وقفةٌ مَع المُعترض - عامله الله بلطفه -
قد أساء الأخ المُعترض -وفقه الله- في فهم المسألةِ ولو أنهُ قرأ فيها وأحاط بجوانبها ما حمل كَلام الأئمة ما لا يحتمل والله تعالى المستعان ! :
(1) قَال - غفر الله له - أن العَبد الفقير قد بتر كَلام الإمام الذهبي في مِيزانه : (( وأنا أشتهى أن تعرفني من هو الثقة الثبت الذي ما غلط ولا انفرد بما لا يتابع عليه،بل الثقة الحافظ إذا انفرد بأحاديث كان أرفع له، وأكمل لرتبته، وأدل على اعتنائه بعلم الاثر،وضبطه دون أقرانه لاشياء ما عرفوها، اللهم إلا أن يتبين غلطه ووهمه [ في ] الشئ فيعرف ذلك، فانظر اول شئ إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبار والصغار، ما فيهم أحد إلا وقد انفرد بسنة،فيقال له : هذا الحديث لا يتابع عليه ؟؟؟وكذلك التابعون، كل واحد عنده ما ليس عند الآخر من العلم، وما الغرض هذا، فإن هذا مقرر على ما ينبغى في علم الحديث.وإن تفرد الثقة المتقن يعد صحيحا غريبا., وإن تفرد الصدوق ومن دونه يعد منكراً )) أهـ.
قُلت : وهذا مما اشتد اعتراض ونكير الحافظ الذهبي به على العقيلي في الضعفاء من اعلاله كَثيراً من تفردات الثقات بالنَكارة وغَالية ما يُقال أن القَول بأن الثقة قد يأتي بمستنكر عِند الأئمة فإن هذا لا يَعني أن حَديثه إذا إنفرد بهِ مُنكرٌ مُطلقاً ولم يقل بهذا إنسان بل إن المُتتبع لأقوالهم - رحمهم الله - علم أنهم قد يعلون أحاديث بعض الثقات لحصول الوهم والغلط بالنكارة لتفردهم ولم يأتي أحدٌ من العالمين من أصحاب ذلك الشيخ على ثقتهم واختصاصهم بالرواية بمثل ما أتى به فيعلوه ، وذلك ليس على إطلاقه فليس هُناك أحدٌ من العالمين قال أن تفرد الثقة مُطلقُ الرد ! بل إن النُصوص الواردة في هذه الدراسة مفادها أن الصدوق أولى بها من الثقة الضابط ، لأن الصدوق دُون الثقة وحصول الخطأ والوهم منه أقوى مِن الأول ، ثُم في نِهاية عِبارة الحافظ الذهبي ما يشير إلي أن تَفرد الثقات يُقال فيه صحيحاً غريباً مع الإشارة إلي أن كثير من النُقاد المُتقدمين - رحمهم الله - قد لا يطلق الصحة مع الغرابة ، وأن تفرد الصدوق ومن دونه إذا إنحدرت الطبقة يعد منكراً ، أما إن أتت القرينة على أن ذلك الصدوق احتمل تفرده كأن يتابع عليه أو أن يأتي أحد أصحاب الشيخ بما يشاركه فيه عن شيخه فإن ذلك قرينةٌ على أنه احتمل ! أما وإن تفرد به فتلك نكارةٌ .
وقد استدل المُعترض بقول الخَطيب البغدادي - رحمه الله - فقال : (( جميع اهل العلم على أنه لو انفرد ثقة بنقل حديث لم ينقله غيره لوجب قبوله )) .
قُلت : وأما ما يستدل بهِ مِن كلام الخطيب البغدادي - رحمه الله - وهو المُساواة في قبول تفرد الثقة والصدوق والمُساواة بينهما في القبول وهو من الأدلة التي يحتج بها مَن قال بقبول تفردات الثقات والصدوق مُطلقاً والصحيح أن الصدوق أقل منزلة من الثقة فلا يتساوى قبول روايته إن إنفرد مع الثقة لأن الثقة إن إنفرد قد تُحيط القرائن على خطأ وقع في حديثه ! ، وإنا إن كُنا لا ننكر على الخطيب البغدادي - رضي الله عنه - هذا فاهل العلم على عدم المساواة بين الثقة والصدوق بالحَديث والأرجح أن الثقة أرفع فإن تفرد الثقة فإن الثقة الثابت المُتقن يقبل تفرده مالم تأتي قرينة على أنه قد أخطأ في الحديث ، والصدوق متى ما انفرد فإن ذلك مُنكرٌ عند أهل العلمِ ، وأما ما نقلته عن الخليلي فقد سبق والتعليق عليه في المبحث فإقرأ بتأمل - وفقك الله للخير - .
وقد استنكر المُعترض نَقلنا عَن الحافظ الذهبي وقد سبق وأن علقنا عليه مُبينين المُراد من قول الحافظ الذهبي وأسهبنا في بداية البحث فلينظر بتمعنٍ والله المُستعان ! ، وقد استنكر اعتبار ذلك عند الإمام أحمد من المُنكر وقُلنا أن المسألة فيها على التفصيل والقرآئن ! .
قُلت مُستدلاً بكلام الإمام مُسلم في المُقدمة : (( فأما من نراه يعمد لمثل الزهري في جلالته وكثرة أصحابه الحفاظ المتقنين لحديثه وحديث غيره، أو لمثل هشام بن عروة، وحديثهما عند أهل العلم مبسوط مشترك، قد نقل أصحابهما عنهما حديثهما على اتفاق منهم في أكثره، فيروي عنهما أو عن أحدهما العدد من الحديث، مما لا يعرفه أحد من أصحابهما، وليس ممن قد شاركهم في الصحيح الذي عندهم، فغير جائز قبول حديث هذا الضرب من الناس، والله أعلم )) أهـ.
فاعترض المُعترض علي بأربع نقاط والله المُعين :
(1) قال - عَامله الله بلطفه - : (( ان هذا سياق مبتور عن ماقبله ومذهب الامام مسلم معلوم في هذا الصدد وأن ما رواه الثقة عن الثقة إلى منتهاه - وليس له علة - فليس بمنكرا ))!!.
قُلت : وما هكذا يا سعدا تُورد الإبل وإنظر قول الإمام مسلم رحمه الله تعالى إلي أن لو عمد إلي مثل الزهري وهشام بن عروة ولهم من الحديث الشيء الكثير بل حديثهما عند أهل العلم مبسوط مشترك قد نقل أصحابهما عنهما حديثهما على إتفاق أي حصل الإتفاق في جُملة ما روي عنهما بل وفي أكثره على حد قول الإمام مسلم ، وفي كلام مسلم ما قررناهُ من أنه إذا عمد الثقة فخالف أصحاب الإمام الزهري فإن القرينة قامت على نكارة ما تفرد به وإلا فأين أصحابه عنه؟! أليس لنا حقٌ في السؤال على ما تبين من القرائن أين هُم وما جاء عن أصحاب العلم ونقاد الحديث القدماء ؟! أم إ إنفرد عنهم من عرف صدقهُ او وصف بلفط " الصدوق " ولم يعرفه أحد من الحفاظ ولا حدث به فكيف جاز لنا أن نحكم بأن هذا التفرد حسنٌ لذاته لأنهُ لم يتابع ولم يحتمل لضعفٍ في حفظه !.
وقد أسأت الفهم ! ولا عجب فإن النص الذي نقلتهُ : " وليس لهُ علةٌ " أي ليس للحديث علةٌ تقدحُ في صحتهِ ! ولم يقيد الإمام مُسلم في هذا النص الذي نقلت أن تفرد الثقة بما ليس عند أحدٍ من أصحاب الشيخ الذي إنفرد عنه ليس مُنكراً كذلك الصدوق والعُمدة في النص الذي نقلناه.
(2) قال - عفا الله عنه - : (( لأن حكم أهل العلم والذى نعرف من مذهبهم فى قبول ما يتفرد به المحدث من الحديث أن يكون قد شارك الثقات من أهل العلم والحفظ فى بعض ما رووا وأمعن فى ذلك على الموافقة لهم فإذا وجد كذلك ثم زاد بعد ذلك شيئا ليس عند أصحابه قبلت زيادته )).
قُلت : لو أنكَ أمعنت النَظر في التَفرد وخُصوصاً في مقدمة مُسلم لوعيت أنها مسألةٌ عظيمةٌ فقد قال الإمام - رحمه الله - في المُقدمة : (( وَعَلاَمَةُ الْمُنْكَرِ فِى حَدِيثِ الْمُحَدِّثِ إِذَا مَا عُرِضَتْ رِوَايَتُهُ لِلْحَدِيثِ عَلَى رِوَايَةِ غَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الْحِفْظِ وَالرِّضَا خَالَفَتْ رِوَايَتُهُ رِوَايَتَهُمْ أَوْ لَمْ تَكَدْ تُوَافِقُهَا فَإِذَا كَانَ الأَغْلَبُ مِنْ حَدِيثِهِ كَذَلِكَ كَانَ مَهْجُورَ الْحَدِيثِ غَيْرَ مَقْبُولِهِ وَلاَ مُسْتَعْمَلِهِ.
فَمِنْ هَذَا الضَّرْبِ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَرَّرٍ وَيَحْيَى بْنُ أَبِى أُنَيْسَةَ وَالْجَرَّاحُ بْنُ الْمِنْهَالِ أَبُو الْعَطُوفِ وَعَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ وَحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضُمَيْرَةَ وَعُمَرُ بْنُ صُهْبَانَ وَمَنْ نَحَا نَحْوَهُمْ فِى رِوَايَةِ الْمُنْكَرِ مِنَ الْحَدِيثِ ، فَلَسْنَا نُعَرِّجُ عَلَى حَدِيثِهِمْ وَلاَ نَتَشَاغَلُ بِهِ لأَنَّ حُكْمَ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالَّذِى نَعْرِفُ مِنْ مَذْهَبِهِمْ فِى قَبُولِ مَا يَتَفَرَّدُ بِهِ الْمُحَدِّثُ مِنَ الْحَدِيثِ أَنْ يَكُونَ قَدْ شَارَكَ الثِّقَاتِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْحِفْظِ فِى بَعْضِ مَا رَوَوْا وَأَمْعَنَ فِى ذَلِكَ عَلَى الْمُوَافَقَةِ لَهُمْ فَإِذَا وُجِدَ كَذَلِكَ ثُمَّ زَادَ بَعْدَ ذَلِكَ شَيْئًا لَيْسَ عِنْدَ أَصْحَابِهِ قُبِلَتْ زِيَادَتُه ، فَأَمَّا مَنْ تَرَاهُ يَعْمِدُ لِمِثْلِ الزُّهْرِىِّ فِى جَلاَلَتِهِ وَكَثْرَةِ أَصْحَابِهِ الْحُفَّاظِ الْمُتْقِنِينَ لِحَدِيثِهِ وَحَدِيثِ غَيْرِهِ أَوْ لِمِثْلِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ وَحَدِيثُهُمَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مَبْسُوطٌ مُشْتَرَكٌ قَدْ نَقَلَ أَصْحَابُهُمَا عَنْهُمَا حَدِيثَهُمَا عَلَى الاِتِّفَاقِ مِنْهُمْ فِى أَكْثَرِهِ فَيَرْوِى عَنْهُمَا أَوْ عَنْ أَحَدِهِمَا الْعَدَدَ مِنَ الْحَدِيثِ مِمَّا لاَ يَعْرِفُهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِمَا وَلَيْسَ مِمَّنْ قَدْ شَارَكَهُمْ فِى الصَّحِيحِ مِمَّا عِنْدَهُمْ فَغَيْرُ جَائِزٍ قَبُولُ حَدِيثِ هَذَا الضَّرْبِ مِنَ النَّاسِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ )) أهـ .
قَال فضيلة الشَيخ ابراهيم اللاحم - وفقه الله - : (( وما ذكره مسلم من قبول ما يتفرد به من أمعن في موافقة الثقات عن شيخه ، مبني على أن الراوي قد لايستوعب ما عند شيخه ، وإذا استوعبه فقد لا يحدث به كله ، كما في قول أحمد ( عند سعد بن إبراهيم شيء لم يسمعه يعقوب ، كتاب عاصم بن محمد العمري ) ... وإنما يستنكر بداهة أن يروي ثقة ليس من أصحاب الراوي المعروفين بالكثرة والتثبت فيه ، فينفرد عن الجميع بشيء يرويه عنه )) أهـ.
وهُناك أمرٌ لابد من الإشارة إليه كَون الحَافظ الذهبي قسم الثقات في تَعرضهِ للكلام على تَفرد الثقة والصدوق والذي وهم فيه المُعترض علينا في مسألة التَفرد إلي قسمين :
[1] الثقات الحفاظ وهم الذين عرفوا بالحفظ والاتقان وندرة الخطأ ، فهؤلاء يقبل تفرد التابعين منهم عن الصحابة وتفرد تابعي التابعين عن التابعين .
[2] هم من الثقات ، وهم جماعة يوصف الواحد منهم بلأنه ثقة ، لكن ليس من الحفاظ المتقنين ، وهم مع ذلك متوسطو المعرفة ، أي المعرفة بنقد الحديث ، فلا يؤمن أن يخطيء الواحد منهم ، ولا ينتبه لذلك فهؤلاء يقبل تفرد التابعين منهم عن الصحابة ويتوقف في ما عدا ذلك.
وبَين الشَيخ اللاحم المُراد من قول الإمام مُسلم فقال : (( ثم عن ما ذكره مسلم والذهبي من عمل الأئمة هي ضوابط عامة ، لا يفهم منها أنهم لا يستنكرون الحديث بالتفرد إلا مع وجودها ، إذ هناك أمور دقيقة قد تصاحب التفرد توجب التوقف فيه واستنكار الحديث ، وإن لم تتوفر الضوابط المذكورة ن ولذا قال ابن رجب : (( أكثر الحفاظ المتقدمين يقولون في الحديث إذا انفرد به واحد وإن لم يرو الثقات خلافه : إنه لا يتابع عليه ، ويحعلون ذلك علة فيه ، اللهم إلا أن يكون ممن كثر حفظه واشتهرت عدالته وحديثه كالزهري ونحوه ، وربما يستنكرون بعض تفردات به الثقات الكبار أيضا ، ولهم في كل حديث نقد خاص ، وليس عندهم لذلك ضابط يضبطه )) )) أهـ .
ومثل هذا لا أرى أن يغفل عنهُ الباحث وأن لا يُهمله إهمالاً كاملاً والله تعالى المُستعان ، فإن الأئمة يعملون قرائن ومُرجحات في مسألة التفرد لابد من التنبه لها وهي مرصوصةٌ ومكتوبةٌ في كُتبهم وأقوالهم خالدةٌ بإذن الله تبارك وتعالى ، فإساءة الفهم وضعفه مِن البلايا التي يبتلى بها الإنسان وإني لأربأ بالمُعترض أن يكون من هذا الصنف من الناس ولله المُشتكى ، وقد زعم المُعترض أن إستدلالنا بكلام مسلم استخفاف بعقول القرائ وهذا عجبٌ عُجاب ومِن أضعف التَعليلات والتعليقات وإني لأربأ بالمُعترض سلوك ذلك المسلك الركيك والقول الضعيف والله المستعان.
وكُنت قد أشرت إلي قرائن عِندَ أهل العِلم تَقوم مَقام الإعلال حال التفرد مِنها :
[1] أن يَكون للشيخ تَلاميذٌ كثر يروونه ويعرفونهُ ولا يكاد يخرجُ حديثه إلا من عندهم ، فينفرد من بين هؤلاء مَن اتصف بالصدقِ " صدوق " بحديثٍ عنهُ لم يعرفهُ أهل الاختصاص والمَعرفة بحديث هذا الشيخ ولم يروه أحدٌ منهم فذلك من قرائن النَكارة في تفرد.
قُلت : لو أنَ المُعترض أمعن النَظر في كَلامنا لمَا فهم أنا نَرد كُل تَفرد الثقات بالمُطلق وهذا لم نقلهُ وحاش أن نقولهُ ! فأطالب المُعترض بقراءة البحث والتَحقيق بعينٍ بصيرةٍ وأن ينصف لا أن يغالِ هذا الغلو الغَير نافع في المسألة وكأن مُخالفه ! اتى بالبدع كما وصفه والله المستعان.
[2] أن يَكون ما تفرد به حُكماً شرعياً ، فلا تَجد أحداً مِن الحفاظ قد رواهُ فأين هُم عن هذا الحُكم الشرعي الذي لا تَكاد أحداً من الحفاظ الأثبات المُتقنين إلا وقد تَحرى وجَمع هذه الأحاديث؟!.
قُلت : أساء المُعترض فهم كَلامي فظن أني أريد أن عند الحَافظ الواحد كُل السنن ! وهذا لم أقل به ولا يدل عليه حديثي من قريب أو من بعيد ولستُ أستسيغه أبداً والله تعالى المستعان ! .
[3] كُلما تأخرت طَبقة الراوي فالأمر فيه تناسبٌ طردي بين تأخر الطبقة وبين رد الحَديث.
قُلت : أساء المُعترض فقال : (( ماقلته لا مستند عليه ولا دليل مطلفاً لامن نص احد الائمة ولا من تطبيقهم اصلا ! وهو يزيدني ترسيخا انك من داعمي منهج التفريق المعروف تعوذ بالله من الوقوع فيه وان كان صحيحا فارجو ان تذكر لنا نصوص اهل العلم في ذلك والله الموفق )) أهـ.
وهل هذا الكَلام الذي يشتم الإنسان رائحة الطَعن فيه يَلزم منا أن نرد عليك بشيءٍ أنت نفسكَ لم تُلزم نفسكَ بهِ ووالله إني قد اخترصت المسألة وأتيتُ بالشيء الخفيف ولم أرد أن أسهب فيها حتى لا يكون الأمر طويلاً وأن يصبح كُل منا يُؤلف في الرد على الآخر ! ولا حول ولا قوة إلا بالله فإن أقوالهم تَدل على أن طبقة الراوي كُلما تأخرت وانفرد بما لم يتابع عليه كانت النكارة في حديثه وهذا تَجده في كلام الحافظ الذهبي لو أمعنت النظر فيه والله تعالى المستعان.
وصلي اللهم وسلم على الحبيب مُحمد وعلى آله وصحبه وسلم .
وحرره العبد الفقير العاثر /
أبو الزهراء بن أحمد آل أبو عودة الغزي الأثري
- غفر الله له ولأمه ولمشيخته -
22/ذو القعدة/1434ه