تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
النتائج 41 إلى 51 من 51

الموضوع: تَفرد الثقة والصَدوق بالحَديث [ بحثٌ مُختصر ] ...

  1. #41
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    454

    افتراضي رد: تَفرد الثقة والصَدوق بالحَديث [ بحثٌ مُختصر ] ...

    سبحان الله !! نفس الشبهة، وأعيد نفس الكلام السابق عما نسبتموه خطأ لابن القيم فتأمل: فقد قال عند كلامه على وصف الراوي :" أن لا يشذ عن الناس فيروي ما يخالفه فيه من هو أوثق منه وأكبر، أو يروي ما لا يتابع عليه وليس ممن يُحتمل ذلك منه : كالزهري، وعمرو بن دينار، وسعيد بن المسيب ، ومالك، وحماد بن زيد، وسفيان بن عيينة ونحوهم؛ فإن الناس إنما احتملوا تفرد أمثال هؤلاء الأئمة بما لا يتابعون عليه للمحل الذي أحلهم الله به من الإمامة والإتقان والضبط .
    فأما مثل: سفيان بن حسين، وسعيد بن بشير، وجعفر بن برقان، وصالح بن أبي الأخضر ونحوهم: فإذا انفرد أحدهم بما لا يتابع عليه فإن أئمة الحديث لا يرفعون به رأساً، وأما إذا روى أحدهم ما يخالف الثقات فيه، فإنه يزداد وهناً على وهن ".
    قلنا : وهذا الكلام حجة لأهل السنة على الواقفة، لأنه يقبل تفرد الثقات ، ويرد تفرد المجروحين ومن في حديثهم بعض اللين يجعلهم ممن لا يُحتمل التفرد منهم كسفيان بن حسين وجعفر ومن مثل بهم، فما بالكم تأتون لتفرد المجروحين وتموّهون بتفرد الثقات !!!! بل قد صرح بذلك ابن القيم نفسه لو أنكم تبصرون فقال : أو يروي ما لا يتابع عليه وليس ممن يُحتمل ذلك منه ".
    ألا ترونه أنه قسم التفرد والغرابة إلى قسمين: تفرد لم يخالف فيه راويه الثقات فيقبل، وتفرد خالف فيه الراوي غيره فينظر فيه ، فقال ابن القيم في حاشيته على السنن :" وتفرد الثقة لا يوجب نكارة الحديث، فقد تفرد عبد الله بن دينار بحديث النهي عن بيع الولاء وهبته، وتفرد مالك بحديث دخول النبي صلى الله عليه وسلم مكة وعلى رأسه المغفر .. فهذا غايته أن يكون غريبا كما قال الترمذي وأما أن يكون منكرا أو شاذا فلا ".
    ثم قال :" قيل التفرد نوعان: تفرد لم يخالف فيه من تفرد به كتفرد مالك وعبد الله بن دينار بهذين الحديثين وأشباه ذلك ..
    وتفرد خولف فيه المتفرد كتفرد همام بهذا المتن على هذا الإسناد، فإن الناس خالفوه فيه، وقالوا إن النبي صلى الله عليه و سلم اتخذ خاتما من ورق"، الحديث ، فهذا هو المعروف عن ابن جريج عن الزهري، فلو لم يرو هذا عن ابن جريج وتفرد همام بحديثه لكان نظير حديث عبد الله بن دينار ونحوه فينبغي مراعاة هذا الفرق وعدم إهماله ".

  2. #42
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    454

    افتراضي رد: تَفرد الثقة والصَدوق بالحَديث [ بحثٌ مُختصر ] ...

    وسبحان الله !! نفس الشبهة أيضا وأعيد نفس الكلام حول ما قلت بأننا تنكلم عن مفاريد الصحابة، بل إن القيم تكلم عن مفاريد الثقات نصا ، ومن هم دونه بكثير ، وذكر بأن الأئمة يقبلون مفاريدهم ولم يجرحها أحد من السلف، تامل ما قلت أنت :"أنت يا أخي ذهبت تسطر وتطول النقول والردود في مسألة تفرد الصحابة-رضي الله عن الجميع- والأخ يتكلم عن تفرد الثقة والصدوق، وما دخل هذا بذاك؟! وعجيب دعواك وتمويهك من أنّ ابن القيم يتكلم عن تفرد الصحابي فقط ، بل كلامه منطوق من أنه يتكلم عن المبتدعة الذين يردون تفرد الثقة بل ومن دونه بكثير ، وهو صريح في قبول تفرد أهل الصدق بالاتفاق ومن هم دون درجة الثقة ، فأعد قراءته ولو مرة، وتأمل في وجه الشاهد فقد سطرته لك تحت سطر لا لأجل تكبير السطور كما تزعم، بل لعل الله يشرح صدرك فتراه :" قال ابن القيم وهو يرد على من رد أحاديث الثقات :" وهذا - المذهب - أفسد من جميع ما تقدم ، .... وكم من حديث تفرد به من هو دون طاوس بكثير ولم يرده أحد من الأئمة، ولا نعلم أحدا من أهل العلم قديما ولا حديثا قال : إن الحديث إذا لم يروه إلا صحابي واحد لم يقبل، وإنما يحكي عن أهل البدع ومن تبعهم في ذلك أقوال لا يعرف لها قائل من الفقهاء"، أي فقهاء أهل السنة ، وهذا يعني أن فقهاء المبتدعة هم من قال بهذا القول ، وأعيد لك أيضا :"ولا ترد أحاديث الصحابة وأحاديث الأئمة الثقات بمثل هذا "، واعيد لك ما قال بالنص الصريح :"وكم من حديث تفرد به من هو دون طاوس بكثير ولم يرده أحد من الأئمة "، حتى أتت هذه الفرقة الواقفة فردت ما قبله الأئمة والله المستعان، وأؤكد لك ولمن في مذهبك ، بأنكم والله لن تأتوا بمثال لما تزعمونه عن السلف من أنهم ردوه لأجل ذات التفرد، إلا وبينت بالدلائل أنهم إنما ردوه لجل الوهم أو المخالفة والخطإ لا لذات التفرد، ثم أجبني عن كل التساءلات التي سألتكم عنها من قبل ؟؟؟

  3. #43
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    845

    افتراضي رد: تَفرد الثقة والصَدوق بالحَديث [ بحثٌ مُختصر ] ...

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زُرعة الرازي مشاهدة المشاركة
    الأخ الكريم الفاضل / زياني - غفر الله لنا ولك - .
    لا أنت قرأت مقالتي ولا وعيتها ولا أتيتَ بما ينقضُ الأدلة والبراهين التي أتينا بها وجل ما أرى لك أيها الحبيب الفاضل أنك تنقل لأئمةٍ أعلام أقوالاً لا أحسبك والله لها فاهمٌ ! فترمينا بالاعتزال وتَارةً تشكك في عقيدتنا ! ، ثُم استدلالك بقول ابن القيم من أعجب ما أتيت به ! وهل رددنا تفرد الصحابي بالحديث ؟! يا أخي اتقي الله في أمرنا ولا تَتَقول علينا مالم نقل ! ومِن الإنصاف أن تأتي على مسألة لها علاقة بالموضوع لا أن تنقل كلاماً في مسألة الآحاد ولا أعلم أحدا يرده ! .
    صدقت ، والله .
    والأخ الفاضل أبو زرعة - حفظه الله - وكثير من الإخوة -وفقهم الله - نستفيد منهم أكثر مما يستفيدون منا .
    رزقنا الله جميعا العلم النافع والعمل الصالح .
    واجعَل لوجهكَ مُقلَتَينِ كِلاَهُما مِن خَشيةِ الرَّحمنِ بَاكِيَتَانِ
    لَو شَاءَ رَبُّكَ كُنتَ أيضاً مِثلَهُم فَالقَلبُ بَينَ أصابِعِ الرَّحمَنِ


  4. #44
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    غزة - صانها الله -
    المشاركات
    1,629

    افتراضي رد: تَفرد الثقة والصَدوق بالحَديث [ بحثٌ مُختصر ] ...

    الأخ الشَيخ الحبيب اللبيب / ضيدان بن عبد الرحمن اليامي - نفع الله بك - .
    أحسن الله تعالى إليكم إحسانكم الظن بأخيكم وأنتم والله بلا خِلاف أرفع منا منزلةً وإنا لنحبكم في الله ونستفيد من علمكم الكثير جزاكَ الله تعالى كل خير وبارك الله لنا فيكم ، وأسأله تعالى لنا ولكم العلم النافع وأسأله جلّ وعلا أن يرزقنا ملكة في هذا الفن والاخلاص وأن نكون منصفين معتدلين ، ونسأله تعالى أن نعيش على الكتاب والسنة وهدي الصحب والسلف إلي يوم الدين اللهم آمين آمين ، وأنت يا أخي زياني فلا نِقاش ولا حِوار وقد أتيت بما يكفي مِن الهفوات ! فيرحمك الله دع عَنكَ ما يريبك إلا ما لا يريبك واتقي الله .

  5. #45
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    454

    افتراضي رد: تَفرد الثقة والصَدوق بالحَديث [ بحثٌ مُختصر ] ...

    سبحان الله ّ !!! تتهربون من أسئلتي لكم ولا تجيبون عنها أبدا لعجزكم عن ذلك وظهور الحق فيها، توهمتم عن السلف ودلستم عليهم ، ذكرتم أن ابن القيم يتكلم عمن رد أحاديث الصحابة فقط، وقد سطرت لك ولغيرك تحت سطر لا لأجل تكبير السطور كما تزعمون ، بل لعل الله يشرح صدرك فتروا كلام السلف الصريح في رد المذهب الذي أحدثتموه :" قال ابن القيم وهو يرد على من رد أحاديث الثقات :" وهذا - المذهب - أفسد من جميع ما تقدم ، .... وكم من حديث تفرد به من هو دون طاوس بكثير ولم يرده أحد من الأئمة، ولا نعلم أحدا من أهل العلم قديما ولا حديثا قال : إن الحديث إذا لم يروه إلا صحابي واحد لم يقبل، وإنما يحكي عن أهل البدع ومن تبعهم في ذلك أقوال لا يعرف لها قائل من الفقهاء"، أي فقهاء أهل السنة ، وهذا يعني أن فقهاء المبتدعة هم من قال بهذا القول ، وأعيد لك أيضا كلامه :"ولا ترد أحاديث الصحابة وأحاديث الأئمة الثقات بمثل هذا "، واعيد لك ما قال بالنص الصريح :"وكم من حديث تفرد به من هو دون طاوس بكثير ولم يرده أحد من الأئمة "، حتى أتت هذه الفرقة الواقفة فردت ما قبله الأئمة والله المستعان، اعترف على الأقل بأنكم تدلسون أمام الملإ على ابن القيم، فهذا كلامه صريح في قبول التفرد من الثقة ومن دونه بكثير ...!! لكنه الهوى والتهرب . وأؤكد لك ولمن في مذهبك ، بأنكم والله لن تأتوا بمثال لما تزعمونه عن السلف من أنهم ردوه لأجل ذات التفرد، إلا وبينت بالدلائل أنهم إنما ردوه لجل الوهم أو المخالفة والخطإ لا لذات التفرد، ولما ظهر لك هذا لم تستطع أنت ولا غيرك أن تجبوا عن أيّ من التساءلات التي سألتكم معشر المشككة في السنن ومفاريد الثقات ، بل الأنكى من ذلك أنك ومن في مذهبك لوحتم بالتشكيك في مفاريد الصحابة أيضا ، وإلا فما سبب استدلالك بحديث عمر وعلي في تثبتهما وقد بينت لك وجه قول أهل السنة في تأويل ذلك،؟ ثم لماذا تمثلون بالمفاريد التي في الصحيحين ؟؟ أتريدون فتح الباب في الطعن فيها ويُسكت عنكم معشر الواقفة ؟؟؟؟؟ كلا والله لن يكون هذا ؟

  6. #46
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    غزة - صانها الله -
    المشاركات
    1,629

    افتراضي رد: تَفرد الثقة والصَدوق بالحَديث [ بحثٌ مُختصر ] ...

    مُعتزلة ! واقفة ! مُدلسون ! التَشكيك في الاعتقاد ! رمانا بأننا نتهرب ! ماذا تبقى ؟! لا أعلم .
    أيها المسكين المُبتلى ببلية التَكبر والجَهل ، أنصحك أن تُغرد في غير هذا المكان وقل أنكَ هزمت أبو زُرعة الرازي في هذه المسألة ولا تكثر من الكِتابة فيها فيُغلق موضوعي وأنا لا أرغب بذلك فأرجوا من المشرفين التصرف .

  7. #47

    افتراضي رد: تَفرد الثقة والصَدوق بالحَديث [ بحثٌ مُختصر ] ...

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياني مشاهدة المشاركة
    سبحان الله !! نفس الشبهة، وأعيد نفس الكلام السابق عما نسبتموه خطأ لابن القيم فتأمل: فقد قال عند كلامه على وصف الراوي :" أن لا يشذ عن الناس فيروي ما يخالفه فيه من هو أوثق منه وأكبر، أو يروي ما لا يتابع عليه وليس ممن يُحتمل ذلك منه : كالزهري، وعمرو بن دينار، وسعيد بن المسيب ، ومالك، وحماد بن زيد، وسفيان بن عيينة ونحوهم؛ فإن الناس إنما احتملوا تفرد أمثال هؤلاء الأئمة بما لا يتابعون عليه للمحل الذي أحلهم الله به من الإمامة والإتقان والضبط .
    فأما مثل: سفيان بن حسين، وسعيد بن بشير، وجعفر بن برقان، وصالح بن أبي الأخضر ونحوهم: فإذا انفرد أحدهم بما لا يتابع عليه فإن أئمة الحديث لا يرفعون به رأساً، وأما إذا روى أحدهم ما يخالف الثقات فيه، فإنه يزداد وهناً على وهن ".
    قلنا : وهذا الكلام حجة لأهل السنة على الواقفة، لأنه يقبل تفرد الثقات ، ويرد تفرد المجروحين ومن في حديثهم بعض اللين يجعلهم ممن لا يُحتمل التفرد منهم كسفيان بن حسين وجعفر ومن مثل بهم، فما بالكم تأتون لتفرد المجروحين وتموّهون بتفرد الثقات !!!! بل قد صرح بذلك ابن القيم نفسه لو أنكم تبصرون فقال : أو يروي ما لا يتابع عليه وليس ممن يُحتمل ذلك منه ".
    هَذَا الكَلاَمُ حُجَّةٌ عَلَيكَ لَا لَكَ ، وخاصاً مَا وَضَعْتِ تَحْتَه خَطٌّ . فَعَدَمُ رَدِّنَا لِزِيادََاتٍ تُفَرِّدُ بِهَا أَمِثَالُ مَلِكٍ وَشُعْبَةً وَغَيْرَهُمْ مِنْ جِبَالِ الْحِفْظِ وَالْإِتْقَانَ . هُوَ أَنَّهُمْ مِنَ الرُّوَاةِ الْمُبَرَّزِينَ فِي الْحِفْظِ وَإِلَيهُمْ الْمُنْتَهى فِي الْإِتْقَانِ وَالْغَايَةَ فِي الضَّبْطِ ، وَأَيْنَ ذَكَرُ الْأَخِ الْغالِي أَبَا زرعةً أَنَّه يُرَدْ أَمْثَالٌ هَكَذَا تَفَرُّدٍ ، ثُمَّ قَدْ وَجَدْتُ تَفَرُّدَاتٍ لِبَعْضِ الْأئِمَّةِ الثِّقَاتِ قَدْ رُدَّتْ عَنْدَمَا تُبَيِّنُ مِنْ خِلاَلِ الْمُرَجَّحَاتِ وَالْقرائنَ أَنَّهَا خَطَأٌ أَوْ وَهُمْ !
    وَالْأَمْرُ دائر عَلَيهَا ( إِي الْقرائنَ وَالْمُلاَبَسََ اتِ ) ثَمَّ زِيادَةٍ عَلَى ذَلِكً سَعَةُ الْإِطْلاعِ وَقُوَّةُ الْحِفْظِ وَجَوْدَةُ الضَّبْطِ .
    وَقَدْ بَيْنَ هَذَا الْأَمْرِ الْحافِظُ اِبْنُ رَجَبٍ بِمَا لامزيد عَلَيه .
    وَمَوْضُوعُنَا هُنَا مُخْتَلِفً إِذْ الْأَمْرُ دَائِرَةً رَحَاهُ عَلَى مَسْأَلَةِ تُفْرَدُ (( الصَّدُوقُ )) و (( الثِّقَةُ )) مِمَّنْ هُوَ دُونَ أَوَلاَئِكَ . ثُمَّ أَلَا تُرى أَنَّ تَفَرُّدً راو عَنْ شَيْخٍ بِلَفْظَةٍ أَوْ زِيادَةٌ فِي مَتْنِ الْحَديثِ أَوْ إِسْنادَهُ ، عَنْ باقِي الرواه عَنْ ذَاكَ الشَّيْخِ ، أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ يَحْدُثُ رِيبَةٌ وَشُكُوكً وَوَجْسً فِي قَبُولٍ هَذِهٍ الزِّيادَةُ وإعتبارها !
    قَال الحَافظ الذهبي في الموقظة (1/77) : (( وقد يَتوقَّفُ كثيرٌ من النقَّاد في إطلاق "الغرابة" مع "الصحة" في حديثِ أتباعِ الثقات. وقد يُوجَدُ بعضُ ذلك في الصحاح دون بعض ، وقد يُسمِّي جماعةٌ من الحفاظ الحديثَ الذي ينفرد به مثلُ هُشَيْم وحفص بن غِياثٍ: (منكراً) . فإن كان المنفردُ مِن طبقة مشيخة الأئمة، أطلقوا النكارةَ عَلَى ما انفردَ به مثلُ عثمان بن أبي شيبة، وأبي سَلَمة التَّبُوذَكِيّ، وقالوا: (هذا منكر) )) وقَد قال : (( فإن رَوَى أحاديثَ من الأفراد المنكرة، غَمَزُوه وليَّنوا حديثَه، وتوقفوا في توثيقه. فإن رَجَع عنها، وامَتَنع مِن روايتها، وجَوَّز على نفسِه الوَهَمَ: فهُو خيرٌ له، وأرجَحُ لعدالته. وليس مِن حَدِّ الثقةِ أنَّهُ لا يَغلَطُ ولا يُخطِئ، فَمَن الذي يَسْلَمُ مِن ذلك غيرُ المعصومِ الذي لا يُقَرُّ على خطأ ! ))

    فَهَذَا الْأَمْرُ وَاضِحٌ جداً ، وَلَمْ أَرَهُ مِنْ يُنْكِرُهُ ، مِمَّنْ أَشْتَهِرُ عَنْه الْمَعْرِفَةَ بِهَذَا الصِّنَاعَةَ والإشتغال بِهَا .
    ثُمَّ إِنَّ أَحَسْبَ أَنَّ مَرْجِعَ التَّفَرُّدِ وَمَرَدَّهُ وَمَنْبَعَهُ ، هُوَ مَسْأَلَةٌ :(( زِيادَةُ الثِّقَةِ )) وَهَلْ هى مُعْتَبَرَةُ وَصَحِيحَةٌ فِي كُلُّ الْأَحْوالِ أَوْ هِي مَرْدُودَةٌ عَلَى كُلُّ حالٍ ، أَمْ الْأَمْرَ دائر بَيْنَ الْقَبُولُ وَالرَّدُّ وَيَعْتَمِدُ عَلَى الفرائن والمرلابسات الْمَحْفُوفَةَ
    بِهَذَا الزِّيادَةَ ؟!
    فإبن حَزْمً الَّذِي نَقَلْتِ عَنْه النُّقُولَ وَأُكْثِرْتِ مِنْهَا ، يرى أَنَّهَا مقبوزلة مُطْلَقًا ، وَهَذَا خِلاَفُ صَنِيعُ الْأئِمَّةِ النَّقَّادَ الْأوائلَ . وَلَعَلَِّي أَفَرَدُّ مَوْضُوعُ مُسْتَقِلٌّ فِي مَزِيدِ بَيَانٍ هَذَا الْأَمْرِ وإيضاحه .
    فالأمر كما قال الحَافظ ابن رجب في شرح العلل (1/208) : (( وأما أكثر الحفاظ المتقدمين فإنهم يقولون في الحديث إذا تفرد به واحد وإن لم يرو الثقات خلافه: "إنه لا يتابع عليه " ويجعلون ذلك علة فيه اللهم إلا أن يكون ممن كثر حفظه واشتهرت عدالته وحديثه كالزهري ونحوه، وربما يستنكرون بعض تفرد الثقات الكبار، ولهم في كل حديث نقد خاص، وليس عندهم لذلك ضابط يضبطه ))ا.ه


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياني مشاهدة المشاركة
    ألا ترونه أنه قسم التفرد والغرابة إلى قسمين: تفرد لم يخالف فيه راويه الثقات فيقبل، وتفرد خالف فيه الراوي غيره فينظر فيه ، فقال ابن القيم في حاشيته على السنن :" وتفرد الثقة لا يوجب نكارة الحديث، فقد تفرد عبد الله بن دينار بحديث النهي عن بيع الولاء وهبته، وتفرد مالك بحديث دخول النبي صلى الله عليه وسلم مكة وعلى رأسه المغفر .. فهذا غايته أن يكون غريبا كما قال الترمذي وأما أن يكون منكرا أو شاذا فلا ".
    ثم قال :" قيل التفرد نوعان: تفرد لم يخالف فيه من تفرد به كتفرد مالك وعبد الله بن دينار بهذين الحديثين وأشباه ذلك ..
    وتفرد خولف فيه المتفرد كتفرد همام بهذا المتن على هذا الإسناد، فإن الناس خالفوه فيه، وقالوا إن النبي صلى الله عليه و سلم اتخذ خاتما من ورق"، الحديث ، فهذا هو المعروف عن ابن جريج عن الزهري، فلو لم يرو هذا عن ابن جريج وتفرد همام بحديثه لكان نظير حديث عبد الله بن دينار ونحوه فينبغي مراعاة هذا الفرق وعدم إهماله ".
    وَهَذَا الْأَمْرُ قَدْ تَكَلَّمْتِ فِيه آنِفًا ، فَلَا حاجَةً لِإِعادَةٍ هُنَا مَرَّةً آخرى ..
    ثُمَّ أَلَا تُرى أَنَّ قَوْلَهُ :(( فَقَدْ تُفَرِّدَ عَبْدَ اللهِ بْنُ دِينارٍ بِحَديثِ النَّهْي عَنْ بَيْعِ الْوَلاَءِ وَهِبَتَهُ ، وَتَفَرُّدُ مَالِكَ بِحَديثِ دُخُولِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيه وَسَلَّمُ مَكَّةً وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ .. فَهَذَا غَايَتُهُ أَنْ يَكُونُ غَرِيبَا كَمَا قَالَ التِّرْمِذِيُّ وَأَمَّا أَنْ يَكُونُ مُنْكِرَا أَوْ شَاذَّا فَلَا ".))
    يأكد مَا اصلناه سَابِقًا ، مِنْ أَنَّ رُدَّ زِيادَةُ الصَّدُوقِ لَا دَخْلً لَهَا بِحالٍ ، فِي مَسْأَلَةِ زِيادَةِ الثِّقَةِ الْمُبَرَّزَ المتوسع الْمُتْقَنَ ، كَأَمْثَالٍ الَّذِينً ذِكْرُهُمْ اِبْنِ الْقَيِّمِ ، فَهَؤُلَاءِ شَيْءُ وَتَفْرُدُ مِنْ دونِهُمْ شَيْءٌ آخَرُ . فَتَأَمُّلٌ . هَذَا وَاَللَّهُ أَعِلْمٌ .
    همسةٌ : أَخِي الْحَبيبَ لَا تَتَعَجَّلْ فِي الرَّدِّ ، وَلَا تَطُلْ لِسَانَكَ عَلًّ مُخَالِفَكَ فَالْعلمُ رحمةٌ بَيْنَ أهْلِهِ ، وَلَا تُحَقِّرْ مِنْ عِلْمِ
    غَيْرِكَ .!!

    وَلِي رَجعَة-بإذن الله- للتَعليّق على بَاقِي ردودك!

    إن الأهــلة للشهور خناجرٌ ** بشفارها تتقرض الأعمار
    فبما يهني بعضنا بعضا بها ** ومجيئها بذهابنا إنــــذار



  8. #48
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    غزة - صانها الله -
    المشاركات
    1,629

    افتراضي رد: تَفرد الثقة والصَدوق بالحَديث [ بحثٌ مُختصر ] ...

    الأخ الحبيب اللبيب الغالي / أبو يعلى المقدسي - نفعنا الله بكم - .
    أحسن الله إليكم صَاحبنا وبارك الله تعالى فيكم وفي علمِكُم ، وأسأله عز وجل لنا ولكم العلم النافع.

  9. #49
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: تَفرد الثقة والصَدوق بالحَديث [ بحثٌ مُختصر ] ...

    بارك الله فيك أبا زرعة ، ونفع بك ، مبحث طيب ، ونفع الله بالشيخ الدريس .

  10. #50
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    غزة - صانها الله -
    المشاركات
    1,629

    افتراضي رد: تَفرد الثقة والصَدوق بالحَديث [ بحثٌ مُختصر ] ...

    الأخ الحبيب اللبيب الأديب / أبو مالك المديني - سلمك الله - .
    وفيكم بارك الرحمن وأحسن إليكم ، وجعلنا وإياكم من أهل العلم النَافعين العاملين وأسألهُ لي ولك الإخلاص.

  11. #51
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: تَفرد الثقة والصَدوق بالحَديث [ بحثٌ مُختصر ] ...

    بارك الله فيكم
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •