تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: العشرين ( إيّاك ) لاستقرار الحياة الزوجية

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الدولة
    لو أن أهل عمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك
    المشاركات
    42

    Exclamation العشرين ( إيّاك ) لاستقرار الحياة الزوجية

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمدلله رب العالمين .. نحمده ونستعين ونستغفره .. ونصلي ونسلم أحسن ما صلى مصلٍّ على خير من صُلي عليه إلى يوم الدين .. اللهم وفق وانفع واأجر

    أما بعد .

    فقال ربي : ( وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم )

    فهذه نقاط في البال ترددت وقتا في نشرها لولا مصلحة شرعية أرجوها من الكتابة .. وسأجعلها في سلسلة متتابعة حتى ياذن ربنا تبارك وتعالى بتمامها بتوفيق وتسديد منه .. إنما عاصرها ورآها رجل عاقل – يحسب نفسه حكيما وكل أحد يزعم ذاك – .. ولا أشك أنها ستنفع ولن تضر إن شاء الله .. هو للرجال وللنساء .. للمتزوجين وللمزمعين عليه .. لعل الله أن ينير به من شاء .. ويكتب الأجر والفلاح لطابعها .

    توجد إياكات – من كلمة أياك التحذيرية – يجب على كل زوج وزوجة أن ينتبهوا لها ليعيشا باستقرار معا في هذه الدنيا .. المشاكل النفسية والأزمات الأسرية والعاطفية لاتأتي في العادة إلا ولهذه النقاط الأثر الرئيس في فشل و تردّي الرباط المقدس .. والخطأ في ذلك يكون أحيانا منفردا من أحدهما .. وأحيانا يكون مشتركا بينهما .. وأحيانا يمكن تدارك الأمر في البداية وإصلاح العطب بسهولة .. ولكن الجهل من جهة .. والعناد والمكابرة من جهة .. والشعور بالإستقلال والإستغناء من جهة .. وعدم التنازل بالإعتذار وتصحيح الوضع من جهة .. وكل ذلك مجتمعة تزيد من تفاقم أحوال الأسرة .. أنصحك أخي الكريم ..أختي الكريمة بلسان المجرب المتعلم .. والمراقب المتمرس .. ربما سأنشر ملفات لا يُرى دائما مثلها .. لعل الله أن ينفع بها .. لا أحب التطويل والإسهاب بالمقدمات .. أحب المختصر المفيد وإتيان الأمر من أوله اختصارا والإنتهاء منه إيجازا والإقتصار على ما ينفع من الكلام .. أبدأ باسم ربي أقول :


    قسمتها لعشرين إياك .. أولا أسوق الإياكات العشر الأولى الرجال التي في حق النساء .. ثم أسوق الإياكات العشر التالية للنساء في حق الرجال


    الإياكات العشر الخاصة بالرجال .. ومسؤوليتها عندهم

    إياك

    أن تعير أو تذكر أو تقارن لزوجك التي سبق لها الزواج وتقيس نفسك بمن سبقك .. لأن المرأة لا توالي إلا من هي بين يديه ولا تتذكر من قبله .. حياتها ما هي فيه ولا تعرف ما سبقها ولا تتذكره ولا تحب أن تتذكره .. تأكد أنها إن كانت تحتك فإنها لك بكل ذرة فيها ما لم تخذلها بمعاملتك عن اخلاق من سبقك فتجبرها لأن تستخف بك .. فإنها إن تذكرت زوجها السابق فلا تذكره إلا في الجزء الذي ينقص في الزوج الذي جاء بعده .. وفي العادة فإن المرأة الوفية لا تتذكر السابق حتى لو كان اللاحق مقصرا .. المرأة وفيّة جدا في الغالب - والشاذ منهن لا حكم لهن – ولا تعرف إلا من تعيش معه .. وهذا سر جعل ربنا للنساء زوجا واحدا ومنع لها التعدد .. لأنها لا تعيش بقلبين بينما الرجل يمكنه ان يعيش بأربعة قلوب يوزعها بين أربع نساء .. فإن كانت لك زوج سبقك إليها ثم توفي أو سرحها فعيّشها على أساس أنك الأول والأخير وعش على هذا الأساس سترى أنك جعلت حياتها ملونة وذات معنى .. لأنها في الحقيقة لمجرد ما عرفتك فإنها لا تعرف غيرك ( هذه قاعدة لا تكاد تشذ عنها امرأة ) .. ودخولك في حياتها أنساها كل ما سبقك مهما كنت أنقص ممن سبقك في كل شئ .. حتى لو ذكرت لك شيئا من حياتها فإنها في الواقع تذكر عيوبك لا شعوريا وتطالبك بأن تكون معها في الطيبة والعشرة مثل الذي سبقك ولكنها هي نفسها لا تشعر بأنها تطلب منك ذلك .. سواء في الرحمة واللين أو حتى في الفراش والمتعة - إن الله لا يستحي من الحق - وفي العادة لا تذكر لك زوجها السابق إلا في اوقات الصفو والتفاهم وليس في أوقات الخصام - هذا اكيد - ويفيدك ذلك بأنها تفتقر منك لاشياء تتمناك ان تعوضها كانت تجدها قبلك .. فينبغي أن لا تاخذ هذا على محمل الغيرة والتشكيك بل تاخذها على نحو التنبيه والتعليم .. إنتبه فهذا أمر حساس .. هي تريدك أن تعوضها بما كانت تجد قبلك فغطِّ ذلك النقص قدر جهدك .. وكون الزوج الجديد كلما غضب منها – إما من أخطاءه وتقصيره هو أو من أخطاءها وتقصيرها هي فلا يعلق أي شئ من الخلافات على شماعة الزوج السابق وانه كان أحسن منه أو أبرع منه و و و الخ .. ذلك لأنه اختفى من حياتها نهائيا لمجرد ما دخل بها التالي .. مقارنته نفسه مع السابق أكبر الأخطاء التي ستتلوها كوارث ليست بحسبانه .. ولذلك فليعثر الزوج الجديد على أسباب المشاكل وليعالجها ولا يُرجع أي شئ من ذلك لحياتها السابقة او يقارن نفسه وخدمته وحالته في كل شئ بالزوج الذي سبقه لأنه يجب أن يدرك ان السابق مات موتة أبدية - سواء كان طلاقا أو وفاة - بمجرد دخوله هو في حياتها .. فإنه عندئذ يبدا يهز شخصية نفسه في عينها – من حيث لا يشعر – وكأنه يخبرها بنقائص فيه لم توجد فيمن سبقه .. وهذا سيؤذيها بشدة لأنه في الحقيقة يخوّنها في وفاءها له وإخلاصها وهو لا يشعر .. ولا يفعل مثل ذلك إلا الزوج الأحمق - أكرمك الله - .. لن تشتاق للسابق في الأغلب ولكنها ستبدأ ستكره اللاحق وتبدأ تزيل عنه الصورة الجميلة التي رسمتها له في خيالها لا لأنه ليس بجميل أو لا يستحق المودة و لكنه بكلامه الذي لا داعي له جعل نفسه محط تنقص ومقارنة .. بينما هو أفضل منه في كل شئ لكنه غير واثق بنفسه .. إيذاء المرأة في مناقشة مشاكلها ونواقصها على أنها ترسبات حياة زوجية سابقة أو أنه يشعر بالنقص لكونه لم يؤدي كفاءة من سبقه ويظن أن ذلك في ذهنها أيضا .. فإن هذا مع الوقت يشعل صدرها عليه ويورثها تمردا عليه مبنيا على احتقار يتراكم معها مع الزمان ومع تكرر مثل هذا الإيذاء لها .. فإن كانت زوجك سبقها إليك غيرك فتأكد بأن السابق مهما كان كاملا فإنه لا يوجد في عينها من هو أكمل منك .. وهي نسيت تماما من كان قبلك فلا تحتاج لأن تخبرها بأفضليتك لأنك فعلا في عينها الأفضل والأجدر .. ومن تزوج بامرأة ثيب فهو أكثر من يدرك هذا الكلام .. لانها إن ذكرت من سبقك فإنها تذكر مثالبه ونقائصه وما تكرهه فيه .. ولن تذكر ما يعجبها فيه عنك .. وإن تذكرت شيئا من أمور الفراش أو اللين والرحمة والكلام الحسن فتأكد بأنها - ومن غير أن تشعر بنفسها - تطلب منك أن تغطي نقصا عندك لقيته من قبلك وتحب أن تكمل لها هذا النقص .. فهذا امر إيجابي وليس سلبيا ولكن يجب أن تنتبه لذلك وتجتهد على تعويضها لوبشئ بديل إن لم تستطع ذلك حرفيا .. هي في العادة لا تذكر زوجها السابق لا لأنها تراعيك .. بل في الأغلب لانها نسيت كل شئ حسن فيه ولا تتذكر إلا ما أنت شديد النقص فيه فإنها تريد منك الكمال الذي في بالها فتلمح لك لاشعوريا بما وجدته قبلك لتقوم بدور الفارس الكامل وتعوضعها .. فإن ساء عليها جدا خلق الزوج التالي .. فإنها تبلع غصتها وتتفحم بداخلها .. ولكنها لا تتذكر أمامه من سبقه .. وذلك من أعظم الصفات الحسنة في المرأة .. انها توالي من تحتها وتحب أن تكون بكلها ملكا له .. ولكن بعض الرجال لا يدركون ذلك .. ولا يدرون أن الزوجة الثيب لا تقارن وتقيسه بالذي سبقه مثلما هو نفسه يتوهم ذلك شعورا في نفسه بالنقص وعدم كفاءة الزوج الذي سبقه .. إن المراة عموما منقطعة النظير في الوفاء فلا تحتاج لأن تثبت لها بأنك تستحق ولاءها .. هي أصلا تعيش لك وحدك فإياك أن تشككها بنفسها تجاهك .. بل وإياك حتى أن تقارنها هي بأخواتك أو بقريباتك من النساء لأنها مقتنعة بأنها أميرتك الأثيرة وانها تملك كل قلبك حتى لو كنت معددا ولك امرأة أخرى اجمل منها .. لمجرد أن تشعرها بأنها نور عينك - ولو تصنعا وكذبا لتأليف قلبها - فإنها تصدق ذلك وتعيش عليه فورا .. أي امرأة على قناعة بأنها ملكت قلب زوجها مهما كانت دميمة أو غير مرضية المظهر لزوجها .. وحتى لو كانت عنده زوجة أخرى أجمل منها وأصغر .. وربما قالت : الحمدلله الذي غرس حبي في قلبك وهي لا تدري بأنك ربما تفكر بالزواج عليها بمن هي أجمل منها .. المرأة يا صاحبي الطيب تصدق أي شئ يقال لها فيما يتعلق بالعاطفة والثناء فانتبه أن تكسر قلبها أو تحرمها من دفئك لأنه لا يوجد غيرك يدفئ قلبها .. إن سمعت كلاما طيبا جميلا فهو منك وحدك .. ولن تصدقه أبدا من شخص آخر غير زوجها مهما تغزل بها ومهما دار وجال ومهما كان بليغا .. لن توالي ولن تقدس في الدنيا غير الرجل الذي علقها به الرباط المقدس كزوج متبوع وهي تابعته .. المرأة الحرة لن تحرك فيها كلمات الثناء والمدح مهما كانت بليغة .. وتكون في ثباتها ضد ذلك كألف رجل قاس شديد البأس لا يتحرك لهم حس .. وذلك من أعظم قمم الأصالة وقوة المعدن .. ولكنها تهتز وتميل كالغصن الثقيل بين يديك لمجرد كلمة واحدة حتى لو كانت ركيكة مادامت في ولايتك وعصمتك .. وكلما كانت عصيّة على غير زوجها كلما كانت شديدة الولاء والوفاء لزوجها .. تأكد من هذا .. وربما إن قلت لها كلاما رقيقا هذا اليوم ثم غدا تقوم هي فتتباهى وتفاخر بما أنت وصفتها به مع أنك كنت تكذب عليها لتطيب قلبها وتسعدها وحسب .. فتبادلك عن ذلك بكثير من الدلال والتغنج واللين الأنثوي الشديد .. هو سلاحها الوحيد ضدك ولا تحسبن محاربة بغيره حتى لو كانت من القبح ما كانت .. ولا تنسى انها انثى بارعة بالفطرة في اللين والدلال فإن فعلته معك فلم تأت بشئ غريب منها .. وحتى لو كانت أكبر منك سنا بكثير فإنها تتدلل لك كأنها طفلة بين يديك .. كل هذا طبيعي وأمر لا شعوري في المرأة تحتمه عليها أنوثتها وفطرتها في كل ذلك .. فإنها لا تفعله إلا من فرط حبها لك ويقينها بانك تبادلها المثل فإن لم تقدر على مبادلة المثل فإياك أن تفهم منك أنك غير مرتاح أو مستغرب تلميحا أو تصريحا لتدللها بين يديك بل يجب عليك ان تتجاوب معها مهما كانت دميمة لا ترضيك صورتها - وهذا حقها الكامل لأنه ليس عندها سواك لتتغلى عنده ولكننا بمعرض الإخبار لا التقييم – .. تذكر أنك أنت من طرقت باب بيتهم وأخرجتها من بيت أبيها بينما كانت في حمايته ودلاله ولا تعرف عنك شيئا ولا تفكر فيك حتى .. فاتقي الله أن تكسرها عندك بعدما كانت عند أهلها أميرة غنوج .. وتذكر أنك كلما أعطيتها من الحنان تعطيك من الإخلاص والتفاني لإرضاءك وأمانيك نتقلب عندها أوامر بل ساعة سعدها لو طلبت منها شيئا .. تحرص على أن تتعلم لك أحسن الطبخات وتغسل ثيابك بأحسن الطرق وتتمتع بكوي ثيابك ولا تسمح لك بأن تأخذها لمغلسة الملابس لأنها تتمتع بذلك لأجل شعورها العالي بدفء المحبة الذي أنت غرسته في نفسها .. وراس مالك في كل هذا كلمتين حلوتين شنفت بها أسماعها ليس أكثر .. تكون عندها ملكا مطاعا أمانيك أوامر .. تقول لها نريد اليوم دجاجا محمرا فتراها قد حمرت لك كل شئ لأجل طلبك لكلمة محمر .. تعيش معك سعيدة .. ثم تعيش أنت معها أسعد منها .. تأكد يا أخي الجليل بأن الجمال غير مقتصر على بياض الوجه ولا على صغر الفم أو دقة الجسم وتقاسيمه .. مثل هذا الجمال يقبُح سريعا ما خذلته العشرة والمعاملة وسوء الخلق فتنقلب جحيما ووبالا .. وتذكر أن جمال المعاملة والإحسان هي التي تجعل حياتك انت قبل حياتها هي زهورا وألوانا .. فإياك أن تقلل من شأنها بمقارنتها بغيرها من أقاربك أو حتى زوجة أخرى لك – إن كنت معددا – عند ذلك تشعر بانها عبء على حياتك و لن تعرف السعادة معك ولا أنت ستعرف السعادة معها لأنها إن شعرت بأنها فقدتك او حقرت في عينك فإنها تقصر فيك رغما عنها ويسوء خلقها ويطول لسانها فتقبّح أخلاقُها وخِلقتَها ثم تبدأ حياتكما بالإنزلاق للهاوية .. وهذه ظاهرة صحية لا بد منها لكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نبهك على هذا من قبل وقال : " إستوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع أعوج " ( رواه البخاري ) .. فإن تمردت عليك فلأنك في الغالب لم تستوصي بها خيرا كما امرك رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ونادرا ما يكون الخطأ من النساء أو العوج فيهن يكاد يكون غير قابلا للتعامل ولا تكاد تصلح لزوج ويصح عليها وصف الزوجة النكدية .. وذلك نادر يبتلي الله بهن من شاء من عباده عقوبة لهم أو رفعة درجات .. والضحية في ذلك هم العيال المساكين الذين سيضيعون بين الوالد ووالدتهم فيكون حالهم إما حرمان من الأب المربي الدافئ أو حرمان من الأم الحنونة .. فلا أهل أمهم سيحضنونهم ويلعبون معهم ويشموهم ويضموهم يضحكون و يتجاوبون مع لكنة وعجمة الأطفال الصغار من ذريتك مثلما أنت تفعل .. ولا زوجة أبيهم أو العاملة المربية تغير ثيابهم أو تجد أنثى رقيقة عليهم تشمهم وتضمهم وتقول لهم : ولدي حبيبي أو ابنتي حبيبتي .. ولن يروا غير النهر والعيون الحمراء او يسمعوا غير كلمات مثل حمار وكلب وحيوان .. هذه امور حتمية نعرفها جميعا في كل البيوت وليس شئ من هذا من راسي وخيالي ! هذا هو الواقع المحتوم حتى لو لم تعجبك الكلمات .. بينما كان يمكنك تجنب كل ذلك بتجنب الكلام فيما لا ينفعك ولا ييغير شيئا عندها سوى إشعال غيرتها وإيغار صدرها عليك مع الوقت تنفجر لقنبلة و لا يمكن تداركها .. فإياك إياك أن تهز صورتك عندها بمقارنة نفسك مع من سبقك .. وإياك إياك أن تهز صورتها عندك بمقارنتها بأخواتك أو قرابتك أو زوجتك الاخرى أو نساء الشارع .. أشعرها بأنها أميرتك وحظيتك – حتى لم تكن كذلك – وأنا أعدك بأنك ستنام خلف جفنيها وتفرش لك قلبها .. وتبذل لك ما هو أصعب من المستحيل .


    للحديث بقية مع الإياك التالية إن شاء الله
    اللهم الجنة

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الدولة
    لو أن أهل عمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك
    المشاركات
    42

    افتراضي رد: العشرين ( إيّاك ) لاستقرار الحياة الزوجية

    الكلام التالي تابع لما سبقه وليست إياكاً جديدة بدا لي أن إلحاقه واجب لأننا نمشي في هذا الموضوع بالترتيب فكانت للخطبة حق السبوق



    إياك أن تعير زوجك كونها فاتحتك بشأن تقدمك لها أو تلميحها بأن تتقدم لخطبتها .. ثم إذا احتدت بينكما مشاكل – ككل البيوت – فتلمح لها بأنها هي من رمت نفسها عليك .. إنتبه أن تقع في مثل هذا فإنها شيمة لا تكون إلا في الحريم .. وهي أردأ ما تكون في النساء أن تكفر العشير وتقول ما رأيت منك خيرا قط .. لو لم يكن لها عليك من الفضل والخير إلا أنها انتقت دون الناس وفضلتك عليهم لكفاها والله عليك فضلا ومنة .. فكيف بك وتزعم بأنك رجل .. أو حتى مجرد ذكر .. الموت أهون عندها من ذلك إن كانت أصيلة بل حتى لو كانت وضيعة .. المجتمع يحارب المرأة التي تبحث عن زوجها بنفسها على أنها دون رخيصة تبيع و تزايد على نفسها بين الرجال .. ولا تفعل مثل ذلك إلا امرأة جبارة تسحق مليار قبلة شكر وتقدير على رأسها لكونها لما تأخر عنها الرجل الصالح خالفت كل الأعراف الجاهلية وقامت هي بنفسها لإعثاره عليها .. مثل هذه والله تدمع العين على التأمل فقط في فضلها وعقلها .. هذه مرأة صالحة بحق وحقيقة لم ترضى بالدنية يأتيها أي أحد ثم تنجبر على قبوله بل بحثت عن فلاحها بنفسها .. المجتمع يحارب المؤمنة التي تبحث عن المؤمن .. و كنت قديما أؤيد بعض النساء حولي على هذا الكلام تصنعا ومداراة وما كنت صادقا في موافقتي من باب السياسة وتطييب الخاطر لا الكذب المجرد – والله يغفر لي - مع أن كلامهن غلط محض يكذبه الشرع ولكن العقل أحيانا يحتم على أحدنا أن يقول ما لا يعتقد مواساة و تطييب خاطر .. المرأة التي ترد من لا ترتضيهم ثم بنفسها تبحث عن الرجل الصالح الذي ترتضيه لهي امرأة عظيمة كبيرة الهمة .. لأن ذلك يحتاج لأكثر من مجرد كلام وعرض صريح أو تلميح .. يحتاج لأن تتغلب على قدر عظيم من حياءها الطبيعي وتعاني الأمرّين حتى تقدر أن تفاتح رجلا أو تلمح له لأن يتقدم لها .. بل والأشد من ذلك أنها تعرض عليه المساعدة إن كان عنده قصور مال .. لأن المجتمع إن شعر بذلك سيقول : مسترجلة زوجت نفسها بنفسها .. وذلك أظلم ما يمكن أن يقال من الكلام .. ومن مخاوف النساء من هذا الفعل أن تتزوج رجلا ثم بعد ذلك لأقل مشكلة بينهما يعيرها بأنها هي التي أقحمت نفسها في حياته وذلك من ألعن اللؤم وأخبث الحقارة .. ثم تعيش الموت المرير وهي في عصمته لا تقدر أن تغفر لنفسها خطأها ولا تقدر أن تتخلص منه وقد بليت منه بذرية .. فتأمل وقتها أي شعور ستعيش به معه ؟ .. والسبب أنها أخطأت في الإختيار .. هذا أمر صعب وإن كانت فاعلة فلتفعلها في شهم أصيل لا يؤذيها أبدا ولا حتى يشعرها أنها فعلت شيئا من هذا القبيل بل تشعر أنها ملكة الملكات .. أمثال هؤلاء كثير .. ولكن يحتاجون لبحث جيد .. ومثل هذا الإيذاء لا يكسر المرأة وحسب بل ويدمرها تدميرا .. وفي هذه الحالة ينبغي على الفتاة أن لا تنتقي من ترتضي وسامته لأن الجمال يخون أحيانا .. فمادامت تعلم أنه رجل ذا مروءة أو شهم – وذلك سهل الإكتشاف بين زملاء العمل أو الجيران والأقارب – فإنه لن يخونها بالإذلال بعد الزواج فعندئذ لا يكون عندها مبرر القلق من خشية أن يذلها بمثل هذا الكلام الجارح إذ أنه من أولها ينبغي أن تنتقي الشخص الذي تفاتحه بسرها .. ليس عيب أن تنتقي المرأة زوجها .. فقد فعلته من قبل أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها .. وما يزيدها مثل هذا لدى أهل المروءة إلا عظمة كما كان ذلك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما حفظ ود خديجة حتى بعد مماتها تقول عائشة أم المؤمنين : لما استأذنت هالة بنت خويلد – أخت خديجة - على رسول الله فعرف استئذان خديجة ( قال أيوب الزدجالي : أي طريقة طرق الباب كانت تشبه طريقة خديجة ) فارتاع لذلك فقال : اللهم هالة .. فغرت فقلت : ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر قد أبدلك الله خيرا منها ؟ .. فقال : ما أبدلني الله خيرا منها .. قد آمنت بي إذ كفر بي الناس .. وصدقتني إذ كذبني الناس .. وواستني بمالها إذ حرمني الناس .. ورزقني الله من ولدها إذ حرمني أولاد النساء .. فعلمت أن كلامي فيها يؤذيه فما كلمته فيها بعد ذلك أبدا " ( رواه البخاري ومسلم والزيادة عند أحمد بإسناد حسنه الأرنؤوط ) .. فقول : إن المرأة لو رمت بسرها عند ذي مروءة فلا تزداد في عينه إلا جلالا وبهاء .. وإذ ذلك فعليها أن تحسن الإنتقاء قبل أن تخشى الندم .. بل إن التي تستنكف أن تكون مرخصة لنفسها بأن تطلب من رجل تراه صالحا محسنا ليتقدم لها فإنها ليست – ولن تكون – خيرا من المرأة التي وقفت على راس رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بين أصحابه وقالت : يا رسول الله إني قد وهبت نفسي لك .. فلم يرد عليها ثم أعادت سؤالها فأبد إليها النظر طلوعا ونزولا وهو لا يتكلم .. فقامت طويلا حتى تعبت ثم جلست ورسول الله لا يرد .. فقال رجل يا رسول الله إن لم تكن لك بها حاجة فزوجنيها فقال رسول الله أمعك شئ تصدقها إياه ؟ قال معي إزاري .. فقال إن أعطيتها إزارك بقيت ولا إزار لك ! إلتمس شيئا .. فالتمس فلم يجد فقال رسول الله التمس .. ولو خاتما من حديد .. فالتمس الرجل ولم يجد .. فقال : أمعك شئ من القرآن ؟ فقال معي سورة كذا وكذا – لسور سماها - .. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد زوجتك إياها بما معك من القرآن ( رواه البخاري ومسلم بقريب من اللفظ الأصلي إن شاء الله ) .. وأنا - أيوب - كلما أتذكر هذا الحديث ووقوفها وذلّها ورسول الله لا يرد عليها تدمع عيني .. ولما أتفكر في تعبها حتى جلست ربما أحيانا اهتز صدري من البكاء عليها .. لأنها صحابية حرة .. فانظر كيف تحملت الذل بين الناس ينظرون إليها كل ذلك لأجل أن تظفر برجل صالح .. لا تقل رسول الله غير .. بل هذه سنة تقريرية من رسول الله على فعلها ! .. الأمر ليس سهلا .. رسول الله سن لنساء أمته هذا العمل تقريرا بل وتابع ذلك تزويجا وتبريكا .. فمن كانت تتعزز عن أن تفاتح الرجل الذي تراه صالحا لأن ذلك اجتماعيا عيب وعار فليست هي بأكرم من الصحابية التي كلما أتأمل في قصتها تتبتل عيني - وربما غيري كذلك وربما حتى النساء - التي ما قال لها رسول الله : عيب يا امرأة .. بل أقرها على فعلها – حتى لو لم يعجبه شكلها – وقام بتزويجها لأحد أصحابه وبارك لهما .. أأحسن من هذا ؟ .. ومازادها الله إلا رفعة .. للفائدة الجانبية أقول : هذا من الأحاديث الغنية ولها دلالات كثيرة .. منها أن من يشترط من الفقهاء وجود مهر عيني مدفوع لعقد النكاح فلا دليل عنده على بطلان النكاح بدون مال مدفوع .. هنا زوج رسول الله بأمر عيني من غيرمال مدفوع .. وفي الحديث دلالة على جواز امتهار المرأة أشياء عينية كالزرع والعقار قياسا على قوله صلى الله عليه وسلم : " إن أعطيتها إزارك بقيت لا إزار لك " .. معناه أنه لم منع الإزار كمهر للنكاح ولكن منعه للقلة وما أنكر عليه إمهار الإزار بل أنكر عليه إعطاء ما يبقيه عريانا عند العدم .. فتأمل .. ثم إنه زوجها على غير شئ البتة بل على شئ معنوي – وهو تعليم القرآن – .. ثم قال المخالفون : إن هذا خاص بهذه الحادثة ولا يجوز لباقي البشر ثم استدلوا على ذلك بزيادة – حكم ابن الجوزي في الموضوعات بوضعها – وهو قول : " ولا تنبغي لأحد بعدك " .. فهذا مكذوب على رسول الله ولا يقوم به شئ .. والخصوصية منتفية في قدر المهر .. وكون رسول الله صلى الله عليه وسلم دفع مهرا مالا فذلك لا يحرم غيره أنواع الصداق .. ودليلي على أن ذلك لم يكن خاصا بذلك الموقف هو ما صح في فتح خيبر إذ كان دحية الكلبي قد طلب من رسول الله أن يمنحه امرأة من السبي فقال له رسول الله : لو أتانا شئ من ذلك فراجعني لأعطيك .. فلما فتحوا خيبر أتاه دحية فأذن له رسول الله بأن يلتمس له امرأة من السبي .. ذهب دحية إلى أمناء الغنيمة وأخبرهم بإذن رسول الله صلى الله عليه وسلم له ثم أعطوه سبية .. فجاء رجل لرسول الله وقال : يا رسول الله .. أعطيت دحية الكلبي سيدة خيبر والنظير ؟ والله إنها لا تصلح إلا لك ! .. فقال : ادعوه بها معه .. فأتاه دحية ومعه صفية بنت حيي بن أخطب فلما رآها أعجبته فقال لدحية : التمس لك غيرها .. فكان ذلك بوقت العصر .. وما أصبح الناس إلا ورسول الله صلى الله عليه وسلم عروس بصفية وكان صداقها عتقها " ( رواه البخاري ومسلم بلفظ شديد القرب من هذا ) .. فهنا الدليل على أن المهر يمكن أن يكون غير مال مدفوع كما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه أمنا صفية بنت حيي رضي الله عنها .. ومن يزعم الخصوصية لهذا الأمر له وحده فعليه بالدليل .. لأن المعلوم من الأصول الفقهية لتخصيص قضية منصوص عليها أنه يكون للعموم ولا يُخصص إلا بنص يستثنيه من العموم .. وهنا دليلان مختلفا المناسبة يفيدان جواز إمهار المرأة بغير المال .. ثم إن النقد على القائلين بوجوب المال فإن المال يختلف بين الدينار والدرهم .. ثم قالوا : يجب أن يكون مهر المثل ..وهذا شديد التناقض والبطلان .. ذلك أن مهر المثل لا يمكن ضبطه وتحديده .. من الناس من مهر المثل عندهم 10 الاف ريال .. ومنهم من مهر المثل عندهم من 100 الف ريال .. ومنهم من مهر المثل عندهم يتعدى 300 الف ريال وكلهم في البلاد الواحدة كلهم جيران لا يختلفون عن بعض إلا في النسب والعادات .. ومتى كانت الأحكام الشرعية تسير حسب العادات والتقاليد حتى تكون ضابطا في الحلال والحرام ؟! .. ثم إن العقار والعينيات ربما تكون أعظم من المال وتقاس بجودة كاملة على إمهار الإزار في حديث الواهبة نفسها .. ويجوز لرجل أن يتزوج امرأة مغتربة ثم يمهرها الحصول على الجنسية – قياسا صحيحا على تعليم القرآن – فإنهما كلاهما أمرين معنويين .. ومن يقول بالتخصيص فعليه بالدليل .. ولا دليل لأنه ليس حديثا واحدا بل حديثان .. وفي حديث نكاح صفية لا يوجد من اللفظ الصريح ما يخصصه له صلى الله عليه وسلم دون الناس .. والقاعدة أن كل ما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير فإنه عام لتعليم الأمة كلها – سواء إيجابا أو استحبابا – ولا يقال بتخصيص شئ له وحده إلا بطريقين لا ثالث لهما .. إما أن يرد النص على التخصيص - مثلما هو في نهيه لأن يواصلوا في الصيام فقيل إنك تفعله قال : " لست كهيئتكم إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني " ( رواه البخاري ) فكان الوصال في الصوم تخصيصا له وحده لورود النص على ذلك - ولا وإما أن يكون مما فعله وكان النص على خلافه مثل زيادته على أربع نساء من الزوجات .. ففي حديث الواهبة نفسها وحديث فتح خيبر وزواج صفية الدليل العام على جواز أن يكون المهر ما يكون مادام النكاح معلنا .. وحتى الوليمة أمر استحبابي وليس شرطا لصحة النكاح .. فعند ذلك لا يجوز الإنكار على الرجل إن زوج ابنته من ابن أخيه بريال واحد فقط .. لا يقال إنه تكلف وتنطع ولا يقال إنه خلاف السنة ولا يقال إن النكاح باطل .. كل شئ له دليل ..ومن ينكر فما عنده من دليل .. فالأصل أن الأمر واسع إن شاء الله .. نعود لموضوعنا .. فما دامت المرأة المؤمنة أعجبها رجل مؤمن ثم أحبت أن تعرض عليه أن يتقدم لها فهذه امرأة عظيمة حقا ..لأن مثل هذا الفعل لا تجرؤ عليه إلا العاقلة .. ذلك أنها حتى لوكانت صالحة مؤمنة فإن الصالحين لا يعثرون عليها لأنها مخدرة ببيتها تنتظرهم .. فإن لم يهتدوا إليها – وذلك ما يحصل بلا شك – فينبغي عليها أن تبحث عنهم بنفسها .. يقال : عيب .. لا يجوز .. عار .. أعراف .. قبلية .. نعم أنا أيضا يؤذيني ذلك .. ولكنه الحق ..والحق أحق أن يُتبع .. وقد حصل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقره رسول الله ولم ينكره .. والتي تخاف أن يؤذيها زوجها الذي يأتي من طريقها فخوفها لا معنى له .. لأنها إن اختارت لئيما نذلا فذلك خطئها .. وإن كان كريما شهما فلن تزيد مع الأيام في عينه إلا رفعة .. ولن يؤذيها قط ولن يلمح لها بمثل هذا مادامت أحسنت الإختيار ولم ترمي بذورها في سبخة من الأرض .. حدثني صديق من السعودية قال : كنت فترة قائما على شئ من أمور النساء فقي مرة وردتني قصاصة من امرأة أعرفها تقول : إن عرضت عليك فتاة أن تتزوجها فهل ستقبل ؟ يقول فتواصلت معها بعنوانها الذي على الورقة وقلت هل تعرضين نفسك علي ؟ قالت نعم .. فيقول لم أحتقرها ولم تسقط من عيني – مثلما ربما كانت تتصور – لم يكن وقتها عندي مال وباءة فاعتذرت منها .. مع أن هذا من سنوات طويلة إلا أني لازلت أدعو لها الله أن تكون تزوجت رجلا خيرا مني ولازال قلبي يذوب من الرحمة والوفاء لأجلها بعد كل تلك السنوات لأنها أعطتني كل هذه الثقة التي ربما لا أستحق 1% منها ( انتهى كلامه ) .. فأقول : لا يعرف الكرام غير الكرام .. وليس أشد رجاحة في العقل من هذه التي تدل على نفسها الصالحين والأخيار إن هم لم يعثروا عليها .. هذه كتلة من العقل والدين والناس بجاهليتهم يرموها في عفافها ومروءتها .. و غالبا ما لا يفطن الصالحون للصالحات في بيوتهن ولا تدلهم الأمهات والأخوات إلا على بنات العم والخال أو صديقات المدرسة لدى الأخوات .. ولكن الصالحات اللواتي لا يقبل عليهن إلا من يعرفهن من عيال العم والخال والجيران ممن لا تجد غيرهم والعمر يتقدم وهي ترفض وترفض تنتظر صاحب الدين والخلق المرضي حتى تجد نفسها مرغمة على على قبول أي أحد لأنها تقدمت كثيرا في السن وهي تنتظر وترفض بينما تعرف أن الصالحين لم يدروا بها ولو علموا بها لكانت تزوجت من زمن طويل .. فكما أنت أختي الكريمة تنتظرين ولم تجدي المتقدم الصالح فهو كذلك ينتظر ولم يجد الفتاة الصالحة التي يرضيه منها دينها وأخلاقها .. وربما كانت القضية أكبر من الدين والخلق .. ربما كان كسيرا حزينا واسع المعاناة يبحث عن كسيرة حزينة يعيشان لبعض ويفضيان لبعض الهموم والأحزان وقسوة الحياة .. و عثورك عليه أسهل من عثوره عليك لأنه معرض معلوم له بينما أنت مخفية في البيت .. والأمر ليس قاصرا على الدين وحده لأنه أحيانا يكون دين مع سوء خلق .. وأحيانا نقص دين ولكن مع وجود خلق .. وكلاهما ناقصان ..ولأجل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه " ( رواه الترمذي ) ومفهومه أن الدين لوحده لا يكفي .. والخلق لوحده لا يكفي .. فانتبهي أن تقعي في ذا دين ولكنه أحمق يضيع قدرك الذي أنت أهله .. أو في ذي خلق ولكن لا دين له ولا يتقي الله فيك إن تزوجك أو لم يتزوجك .. فلأنه ولو كان الرجل ذا وفاء ومروؤة وكنت ترتضين دينه فلا خوف إذن من عرض الأمر والخوف من التقاليد لأنه سيحفظك ولن يخرج الأمر لأهل التقاليد بل سيدفن معه لقبره .. لأني لا أظن عاقلة تعرض نفسها على لئيم يشيع خبرها بين أصحابه إن لم يحصل نصيب .. الوفي الشهم لا تزداد مثل هذه المرأة في عينه إلا عظمة وجلالا بل وربما أحبها وعظمها بعد الزواج كالمقدسة لشدة ما يحس منها بالفضل على أنها فضلته على العالمين لعيش باقي حياتها معه أمة تحت ظله لا تدري أيكرمها أو يهينها ؟ .. فذلك فضل لها لا يجحده إلا عديم المروءة عديم ماء الوجه .. تأكد من ذلك .. فاعرف لها قدرها واحفظ لها معروفا عليك بأن انتقتك أنت دون غيرك من الناس .. وهذا فضل لها عليك لو تنفق لها عمرك فلن توفيها حق هذه الثقة التي صرفتها لك دون البشر .. فكن مستحقا لذلك .

    أستودعكم الله مع الإياك القادمة إن شاء الله


    ربما تأخرت قليلا فأعتذر لأني في سفر .. وأعاني شيئا من الإعتلال .. لعل الله أن يختم لي بالشهادة والتوحيد
    اللهم الجنة

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الدولة
    لو أن أهل عمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك
    المشاركات
    42

    افتراضي رد: العشرين ( إيّاك ) لاستقرار الحياة الزوجية

    إياك


    أن تقصر في منح العاطفة في غير أوقات الشهوة .. لأن الشهوة في الحقيقة مجرد تكميل للحياة الزوجية – مهما زاد أو نقص من أسرة لأخرى – وليس أساسا .. والنظرة البدوية للمرأة على أن حقها هو الفراش أو أن حقوق النساء تبدأ بعد صلاة العشاء .. وكلما زيد في الفراش زادت طاعتها لهي نظرة عمياء .. لأن المرأة إذ تطلب الزواج لا لجوعها بل لحاجتها للإستقرار والأمان .. ولمجرد أن تشعر بنقص الأمان فإنها ترفض كل شئ وترد كل خاطب لقلقها من أن تنقلب حياتها من بؤس مستطاع لشقاء غير مستطاع .. تبحث عمن لا يذلها أو يجعلها تكميلا لأثاث البيت أو يجعلها ترفيها ومتعة .. هي تبحث عن قلب تشعره أكثر من حاجتها لبدن ينطرح بجانبها على السرير .. وتأكد أنك إن لم تنجح في إشعارها بالأمان فإنك تخسرها .. ولكن الأمان قضية نسبية من مرأة لأخرى وذلك صعب التحديد .. هي تحتاج لدفء الروح أكثر من حاجتها لدفء البدن .. ودفء الروح لا يتحقق إلا بشيئين .. الأول تواجدت بالبيت والثاني بإعطاءك ما لم تحصل عليه من قبل .. وسأخبرك بأمثل الوسائل بعد قليل إن شاء الله .. ولا يغيبن عنك أن بعض النساء يعجبهن الشخص الهادئ الوقور وهذا في الجادات الهادئات .. وبعضهن لا يعجبهن إلا المزوح الضحوك .. فلا أنصحك بأن تخبر عن طبعك لها وقت الخطبة ولا حتى وقت العقد فما دام طبعا فيك ولا يتغير فدعه لحينه وستتعود عليه .. لأنك لو كنت وقورا قالت معقد وثقيل ظل .. وإن كنت مزوحا خفيف الظل قالت مهرج مستهتر .. وربما كان للشيطان الدور الأكبر خاصة إن كانت تحتاج المرأة لشئ من الرقية الشرعية .. لأن الشيطان يحرص كل جهده أن لا تتزوج المرأة فيحاول جهده أن يصور الخاطب أو الزوج كأقبح ما يُرى إما ليتطلقا أو قبل ذلك لترفضه .. ولمجرد ما تعلم أن الخاطب مزوح طريف يصوره لها مستهترا لا مسؤولية له ضعيف الشخصية .. هذا في كل الناس وليست قضية عينية .. ولو كان وقورا هادئا صورته له كويل وتعقيدات وأوامر وتوتر دائم يصير داخل البيت وتنقلب حياتها إلى جحيم مع أن ذلك وهم من الشيطان .. ويزهد أفضل النساء في أفضل الرجال .. لأجل ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الشيطان يضع عرضه على الماء ثم يبعث سراياه في الناس .. فأقربهم عنده منزلة أعظمهم عنده فتنة .. يجئ أحدهم فيقول ما زلت بفلان حتى تركته يقول كذا وكذا ( يقول أيوب الزدجالي يشير راوي الحديث لكلمات الكفر لأن في رواية أخرى بيان ذلك ) فيقول إبليس : لا والله ما صنعت شيئا .. ويجئ أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله .. فيقربه ويدنيه ويعانقه ويقول : نعم أنت ( رواه مسلم ) .. لأجل ذلك أنصح الجميع ممن لديهم مشاكل متواصلة غير مفسرة بأن يتأكدوا من خلوهم من المشاكل الروحية – كالعين والمس والسحر – .. لأنها لمجرد أن ترى ممثلا هزليا أو أي شخص مهرج ثم تتخيل أن زوجها أو خاطبها فيه ظرف فتنزل هذا على ذاك وتجعله شخصا تافها ويسقط من عينها وهو ربما كان من أوقر وأجد الناس وأحشمهم لنفسه وما أخبرها بمزحه إلا ليهدئ من قلقها وحسب .. وبالعكس يصور الشيطان الشخص الجاد الوقور في منامها أو في خيالها بأنه كالمتسلط العنيف الجلف .. وأحيانا يجتمع المنامان عليها – وكلاهما من الشيطان – ليرى الشيطان أيهما أنسب للخاطب أو الناكح فيجعل وهمها يسقطه عليه .. كل شخص لو كان المس فيه متمكنا يجعله لا يصدق أبدا بأنه يحتاج لرقية ولا يصدق أبدا أن الشيطان يتلاعب به وهو لا يدري ثم يجر إلى بالها أو باله كل شئ سئ ويجعل كل احتمال ورد في البال دليلا على السوء والهلاك ثم يبدأ في الترجمة والتفسير لأمور كثيرة على محمل السوء والشر .. مع أنها في الحقيقة ما هي إلا أوهام لو تفكر الواحد فيها بعقل حاضر لعلم أنها أوهام مبدأها مجرد تفسير لكلام أو لأفعال على وجه سئ فجر معه إلى أن كل شئ من المخطوبة أومن الخاطب فهو سئ وشر ! وعند قليل من التأمل والتعوذ بالله يتبين للواحد أو الواحدة أن كل ذلك خطأ وتلبيس من الشيطان وأن مبدأه كله من سوء ظن جلب معه كل التحليلات والتفسيرات التي كلها مبنية على الظن والظن أكذب الحديث ولا يغني من الحق شيئا .. ولوعلم الواحد بأن زوجه هي أنسب الناس له ومع ذلك لا يكف الشيطان عن الدخول بينهما فإن هناك مشكلة كبيرة تحتاج لحل دائم يحتاج لتعقب واستكشاف .. ومهما بذلت له أو بذل لها من التقرب والإرضاء فلا يعجبه منها شئ لأنه لم يرضى أن يفهم أن كل ما هنالك من الشيطان وظن السوء وأنه ترجم من عنده ما لا حقيقة له .. ومحال بأن يكون الشخص متسلطا خشنا وأيضا مهرجا مستهترا في آن واحد .. فتأمل وتأملي .. يجب التفكر في هذا .. هذا كان استطرادا خفيفا ونعود لأصل الفكرة فأقول : الأصل أن الحياة الزوجية مبنية على العاطفة المفرطة بينهما .. لشدة ما تحتاج المرأة للدفء والمودة .. وذلك أمر فطري جبل الله عليه الإنسان إذ قال : ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) .. والعلاقة الغير مبنية على المودة والرحمة علاقة تحتاج لنظر وإصلاح لأنها غير عادية .. والمسؤول عن ذلك هو الزوج بالدرجة الأولى .. المرأة راس استقطاب للعاطفة وليست مانحة له .. إعلم هذا الأمر .. المرأة لا تعطي العاطفة بل تستقبله ويكون منها كرد فعل .. هي تحتاج للعاطفة من زوجها الذي يجب عليه أن لا يظن أن العاطفة هي السرير والفراش .. في الشهرين الأولين تنحصر العاطفة بينهما في كلمات مثل ( حبيبي حبيبتي قلبي نور عيني حياتي ) وهذه كلمات تقليدية يقولها الجميع بصدق أوتصنع .. وأحيانا تكون هذه الكلمات شديدة الصدق والإنسان يقولها لأنه لا يعرف غيرها .. ولكن غالبا ما تكون من روتين العرسان .. و بعد الشهور الأولى وبعد انكشاف طبع كل أحد عن الآخر وتختفي هذه الكلمات التصنعية ويرجع الأمر للحقيقة وتظهر طباع كل أحد للآخر ويتوقف عن مساعدتها في رفع الطعام وغسل الأطباق وتظهر الطبيعية الذكورية المتسلطنة .. أحيانا يكون الشخص في حياته العادية جادا وقورا هادئا .. ينبغي أن يتخلى تماما عن كل ذلك لما يدخل البيت لأن أكثر النساء ينتظرن الضحك والمزح والملاطفة ولا حاجة لهن في الجد والوقار .. هن أحوج لحضن دافئ خارج غرفة النوم .. خذ مني نصحي ستفلح ..أكثر من الحضن .. كل يوم وفي كل وقت .. وتجنب غرفة النوم لأنها تدل على الشهوة وأنت تريد تعطي شحن عاطفي لزوجك .. فابتعد عن الحضن والعناق في غرفة النوم .. وكلما كان في ذلك في الأماكن التي لا علاقة لها بالشهوة كان أنفع لقلبها وشعورها .. مثل الصالة أو المطبخ في لحظات لا تخطر ببالها كأوقات العرق والغسل والتنظيف والطبخ .. جرب وسترى .. مجرد ثواني من العناق تسعدها إسعادا لا يخطر ببالك .. لو بضم رأسها على صدرك مع عرقها – مع أن البيوت والمطابخ اليوم مكيفة لا عرق فيها – لثانية واحدة فقط حتى وأنت مار عابر .. مثل هذا أشبه بتفريغ شحنات التعب والضغط النفسي لدى المرأة وإبدال كل الشعور السلبي بشعور إيجابي غامر يزداد مع الوقت ويزداد تعلقها بك وتتضاعف ثقتها بك .. لدرجة أنه سيأتي عليها وقت هي التي تسعى لإسعادك بأي شئ فلا تستغرب إن جاءت وعملت فجأة مساج لقدمك من عندها أوقبلت قدمك أو فجأة التزمت يدك فقبلته .. كل ذلك عبارة عن رد فعل إيجابي لحركات منح الدفء التي كنت تتعاهدها الأسابيع أو الشهور الماضية .. ومثل هذه الرومانسيات الجميلة تحتاجها المرأة حاجتها للهواء لأنها مهما سمعت النساء الجارات أوالصديقات أو زميلات العمل من الكلام الجميل فكل ذلك لن يبلغ شيئا أمام ضمة واحدة منك لرأسها على صدرك .. وأفضل من كل ذلك تقبيل الراس .. الناس تقبل راس الكبار في السن من باب العادة حتى إن أحدهم يقرب لك راسه لتسلم عليه .. ولكن جرب تقبيل راس زوجتك فانظر كيف يكون أثره عليها .. تكون بين عينيها شخصا مقدسا تستحق العبادة .. مثل هذه الأمور بسيطة ولا تكلف شيئا ولكن الناس يهملوها .. إفعلها ولو تصنعا في البداية .. ومع الوقت وردود الفعل الإيجابية تجدها انقلبت بينكما تراحما شديدا وعاطفة شديدة بينكما .. ونتيجة هذه العاطفة هو الإستقرار النفسي الذي يحصل بعد ذلك بين الزوجين .. والإستقرار النفسي بين الأطفال ووالديهم .. وتكون الحياة مبنية على الحب والعطاء .. تأكد من كلامي وجرب مثل هذا العناق الغير متعلق بالشهوة بعد الصلح من شئ من بهارات الحياة .. احضن راسها لصدرك لبعض ثوان أو دقائق ثم قبل راسها فانظر كيف تسامحك وترضى عنك مهما كنت قد افتريت في حقها .. فكيف لوكانت هذه الأمور بغير بهارات ولا شحناء ؟ .. ما من امرأة إلا وتؤثر فيها هذه الحركات البسيطة سوى النساء النكديات فلا يعجبهن شئ ولا يكفيهن شئ .. مهما كنت وقورا جادا في الخارج فإن ذلك يجب أن ينعدم داخل البيت .. يجب أن تنقلب لشخص ضحوك مزوح خفيف الظل .. لأن المرأة مهما توهمت نفسها جادة فيها وقار فإنها متوهمة .. الزوجية جمالها بالملاطفة والضحك والمزاح بين الزوجين وذلك كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال لجابر بن عبدالله " فهلا تزوجت بكرا تضاحكك وتضاحكها .. تلاعبك وتلاعبها " ( رواه الشيخان واللفظ لمسلم ) .. مهما كانت المرأة جادة فإنها تحتاج لا محالة لأكثر من رجل وقور وجاد وهادئ .. تحتاج لمن يشعرها بأنها طفلة تستحق الضحك والمزاح واللعب – بكرا كانت أو ثيبا – لأنه فطرة الأنثى أن يُتعامل معها ككائن رقيق مدلل .. وهكذا يمكن أن تستقيم وكلما كان الدفء الممنوح أكثر كانت نتيجته وثمرته منها أكبر .. وهي أمور بسيطة لا تكلف شيئا ويمكن لأحدهم أن يعانق ويقبل ولو مجاملة وتصنعا ليسعد في حياته عندما تسعد زوجته بسببه .. لأن بسعادتها لن تكون هناك مشاكل ولا رفع صوت ولا تذمر .. تكون المرأة كسيرة العين من فرط الإمتنان لحسن المعاملة والرحمة التي تلقاها من زوجها .. جرب مسألة الحضن والتقبيل – خارج غرفة النوم - وانتظر أين يذهب مفعولها الشديد في استقرار الحياة الزوجية .. من الأمور التي يجب أن تصنعها أن تتحدث معها بحنان ..هذا حقها ولا منة لك عليها تذكر ذلك .. دائما نبرة الصوت العالية أوالسريعة تحمل إشارات للتوتر العصبي وعدم الإستقرار .. تذكر نفسك لما جلست مع شخص تقابله لأول مرة تكون أصواتكما مرتفعة عند الحديث يسمع كل منهما الآخر .. هذا لأن بينكما توترا ما ولا يوجد انجذاب شخصي .. بينما لما تتحدث لصديقك الحميم فإن نبرة صوتك تكون منخفضة وكلامك أقل تسارعا .. ذلك لأن هناك ألفة وتقاربا دل عليه انخفاض نبرة الصوت مما دل على وجود شئ من الدفء بعكس الأول لا دفء فيه .. فإن تحدثت مع زوجك في البيت أوفي السيارة فليكن لسان حالك ( نحن متفاهمين للحد الأقصى ) فتحدث معها بنبرة صوت شديدة الإنخفاض وشديدة الهدوء .. مع الوقت ستتعود ذلك إن توافر الدفء بينكما .. ومع تجدد المشاكل ربما لا يمكن تصنع مثل هذه النبرة الجميلة المنخفضة بسهولة .. ولكن هذه النبرة المنخفضة مع الوقت هي التي ستقضي على المشاكل – إضافة إلى تعاهد عادة الحضن والتقبيل في غير جماع ولا شهوة – وستفاجأ بعد وقت من الحديث المنخفض هذا .. وستتذكر كلامي .. ستفاجأ بعدها أنكما لا تتحدثان – سواء في السيارة أو لي البيت – إلا وأكتافكما تميل لعند بعض ! .. هكذا لا شعوريا .. .. ولعلك أن تقول : جزاك الله خيرا يا أيوب العماني .. هذا عامل تجاذب عاطفي من شدة المودة التي حصلت بسبب التفاهم المفرط بينكما وكانت علامته هو انخفاض نبرة الصوت والهدوء في إخراج الكلمات .. كالذَين يقولان : نحن أشد شخصين اثنين متفاهمَين في العالم .. هذه رومانسيات جميلة جل الناس لا يعرفها ولا يبالي بها .. ولكنها أمور بسيطة تجعل حياتك ملونة مكسوة بالورد والشذى الجميل .. فلا تفرط فيها ! .. تعود في بيتك أن تكون ناصحا معلما أكثر من كونك رافضا أو معاتبا .. ردود الفعل تكون إيجابية ومطيعة أكثر عند التعليم والتنبيه بينما عند الإنتقاد والتغليط تكون أحيانا مؤذية جارحة .. لأنك يجب أن تعرف أنه ما من امرأة تخطئ وهي تريد أن تخطئ .. بل لا يوجد إنسان هذا حاله .. الناس يخطؤون من أحد أمرين .. إما الجهل وإما عدم القصد .. أما الجاهل فحقه التعليم .. وأما غير القاصد فحقه الإبتسامة والسكوت .. وحسب .. فإن كنت لا محالة معلقا على خطأ كبير قد حصل فلا تغضب بعد وقوعه لأن ذلك لن يغير شيئا فقد انكسر أو تلف وانتهى .. ولكن أكد وشدد على أن لا يقع مثله ثانية .. تدارك الأمر قبل حصوله لا أن تتباكى وتحارب بعد أن فسد ما لا يمكن إصلاحه ! .. عود زوجتك على النصح والإرشاد ولا تعودها على اللوم والتقريع لأن النصح يغير ويبني عزيمة النفس ويجلب الطاعة ويؤيد صدق الرومانسيات الجميلة التي أخبرتك بها آنفا .. بينما التقريع واللوم لايجعلك غير متناقض .. حتى لو كان الغلط كبيرا .. مادام لا يمكن إصلاحه فلا تفجر غضبك .. ولكن احتاط لنفسك .. بعضهم سيسأل يقول : يا أخ أيوب .. هل أنت هكذا في بيتك بهذه المثاليات ؟ .. أقول : لا يلزم أن أكون بالحرف كما أقول .. ولكني أجاهد نفسي على شئ كثير مما قلته لك الان .. والكمال لله وحده .. تريد قصة حية على ما أقول ؟ .. الان من عدة دقائق تعثرت أم عبدالله بسلك الكهرباء الموصول باللابتوب وأنا أطبع هذا الذي تقرأه فانطفأ الجهاز وذهب كل ما تعبت في تأمله وطباعته .. ثم التفتُ أنظر إليها وأنا ساكت من الغيظ ( ابتسامة ) .. فاعتذرت بأنها لم تقصد .. قلت لها بهدوء شديد بالكاد أسمع نفسي : خلاص روحي .. فأعادت الإعتذار بأنها لم تنتبه .. فأعدت عليها نفس كلامي وبنفس النبرة المنخفضة جدا : خلاص روحي .. سأعيد كتابة ما ذهب إن شاء الله .. دعيني الان ( انتهى ) كان تعليما وتنبيها مع شئ من الرقة والعذر لأنها لم تقصد ! ولم يكن عتابا أما نظرة السخط فأنا بشر أضيق ولست ملاكا منزلا .. ومثل هذا مر ولم يزد الأمر بيننا إلا زيادة في المودة والألفة تتراكم مع الزمان ويظهر أثرها الإيجابي في حقوقي وحقوق اطفالي ولو بعد حين فكانت الضارة النافعة .. لكن الحمدلله شغلت الجهاز ووجدت كل شئ كما هو في أوفيس 2010 ولم يذهب عني شئ مثلما كان يحصل مع الإصدارات السابقة .. أقول : الإحترام الذي بين الزوجين له حالان .. إما أن يكون من الرهبة أو يكون من الهيبة .. أما الرهبة فإن احترام مع الخوف من سطوة الزوج وطول لسانه أويده فهي تخاف من ظله وترتعد إن أخطأت بشئ .. وأما الهيبة فهو احترام مع الحب ويكون اعتذارها مراعاة لشعوره لا خوفا من شره – كما قسمه ابن قيم الجوزية في مدارج السالكين – .. فاحرص على أن يكون احترام زوجك لك مهابة وتوقيرا نابعا من الحب ومراعاة الشعور .. وليس خوفا من صراخك أو تكسيرك للأشياء .. وربما صفعك .. المرأة الصالحة التي هي حلس بيتها لا تجد أحدا يرفه عن قلبها ويسعد خاطرها سوى زوجها .. فلو زوجها قصر في ذلك فإنها تعيش في أزمات نفسية وحرمانه عاطفي ولا تعرف تفرغ الكبت الذي يتسبب به زوجها من الهجران والقسوة في الأسواق – لأنها ليست خراجة ولاجة – أو تثرثر بالساعات مع صديقاتها في الثرثرة والغيبة .. فسينعكس ذلك على دينها واستقامتها رغما عنها ثم معاملتها مع زوجها – إن كان له حس وشعور – ثم معاملتها لأطفالها وطريقة تربيتها لهم بحيث تكون من ضيق صدر ونفاد صبر وشراسة متواصلة هي في الحقيقة انفجار لتراكمات وضغوط كبيرة بسبب زوجها اليابس .. لا تسمح لزوجتك بأن تبحث عن الدفء عند المسلسلات المكسيكية والتركية .. ولا تجعلها ترتمي في أحضان تويتر ويوتيوب .. لا تكن ممن تقضي نصف نهارك الأول في الوظيفة .. ثم تعود لتأكل ما تعبت هي في طبخه ثم لا تجد منك حتى كلمة ( طبخة جميلة ) ثم تذهب تنام إلى المغرب .. ثم تخرج لأصحابك ولا تعود إلا مع منتصف الليل تنطرح على فراشك لتعود اليوم التالي بنفس مشوارك اليومي .. وهي لا تجد غير الأربعة جدران تعيش معها في همها الشديد بفقدك .. كنت تشترط امرأة متدينة صالحة فوجدتها .. وكانت هي تشترط رجلا صالحا متدينا وتقدمت أنت فقبلت بك .. ولكنك خذلتها وظهرت بعد ذلك مجرد ثوب قصير ولحية ولم يكن مخبرك كمظهرك .. وكانت هي مظهرا ومخبرا .. ولكن مخبرك أفسد مخبرها ومظهرها .. ثم كنت أنت السبب في ضياع صلاحها وفقدانها الأمل في كل شئ .. ولا تنسى أن المرأة شديدة الرقة يؤثر فيها أي شئ ويغيرها أي شئ .. ولا تنسى أن كل امرأة على دين زوجها إن صلاحا فصلاح وإن فسادا ففساد .. وإن إهمالا فضياع وأمراض نفسية .. ثم تقول هي متعبة وهي نكدية وهي متمردة طويلة اللسان .. أنت الذي بيبسك ونشافتك تسببت بكل هذا .. إن كنت لائما فلا تلم أهلها الذين أنت أخرجتها من بيتهم على أنها متدينة صالحة ارتضيت دينها وخلقها .. ثم الان صارت الان مهملة لك لا تقوم على خدمتك والتقرب لك بالكلام الجميل ؟ يجب أن تستوعب بأن كلمات حبيبي وحياتي وعمري كلها ستختفي مع أول شهر .. وبعد ذلك أنت المسؤول عن تحسن الحياة الزوجية بينكما من ترديها .. لأنها تابعة لك تصنع ما أنت تصنعه وتفعل مثلما أنت تعلمها وتربيها عليه .. هي تحتاج لك فإن قصرت فلن يعوض أحد النقص الذي أنت تتسبب به في حقها .. ومهما حاولت أن تستعيض عنك بشئ يسليها ويضحكها لكونك فشلت في إضحكاها وإسعادها فإن تلك سعادة وترفيه زائف سببه الهروب من هروبك منها .


    الكلام في هذه الإياك كثير ومسؤوليات الرجل عظيمة هنا .. وله تتمة لا بد منها إن شاء الله
    اللهم الجنة

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الدولة
    لو أن أهل عمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك
    المشاركات
    42

    افتراضي رد: العشرين ( إيّاك ) لاستقرار الحياة الزوجية

    كن مستمعا متفوقا


    أن لم تكن أنت مستعمها فلن تجد غيرك لتتحدث معه .. يجب أن تتفاعل معها في الإستماع وتتجاوب عند كل كلمة تقولها بهز راسك وانفعالك معها تبسما واندهاشا وضحكا وكل فينة وتهز راسك معها موافقا .. كل ذلك وأنت في واد وكلامها في واد ولا تدري عما هي تتحدث .. إذ أنه ربما لا يمكنك أن تعطيها عقلك كله وأنت مشغول بهمومك وأشغالك الخاصة ولكن يمكنك أن تمنحها قالبك وشكلك تتحمس معك وتشرح وتضحك وتتفاعل وأنت تتفاعل معها وتتحرك وتبتسم وتضحك وأنت ولا حتى دارٍ عما هي تتحدث ! .. يجب أن تنصت حتى لوكان قلبك بأمورك الخاصة فلا باس أن يكون قالبك معها .. أحيانا يكون كلامها غاية في السذاجة ومعدوم القيمة .. ذلك أنها لا تجد أحدا آخر تتحدث معه ولا يكون هدفا شيئا له قيمة ومعنى سوى أنها تريد أن تفرغ كبتها وتتخلص من آثار الوحدة فتتحدث وتريد مستمعا وحسب .. ربما في البداية تجد صعوبة في التضاحك - الذي هو نسخة حقيقية من الضحك الحقيقي وربما مشى على الكبار العقلاء من الرجال و ظنوك تضحك من كلامهم - ولكن مع الوقت ستتقن في الضحك الأحترافي الذي لا يمكن أن يظهر للسامع أنه ضحك مزيف هو في واد وأنت في واد ! .. في العادة يكفي أن يكون من قهقهتين فقط ولا تزد .. بعضهم يتصنع الضحك الشديد والطويل فيكون سامجا مكشوفا لا يزيد الضاحك إلا نزولا في عين الآخر .. ولكن الضحكة القصيرة من قهقهتين أو ثلاثة فقط لا تظهر إلا كأصدق ما يكون الضحك ..وذلك مقصد شرعي جميل يدل على حسن الخلق والقرب من النفس ..قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم " ( رواه أبوداود وأحمد بإسناد صحيح ) .. والإنبساط للناس بحسن الإستماع والتضاحك مع ضحكهم ليس نفاقا بل إنه ليُدخل السرور على قلبه .. فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إنكم لا تسعون الناس بأموالكم .. ولكن يسعهم منكم بسط الوجه و حسن الخلق " ( رواه مسلم ) .. فكيف بها وهي حليلتك التي هي أحوج الناس لانبساطك معها وأحق الناس بك ؟ .. لقوله صلى الله عليه وسلم : " وإن لزوجك عليك حقا " ( رواه الشيخان ) .. مثل هذا الضحك والتباسط حتى لو كان من الوجه مجردا عن حقيقة انتباهك فإنه يعمل في زوجك عمل السحر ويذهب عنها كل الكبت والوحدة بالبيت وقت غيابك في العمل وغيره .. ليس كل الناس مستمع ممتاز ولكن يمكنك مع الوقت أن تكون مستمعا رائعا تستحوذ على المتحدث وتجعله يسترسل وطيل الحديث وأنت تتفاعل معه بينما قلبك بمكان آخر تماما ولا تدري ما قال ولكنه طول الوقت لا يكف عن التحمس والحديث معك حسب ما يظهر منك تجاهه .. تدرب مع نفسك في البداية كيف تتفاعل بتحريك راسك ووجهك بالموافقة وبتحريكه للإستفهام وتحركه للإستغراب ويتفاعل من وجهك كل شئ مع حديثه ثانية بثانية حتى تكون مع التكرار عادة فيك وصبغة تحلي معشرك .. مع الوقت تكون بارعا في هذا كما قيل : العلم بالتعلم والحلم بالتحلم .. ولا يمل الناس من مجالستك وقتها لأن الإنسان اجتماعي بطبعه .. وأحسن الإجتماعية هو التحدث والمخاطبة .. والناس يحبون من يستمع لهم ويهتم لتفكيرهم .. فتبلغ بجودة الإنصات حتى تسحر اهتمام الكبار العقلاء من الناس .. الإنصات الجيد موهبة جميلة يمكنك تعلمها والتعود عليها .. أحيانا من شدة جودة الإستماع – وأنت ما أنت من الوقار والبهاء – حتى يستحي المتحدث من طول التحدث فيعاتبك على السكوت وهو يتحدث لشدة ما أنت أحرجته بحسن إنصاتك وانتباهك .. وهذا يحصل كثيرا .. فذلك مما تكسب به القلوب وأنت لا تبذل شيئا .. ومادام الرجال العقلاء تنسحر ألبابهم بحسن الإنصات فكيف ترى الأمر مع النساء ؟ فكيف به مع التي تنتظرك سائر يومها حتى تأتي لتتحدث معك ؟ .. صدقني الأمر يستحق التعلم والتعود حتى تنقلب من شخص غير مستمع البتة إلا مستمع خارق الإمتياز إن شاء الله .


    المرأة تحب أن تتحدث بفطرتها

    والرجل ينبغي أن يكون محبا للإستماع بفطرته بالنسبة لها .. بمثل هذا الإنصات الإحترافي تستطيع أن تضبط لها العاطفة الإنفعالية وتشبعها روحيا بتفريغ كل ما فيها من الكبت ..أحيانا تلاحظها تتحدث في أمور شديدة التفاهة لأنها في الحقيقة لا تريد أن تخبرك شيئا معينا وإنما تبحث عن أي موضوع لتتحدث معك به فلأجل ذلك يكون كلامها لا معنى له .. ولكن مع كل ذلك حقها عليك أن تسمع .. وتحسن الإستماع وينفعل معها منك كل شئ .. ويكون ختامه المسك من فعلك إن عرفت كيف تضحك وتقهقه مع ضحكها أو ظنها أنها قالت شيئا طريفا .



    يتبع إن شاء الله
    اللهم الجنة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •