قال أبو الحسن السمسمي اللغوي النحوي - وقد سأله رجل مسألة من مسائل النَّوكى-:
حضر مجلسَ أبي عبيدة رجلٌ فقال: رحمك الله أبا عبيدة, ما العنجيد؟
قال: رحمك الله ما أعرف هذا، قال: سبحان الله! أين يذهب بك عن قول الأعشى: يومَ تُبدِي لنا قُتَيلَةُ عن جيـ ... ـدٍ تليع تزِينُه الأطواقُ
فقال: عافاك الله، (عن): حرف جاء لمعنى، والجيدُ: العنُقُ.
ثم قام آخر في المجلس فقال: أبا عبيدة - رحمك الله - ما الأودع؟
قال: عافاك الله، ما أعرفه !، قال: سبحان الله ! أين أنت عن قول العرب: (زاحِم بعَوْدٍ أو دَعْ)، فقال: ويحك ! هاتان كلمتان، والمعنى: أو اترك، أو ذر؛ ثم استغفر الله وجعل يدرس؛
فقام رجل فقال: - رحمك الله - أخبرني عن (كوفا) ! أمِن المهاجرين أم من الأنصار؟ قال: قد رويت أنسابَ الجميع وأسماءَهم، ولست أعرف فيهم كوفا، قال: فأين أنت عن قوله تعالى: «والهديَ معكوفا»؟! . قال: فأخذ أبو عبيدة نعليه، واشتد ساعيا في مسجد البصرة يصيح بأعلى صوته: مِن أين حشرت البهائمُ عليَّ اليوم ؟؟!.
معجم الأدباء (4/ 1817-1818).