ماصحة هذه الأحاديث التي نقلها الذهبي في سير أعلام النبلاء

[دحية الكلبي]

في كتاب سير أعلام النبلاء باب [ إخباره بالكوائن بعده فوقعت كما أخبر ]
1- وقال القطان ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس ، عن أبي سهلة مولى عثمان ، عن عائشة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ادعي لي - أو ليت عندي رجلا من أصحابي " . قالت : قلت : أبو بكر ؟ قال : " لا " ، قلت : عمر ؟ قال : " لا " ، قلت : ابن عمك علي ؟ قال : " لا " ، قلت : فعثمان ؟

[ ص: 338 ] قال : " نعم " . قالت : فجاء عثمان ، فقال : قومي . قال : فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يسر إلى عثمان ، ولون عثمان يتغير ، فلما كان يوم الدار قلنا : ألا تقاتل ؟ قال : لا ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي أمرا ، فأنا صابر نفسي عليه .

2- وقال إسرائيل وغيره ، عن منصور ، عن ربعي ، عن البراء بن ناجية الكاهلي فيه جهالة عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تدور رحى الإسلام عند رأس خمس أو ست وثلاثين سنة ، فإن يهلكوا فسبيل من هلك ، وإلا تروخي عنهم سبعين سنة " . فقال عمر : يا رسول الله ، أمن هذا أو من مستقبله ؟ قال : " من مستقبله

3- وقال بشر بن بكر ، والوليد بن مسلم : حدثنا الأوزاعي قال : حدثني الزهري قال : حدثني سعيد بن المسيب قال : ولد لأخي أم سلمة غلام ، فسموه الوليد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تسمون بأسماء فراعنتكم ، غيروا اسمه فسموه عبد الله فإنه سيكون في هذه الأمة رجل يقال له الوليد ، هو شر لأمتي من فرعون لقومه " . هذا ثابت عن ابن المسيب ، ومراسيله حجة على الصحيح .

[دحية الكلبي]

للتذكير

[أحمد الأقطش]

1- وقال القطان ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس ، عن أبي سهلة مولى عثمان ، عن عائشة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ادعي لي - أو ليت عندي رجلا من أصحابي " . قالت : قلت : أبو بكر ؟ قال : " لا " ، قلت : عمر ؟ قال : " لا " ، قلت : ابن عمك علي ؟ قال : " لا " ، قلت : فعثمان ؟ [ ص: 338 ] قال : " نعم " . قالت : فجاء عثمان ، فقال : قومي . قال : فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يسر إلى عثمان ، ولون عثمان يتغير ، فلما كان يوم الدار قلنا : ألا تقاتل ؟ قال : لا ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي أمرا ، فأنا صابر نفسي عليه

تجد تخريج الحديث على هذا الرابط:

رواية قيس بن أبي حازم عن أم المؤمنين عائشة - ملتقى أهل الحديث

ومِمَّا فاتني فيه أنَّ الترمذي [3711] روى القطعة الأخيرة عن سفيان بن وكيع، عن أبيه وكيع ويحيى القطان.
وقول أبي أسامة في هذا الحديث هو الأشبه بالصواب: القطعة الأولى عن أبي سهلة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً. والثانية عن أبي سهلة، عن عثمان. ليس فيه عائشة. ولا أعرف لأبي سهلة غير هذا الحديث. قال البزار [402]: ((ولا نعلم روى أبو سهلة إلاَّ هذا الحديث)). اهـ

[أحمد الأقطش]

2- وقال إسرائيل وغيره ، عن منصور ، عن ربعي ، عن البراء بن ناجية الكاهلي فيه جهالة عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تدور رحى الإسلام عند رأس خمس أو ست وثلاثين سنة ، فإن يهلكوا فسبيل من هلك ، وإلا تروخي عنهم سبعين سنة " . فقال عمر : يا رسول الله ، أمن هذا أو من مستقبله ؟ قال : " من مستقبله

قال البخاري في ترجمة البراء بن ناجية [التاريخ الكبير 2/118]: ((ولم يذكر سماعاً مِن ابن مسعود)). اهـ وقال الذهبي [ميزان الاعتدال 1/302]: ((فيه جهالة، لا يعرف إلا بحديث: "تدور رحا الإسلام بخمس وثلاثين سنة")). اهـ

[أحمد الأقطش]

3- وقال بشر بن بكر ، والوليد بن مسلم : حدثنا الأوزاعي قال : حدثني الزهري قال : حدثني سعيد بن المسيب قال : ولد لأخي أم سلمة غلام ، فسموه الوليد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تسمون بأسماء فراعنتكم ، غيروا اسمه فسموه عبد الله فإنه سيكون في هذه الأمة رجل يقال له الوليد ، هو شر لأمتي من فرعون لقومه " . هذا ثابت عن ابن المسيب ، ومراسيله حجة على الصحيحه

هذا حديثٌ باطلٌ لا أصل له. رواه الزهري، واختُلف عنه:
1- فرواه الأوزاعي، واختُلف عنه:
> رواه إسماعيل بن عياش، فاضطرب فيه:
- فقال أبو المغيرة [أحمد 109] عنه، عن الأوزاعي وغيره، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عمر.
- وقال سليمان بن عبد الرحمن [الجورقاني في الأباطيل 655] عنه، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عمر. لَمْ يَقرن بالأوزاعي أحداً.
- وقال إسماعيل بن أبي إسماعيل [الحارث في مسنده 804] عنه، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب مرسلاً. ليس فيه عمر.
- وقال منصور بن أبي مزاحم [أبو زكريا الأزدي في تاريخ الموصل ص56] عنه، عن الأوزاعي، عن الزهري مرسلاً. ليس فيه ابن المسيب ولا عمر.
> وقال الوليد بن مسلم [نعيم في الفتن 328 والفسوي في المعرفة والتاريخ 3/349]
> وبشر بن بكر [البيهقي في الدلائل 6/505]
> والهقل [ابن عساكر في تاريخ دمشق 63/323] عن الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب مرسلاً.
> وخالفهم محمد بن كثير [ابن عساكر في تاريخ دمشق 63/323] فقال: عن الأوزاعي، عن الزهري مرسلاً. ليس فيه ابن المسيب.
2- والحديث رواه معمر بن راشد [الجامع ملحقاً بمصنف عبد الرزاق 19861 وعنه عبد الرزاق في أماليه 172] عن الزهري مرسلاً ليس فيه ابن المسيب ولا عمر. وهو الصواب. ومرسل الزهري شرُّ المراسيل.

قال ابن حبان [المجروحين 1/125]: ((وهذا خبرٌ باطلٌ! ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا، ولا عُمر رواه، ولا سعيد حدَّث به، ولا الزهري رواه، ولا هو عن حديث الأوزاعي بهذا الإسناد)). اهـ ووافقه الجورقاني في أباطيله [ص655] وذكره ابن الجوزي في الموضوعات [1/159]. قلتُ: نعم لَمْ يَثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عمر ولا ابن المسيب، لكنه مِن حديث الزهري كما رأيتَ وهو ثابتٌ عنه. وقد بالَغَ ابنُ حجر في دفاعه عن هذا الحديث، حتى إنه وهم في رواية معمر فزادَ فيها سعيد بن المسيب! مع أنَّ رواية معمر هذه قاضيةٌ على رواية الأوزاعي.

[دحية الكلبي]

بارك الله فيك وأجزل الله لك العطاء في الدارين

[أحمد الأقطش]

وفيكم بارك الله ونفعنا وإياكم