كتابة القصص الخيالية أو ابتكارها يُنظر في مضمونها ..فإن كان في مضمونها السخرية والاستهزاء ونقض بعض الشعائر فذلك حرام لا يجوز .
أمّا إن كان المضمون ليس فيه من ذلك شيء ، فإن ما يكون فيها من تخيّل وأحداث غير حقيقية تخرج مخرج ضرب الأمثال .... فلا بأس بذلك .
و قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج" رواه أحمد وأبو داود وغيرهما، وزاد ابن أبي شيبة في مصنفه: "فإنه كانت فيهم أعاجيب". وقد صحح الألباني هذه الزيادة.
قال أهل العلم: وهذا دالٌّ على حل سماع تلك الأعاجيب للفرجة لا للحجة، أي لإزالة الهم عن النفس، لا للاحتجاج بها، والعمل بما فيها.
وبهذا الحديث استدل بعض أهل العلم على حل سماع الأعاجيب والفرائد من كل ما لا يتيقن كذبه بقصد الفرجة، وكذلك ما يتيقن كذبه، لكن قصد به ضرب الأمثال والمواعظ، والتعليم نحو الشجاعة، سواء كان على ألسنة آدميين أو حيوانات إذا كان لا يخفى ذلك على من يطالعها .
وقد كان من أسلوب شيخ الاسلام ابن القيم رحمه الله أن يكتب بعض المباحث العلمية بأسلوب المناظرة ، فيتخيّل فريقين يناظر بينهما كما فعل في مناظرة متخيّلة بين فقيهين في طهارة المني ونجاسته في كتابه ( بدائع الفوائد ) .