قال الشيخ عصام هادي حفظه الله تعالى : بشرى لأهل الحديث الكرام

الحمد لله الذي يتحف أهل الحديث في كل وقت وآن بما يثلج به صدورهم من الوقوف على أصل خطي من أصول السنة غالٍ ونفيس فقد وقفت منذ فترة على أقدم أصل لابن ماجه بدلالة بعض الإخوة جزاهم الله خيراً وقد نشر في الشبكة العنكبوتية في عدة منتديات منها ملتقى أهل الحديث.
فعكفت على هذا الأصل العتيق النفيس وهو بخط الحافظ أبي العباس أحمد بن محمد بن أحمد الأسداباذي، فرغ منها سنة (485هـ)، وقد ذكر بأنه نسخها من نسختين: الأولى نسخة أحمد بن إبراهيم بن الخليل جد الحافظ أبي يعلى الخليلي صاحب كتاب "الأرشاد" عن جماعة من أصحاب ابن ماجه منهم ابن القطان، بل سمع من ابن ماجه نفسه قال الذهبي في تاريخ الإسلام (7/ 528): (( سَمِعَ: محمد ابن ماجه، وإبراهيم بن ديزيل. وكتب " السُّنَن " عن ابن ماجة بيده )) وقال الخليلي في الإرشاد (2/765): ((أبو عبد الله أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ سَمِعَ بِقَزْوِينَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ابْنَ مَاجَهْ وَكَتَبَ مُسْنَدَهُ )).
والأخرى من نسخة علي بن محمد بن إبراهيم الجعفري.
وكلا النسختين عورض بأصل ابن القطان، ثم عارضها الناسخ بأصل شيخه أبي منصور المقومي أحد رواة "السنن". ثم ألحق الناسخ بهامشها زيادات ابن القطان.
وهذا الأصل فيه زيادات كثيرة لابن ماجه تنشر لأول مرة، وكذا زيادات لابن القطان رحمه الله أيضاً.
ومن الأمثلة النفيسة من زيادات ابن ماجه:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُغِيرَةُ الضَّبِّيُّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: اجْتَمَعَ عِيدَانِ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا، فَمَنْ شَاءَ أَجْزَأَهُ مِنَ الْجُمُعَةِ، وَإِنَّا مُجَمِّعُونَ إِنْ شَاءَ اللهُ.[ صحيح أبي داود :984، تحفة: 5419]
قَالَ ابْنُ مَاجَهْ: مَا أَظُنُّ إِلَّا أَنِّي وَهِمْتُ فِي ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَظُنُّهُ أَبُو هُرَيْرَةَ إِنْ شَاءَ اللهُ.
قال شيخنا الألباني رحمه الله في صحيح أبي داود - الأم (4/ 240): ((والحديث أخرجه ابن ماجه (1/393) ... بإسناد المصنف الأول؛ إلا أنه
قال: عن ابن عباس! وهو شاذ، والمحفوظ: عن أبي هريرة)).
أقول: وقد عكفت على مقابلة هذه النسخة واستخراج كنوزها وقد آذنت شمسها بالبزوغ إن شاء الله ولكن لابد من التنبيه على أن هذه النسخة مع نفاستها بها خرم في عدة مواطن.
والتنبيه الآخر أن الأصول الأخرى التي طبعتُ السنن لابن ماجه عليها لا تقل نفاسة عن هذه النسخة كما ظن بعض الفضلاء بالنظر المجرد إلى تواريخها فنسخة ابن قدامة المقدسي قال عنها ابن قدامة: (((( نقلته من خط أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ )) وأبو الفضل سمعها من أبي منصور المقومي أحد رواة السنن.
ونسخة الحافظ ابن النجار سمعها من ابن باقا بحضور جماعة من الحفاظ منهم المنذري.
والنسخة الفرنسية وهي نسخة متقنة مقابلة على أصلٍ مسموع على ابن باقا، وبأصلِ الحافظ المنذري أيضاً وهذه النسخ عليها سماعات جماعة من الحفاظ منهم المزي والذهبي والبرزالي وغيرهم.

تنبيه: ظهر في هذه النسخة المتقنة المقابلة اسم كتاب ابن ماجه: (( جامع السنن )).