بسم الله الرحمن الرحيم


فوائد من شرح الشيخ صالح آل الشيخ على لمعة الاعتقاد

** التأويل الحادث هو صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه إلى غيره لمرجِّح أو قرينة تدل عليه.
- التأويل في القرآن أتى بمعنيين لا ثالث لهما:
الأول: التأويل بمعنى ما تؤول إليه حقيقة الشيء.
الثاني: وهو فرع عن هذا التأويل بمعنى التفسير.

** المفوضة: طائفة كانت تقول: نؤمن بالألفاظ بلا معاني، يعني نفوض المعنى والكيفية جميعًا، وهذا معتقد باطل وبدعة شنيعة؛ وإنما الواجب تفويض العلم بالكيفية.

** انتُقد الإمام ابن قدامة -رحمه الله- في اللمعة في ثلاث مسائل:
1- قوله في صفات الرحمن: "وما أشكل في ذلك وجب إثباته لفظًا".
2- لم يوضح المراد من كلام الإمام أحمد حيث قال في آيات وأحاديث الصفات: "نؤمن بها ونصدق بها بلا كيف ولا معنى".
3- أنه ذكر لفظ الكسب ولم يوضحها بالمعنى الصحيح، فلفظ الكسب استعمله الأشاعرة بمعنى أن العبد يكون محلًّا لفعل الله، ولا يجعلونه فاعلًا حقيقًا، والصحيح: يضاف الفعل لله خلقًا وتقديرًا، ويضاف للعبد فعلًا واختيارًا منه وعملًا.

** قاعدة مهمة: طالب العلم الذي يعتني بأمر الاعتقاد يجب عليه أن يفهم اعتقاد أهل السنة والجماعة (تمامًا).

** صفات الله تنقسم إلى قسمين:
1- صفات ذاتية. 2- صفات فعلية.

1) الصفات الذاتية: هي التي لم تنفك عن الموصوف مطلقًا، وهي في حق الله -جل وعلا- التي لم يزل الله -جل وعلا- متصفًا بها، يعني لا يتصف بها في وقت دون وقت؛ بل اتصافه بها دائمًا، من مثل صفة الوجه واليدين.

* قاعدة: ما يضاف إلى الله -جل وعلا-: تارة يكون معنى، مثل: الرحمة، الغضب، الرضا. وتارة يكون ذاتًا. وإذا كان ذاتًا: فتارة يكون ذاتًا تقوم بنفسها، مثل: {ناقة الله وسقياها}، وتارة لا تقوم بنفسها، مثل: يد الله، ساق الله، يمين الله.

* الإضافة للذوات على قسمين:
- إضافة للتشريف: وهو ما أضيف من الأعيان مما يقوم بنفسه.
- إضافة تقتضي الوصف؛ إذا كان لا يقوم بنفسه.

** مسألة اليد (يد الله) في القرآن: أتت تارة مفردة، وتارة مثناة، وتارة مجموعة:
- المجموعة: {أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعامًا}..
- المثناة: {ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي}، {بل يداه مبسوطتان}..
- المفردة: {تبارك الذي بيده الملك}..
فهل ثمّة تعارض؟!
والجـــواب:
- المفردة: هذا من إضافة الجنس، تضيف المفرد وتريد به الجنس.
- الجمع: لأن العرب من لغتها أن المثنى إذا أضيف إلى ضمير تثنية أو جمع فإنه يجمع لأجل خفة اللفظ، مثل قوله تعالى: {إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما}، هذا من سَنن العرب.

2) الصفات الفعلية (الاختيارية): هي التي يتصف الله -جل وعلا- بها بمشيئته واختياره، يعني يتصف بها في وقت دون وقت، فهو -مثلًا- ليس دائمًا ينزل إلى السماء الدنيا، وليس دائمًا يجيء.

* قاعدة: النفي يكون مجملًا، والإثبات يكون مفصلًا، مثل: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}؛ {ليس كمثله شيء} نفي مجمل، {وهو السميع البصير} فصَّل. قال بعض أهل العلم: "خصَّ السمع والبصر لأنها من أكثر الصّفات اشتراكًا بين ذوات الأرواح".

* فائدة: الكاف في الآية فيها قولان:
1- زائدة للتأكيد، فيكون تقدير الآية: (ليس مثله شيء، ليس مثله شيء).
2- أنها بمعنى المثل، حرف لكنها مثل، فيكون تقدير الآية: (ليس مثل مثله شيء)؛ المبالغة في نفي المثيل.

* المبتدعة يتأولون أحاديث النزول بنزول الرحمة، والجواب عن هذا التأويل:
1- أنه خلاف الأصل، والله أوجب علينا أن نؤمن بظاهر الآيات والأحاديث.
2- أن رحمة الله نازلة في كل حين على عباده، فتخصيص الثلث الأخير من الليل بنزول الرحمة لا معنى له، والعباد لا يخلون من رحمة الله، ولو أخلوا منها لفسدت معايشهم ولهلكت أنفسهم.

* المرءُ لا يمكن أن يتخيَّلَ شيئاً ويتصورَ شيئًا إلا إذا كان:
1- قد رآه.
2- أن يكون قد رأى مثله.
3- أنه قدر رأى جنسه.
4- أنه وُصف له وصف كيفية.
وهذه الأربع لا تنطبق على صفات الله -جلا وعلا-.
(وما خطر ببالك فإن الله -جل وعلا- بخلافه).

** صفة العلو لله -جل وعلا- ثابتة بالكتاب والسنة والإجماع وبدلالة الفطرة.
جاء في الكتاب والسنة ما يزيد على ألف دليل يدل على أن الله -جل وعلا- عالٍ على خلقه.
- العلو ثلاثة أقسام: 1- علو الذات. 2- علو القهر. 3- علو القدر.
- أهل السنة والجماعة يثبتون علو الله -عز وجل- بأقسامه الثلاثة.
- المبتدعة يتأولون العلو بعلو القهر والقدر، وينفون علو الذات.
- قوله تعالى: {أأمنتم من في السماء}، {في} هنا الصحيح أنها بمعنى (على)؛ يعني (من على السماء)، فيه إثبات العلو، ومجيء (في) بمعنى (على) ثابت معروف في لغة العرب، وجاء استعمال ذلك في القرآن؛ قول الله تعالى: {ولأصلبنكم في جذوع النخل}، ومعلوم أن التصليب يكون على الجذوع، لا أن تجعل الجذوع ضلفًا للمصلبين يعني أنهم يصلبون عليها.
{أأمنتم من في السماء} يعني: (من على السماء)؛ وذلك أن السماء تفسر تارة بالعلو، فإن السماء اسمٌ لما علا، وسميت السماوات بذلك لعلوها.
- قال بعض أهل العلم: المقصود هنا ليس العلو ولكن جنس السماوات السبع، فيكون المعنى: {من على السماوات}؛ ذلك بأن الله متصف بأنه مستوٍ على عرشه، وسمي العرش عرشًا لارتفاعه وعلوه.

** التضمين: إثباتٌ لأصل المعنى مع زيادة ما دل عليه الحرف الذي عدِّي الفعل به.
- مثال على التضمين: قوله تعالى: {ثم استوى إلى السماء وهي دخان}، من السلف ومن أهل العلم من فسرها بمعنى: قصد وعمد، وهذا ما يسمى التفسير باللازم، وذلك مستفاد من قوله: {إلى السماء} حيث عدِّي الفعل بـ(إلى).

* المبتدعة ينكرون استواء الله على عرشه:
1- طائفة يجعلون الاستواء على العرش عبارة عن الاستيلاء عليه.
2- بعضهم فسر العرش بالعلم.
3- منهم من فسِّر العرش بالكرسي، والكرسي يقولون هو العرش.
وهذه الأقوال كلها باطلة.

* العلو من صفات الله الذاتية، الاستواء صفة فعلية باعتبار أن الله لم يكن مستويًا على عرشه ثم استوى، وصفة ذاتية باعتبار أنه لا يستوي في حال دون حال، بل هو -عز وجل- مستوٍ على عرشه لا ينفك عن هذا الوصف.

** صفة الكلام ثابتة لله -جل وعلا- بالعقل والسمع؛ دليل العقل: أن الله ذكر الآلهة التي ادعيت، وجعل عدم كلامها دليلًا على عجزها. دليل السمع: أثبت صفة الكلام في نصوص الكتاب والسنة.

* الله -عز وجل- يتكلم بكلام هو جمل وكلمات وحروف، ويُسمَع منه بصوت.

** القرآن العظيم له مراتب:
1- الكتابة، {إنه لقرآن كريم * في كتاب مكنون}.
2- ثم بعد أن بعث نبيه جعل القرآن جميعًا في رتبة الكتابة، جعله في بيت العزة في سماء الدنيا، كما روي عن ابن عباس أن الله أنزل القرآن وجعله في بيت العزة في السماء الدنيا، قال ابن عباس: ثم أنزل منجمًا على ثلاث وعشرين سنة.
3- مرتبة الكلام والتكلم به: هذه هي التي يخص بها وصف القرآن؛ لأنه الله تكلم بالقرآن وسمعه جبريل وبلغه، أي أن الله تكلم بالقرآن بعد بعث النبي -صلى الله عليه وسلم-، والدليل قوله تعالى: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها}، وكلامه إنما كان بعد أن كانت المجادلة، فقوله: {قد سمع} هذا حادث، حادث بمعنى جديد ليس بقديم، وهذا كما وصف الله -جل وعلا- كتابه: {ما يأتيهم من ذكر من ربهم مُّحْدَثٍ}، محْدَث: أي محدث تنزيله، أو محدث التكلُّم به، ليس تكلُّمُ الله بالقرآن قديمًا كما يزعمه أهل البدع.

* فيه نفي أقوال:
1- أنه معنى نفسي.
2- أنه مخلوق منفصل كما تزعمه المعتزلة.
3- ما يُزعم أن جبريل أخذ القرآن في مرتبة الكتابة من اللوح المحفوظ وأنزله على النبي، كما يزعمه السيوطي وغيره.

* نسبة القرآن إلى جبريل كذلك نسبته للنبي -صلى الله عليه وسلم- نسبة تبليغ؛ كما قال تعالى: {إنه لقول رسول كريم * ذي قوة عند ذي العرش مكين}.

* هناك فرق بين القول والكلام: أنا أقول كلامًا تكلم به غيري.

* كلام الله قديم النوع حادث الآحاد.

* سمع كلام الله موسى وجبريل والملائكة، والناس يوم القيامة.

* يسمع كلام الله مَنْ بَعُد، كما يسمعه مَنْ قَرُب.

* كلام الله لا يأتي من جهة؛ بل من كل الجهات.

* كلام الله منزل غير مخلوق مهما كُتِبَ، وحُفِظَ، وتُلِيَ.

** رؤية الله تعالى في الدنيا ممتنعة.

* المبتدعة يؤولون قول الله -عز وجل-: {وجوه يومئد ناضرة * إلى ربها ناظرة} يقولون: {ناظرة} أي: منتظرة لرحمة الله، ولأمر الله.
الجواب:
1- ثبت النظر في أكثر من دليل.
2- إذا عدِّي النظر بـ(إلى) فهو نظر العين لا غير في اللغة.
3- أن الله -عز وجل- قال: {وجوه} وهي محل الإبصار وليس الانتظار.

* خالف الأشاعرة والماتريدية في مسألة رؤية الله -عز وجل- فأثبتوا رؤية المؤمنين لربهم بعكس المعتزلة، ولكنهم يقولون نظر إلى غير جهة. أهل السنة يجعلون الرؤية بالعينين إلى جهة العلو حيث الله سبحانه.

** سؤال: هل هناك فرق بين القضاء والقدر؟
الجـــواب:
- من أهل العلم -منهم ابن القيم رحمه الله- من قال إنه لا فرق، فالقضاء هو القدر، والقدر هو القضاء.
- فرَّق طائفة من أهل العلم بين القضاء والقدر بأنَّ القدر ما يسبق وقوع المقدَّر، وأما القضاء فإذا وقع المقدَّر وانقضى.

* الإيمان بالقدر على مرتبتين:
1- ما يسبق حصول المقدر، ما يسبقه في الزمان، يعني ما كان في الماضي.
2- ما يكون حال وقوع المقدر.

- المرتبة الأول تضم مرتبتين:
1- العلم: الله علم ما الخلق فاعلون إلى قيام الساعة.
2- الكتابة -يعني في اللوح المحفوظ-: "ثم كتب -عز وجل- مقادير الخلائق إلى قيام الساعة قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء".
وهاتان المرتبتان ذكرهما الله -عز وجل- في سورة الحج (آية رقم 70): {أم تعلم أن الله يعلم ما في السماوات والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير}.

- المرتبة الثانية ما يكون حال وقوع المقدر، وهي:
1- أن الله -جل وعلا- مشيئته نافذة في عباده، فما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن؛ {وما تشاؤون إلى أن يشاء الله}.
2- أن الله لا يكون في ملكه شيء إلا وهو خالقه، ومن ذلك طاعة المطيع، ومعصية العاصي، وأفعال العباد، والمصائب.. قال تعالى: {الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل}.

* تعريف القدر عند أهل السنة والجماعة: هو علم الله -جل وعلا- الأزلي بالأشياء قبل وقوعها، وكتابته لها في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، ثم مشيئته -جل وعلا- لها، وخلقه -جل وعلا- للأشياء جميعًا.
- فشمل هذا التعريف أربع مراتب: العلم، والكتابة، والمشيئة العامة، والخلق لكل شيء.

* نفاة القدر قسمان:
1- قدرية غلاة: وهم نفاة العلم، وهم انقرضوا.
2- القدرية الذين ينفون خلق الله لأفعال العباد، وينفون القدر، ويقولون إن العبد هو الذي يخلق فعل نفسه.

* ويقابلهم الجبرية، وهم قسمان:
1- جبرية غلاة: وهم الذين يقولون إن العبد ليس له اختيار بتاتًا، وهذا اعتقاد الجهمية وطوائف من الصوفية الغلاة.
2- جبرية غير غلاة: يقولون: ظاهر المكلف أن مختار، ولكنه في الباطن مجبر.
وهؤلاء هم الأشاعرة، يقولون بالجبر لكنه جبر مؤدب، يعني في الباطن دون الظاهر.

* "جوهرة التوحيد" من متون الأشاعرة المعروفة.

* الأشاعرة طائفة من الجبرية، والمعتزلة طائفة من القدرية.

* أهل السنة يقولون: لا يُحتَج بالقدر على المعايب، ولكن يحتج بالقدر على المصائب.

** معتقد أهل السنة والجماعة في الإيمان: أن الإيمان هو ما جمع خمسة أمور:
1- اعتقاد القلب.
2- قول اللسان.
3- العمل، عمل الأركان.
4- أن الإيمان يزيد بطاعة الرحمن.
5- أن الإيمان ينقص بطاعة الشيطان ومعصية الرحمن.

* فالإيمان قول وعمل؛ قول وعمل القلب، وقول وعمل الجوارح.
قول القلب: هو نيته وإخلاصه. عمل القلب: هو ما يقوم به من الاعتقاد.
قول الجوارح: قول اللسان. عمل الجوارح: جنس الأعمال التي تعمل بها الجوارح من طاعة الله -جل وعلا-.

* مسمى الإيمان شرعًا هو غير ما تدل عليه اللغة؛ فأصل الإيمان في اللغة: هو التصديق الجازم. وقال البعض: أصله من الأمن؛ لأنه من صدق يأمن. وفي الاصطلاح عند أهل السنة هو ما فسروه بالأمور الخمسة.

* في القرآن أتى الإيمان بالمعنى اللغوي وأتى بالمعنى الشرعي. فرّق بينهما أهل العلم بقولهم: إن غالب ما جاء فيه الإيمان بالمعنى اللغوي فإنه يعدَّى باللام، وما جاء فيه بالمعنى الشرعي فإنه يعدى فيه بالباء.

* لا يصح إسلام عبد إلا ببعض إيمان يصحح إسلامه، ولا يصح إيمان عبد إلا ببعض إسلام يصحح إيمانه، فلا يتصور مسلم ليس بمؤمن البتة، ولا مؤمن ليس بمسلم البتة.

* الإيمان كما يقول أهل العلم عند أهل السنة والجماعة خمس نونات:
1- أنه الإيمان قول اللسان.
2- أنه اعتقاد الجنان.
3- أنه عمل بالأركان.
4- أن يزيد بطاعة الرحمان.
5- أنه ينقص بطاعة الشيطان وبمعصية الرحمن.

* الإيمان متفاضل: كلما عمل العبدُ طاعة زادَ إيمانُه، وكلما عمل العبدُ معصية نقصَ إيمانُه.

* الناس في أصول الإيمان ليسوا سواء، ولهذا قال شعبة أبو بكر بن عياش -القارئ المعروف-: "ما سبقهم أبو بكر بكثرة صلاة ولا صيام؛ وإنما بشيء وقر في قلبه". يعني أن أبا بكر كان معه من أصل الإيمان ما ليس عند غيره. بخلاف من يقول: إن أهل الإيمان سواء، وإنما يتفاضلون بعد ذلك بالأعمال.

* المرجئة على قسمين:
1- غلاة المرجئة: الذين يقولون إن الإيمان هو المعرفة -معرفة القلب- لا غير، وهذا موجود اليوم في غلاة المتصوفة، وفي طوائف متنوعة.
2- الذين يقولون إن الإيمان قول واعتقاد، ويخرجون العمل من مُسمَّى الإيمان، فيجعلونه تابعًا للإيمان وليس منه وليس من قسمه، ويسمون مرجئة الفقهاء. كثر هذا في الحنفية؛ لأنه قد قال به الإمام أبو حنيفة.

* طائفة أخرى خالفت في مسألة الإيمان قالت: إن الإيمان إما أن يبقى جميعه، وإما أن يذهب جميعه, فليس متفاضلًا، وليس متبعضًا، وهذا هو المعروف من قول الخوارج وأمثالهم.

** إن أهل السنة والجماعة يقولون: لا نكفر بذنب ما لم يستحله بإجماع؛ يعني المعصية.

** فتنة القبر: سؤال الملكين الميت عن ربه وعن دينه وعن نبيه محمد.
{النار يعرضون عليها غدوًّا وعشيًّا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب}، فجعل العذاب بالنار على قسمين:
1- يعرض أولئك على النار غدوًّا وعشيًّا.
2- يوم القيامة يدخلون أشد العذاب.
وهذا نفهم منه أنه يعني بالغدو والعشي عذاب القبر.

** الصحابة طبقاتهم في الفضل من حيث الإجمال:
أن المهاجرين أفضل الصحابة، ويليهم الأنصار، ثم من شهد بيعة الرضوان، ثم من أسلم قبل الفتح -فتح مكة-، ثم من أسلم بعد ذلك.

* جنس الصحابة أفضل من جنس من جاء بعدهم عمومًا.

* حكم سب الصحابة: سب الصحابة ينقسم إلى أقسام:
1- إن سب جميعهم، أو حكم على أكثرهم بالكفر والردة، فهذا كفر؛ لأنه رد قول الله -سبحانه وتعالى-: {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة}، وقد ثبت أن عدد الذين بايعوا تحت الشجرة (1400)، وفي رواية (1500).
2- أن يسب بعضاً منهم، فهذا فيه تفصيل:
- إن سب بعضًا منهم من جهة اعتقاد كما يعتقد الخوارج، فإن هذا من الكبائر، وغير مخرج من الملة.
- إن كان سب بعضهم من جهة الغيظ -تغيظًا عليهم، وحقدًا عليهم-، فإن هذا كفر وخروج من الملة. قال أهل العلم: لأن الله سبحانه قال في وصف الصحابة: {ليغيظ بهم الكفار}.

** وأما أمهات المؤمنين فحكم سبهن حكم سب الصحابة.

* وأما قذف أمهات المؤمنين أو واحدة منهن، فهو كفر بالله؛ لأنه ردَّ قول الله -عز وجل-، وما حكم به نبيه -صلى الله عليه وآله وسلم-.

* يلحق بمن شهد له رسول الله بالجنة: من شهدت له الأمة بأجمعها بأنه من أهل الجنة، واستفاض عنه أنه من أئمة الإسلام. قال بذلك أهل العلم مثل شيخ الإسلام؛ وذلك لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمّا مر عليه بجنازة: "هذه أثنيتم عليها خيرًا فوجبت لها الجنة، وهذه أثيتم عليها شرًّا فوجب لها النار، أنتم شهداء الله في أرضه".

** الولاية الشرعية تحصل عن أحد طريقتين: إما باختيار أهل الحل والعقد، وإما بغلبة. أي: ولاية اختيارية، وولاية تغلبية.

** البدعة أشد وأعظم من الكبائر؛ من جهة أن البدعة من باب الشبهات، والكبائر من باب الشهوات، وباب الشبهات يعسر التوبة منه بخلاف باب الشهوات.

** اختلاف الأئمة في مسائل الفقه: قال ابن قدامة: "واختلافهم رحمة" هذا صحيح باعتبار، وغير صحيح باعتبار آخر؛ صحيح باعتبار أنهم بذلوا وسعهم لإرشاد الناس، وحصل مع بذل الوسع والاجتهاد الاختلاف. وأما إن كان المقصود أن اختلافهم على هذه الأنحاء والأقوال المتباينة أنه رحمة للأمة فهذا غير صحيح؛ لأن هذه الأقوال المختلفة فيها ما هو مخالف للسنة, وفيها ما قد فرّق الأمة، فليس برحمة كما ظاهر.

* ما موقفنا من هذا الاختلاف؟ -اختلاف الأئمة في المسائل الفقهية-
1- يترحم على جميع العلماء ويعذرون.
2- لا يتبعون في أخطائهم المخالفة للسنة.
3- نعتقد أن المجتهد منهم مأجور بأجر واحد إن أخطأ، وبأجرين إن أصاب.

** من الخطأ أن يقال: الأحرف المقطعة في القرآن من المتشابه، أي: لا يعلم أحد معناها؛ يوجد من يعرف معناها.

** حديث: "لا تسبوا الدَّهر؛ فإنَّ الله هُوَ الدَّهر"، أي: هو الذي يصرِّف الدهر. نهى عن سب الدهر؛ لأن الله هو الذي يقلبه.

2006م