بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على حبيب رب العالمين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
وبعد أيها الأحبة فإن كثيراً من طلبة العلم الذين ما زالوا يزحفون على أعتاب العلم تراهم يطلقون الأحكام جزافاً على كبار الأئمة الفقهاء كأبي حنيفة ومالك والشافعي والأوزاعي وغيرهم ، علماً أن هؤلاء الأئمة هم من كبار أهل السلف رحمة الله عليهم أجمعين ، ويكون إطلاق الأحكام التي ربما تكون جائرة أحياناً من غير علم ولا بصيرة ولا تتبع لأقوال العلماء .
فكثير من صغار طلبة العلم يحكم على ما ذهب إليه الحنفية والشافعية من خلال قرائته لصفحات من كتب الفقه المقارن التي لم تنقل الدليل الذي استدل به الحنفية أو الشافعية أو ربما جاءت بالحديث الضعيف مع وجود حديث صحيح .
فلا بد من الرجوع إلى كتب الحنفية والشافعية وغيرهم والنظر في ما قالوه في كتبهم والبحث عن دليلهم في كتبهم نفسها .
فمثلاً : كثير من كتب الفقه المقارن عندما تنقل قولاً للحنفية ترجع إلى كتاب ((مراقي الفلاح للشرنبلالي)) وهذا الكتاب فيه أخطاء كثيرة وغالباً ما يغفل الحديث الصحيح ، لكن من أراد البحث عن القول المعتمد والراجع إلى الدليل فعليه أن يبحث في كتب أخرى للمذهب كــ : فتح القدير للكمال ابن الهمام أو نصب الراية للزيلعي أو المبسوط للسرخسي أو إعلاء السننن للتهانوي . وعند البحث بهذه الكتب وعدم إيجاد الدليل عندها يحكم أحدنا على ما ذهب إليه الحنفية في هذه المسألة بأنه قول مرجوح ، لكن مع الحفاظ على الأدب أثناء الحكم على ما ذهبوا إليه .
ولمن أراد أن يتبع هذه الطريقة العلمية فله أن يقرأ للشيخ ابن العثيمين رحمه الله وللسيد سابق رحمه الله ومن قبلهما لابن القيم رحمه الله .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .