26-09-2013 | مركز التأصيل للدراسات والبحوث
كشف استطلاع جديد للرأي نشرته صحيفة "ديلي ستار" البريطانية أن أكثر من ربع البريطانيين من الفئة العمرية 18 إلى 24 عامًا يعتقدون أن بلادهم ستكون أفضل حالاً من دون المسلمين أو بأقل عدد منهم، بحجة أن الشبان البريطانيين يعتقدون أن المسلمين لا يتقاسمون القيم نفسها مع الشعب البريطاني


تشير كثير من التقارير إلى أن غالب المسلمين في البلدان الغربية يتمتعون بعلاقات جيدة مع الغربيين من غير المسلمين، وأنهم من أنجح الناس، ورغم ذلك فنسبة الاضطهاد الموجهة إليهم أو ما يعرف إعلاميا بالإسلاموفوبيا، تزداد يوماً بعد يوم، سيما في الدولة التي تنشط فيها جماعات اليمين المسيحي المتطرف، سيما في فرنسا وبريطانيا.
وفيما يخص الشأن البريطاني كشف استطلاع جديد للرأي نشرته صحيفة "ديلي ستار" البريطانية أن أكثر من ربع البريطانيين من الفئة العمرية 18 إلى 24 عامًا يعتقدون أن بلادهم ستكون أفضل حالاً من دون المسلمين أو بأقل عدد منهم، بحجة أن الشبان البريطانيين يعتقدون أن المسلمين لا يتقاسمون القيم نفسها مع الشعب البريطاني.
وقال الاستطلاع إن واحدًا من كل 3 شبان بريطانيين يرى أن المسلمين لا يفعلون ما يكفي في مجتمعاتهم لمكافحة التطرف، فيما اعتبر 30% منهم أن الهجرة ليست مسألة جيدة بالنسبة إلى بلادهم بشكل عام.
وأضاف الاستطلاع أن 60% من الشبان البريطانيين يعتقدون أن الرأي العام في بلادهم يحمل صورة سلبية عن المسلمين.
وأشار إلى أن 26% من الشبان البريطانيين اعترفوا بأن العمليات "الإرهابية" بالخارج هي التي صاغت وجهات نظرهم حيال المسلمين، وليس وسائل الإعلام.
غير أننا لا يمكننا بأي حال من الأحوال أن نهمل الدور التخريبي الذي تقوم به الأجهزة الإعلامية في الغرب، حيث يقوم الإعلام الغربي بدور لا يستهان به في رسم صورة نمطية عن المسلمين مصورة إياهم في صورة قتلة وإرهابيين.
وهي ظاهرة لا تقتصر على الغرب وحده، فما نراه في الإعلام العربي هذه الأيام من حملات تشويه لأبناء التيار الإسلامي، ولكل من يرتبط بمظهر إسلامي، يكاد يفوق ما يلقاه المسلمون في الغرب. وعلى هذا الأساس زادت حدة التشويه في الغرب، فكان لإعلامنا في الداخل صدى غربي، على أساسه زادت الهجمة الإعلامية الغربية.
إلى جانب حملات التشويه الداخلية، كان للعمليات المسلحة في البلدان الإسلامية- أو التي يتواجد بها نسب كبيرة من المسلمين- صداها في الإعلام الغربي، حيث ذكرت منظمة متخصصة في مراقبة الهجمات ضد المسلمين أن الهجوم على مركز للتسوق بالعاصمة الكينية نيروبي أدى إلى تزايد حوادث الاعتداء على المسلمين في المملكة المتحدة، وجعل المسلمين البريطانيين يشعرون بالقلق من تعرضهم لهجمات انتقامية.
وقال فياض موغال، مدير منظمة (ابلغ ماما) لصحيفة "هافينغتون بوست يو. كي" إن المسلمين البريطانيين "يشعرون بالقلق من تعرضهم لهجمات انتقامية في أعقاب الهجوم الإرهابي في نيروبي، وتسجل المنظمة وقوع ما يتراوح بين 7 و 11 هجوماً على المسلمين في بريطانيا منذ السبت الماضي".
وأضاف موغال "إن حادثاً دولياً تورطت فيه حركة شباب المجاهدين الصومالية سبّب مرة أخرى ارتفاعاً في عدد الحوادث المعادية للمسلمين في بريطانيا".
كما كان للحوادث الداخلية في بريطانيا عظيم الأثر في ارتفاع نسبة أعمال العنف ضد مسلمي بريطانيا، حيث تزايدت هذه الأعمال بشكل ملحوظ على خلفية مقتل جندي بريطاني بعملية زعم منفذها أنها انتقام لمقتل مسلمين بالخارج.
ومنذ شهور قليلة أشارت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية إلى ظاهرة الإسلاموفوبيا، حيث وجهت تحذيرًا من التداعيات الخطيرة للمحاولات الجديدة الرامية لفرض مزيد من العزلة على المسلمين.
وقالت المجلة: أن من يعتنقون الإسلام يتعرضون لضغوط بسبب التكيف مع حياتهم لاسيما في ظل اتهامات توجه كل فترة لأشخاص مسلمين فيما يتعلق بأعمال تصنف على أنها "إرهابية"، مشيرة إلى أن الدين الإسلامي أصبح دينًا متوطنًا في بريطانيا، وأن اتهامات الإرهاب والتشويه لا تؤثر في معدلات اعتناق الإسلام.