاياه - يرجع إلى نشأته الدينية ( كذا ) ، مع أن الأزهر في وقته كان يحتكر - أو يكاد - المحدِّثين والمفسِّرين ، ويشبّ اليافع فيه على حفظ الشروح والبطون والحواشي ، ولكنّه لم يمرّ بهذه التجربة وإن كان حفظ وتفوق مستعلياً .
    لقد درس أصولَ الدّين حُبّاً في العلم ، وقد أفادته تجاربه ورسّختْ في نفسه معنى الحرّية والتحرّر ، فابْنَتاه تعملان ؛ بل إنّ عمَلَهما عليه طابع العصر الذي نعيشه ، فإحداهما كانت مفتّشةً عامّةً للرّياضة البدنية بوزارة التربية ، والأخرى كانت مديرةَ كلّية النصر بالمعادي ( فيكتوريا سابقاً ) .
    وبعد ؛ فهذه الجهودُ السخيّةُ العطاءِ الموصولةُ الدَّأَب ؛ وهذه الحياةُ التي آضَتْ إلى التبتّلِ من أجل الدّين في صورةٍ مشرِقةٍ مشرّفة ؛ هي أجدى عليه وأقربُ إلى الله مِن كثيرٍ من القيام والقعود والتعصّب الساذج .. هذه الحياةُ الرائعةُ بِصَبْرِها الدائبِ وتصْميمِها القادرِ على التّجديد شَخصيّة لا تنسى .. " .
    هذه هي ترجمةُ الأستاذ محمّد فؤاد عبد الباقي ؛ فيها عظةٌ وعبرةٌ وفائدةٌ وطرافةٌ .. سُقْتُها كما هي ، وإنما كانت غيرَ مَشكولةٍ فاجتهدتُ في ضبط ألفاظها ، ثم هي لا تخلو من أخَذَاتٍ ؛ كقول الدكتورة نِعْمات : " وهذا الجُهد الضخم لم يستنفذ طاقة الرّجل " وحقّها : " يستنفد " بالدال وهذا من أقدم الأغلاط اللغوية في عربيّتنا المعاصرة ، وكم تألّمتُ حين وقع في مقدّمة الطبعة الثالثة لكتاب " المقتضب " نحو هذا من قول العلامة الضّخم محمد عبدالخالق عُضَيمة : " وكانت الأجزاء تنفذ بعد ظهورها بقليل" ؛ تألّمتُ لأنّ هذا لا يقوله مَن استدرك على فُحُولة العلماء في الزمن الأوّل ، فهو من خطأ الطبع ما من شك ، وكان العلامة عُضَيمة ممّن تمَّمَ عملَ الأستاذ عبد الباقي في كتابه الحافل " دراساتٌ لأسلوب القرآن الكريم " حيث قال : " وجدتُ المصنّفين الذين عرضوا لفَهْرَسة ألفاظ القرآن قد تناهتْ جُهودهم عند حصْر ألفاظ الأفعالِ وبعضِ الأسماء ، وإحصاءِ آياتها ، وتركوا هذا الإحصاءَ في الحروف والضمائر ، وأسماءِ الإشارة ، والأسماءِ الموصولة ، وبعضِ الظروف الكثيرة الذّكْر كإذ وإذا.. بدأتُ بإحصاء حروف المعاني ، وجمع آياتها ، كذلك فعلتُ في كلِّ ما أغفلتْ جمعَه هذه الكتبُ : " المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم" للأستاذ محمد فؤاد عبدالباقي رحمه الله .."..
    وكذلك من مِثْل قولِها : " حتى استأثرتْ به رحمة الله " وما أعلمه أنّ الأفعال لا تُسند إلى صفات الله عزّ وجلّ ..
    على أنّي لا أحبُّ أن أقف هنا كثيراً ؛ فسَرْدُ الصّوم ، والصّيامُ بغير سَحُور ، وتوقيتُ الساعة بالعربي مع هذا الإصرار العجيب على ارتداء اللباس الإفرنجي صيفاً وشتاءً ! والتحرّر .. كلّ ذلك ممّا لستُ بسبيل التّعليق عليه في مثل هذا المقام ..لكنْ في ذهني من ترجمة الأستاذ عبدالباقي أنه كُفَّ بصرُه في آخر أيامه ، وهذا ممّا لم تذكره الكاتبة .. وثمّة أمرٌ آخرُ ؛ هو ضبط لفظة " المفهرس " في عنوان كتاب الأستاذ عبدالباقي " المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم " .. فالذي يقع لي أنّه " المُعْجَم المُفَهْرِس " بِكَسْر الرّاء .. وليس " المُفَهْرَس " بِفَتْحِها .. ولم تَشْكله الأستاذة هنا ولا العلامة عُضَيمة ، وكانت هذه اللفظةُ موضوعَ نقاش مع أحد مشايخنا لكن رَجَع كُلٌّ منّا بما يقوله ؛ إذ إنه يلفظه على المشهور من لفظ النّاس له ، ولم أقتنع به..
    وبعد ؛ فهذه الحياة ما كانت لتكون كذلك لو أنّ صاحبَها أخذ بالتبطّلِ والكَسَلِ ، وكثرةِ الخُلْطةِ ومُجاراةِ النّاس .. وأعتقد أنّ قول الأستاذ عبدالباقي : " إنّ التعرف إلى الناس تقوم به تبعاً له على الأَثَر حقوقٌ لهم ... وليس عندي وقتٌ لهذا.. " هو ممّا يشترك فيه العقلاء على اختلافهم من أجناس الأمم ، قارنْ هذا بقول هنريك إبسن : " إنّ الأصدقاء من الكماليات الباهظة ، وليس في وسع إنسانٍ يستثمر رأسَ ماله في دعوةٍ ورسالةٍ في الحياة أن يحتفظ بهم، وليست تكاليفُ الصّداقة ناجمةً عمّا يتكبّده الإنسانُ من أجل أصدقائه ، ولكنْ عمّا يُحجم عنه إكراماً لهم .. " .
    رحِم الله الأستاذ محمّد فؤاد عبدالباقي وجزاه عنّا خيرَ ما يجزي عالماً ..
    تَمَّ في عَصْر الخميس : 21 - 7 - 1432
    المصدر : http://majles.alukah.net/t84905/#ixzz2p552bWGc
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  3. #43
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: الزاد الثمين في تراجم العلماء المعاصرين

    السيرة الذاتية للشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر
    الرجال مواقف!.. هذه المقولة تؤكدها سيرة الإمام الشيخ جاد الحق على جاد الحق شيخ الأزهر الأسبق رحمه الله تعالى، فقد عاش حياة حافلة بالمواقف الصلبة التي عرضته لكثير من الأزمات لكنه لم يلن ولم يهادن، وتبدى ذلك في أخريات حياته وما أبداه من رفض قاطع لبنود مؤتمر السكان الذي انعقد في القاهرة 1994م.
    الشيخ جاد الحق .. المولد والنشأة:
    في الثالث عشر من جمادي الآخرة من عام 1335 لـ الهجرة النبوية الموافق الخامس من أبريل من عام 1917 ميلادية ولد الشيخ جاد الحق على جاد الحق في قرية بطرة بمحافظة الدقهليه بمصر، وحفظ القرآن الكريم كاملا وهو ما يزال غضا، كما أتقن القراءة والكتابة قبل أن يلتحق بالمدرسة الابتدائية بالمعهد الأزهري بطنطا حيث أتم المرحلة الابتدائية به، ثم أتم تعليمه الثانوي بالمعهد الأزهري بالدراسة في القاهرة، ثم حصل على العالمية في كلية الشريعة عام 1944م ثم تحصل على إجازة القضاء عام 1946م
    الشيخ جاد الحق .. قاضيا شرعيا:
    لقد اكتسب الشيخ جاد الحق من عمله في المحاكم الشرعية مرنة ودربة وقدرة على المقارنة والاستنباط الصحيح للأحكام الشرعية مما أهله في عام 1953م للعمل كأمين للفتوى بدار الإفتاء المصرية، ثم قاضيًا شرعيًا فمستشارًا بمحاكم الاستئناف حتى عام 1976م بعد إلغاء المحاكم الشرعية .
    الشيخ جاد الحق وتجديد دماء دار الإفتاء المصرية:
    وفي عام 1978م حينما صار الشيخ جاد الحق على جاد الحق -رحمه الله- مفتيًا للديار المصرية، صنع نهضة كبيرة فيها وسعى للحفاظ على تراثها الفقهي من خلال اختياراته الصائبة والرصينة للفتاوى الصادرة عن الدار والمتناثرة في سجلاتها والتي تمتاز بمرجعيتها الفقهية والشرعية الصحيحة وقد جمعها وعمل على نشرها في عشرين مجلدًا ضخمًا ضم بين دفتي كل منها مئات الفتاوى المنتقاة لتعم بها الاستفادة والنفع لما تحويه من قضايا جادة كانت وما تزال تهم الأمة الإسلامية.
    الشيخ جاد الحق ودوره في نهضة الأزهر الشريف:
    لم يكد الشيخ جاد الحق على جاد الحق يحتل مكانه كوزير للأوقاف في أوائل يناير 1982م حتى عين شيخًا للأزهر وهنا عاش الأزهر عصرًا جديدًا من عصور ازدهاره سواء فيما يختص بدوره كمؤسسة دينية وعلمية راسخة علاوة على كونه الجهة الرسمية المسئولة عن الفكر الإسلامي والتعليم الديني الأزهري في مصر.
    فقد كان الأزهر ملجأ للمصريين للحصول على حقوقهم عبر حقب كثيرة من التاريخ المصري القديم والمعاصر على أيدي كثير من شيوخه العظام.
    ولم يكن الشيخ الجليل جاد الحق -يرحمه الله- بأقل من أولئك الشيوخ العظام فقد ساعده على القيام بمهامه في تحمل التبعات الثقيلة التي ألقيت على عاتقه، فطنته ورؤاه المدروسة ونظرته العميقة للأمور على إعلاء دور الأزهر الشريف ليصبح منارة الهدى والحق في عصرنا الحديث كما كان من قبل فعمل على تطويره كمؤسسة راسخة لتقوم بدورها في إنماء الشأن الإسلامي بمصر، ولأنه يرحمه الله قد ذاع صيته كرجل علم ودين وخلق كريم فقد توافد الأثرياء وتسارعوا للتبرع للأزهر بأموالهم ليتصرف فيها كيفما شاء فكان يرحمه الله يوجه الجزء الأكبر منها، فأنشأ الكثير من المدارس والمعاهد بل والجامعات الأزهرية في جميع أرجاء مصر، وقد ساعده فكره المستنير على الخروج بالأزهر والطفو على الكثير من أزماته ومحاولة فك القيود التي كانت تكبله وتغيير السياسات العقيمة التي كانت تسيطر عليه، والسعي لتطوير أدائه بعيدا عن بيروقراطية السلطة، كما أنشأ 25 فرعًا بالمحافظات للجنة الفتوى الرئيسية الموجودة بالجامع الأزهر وذلك لخدمة المواطنين الذين يلجأون إليها للاستفسار عن أمور دينهم، لذا فقد اختار أعضاء هذه اللجان من خيرة العلماء ممن لهم القدرة على الإفتاء.
    من مواقف الشيخ جاد الحق رحمه الله:
    لشيخنا الجليل جاد الحق يرحمه الله مواقف كثيرة مشرفة لا يمكن للتاريخ نسيانها أو طمسها، وهذه المواقف ليست فيما يتعلق فقط بالقضايا المتعلقة بأمور الدين والتشريعات الإسلامية كتحريم فوائد البنوك لكونها ربا مطالبا بالعودة للاقتصاد الإسلامي، أو المتعلقة بالأمور الدنيوية كموقفه من الرافض من قرار الكونجرس الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية للقدس الشريف مؤكدا أن القدس مدينة إسلامية.
    الشيخ جاد الحق ومؤتمر السكان:
    كما لا ننسى خوضه معركة حامية الوطيس أظهرت موقفه الشديد والمشرف من مؤتمر السكان الدولي المنعقد في القاهرة في شهر سبتمبر عام 1994م وقد أعلن حينها حربًا شعواء على ما جاء من بنود المؤتمر والتي تناهض مبادئ الدين الإسلامي والتي تعد اعتداءً سافرًا على كرامة الإنسان الذي خلقه الله وفضله على العالمين حيث وجد شيخنا الراحل أن بنود المؤتمر الفاسدة تعمد إلى إباحة العلاقات الجنسية الشاذة بين الرجل والرجل، وبين المرأة والمرأة، كذلك إباحة حمل العذارى الصغيرات والحفاظ على حملهن، وإباحة إجهاض الزوجات الشرعيات الحرائر، وقد استنكر الشيخ أن تناقش هذه البنود في بلد إسلامي كبير مثل مصر بدعوى الحرية ومثيلاتها من الكلمات الممجوجة.
    وقد أصدر الشيخ في ذلك عدة بيانات شاملة عن مجمع البحوث الإسلامية، وفيه يتصدى لهذه البنود الفاسدة بطريقة عقلية مؤسسة على فكر منظم راسخ بدراسة عميقة لكل ما ورد بالوثيقة باللغتين العربية والإنجليزية، كان لها الأثر الأكبر في إجهاض تلك المؤامرة التي كانت تحاك للقضاء على تعاليم الإسلام، وحينما اتصل بالرئيس حينها موضحا له أن ما تحويه البنود من كفر صريح، أعلنها الرئيس صريحة أنه لن يوافق إلا على ما يوافق عليه شيخ الأزهر، وكان ذلك انتصارًا للإسلام على يد رجل لم يخش في الله لومة لائم.
    الشيخ جاد الحق ومسابقة ملكة جمال النيل:
    ومن الفتاوى غير المتوقعة التي تصدى الشيخ حاد الحق يرحمه الله لما نشر في جريدة الأهرام المصرية عن مسابقة اختيار ملكة جمال النيل من الفتيات في عمر المراهقة حيث يركبن مركبًا فرعونيًا يسير في النيل بمصاحبة دبلوماسيين من معظم الهيئات الدبلوماسية، ومن ستفوز باللقب ستلقى في النيل ومن ثم ستقوم بالتقاطها فرق الإنقاذ فأي إهانة للمرأة هذه؟ وقد كتب مقالاً نشر بنفس الجريدة يستهجن فيه أن يحدث هذا في بلد العروبة والإسلام بعنوان: أوقفوا هذا العبث فورًا باسم وفاء النيل، مؤكدًا أن هذا الاحتفال عودة مقنعة تحت ستار الرق والنخاسة وهذا ما يرفضه الإسلام وتعاليمه.
    الشيخ جاد الحق زهده وورعه:
    لم يكن الشيخ جاد الحق يرحمه الله من محبي سكنى القصور والشقق الفارهة بل كان راضيًا مطمئنًا وهو يعيش في شقته البسيطة في حي المنيل، وكان وهو شيخًا للأزهر بدرجة نائب رئس للوزراء يصعد إلى شقته بالطابق الخامس على قدميه المصابة، علاوة على تقدمه في العمر ومرضه، وحينما عرضوا عليه الانتقال إلى مكان أكثر سعة ومناسبة رفض الشيخ وظل في شقته المتواضعة وقد بلغ من زهده أنه لم يكن يحصل إلا على راتبه فقط، وكان يرفض أية حوافز، أو مكافآت، كما لم يكن يحصل رحمه الله على أية أموال تأتيه مقابل أبحاثه وكتبه القيمة فقد كان يجعلها في سبيل الله تعالى، حيث كان قانعًا براتبه لا غير كما كان يعيش هو وأولاده حياة الكفاف، ولو أراد يرحمه الله الدنيا لكانت بين يديه، حتى لقي الله عفيف النفس طاهر اليد.
    الشيخ جاد الحق جوائز وأوسمة:
    ولمكانة الشيخ الجليل جاد الحق رحمه الله في العالمين العربي والإسلامي وفضله تم منحه أسمى الجوائز وأرفع الأوسمة، فنال "وشاح النيل" في عام 1983م وهو أعلى وشاح تمنحه مصر لمكرميها بمناسبة العيد الألفي للأزهر الشريف، كما تم تكريمه في المغرب بمنحه وسام "الكفاءة الفكرية والعلوم" من الدرجة الممتازة، كذلك حصل على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام والمسلمين عام 1995م ولم يحتفظ بها لنفسه بل بنى بها مجمعًا إسلاميًا كبيرًا يضم مستشفى ومعهدًا دينيًا ومسجدًا في مسقط رأسه بقريته "بطرة" التي ولد ودفن في ثراها.
    من مؤلفات الشيخ جاد الحق وأعماله:
    - الفقه الإسلامي مرونته وتطوره.
    - بحوث فتاوى إسلامية في قضايا معاصرة.
    - رسالة في الاجتهاد وشروطه.
    - رسالة في القضاء في الإسلام.
    - مختارات من الفتاوى والبحوث.
    - أحكام الشريعة الإسلامية في مسائل طبية عن الأمراض النسائية مع القرآن الكريم.
    - النبي في القرآن الكريم.
    - هذا بيان للناس كتاب في جزأين، صدر عن الأزهر الشريف.
    - بحوث وفتاوى إسلامية في قضايا معاصرة في أربعة مجلدات ضخمة.
    - عشرات الأبحاث الفقهية التي اشترك بها في مؤتمرات علمية داخل مصر وخارجها.
    كما أشرف يرحمه الله علي تنظيم العديد من المؤتمرات التي استهدفت الحفاظ علي هوية الأمة الإسلامية من التمويه والضياع.
    وفاة الشيخ جاد الحق:
    توفي الشيخ جاد الحق علي جاد الحق صبيحة يوم الجمعة 25 من شوال 1416هـ الموافق 25 من مارس 1996م حيث كان متوضئًا ومستعدًا للصلاة، عن عمر يناهز التاسعة والسبعين متأثرًا بأزمة قلبية بعد حياة حافلة بمواقفه المشرفة وبعظيم الأعمال قدمها خادمًا مطيعًا للإسلام والمسلمين، ندعو الله أن يجعلها في ميزان حسناته وأن يجمعنا به ومن نحب في الصالحين.
    http://islamstory.com/ar/%D8%AC%D8%A...84%D8%AD%D9%82
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  4. #44

    افتراضي

    صفحات من حياة شيخنا الأستاذ أبي عكاشة أريس موناندار الأندونيسي اللامفونجي ثم الجوكجاوي –حفظه الله-

    حمدا لمن رفع منار العلم و الأدب، و الصلاة و السلام على نبينا محمد سيد العجم و العرب ، و على آله و أصحابه و من إليهم انتسب، أما بعد ...
    ققد قال ربنا تبارك و تعالى في كتابه العزيز : إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ
    و من خالد آثار المرء : سيرتُهُ، وعلمُهُ، وأدبُهُ، وما أورثَهُ للأمِّةِ من تلاميذ يستفيد بهم الناس، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) رواه مسلم
    و هذه هي صفحات مشرقة مجيدة من حياة فضيلة شيخنا الأستاذ الدكتور أبي عكاشة أريس موناندار اللامفونجي –حفظه الله تعالى- طلب مني مجيزنا الأستاذ أبو عبد الله ريكريك أولياء الرحمن السورينجي –وفقه الله- فأجبته إلى ما يرام رجاء أن ينفع به و من قرأه و لأداء بعض حقوق شيخنا المذكور علي فإنه قد بذل جهده في تربيتي و تثقيفي و إرشادي حتى أكون مثل ما أنا عليه الآن فجزاه الله عني و عن المسلمين الجزاء الأوفى .
    و قد حان الشروع ، و بالله التوفيق ، فأقول :
    إنه شيخنا و قدوتنا و مربينا و معلمنا و أستاذنا البحر الفهامة الألمعي اللوذعي اللبيب النجيب الأستاذ أبو عكاشة أريس موناندار ، أحد أهل العلم البارزين بجهوده في التعليم و الدعوة و الإرشاد و الوعظ ليس في منطقته فحسب بل و في أنحاء البلاد الأندونيسية . و قد لازمته منذ التحاقي في معهد حملة القرآن الإسلامي بمدينة جوكجاكرتا الشهيرة بمدينة الطلاب سنة 2007 ، فوجدته من خيار فضلاء عصره و مصره في العلم و العمل لا يعرف السآمة في التدريس و الإرشاد بل و بذل جل أوقاته للأمة ، و مع ذلك أن فضيلته لا يشغله الاشتغال بالتعليم عن الاستزادة من طلب العلم فقد استمع و رحل إلى بعض البلدان الأندونيسية للأخذ عن الوافدين إلى أندونيسيا و لازم دروس من كبار مشايخ الحرم عبر الإنترنت و غيره .
    و أما مرحلة تحصيله العلمي ، فقد ذكر فضيلته أنه حبب إليه العلم عن طريق القراءة و الاستماع إلى الدروس عبر الإذاعة منذ صباه ، أما طلبه العلم عن طريق القراءة فقد حدثني أنه ختم قراءة و مطالعة رياض الصالحين للحافظ النووي –رحمه الله- من أوله إلى آخره و بعض مؤلفات الشيخ عبد الكريم بن عبد الملك أمر الله الشهير باسم حمكا -رحمه الله- و مؤلفات المحدث حسان بن أحمد بندونج، و أما عن طريق الاستماع ، فقد روى لي أحد الزملاء أنه كان استمع إلى دروس الكياهي الحاج زين الدين ترمذي يكتب فوائد الدرس، ثم لما و صل إلى درجة العلم عرف أن الشيخ المذكور و قع في مذهب الاعتزال في مسألة الإيمان.
    ثم لما تخرج شيخنا من الابتدائية – و كان في لمبونج من أعمال سومطرة- رحل حفظه الله إلى جوكجاكرتا لمواصلة دراسته فنزل في إقليم "واتيس" ، إحدى ولاية جوكجاكرتا. و في هذه المرحلة فقد تغيرت حياته العلمية ليس لطلب العلم العصري فقط ، و إنما أول تاريخ في حياته أنه حببت إليه العربية ، و لنستمع الآن إلى قصته في بداية حبه للغة العربية التي هي لغة القرآن :
    كان بداية انتباهي إلى تعلم اللغة العربية ترجع إلى درس ، و كنت آنذاك أسكن في مدينة واتيس ، كولون فروكو ، و في كل أسبوع أقيم درس في عاصمة الأقليم الشهير بـــ دروس البناء الزجاجي لأن محل الدرس في بناء من الزجاج . و كان محاضرون من دعاة العاصمة ، و من بين هؤلاء المحاضرين الذي من أجله ، بعد توفيق الله تعالى ، أتنبه إلى تعلم اللغة العربية بالجد و النشاط اللذان يستقران حتى الآن في نفسي ، قصة أحد المحاضرين الذي يذكر شيخه الذي ما يحفظ القرآن لكنه استطاع أن يميز بين قرائة القرآن الخاطئة من القرائة الصحيحة ، و ذلك لأنه ملم بعلمي النحو و الصرف ، و من هذه القصة انتبه شيخنا إلى تعلم اللغة العربية الفصيحة ، فالتمس دروس اللغة العربية التي أقيمت في تلك المدينة و قصد إلى العلماء الأمجاد للأخذ عنهم، من جملتهم الشيخ نصرون رحمه الله.
    ثم شرع في تحصيله للعلوم الشرعية على أيدي كبار علماء مصره حتي أدرك المنطوق منها و المفهوم بل و لازم بعضهم حتى وافتهم المنية، رحمهم الله تعالى .
    و أما شيوخ فضيلته ، فكثير ، منهم :
     الشيخة ساديوم ، قرأ عليها القرآن المجيد ضمن القاعدة البغدادية
     الكياهي زينل
     الكياهي خضري
     الكياهي قسطلاني
     الكياهي بشران
     الكياهي الحاج الشيخ أحمد سعيدي ، مدير معهد القرآن بــ واتيس ، قرأ عليه جزء عم من ظهر قلب
     الأستاذ هيري
     الكياهي الشيخ نصرون كدونجدانج تمون ، قرأ عليه هداية الصبيان ، و المقدمة الآجرومية ، و جملة من بلوغ المرام للحافظ ، و جملة من صحيح الإمام مسلم ، و جملة من الرسالة العصفورية ، و بعض من شرح العمريطي
     الشيخ العلامة شهودي ، خريج معهد ترمس الإسلامي المشهور ، فقد لازمه شيخنا حتى نهاية عمره –رحمه الله- فاستفاد منه جملة وفيرة من عدة الفنون ، و كان يلازم الشيخ المذكور كل يوم من بعد رجوعه من المدرسة الحكومة حتى المغرب دون انقطاع ، فقد قرأ عليه تفسير الجلالين ، و جواهر البخاري للأستاذ مصطفى عمارة ، و العقيدة السنوسية ، و قصة الإسراء و المعراج ، و قواعد اللغة العربية ، و إرشاد العباد للمليباري .
    و معهد ترمس الإسلامي هذا فقد أسسه العلامة الشيخ عبد الله بن عبد المنان الجاوي الترمسي –رحمه الله-، والد الشيخ العلامة الفهامة المسند ذي التصانيف المفيدة و الخصال الكريمة الشيخ محمد محفوظ بن عبد الله بن عبد المنان بن أحمد بن عبد الله الجاوي الترمسي ثم المكي الشافعي صاحب موهبة ذي الفضل على شرح ابن حجر مقدمة بافضل ، و منهج ذوي النظر شرح منظومة علم الأثر للسيوطي ، و غنية الطلبة شرح الطيبة لابن الجزري ، كفاية المستفيد لما علا لدى الترمسي من الأسانيد و هي ثبته ، و الرسالة الترمسية في أسانيد القراءة العشرية و هي أسانيده في علم القراءات ، و غيرها . و قد تخرج من هذا المعهد علماء أجلاء منهم شيخ شيخنا شهودي رحمه الله ، و العلامة محمد دمياطي بن عبد الله الترمسي ، و العلامة الفكي الأصولي الشيخ أحمد دحلان بن عبد الله الترمسي السماراني ، و العلامة الشيخ حاجد الجوكجاوي من تلاميذ الكياهي الحاج أحمد دحلان بن الخطيب أبي بكر بن سليمان الجوكجاوي مؤسس الجمعية المحمدية ، و غيرهم .
     الكياهي المباه نائب سراجي ، قرأ عليه منهاج العابدين للإمام أبي حامد الغزالي ، و جملة من شرح ابن عقيل على الألفية
     الأستاذ جوهان ، قرأ عليه الغاية و التقريب في الفقه الشافعي
     الأستاذ أمين الدين ، قرأ عليه قطر الغيث شرح مسائل أبي الليث للعلامة محمد نووي بن عمر الجاوي المكي الملقب بـــ عالم الحجاز
     الأستاذ سوطونو إستياروان ، مدرس بالمدرسة المحمدية واتيس ، قرأ عليه كتاب خذ عقيدتك من الكتاب و السنة الصحيحة للشيخ محمد بن جميل زينو، و لعل من يد شيخه هذا تحول منهجه العقدي من الأشعرية إلى أهل السنة و الجماعة.
     الأستاذ ياسين ، قرأ عليه جملة من الأذكار النووية و نصائح العباد للشيخ محمد نووي بن عمر الجاوي السابق ذكره
     الشيخ عاديران ، مدرس معهد الشافعية واتيس ، قرأ عليه المقدمة الآجرومية ، و أواخر الغاية و التقريب
     الشيخ نووي واتيس ، قرأ شيخنا عليه قامع الطغيان في شرح منظومة شعب الإيمان للشيخ محمد نووي بن عمر البنتني ، و الترغيب و الترهيب الصغير ، و رسالة المعاونة
     الأستاذ مسوان ، قرأ عليه الترغيب و الترهيب للمنذري ، و مختصر تفسير ابن كثير ، و تنبيه المغترين
     الشيخ سليمان ، قرأ عليه الأذكار النووية
     الأستاذ رمزي ، قرأ عليه ترجمة القرآن اللفظية
     الكياهي الحاج غزالي ، قرأ عليه مجموعة المواليد
     الدكتور سليمان الدخيل ، قرأ عليه الرحبية في الفرائض
     الدكتور يوسف البحوث ، درس عليه في كتاب الفتن من صحيح البخاري
     الدكتور عبد الله المسلمي ، درس عليه المقدمة الآجرومية
     الدكتور عبد العزيز الفايز ، درس عليه كتاب الزكاة من منهاج السالكين
     الدكتور حسن البخاري ، درس عليه متن ورقات إمام الحرمين الجويني
     الدكتور سعد الشهراني ، درس لديه فتح رب البرية في تلخيص فتوى الحموية
     الدكتور مساعد الطيار ، درس لديه في دورة علوم القرآن
     الدكتور أحمد فريح ، درس لديه في دورة فن الحوار
     الدكتور عبد الله السهلي ، درس عليه كتاب التوحيد
     الدكتور مازن السرساوي المصري ، درس عليه نزهة النظر
     الدكتور سهل العتيبي ، درس لديه آداب طلب العلم
     الدكتور عبد الله السلمي ، درس عليه فقه العبادة
     الدكتور عبد الرحمن الشهري ، درس لديه في علوم القرآن
     الدكتور حسن الحافظي ، درس لديه متن الآجرومية
     الدكتور علي الظهراني ، درس لديه في مناهج البحث
    شيوخه في الجامعة المحمدية بــــــــ سوراكرتا ، منهم :
     الدكتور أحزامي سامعون جزولي ، درس عليه في علزم القرآن
     الدكتور هرجاني ، درس عليه مناهج الفتوى
     الدكتور ستياوان بودي أوتومو ، درس لديه مناهج الفتوى
     الدكتور ماوردي محمد ، درس عليه القواعد الفقهية و فقه النوازل
     الدكتور إدريس عبد الصمد ، درس عليه الثقافة الإسلامية
     الدكتور سورحمان هدايت ، درس عليه المعاملة المالية المعاصرة
     الدكتور عارف فتح الله ، درس عليه في أصول الحديث
    شيوخه في عدة الدورات:
     الشيخ علي بن حسن بن علي بن عبد الحميد الحلبي ، درس عليه كتاب وجوب الدعوة إلى الله للشيخ عبد الله بن باز ، و مقاصد الشريعة عند ابن تيمية ، و تقريب التدمرية ، و رسالة هذه منهجنا و عقيدتنا للشيخ مقبل بن هادي الوادعي ، و منهج السلف الصالح ، و كتاب الإيمان من صحيح البخاري
     الشيخ سليم بن عيد الهلالي ، درس لديه مجمل الأصول الإيمانية ، و رسالة في توحيد الألوهية له
     الشيخ مشهور آل سلمان ، تلقى عليه القواعد الفقهية لابن سعدي
     الشيخ الدكتور حسين العويشة ، تلقى عليه الإخلاص له
     الدكتور محمد موسى ، تلقى عليه العقيدة الرازينية ، و تجريد التوحيد
     الدكتور باسم الجوابرة ، تلقى على يديه المنظومة البيقونية
    شيوخه في دورة الدعاة مع المدنيين :
     الشيخ صالح السحيمي ، درس عليه في شرح السنة للمزني ، و مختصر منهج الإمام الشافعي في إثبات العقيدة ، و أخلاق النبي ﷺ للشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر
     الأستاذ إبراهيم الرحيلي ، درس عليه رسالة النصيحة ، و لمعة الإعتقاد لابن قدامة المقدسي
     الأستاذ عبد العزيز أحمدي ، درس عليه كتاب البيوع من الفقه الميسر
     الشيخ محمد السحيمي ، درس عليه الزو الفكري
     الشيخ الدكتور سليمان الرحيلي ، درس عليه القواعد الفقية لابن سعدي ، كتاب المقاصد من الموفقات الشاطبية ، و الوصية الصغرى لابن تيمية ، و رسالة ابن القيم إلى بعض إخوانه
     الدكتور عبد السلام السحيمي ، درس عليه كن سلفيا على سبيل الجدة ، الجهاد له ، و كتاب الحج من بلوغ المرام
     الشيخ الدكتور عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد البدر ، درس عليه القصيدة الميمية لحافظ الحكمي
     الدكتور مسعد الحسيني ، درس عليه فضائل القرآن لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب التميمي ، مقدمة في أصول التفسير لابن تيمية ، و تفسير الحجرات من تفسير ابن كثير
    شيوخه في دورة "قبلتي" :
     الدكتور عبد الله القرني ، درس عليه في الإيمان لعبيد القاسم بن سلام
     الأستاذ عبد الرحمن القصص ، درس عليه في تفسير القرآن
    التسجيلات العلمية التي تم سماعه إياها :
     تفسير سورة الفاتحة للشيخ محمد بن عبد الوهاب التميم ، للشيخ عبد الرزاق البدر
     القاعدة النورانية ، و دورة في مقاصد الشريعة ، منهج السالكين حتى كتاب الصلاة ، و كتاب الفتن من صحيح البخاري ، للشيخ سليمان الرحيلي
     مختصر صحيح البخاري ، و الفتاوى الأندونيسية ، للشيخ أبي الحسن
     كتاب الإعتصام من صحيح البخاري ، للشيخ عبد الله العبيلان
     مبحث الخوارج من الشريعة تأليف الآجري، للشيخ عبد الملك رمضاني
     الإعتصام من صحيح البخاري ، للشيخ عبد الله العبيلان
    هذا، و لفضيلة شيخنا –حفظه الله- عدة الحلقات العلمية تعقد فيها دروسه ما بين في معهده و الساجد و عدة البلدان ، و من خلال دروسه فقد أتم عدة جملة مستكثرة من كتب التراث ما بين صغير و كبير ، معظمها مسجلة ، و لله الحمد و المنة ، منها على سبيل المثال لا الحصر :
    • تعليم المتعلم طريقة التعلم ، لبرهان الدين الزرنوجي
    • بعض صحيح الإمام مسلم
    • بعض جامع الترمذي
    • الترغيب و الترهيب للمنذري
    • صفة صلاة النبي ﷺ للألباني
    • مختصر صفة صلاة النبي ﷺ له أيضا
    • النبذة في العقيدة
    • معنى لا إله إلا الله للشيخ صالح بن فوزان الفوزان
    • شرح نظم الورقات للشيخ ابن عثيمين
    • شرح الورقات للشيخ عبد الله الفوزان
    • القواعد الفقهية الكلية للشيخ محمد صدقي البرنو أبي الحارث
    • منهاج المسلم للشيخ أبي بكر جابر الجزائري
    • شرح الأصول الثلالة لابن عثيمين
    • شرح كشف الشبهات له
    • القواعد المثلى له
    • شرح الأربعين النووية له
    • المذكرة على العقيدة الواسطية
    • كتاب اللباس من صحيح الإمام مسلم
    • مختصر إيقاظ الهمة للفلاني
    • مختصر الشمائل المحمدية للألباني
    • العقيدة الصحيحة و ما يضادها لابن باز
    • بعض تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان لابن سعدي
    • نداءات الرحمن لأهل الإيمان لأبي بكر بن جابر الجزائري
    • كشف الكربة في وصف حال أهل الغربة للحافظ ابن رجب الحنبلي
    • ست درر من أصول أهل الأثر لعبد الملك رمضاني
    • حملة الحكام لعبد السلام برجس
    • السراج الوهاج في صحيح المنهاج الأبي الحسن
    • شرح السائل الجاهلية للفوزان
    • معالم أصول الفقه عند أهل السنة و الجماعة
    • الجامع لأحكام النساء للشيخ مصطفي بن العدوي
    • عمدة الأحكام للحافظ عبد الغني المقدسي
    • تيسير العلام شرح عمدة الأحكام للبسام
    • أصول السنة لللإمام أحمد بن حنبل الشيباني
    • لا جديد في أحكام الصلاة لبكر بن عبد الله أبي زيد
    • آداب الهاتف له
    • حراسة الفضيلة له
    • تفسير سورة يس لابن عثيمين
    • تفسير سورة الكهف له
    • معالم في آداب طلب للعلم للسدحان
    • أشراط الساعة ليوسف بن عبد الله الوابل
    • الإلمام في أصول الأحكام
    • الفرقان بين أولياء الرحمن و أولياء الشيطان لابن تيمية
    • كتاب الإيمان له
    • أمراض القلوب و شفائها له
    • الإرشاد إلى صحيح الإعتقاد للفوزان
    • الكبائر للذهبي
    • الأصول من علم الأصول لابن تيمية
    • النصيحة لابراهيم الرحيلي
    • التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية
    • التنبيهات المختصرة
    • التبيان في آداب حملة القرآن للنووي
    • بائع لدينه
    • ثمرة العلم العلم للعباد البدر
    • فتح العلي الأعلى
    • فتح رب البرية في تلخيص الحموية لابن عثيمين
    • علم أصول البدع لأبي الحارث الحلبي
    • جلباب المرأة المسلمة للألباني
    • كتاب الآداب لعبد العزيز الشلهوب
    • مجالس شهر رمضان لابن عثيمين
    • الأدب المفرد للإمام البخاري
    • تهذيب تسهيل العقيدة الإسلامية
    • توضيح الأحكام من بلوغ المرام للبسام
    • زاد المهاجر لابن القيم
    هذا ، و قد قرأت و أنا الفقير إلى مولاه الغني فرمان هدايت بن مروادي بن أحمد سوواندو بن عبد الله سجاد بن الكياهي كرجاجي عليه عدة الكتب منها المقدمة الآجرومية و المتممية الآجرومية و كتاب النحو و الميسر في علم النحو للشيخ أ. زكريا ، و الأمثلة التصريفية للشيخ محمد علي بن معصوم اللاسمي، مختارات القواعد اللغة العربية للشيخ عون الرفيق بن غفران همداني صاحب معهد الفرقان بجاوى الشرقية ، الأصول الثلاثة لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ، و كتاب التوحيد له ، و القواعد الست له ، و بعض شرح العقيدة الواسطية للفوزان ، و مجمل أصول أهل السنة و الجماعة في العقيدة ، و قطعة من الغاية و التقريب ، و رياض الصالحين للنووي ، و قطعة القول المفيد على كتاب التوحيد لابن عثيمين ، و غيرها.
    هذا ما أردت إيراده هنا من صفحات حياة شيخنا الأستاذ أريس موناندار أبي عكاشة ، فلو بسطت ترجمته لاحتيجت إلى سفر ضخم و لكن و اشغلاه ، منعني عن ذلك . و الله أعلم .

    (إرشاد البرايا إلى نيل المزايا في تراجم علماء أندونيسيا)
    و كتبه الفقير إلى الله
    تلميذه فرمان هدايت بن مروادي الأَنْدَلَسِيُّ
    الفِلِمْبَانِيّ ُ الجوكجاوي الأصل

  5. #45
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    جزاكم الله خيرًا
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  6. #46
    تاريخ التسجيل
    Mar 2017
    المشاركات
    1

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    جزاكم الله خيراً على هذا المجهود

    وياحبذا إذا يتم جمعها في ملف واحد (pdf) ليسهل الرجوع إليها بأي وقت

  7. #47
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    حيَّاك الله أخي الحبيب.
    ومرحبًا بك في منتداك المجلس العلمي.
    وأما تحويل الموضوع إلى ملف بي دي إف فسأحاول ذلك إن شاء الله، أو لعلَّ بعض الإخوة يقوم بذلك.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •