أبو بكر القفال
عاش ثمانين سنة، أربعين جاهلا، وأربعين عالما
لم يشتغل أبو بكر القفال بالعلم حتى جاوز الأربعين من عمره، جاء إلى أحد الأشياخ وأخبره برغبته في العلم، فلقَّنه هذا الشيخُ أولَ جملة في كتاب المزني، وهي: (هذا كتابٌ اختصرتُه) .. فرقى القفال سطح بيته، وكرر هذه الكلمات الثلاث ليحفظها (هذا كتابٌ اختصرته .. هذا كتابٌ اختصرته .. هذا كتابٌ اختصرته ...) .. كررها من بعد العشاء إلى الفجر ! ثم غلبته عيناه ونام، ولما استيقظ نسيها !
فضاق صدره وقال: أيشٍ أقول للشيخ ؟!
لما عاد إلى شيخه وأخبره الخبر، أوصاه الشيخ وصيةً هي الغاية في هذا الباب، وبها جواب سؤالك .. قال له:
(لا يصدَّنَّك هذا عن الاشتغال، فإنك إذا لازمت الحفظ والاشتغال صار لك عادة)
أبو بكر القفال ذاك الذي مكث ليلة كاملة ليحفظ ثلاث كلمات وخاب سعيه، الآن له وزنه الثقيل جدا في كتب الشافعية، وقد توفي وعمره 80 عاما، فكان يقال: (عاش ثمانين سنة، أربعين جاهلا، وأربعين عالما).
مشاري الشثري