طرق تعليم القراءة ابتداء
تتبادل الطريقة الكلية والطريقة الجزئية تعليم القراءة.
كيف؟
تعلمنا في الكُتَّاب قديما بالطريقة الجزئية التي تبدأ بأسماء الحروف، ثم أصواتها متمثلة في الحركات والمدود والتشديد. ثم تبدأ النصوص الجزئية التي هي الكلمات التي تبدأ بالأفعال الثلاثية مختلفة حركة العين التي تسمى في عُرْف الكُتَّاب ومعلميه ومتعلميه "الأسماء الصغيرة"، ثم أسماء الله الحسنى وهذه في عُرْف الكُتَّاب ومعلميه ومتعلميه تسمى "الأسماء الكبيرة"، ثم يكون القرآن بعد ذلك.
وهذه طريقة ملائمة للتعليم؛ فالطبيعي أن يسير الأمر من اليسير إلى المركب، لكن وزارة التربية والتعليم اتبعت الطريقة الكلية سنوات طويلة، ولم ترجع عنها إلا في العام الماضي فقط.
ما الطريقة الكلية؟
إنها تبدأ من النص الكبير، فتقرر موضوعات، وعلى المعلم أن يجرد من هذا النص كلمات، ثم يحلل الكلمة إلى حروفها، ثم يعلم الحروف.
لماذا هذا التجريب الذي لن يعطي النتيجة نفسها؛ لأنه يسير عكس المطلوب؟
لأن المدرسة الجشطالتية الألمانية في علم النفس قد قررت أن الإنسان يدرك الكل قبل أن يدرك أجزاءه، وأن الكل لا يساوي مجموع أجزائه بل يزيد عليها. وعلى ذلك فالطفل ينبغي أن يتعلم بدءا من النص ثم الجملة ثم الكلمة ثم الحرف.
هكذا فهم القائم على أمر المناهج الأمر فقرر الطريقة الكلية، ولما ثبت إخفاقها أعيدت الطريقة الجزئية مرة أخرى.
ولا يقتصر الأمر على اللغة العربية فقط، بل شمل اللغة الإنجليزية أيضا؛ فقد كنا نتعلمها حروفا ثم كلمات ثم دروسا، لكن الوزارة غيرت دربها سنوات عديدة، لكنها عادت هذا العام إلى الطريقة الجزئية مرة أخرى في تعليم اللغة الإنجليزية في الصف الأول الابتدائي؛ مما انعكس راحة على معلميها ومعلماتها.
وما هذا الرجوع إلا لأن الطريقة الجزئية هي الصحيحة، وهي المعتمدة لدى علمائنا في ترتيب مباحث علومهم؛ فقد بدأ النحو بمقدمات عن الكلمة، وبدأ الصرف بمقدمات مؤهلة، و...إلخ.