تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: المُحَدِّثُون..ه ل جمدوا في فهم القرآن على النقل ؟!!!

  1. Post المُحَدِّثُون..ه ل جمدوا في فهم القرآن على النقل ؟!!!

    يتهم بعضُ الجهلة أئمةَ السنة من المحدثين بأنهم جمدوا في فهم القرآن على النقل ، وأنهم قد قصّروا في فهمه بمقتضى دلالة لفظه ، وسلطوا المنقول من كلام الصحابة والتابعين على الدلالة اللغوية الصرفة للقرآن الكريم .
    ومع أن هذا اتهام باطل لا أساس له من الصحة ، وفيه تناقض يتضح للمدقق ، لكن مما يغفل عنه هؤلاء المفترون ، مما ينقض فريتهم هذه من أساسها ، ويبين أن هذا الاتهام محضُ كذبٍ على المحدثين :
    موقف المحدثين واللغويين من كتاب ( مجاز القرآن ) للإمام اللغوي أبي عبيدة معمر بن المثنى ( ت210هـ) والذي هو أقدم تفسير لغوي يصل إلينا ، ومؤلفه أحد أساطين اللغة ، من أقران الأصمعي وأبي زيد الأنصاري .
    فقد عاب اللغويون على أبي عبيدة تأليفه هذا الكتاب (مجاز القرآن) أشد العيب ؛ لأنه اعتمد في فهم القرآن على اللغة وحدها !!
    حتى إن الإمام اللغوي أبا عمر الجرمي ( ت225هـ) خرج مرة ومعه كتاب ( مجاز القرآن ) لينكر على أبي عبيدة تأليفه من غير رجوع لكلام أهل العلم من الصحابة والتابعين في تفسير القرآن ، فلما لقيه قال له : عمن أخذت هذا يا أبا عبيدة ؟!! فإن هذا يخالف تفسير الفقهاء !! فقال له أبو عبيدة : هذا تفسير الأعراب البوالين على أعقابهم ، فإن شئت فخذه ، وإن شئت فذره .
    فبين أبوعبيدة للجرمي أنه اعتمد في تفسيره على لغة العرب وحدها ، دون رجوع لتفاسير أهل العلم الذين سبقوه من الصحابة والتابعين .
    ولذلك كان الأصمعي يعيبه عليه أيضا ، ويقول عن أبي عبيدة : يفسر القرآن برأيه !!
    وكان الفراء يقول : لو حمل أبو عبيدة إلي كتاب ( مجاز القرآن) لضربته عليه عشرين .
    وكان الإمام اللغوي أبو حاتم السجستاني (ت255هـ) ينكر كتاب (مجاز القرآن ) أشد الإنكار ، حتى إنه ليرى حرمة روايته ، ويقول : إنه فسر القرآن على غير ما ينبغي .
    ومع هذا الموقف الرافض لتفسير القرآن باللغة ، والصادر من بعض أكابر أئمة اللغة ، فقد كان موقف المحدثين من كتاب ( مجاز القرآن) مختلفا جدا ، وعكس ما يُنسب إليهم تماما !!
    فهذا إمام المحدثين الإمام البخاري ، وفي صحيحه (الذي هو قمة صنعة المحدثين النقدية) ، يعتمد كتابَ ( مجاز القرآن) في صحيحه ، في كتاب ( التفسير ) من الصحيح ، وفي غيره ، وأكثر النقل عنه ، كما قال الحافظ ابن حجر في الفتح : (( وقد أكثر البخاري نقل كلامه ، فتارة يصرح بعزوه ، وتارة يبهمه )) .
    فهاهم شيخ المحدثين يقبل التفسير اللغوي ، ويعتمده في صحيحه ، وأئمة اللغة يُغلطونه عليه ويؤثمونه !
    وهكذا يتضح أن المحدثين كانوا أكثر انفكاكا من أسر النقل عن العلماء ، وأكثر حرصا على التفسير اللغوي للقرآن من بعض أكابر اللغويين !!!

    حاتم العوني.
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    غزة - صانها الله -
    المشاركات
    1,629

    افتراضي رد: المُحَدِّثُون..ه ل جمدوا في فهم القرآن على النقل ؟!!!

    الأخ الحبيب اللبيب الغالي / أبو عاصم أحمد بلحة السلفي - نفع الله بك - .
    حفظ الله شَيخنا المحدث حاتم بن عارف العوني ، وأحسن إليك نقلك وبارك الله تعالى فيكما ونفع بكما .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •