( قال الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا الشهير بالساعاتي رحمه الله تعالى في الفتح الرباني لترتيب مسند بن حنبل الشيباني :

باب وقوف الإمام للناس بعد انصرافهم من صلاة العيد والنظر إليهم )

عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ التَّيْمِيِّ قَالَ: «رَأَيْتُ رَسُولَ الله - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَائِمًا فِي السُّوقِ يَوْمَ الْعِيدِ يَنْظُرُ وَالنَّاسُ يَمُرُّونَ» رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو يَعْلَى، وَالْطَبَرَانِي ُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ وَقَالَ فِيهِمَا: «رَأَيْتُ رَسُولَ الله - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا انْصَرَفَ مِنَ الْعِيدَيْنِ أَتَى وَسَطَ الْمُصَلَّى فَقَامَ فَنَظَرَإلَى النَّاسِ كَيْفَ يَنْصَرِفُونَ وَكَيْفَ سَمْتُهُمْ ثُمَّ يَقِفُ سَاعَةً ثُمَّ يَنْصَرِفُ» .

قال الإمام الهيثمي رحمه الله تعالى في المجمع :
وَرِجَالُ الطَّبَرَانِيِّ مُوَثَّقُونَ وَإِنْ كَانَ فِيهِمُ الْمُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ فَقَدْ وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَعِينٍ فِي رِوَايَةٍ وَضَعَّفَهُ غَيْرُهُمْ .

وقال البوصيري في اتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة :
رواه أبو يعلى وأحمد بن حنبل وإسنادهما حسن .

وقال المشرف العام على تحقيق المسند شعيب الأرنؤوط :
إسناده ضعيف لضعف المنكدر بن محمد. قال ابن عيينة: لم يكن بالحافظ، وقال ابن معين: ليس بقوي، وقال أبو حاتم: كان كثير الخطأ، لم يكن بالحافظ لحديث أبيه، وضعفه أبو داود والنسائي والجوزجاني، وقال ابن حبان: كان من خيار عباد الله، فقطعته العبادة عن مراعاة الحفظ، فكان يأتي
بالشيء توهماً، فبطل الاحتجاج بأخباره، وانفرد أحمد بتوثيقه، وقال فيه مرة يحيى بن معين: ليس به بأس. قلنا: وقد انفرد بهذا الحديث وهو ممن لا يحتمل تفرده، واختلف عليه فيه كما سيأتي في التخريج، وبقية رجاله ثقات.
إبراهيم بن إسحاق: هو ابن عيسى الطالقاني.
وأخرجه أبو يعلى (935) من طريق إبراهيم بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (494) من طريق عبد الله بن موسى التيمى، عن المنكدر بن محمد، به، ولفظه: "رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا انصرف من العيدين أتى وسط المُصَلَّى، فقام، فنظر إلى الناس كيف ينصرفون، وكيف سمتهم، ثم يقف ساعة، ثم ينصرف".
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/206، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجال الطبراني موثقون، وإن كان فيهم المنكدر بن محمد بن المنكدر، فقد وثقه أحمد وأبو داود، وابن معين في رواية، وضعفه غيرهم. قلنا: لم نقع على توثيق أبي داود له، بل ثبت عنه
خلاف ذلك في سؤالات الآجري. وحديثه عند الطبراني في "الكبير" في القسم المخروم منه اهـ .

قلت : الحديث مختلف في صحته وضعفه ، فمن وثق المنكدر بن محمد اعتمد التصحيح ، ومن ضعفه اعتمد التضعيف ، وكما قال البخاري في الصحيح : وَإِنَّمَا بَيَّنَّا لِاخْتِلاَفِهِم ْ .