بيان علة وقف عبد الجبار بن عاصم لحديث ابن عباس: "سيكون أقوام يخضبون بالسواد...؟".
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم
حديث عبد الله بن عباس: "يكون قومٌ يخضبون في آخر الزمان بالسواد كحواصل الحمام، لا يريحون رائحة الجنة".
الحديث: مخرج في سنن أبي داود (4212)، والنسائي في الكبرى (9293)، وغيرهما من طرق عن عُبيد الله بن عمرو الرقي، عن عبد الكريم الجزري، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رفعه ...
واختلف على عبيد الله بن عمرو الرقي فيه، فرواه عبد الجبار بن عاصم، أبو طالب النسائي عنه موقوفًا: أخرجه أبو القاسم البغوي، وعنه أبو طاهر المخلص في المخلصيات (10)، ومن طريق البغوي أورده ابن الجوزي في الموضوعات*** (3/ 229).
قلتُ: قال أبو طاهر: لم يرفعه أبو طالب، عن عبيد الله.
وعبد الجبار بن عاصم قال فيه ابن معين ثقه، ومرة: صدوق. تاريخ بغداد (12/ 411)، وفي رواية ابن محرز (1/ 93) قال: لا بأس به.
وقال الدارقطني: ثقة. تاريخ بغداد (12/411). وذكره ابن حبان في الثقات (8/ 418).
فلعل الذي حمله على وقف الحديث؛ شكه في ثبوت الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فقد ذكر ابن حجر في النكت (2/ 537) أن من أسباب وقف الثقات للمرفوع: "الشك في ثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ... ". انتهى.
فهل من مزيد توجيه بارك الله فيكم.
---------------------
*** قال العلائي: "وأخطأ في ذلك خطأ فاحشًا، لأنه بنى ذلك على أن عبد الكريم هُو ابن أبي أمية، أبو المخارق البصري، وأنه ضعيف، وليس الأمر كما ظن ... ". النقد الصحيح لما اعترض من أحاديث المصابيح (ص: 36).
وبمثل ذلك تعقبه ابن حجر في القول المسدد في الذب عن مسند أحمد (9).
قلت: ومما يقوي أنه عبد الكريم الجزري أنه من رواية عبيد الله بن عمرو عنه، وهو أحفظ من روى عن عبد الكريم الجزري؛ قاله ابن سعد في الطبقات الكبير (9/490).
رد مع اقتباس
