كثرت المصنفات في هذا العصر إلي حد يستحيل معه الجمع بين جميعها , اللهم إلا تقليب النظر عند البحث اكتنازا لفائدة أو استنادا لقول أو تحرير زيادة أو استدراك أو نحو ذلك .
ولما كانت سنة النبي صلي الله عليه وسلم من أجدر العلوم بالإهتمام والعناية لنسبتها , وفضلها , وتعلقاتها , وجدنا هذه المشكلة في هذا العلم أكثر من بقية العلوم .
فمثلا : من أراد دراسة الكتب الستة
إما أن يدرسها مفردة
أو من جامع بين الصحيحين ثم يدرس أربعة السنن
أو يدرس مختصرا للبخاري ثم أفراد مسلم عليه ثم زوائد كل كتاب من السنن الأربعة علي الصحيحين
أو (حديثا ) طريقة صالح الشامي : الجمع بين الصحيحين و ثم زوائد الأربعة له .
أو يأتي علي الجميع جملة فيصرف همه إلي جامع الأصول لابن الاثير
ولا شك أن "لكل شيخ طريقة " وفي كل خير , إلا أن بين هذه الطرق من التفاضل الشئ الكثير
تفاضل في كون الكتاب أصلا أم تخريجا .
وتفاضل في استيعاب المخرج لأحاديث الأصل , فغالبا ما يقع في التخريج تحريفات وتصحيفات وسقط , ينزل بالكتاب وربما أذهب قيمته .
وتفاضل في فوائد الأصل كفقه البخاري في صحيحه .
وتفاضل بين كتب الجمع ذاتها فمثلا : تجد في جامع الأصول من حسن التبويب والترتيب وشرح الغريب وجها للتقدم وإن كان يعيبه كثرة الغلط وفي جمع الشامي وزوائده علي الصحيحين اتقانا يدفع للسباق وإن فاته ما اختص به الأول , وقد خرج الشامي زوائد بن ماجه بينما خرج بن الأثير أحاديث الموطأ وفقا للخلاف المعروف بين المشارقة والمغاربة في اعتبار أيهما من الستة .
وإذا كانت الموازنات بين أمور الدنيا بابا من أبواب الفهم توفيرا للوقت وحفظا للجهد فإن أمور الآخرة بهذا الخير أولي لاسيما إذا كان فيها مزيد من علم .
لأجل هذا , أطلب من إخواني أن يدلوا بدلوهم , كل حسب ما من الله عليه من علم وتجربة , لتعم الفائدة .
كتب الله لي ولكم الأجر