قل: رجل عُطل بضمتين أو سكون الطاء، وامرأة عاطل، ولا تقل: رجل عاطل
(1)
يشيع بيننا وصف الرجل الذي يترك العمل مع قدرته عليه بأنه "عاطل"، فهل تعرف اللغة العربية وصف الرجل بأنه عاطل؟
لا.
كيف؟
إنها تعرف "عاطل" من دون تاء تأنيث وصفا للمرأة التي تخلو من الحلي.
كيف؟
يقول ابن منظور في "لسان العرب": "وامرأَةٌ عاطِلٌ بغير هاء من نِسْوَةٍ عَواطِلَ وعُطَّل".
فماذا عن وصف الرجل من هذه المادة؟
يقول ابن منظور في "لسان العرب": "عَطِلَ الرجلُ من المال والأَدب فهو عُطْلٌ وعُطُلٌ مثل عُسْر وعُسُر". ويقول الأزهري في "تهذيب اللغة": "وسمعتُ العرب تقول: فلان ذو عُطْلة إذا لم تكن له صنعة يمارسها".
(2)
وهل الأصل في تعطل الرجل الخلو من العمل؟
لا.
لماذا؟
لأن الأصل في اللغة أن تعطل الرجل هو خلوه من سلاحه.
كيف؟
يقول الفيروزأبادي في "القاموس المحيط": "وعَطِل الرجالُ: لا سِلاحَ معهم". ويقول ابن سيده في "المحكم والمحيط الأعظم": "ورجل عُطُل: لا سلاح له. وجمعه أعطال".
فماذا عن تعطله عن العمل؟
يقول ابن منظور في معجمه "لسان العرب": "وقد يُسْتَعمل العَطَلُ في الخُلُوِّ من الشيء وإِن كان أَصله في الحَلي يقال عَطِلَ الرجلُ من المال والأَدب فهو عُطْلٌ وعُطُلٌ مثل عُسْر وعُسُر". ويقول الفيومي في "المصباح المنير": "وعَطَلَ الأجير يَعْطُلُ مثل بَطَلَ يَبْطُلُ وزنا ومعنى".
إذا، الأصل في هذا الوصف كونه للمرأة، والأصل فيه للرجل يخص السلاح، ثم يطول بعد ذلك العمل وغيره كما سبق.
(3)
وبعد إجمال الأمر فيما سبق تعالوا مع هذه السياحة اللغوية المقتضبة لبيان أبواب الفعل كما ورد في القاموس والمصباح، وبعض المعاني كما فيهما مع البقية!
1- كتاب "العين" للخليل بن أحمد الفراهيدي
العَطَلُ: فُقْدانُ القِلادة. عَطِلَتْ تَعْطَلُ عَطَلاً وعُطولاً فهي عاطل وهنّ عواطل
قَالَ:
يرضن صعابَ الدرِّ في كلّ حجّة... وإن لم تكن أعناقُهُنّ عواطلا
وتَعَطَّلَتْ فهي متعطّلة وهنّ عُطَّل. وهي عُطُل أيضاً:
قَالَ الشّمّاخ: يا ظبيةً عُطُلاً حُسانَةَ الجيدِ...
وقوسٌ عُطُلٌ: لا وتَرَ عليها. والأعطالُ من الخيلِ: الّتي لا قلائدَ ولا أرسانَ في أعناقها. والتّعطيل: الفراغُ.
2، و3 "القاموس المحيط" للفيروزأبادي، و"المحكم والمحيط الأعظم" لابن سيده، والنص للقاموس
عَطِلَتِ المرأةُ كفرِحَ عَطَلاً بالتحريكِ وعُطولاً وتَعَطَّلَتْ: إذا لم يكن عليها حَلْيٌ فهي عاطِلٌ وعُطُلٌ بضمتينِ من عَواطِلَ وعُطَّلٍ وأعْطالٍ، ومُعْتادَتُها: مِعْطالٌ. ومَعاطِلُها: مَواقعُ حُلِيِّها. والأَعْطال من الخَيْل والا بِلِ: التي لا قلائدَ عليها ولا أرْسانَ لها والتي لا سِمَةَ عليها.
4- المصباح المنير" للفيومي
عَطَلَتِ المرأة "عَطْلا" من باب قتل إذا لم يكن عليها حلي فهي "عَاطِلٌ"، و"عُطُلٌ" بضمتين، وقوس "عُطُلٌ" أيضا: لا وتر عليها، و"عَطَلَ" الأجير "يَعْطُلُ" مثل "بَطَلَ" "يَبْطُلُ" وزنا ومعنى، و"عَطَلَتِ" الإبل: خلت من راعٍ يرعاها ويتعدى بالتضعيف فيقال "عَطَّلْتُ" الأجير والإبل "تَعْطِيلا".
5- "تاج العروس من جواهر القاموس" للزبيدي
( ع ط ل ) عَطِلَتِ المَرأَةُ، كفَرِحَ، عَطَلاً، بالتَّحريك، وعليه اقتصر الجَوْهَرِيّ، وعُطولاً، بالضَّمِّ نقله الصَّاغانِيُّ وابنُ سِيدَه، وتعطَّلَتْ: إذا لم يكن عليها حَلْيٌ ولم تلبَسِ الزِّينَةَ، وفي الصحاحِ: إذا خلا جيدُها من القلائدِ، وقال الرَّاغِبُ: العَطَلُ: فِقدانُ الزِّينَةِ والشُّغْلِ فهي عاطِلٌ بغير هاءٍ، أَنشدَ القَنانِيُّ:
ولو أَشرَفَتْ من كُفَّةِ السِّتْرِ عاطِلاً ** لقُلْتَ غَزالٌ ما عليه خَضاضٌ
وقِيل: العاطِلُ من النِّساءِ: التي ليس في عنُقِها حَلْيٌ وإن كان في يديها ورِجلَيْها، وعُطُلٌ بضَمَّتينِ، ومنه الحديثُ: أَنَّ عائشةَ رضي الله تعالى عنها كرِهَتْ أَن تُصَلِّيَ المَرأَةُ عُطُلاً، ولو أنْ تُعَلِّقَ في عنُقِها خَيطاً ... في الصِّحاح: الأَعطالُ: الرِّجالُ الذينَ لا سِلاحَ معهم، واحِدَةُ الكُلِّ عُطُلٌ بضَمَّتينِ، يُقال: فرَسٌ عُطُلٌ، وناقةٌ عُطُلٌ، ورجلٌ عُطُلٌ.