بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى ، والصلاة والسلام على نبينا محمد
.


أما بعد:

ورد في البيان والتبيين للجاحظ:قال معاوية يوماً: مَن أفصَحُ الناس؟ فقال قائل: قوْم ارتفعوا عن لَخْلخانيَّةِ الفُراتِ، وتَيامَنُوا على عَنْعَنةِ تميمٍ وتَياسَرُوا عن كسكَسةِ بكرٍ، ليست لهم غَمغَمةُ قُضَاعَة ولا طُمْطُمانيَّة حِمْير، قال: مَن هم؟ قال: قُرَيْش، قال: ممّن أنتَ؟ قال: مِن جَرْم.

وقد ورد في لسان العرب تفسير لهذه الألفاظ:

1- اللخلخانية:
قال أَبو عبيدة اللخلخانية العُجمة قال البعيث سيترُكُها إِن سلَّم الله جارَها بنو اللَّخْلَخانيَّ ات وهْي رُتُوع وفي حديث معاوية قال أَيّ الناس أَفصح ؟ فقال رجل قوم ارتفعوا عن لَخْلَخانيَّة العراق قال وهي اللكنة في الكلام والعجمة وقيل هو منسوب إِلى لَخْلَخان وهي قبيلة وقيل موضع ومنه الحديث كنا بموضع كذا وكذا فأَتى رجل فيه لَخْلَخانيَّة .

2- الكشكشة:
وفي حديث معاوية تَيَاسَرُوا عن كَشْكَشةِ تميمٍ أَي إِبدالِهم الشين من كاف الخطاب مع المؤنث فيقولون أَبُوشِ وأُمُّشِ وزادُوا على الكاف شيناً في الوقف فقالوا مررت بكِشْ كما تفعل تميم.

3- الكسكسة:
الكَسْكَسَة لغة من لغات العرب تقارِب الكَشْكَشَة وفي حديث معاوية تَياسَروا عن كَسْكَسَة بكر يعني إِبدالهم السين من كاف الخطاب تقول أَبُوسَ وأُمُّسَ أَي أَبوكَ وأُمُّك وقيل هو خاصٌّ بمخاطبة المؤنث ومنهم من يَدَعُ الكاف بحالها ويزيد بعدها سيناً في الوقف فيقول مررت بِكِسْ أَي بكِ واللَّه أَعلم.

4- الغمغمة:
وفي صفة قريش ليس فيهم غَمْغمةُ قُضاعة الغَمغمة والتَّغَمْغم كلام غير بيِّن قاله رجل من العرب لمعاوية قال من هم ؟ قال قومك من قريش.

5- الطمطمة:
والطَّمْطَمةُ العُجْمة والطِّمْطِمُ والطِّمْطِميُّ والطُّماطِم والطُّمْطُمانيّ ُ هو الأعجَم الذي لا يُفْصِح ورجلٌ طِمطِمٌ بالكسر أي في لسانه عُجْمة لا يُفْصِح ومنه قول الشاعر حِزَقٌ يَمانِيةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِمِ وفي لسانه طُمْطُمانِيَّةٌ والأُنثى طِمْطِمِيَّةٌ وطُمْطُمانِيَّة ٌ وهي الطَّمْطَمةُ أيضاً وفي صفة قريش ليس فيهم طُمطُمانِيَّةُ حِمْيرَ شَبَّه كلام حِمْير لما فيه من الألفاظ المُنْكَرة بكلام العُجْم يقال أَعْجَم طِمْطِميٌّ وقد طَمْطَم في كلامه.

فائدة:
والطمطمة: لفظ يستخدمه بعض أهل الخليج العربي في هذا الزمان ويعنون به الشخص القليل الفهم.