تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: كلام جميل للخضير حفظه الله

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي كلام جميل للخضير حفظه الله

    (ولا يحقره)) بمعنى أنه يزدريه، ويسخر منه، هو أخوك، قد تكون أنت من أذكى الناس وهو عنده شيء من التغفيل، وهذا مع الأسف موجود بين المسلمين، إذا كان هذا ذكي ونبيه والثاني عنده شيء من الغفلة تجده يحقره، ويتطاول عليه، وينكت عليه، ويضحك الناس عليه، ما تدري أيكما أفضل عند الله -جل وعلا-؟ جاء في حديث: ((أكثر أصحاب أهل الجنة البله)) الحديث فيه مقال،لكن سلامة الصدر لها شأن عند الله -جل وعلا-، هذا لا يخطر بباله كثير من الأمور المنكرة التي تدور في بالك أنت، وتخطط لها.
    ((ولا يحقره)) سواءً كان عنده شيء من النقص في البدن أو في الرأي أو في المال، وعندك شيء من الزيادة في هذه الأمور لا يجوز لك أن تحتقر أخاك.
    ((ولا يحقره)) سيأتي ((بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه)) يكفيه من الشر أن يحقر أخاه المسلم، يحتقره ويزدريه، وأيضاً عند الاستطاعة لا يليق بمسلم أن يظهر للناس بمظهر يحتقر فيه ويزدرى فيه؛ لأن بعض التصرفات التي يستطيع الإنسان درأها عن نفسه تجعل بعض الناس يزدرونه ويحتقرونه، تجد عنده الأموال الطائلة ثم يخرج إلى الناس بأسمال من الثياب ثياب خلقة من رآه احتقره وازدراه، أو يركب شيئاً لا يليق به، أو يسكن وهكذا، هذا مظنة لأن يزدرى وأن يحتقر، فأنت كف هذا الأمر عن نفسك ما دمت تستطيع، إذا كنت لا تستطيع يتجه الأمر إلى الآخر.
    على كل حال ((بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم)).

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2011
    المشاركات
    7,011

    افتراضي رد: كلام جميل للخضير حفظه الله

    أحسنت النقل أحسن الله إليك .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي رد: كلام جميل للخضير حفظه الله

    جزاكم الله خيرا

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي رد: كلام جميل للخضير حفظه الله

    الإشارة الثالثة:
    يقول الإمام مالك كما في السير للذهبي 8/107 ( ليس العلم بكثرة الرواية ، ولكن حيث شاء الله جعله ) .
    وفي رواية عنه : ( ليس العلم بكثرة الرواية، إنما العلم نور يضعه الله في القلوب ) ذكرها القاضي عياض في الإلماع ص217
    ويقول الإمام أحمد كما في الآداب الشرعية 2/59 ـ60 ( إنما العلم مواهب يؤتيه الله من أحب من خلقه ) .
    فدلت هاتان الكلمتان من هذين الإمامين، أن نيلَ العلم إنما هو محض توفيق الله وفضله، نسأل الله ألا يحرمنا فضله ، وقد نظم هذا المعنى العلامة ابن القيم في نونيته، فقال :
    والعلم يدخل قلب كل موفـق من غير بواب ولا استئذان
    ويرده المحروم من خذلانـــــه لا تشقنا اللهم بالحرمـــان
    وكلام هؤلاء منطلقٌ من قوله تعالى : [يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ...]الآية. {البقرة:269}
    قال مجاهد كما في تفسير الطبري 5/9( القرآن والعلم والفقه ) .
    وليس معنى هذه الإشارة أن يترك المرء فعل الأسباب ، منتظراً بين عشية أو ضحاها أن يكون حبرَ الأمة ، وعلامةَ الزمان !
    لا، بل يتحتم عليه الطرقُ للباب ، والأخذُ بالأسباب ؛ فإن الله ـ سبحانه ـ قال : [...وَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ...]الآية. {النور:21} وقال : [...وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ...]الآية. {فاطر:18} .

    وإنما القصدُ من هذه الإشارة أمورٌ أربعة :

    1ـ ألا يتكل المرء على فعل الأسباب ؛ بل يتوكل على ربه تمام التوكل ، مسلماً إياه زمامه وخطامه ، يدعوه ـ دوماً ـ أن يصلح له شأنه كله، وألا يكله إلى نفسه طرفة عين.
    2ـ أن يسأل ربه العلم النافع ، كما سأل نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ ربه أن يزيده من العلم النافع ، كما في قوله تعالى : [وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا] {طه:114}
    3ـ أن يشكر ربه على كل فائدة يستفيدها ، وكل علم يتعلمه ، فالشكر سبيل زيادة النعم، قال تعالى :[...لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُم ْ...]الآية. {إبراهيم:7} وقد جاء في تعليم المتعلم للزرنوجي ص 38 عن أبي حنيفة أنه قال: (إنما أدركت العلم بالحمد والشكر ، فكلما فهمت شيئاً من العلوم ، ووقفت على فقه وحكمة ، قلت: الحمد لله ، فازداد علمي ) .
    4ـ ألا يعجب بنفسه ، ولا يتكبر على الخلق ، إذا أتقن علماً ، أو حفظ متناً ؛ لأن ذلك من الله ـ سبحانه ـ قال تعالى: [مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ ...]الآية. {النساء:79} ، وقال : [وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ...]الآية. {النحل:53} .
    بل عليه أن يلزم الذل والمسكنة لله ، فإنه ليس شيء أنفع له من ذلك ، وهذا سَنَن العلماء الراسخين ، وقد نقل ابن القيم كما في المدارج 1/524عن شيخه ابن تيمية، أنه كثيراً ما يقول : ما لي شيء ، ولا مني شيء ، ولا فيَّ شيء ، وكان كثيراً ما يتمثل بهذا البيت :
    أنا المكــدي وابن المكــدي وهكــذا كان أبي وجــدي
    ومن جميل ما يذكر في ذم العجب ، وأنه سبيل عاجل لمحق بركة العلم ، ما ذكره الماوردي ـ أحد علماء الشافعية ـ عن نفسه ؛ إذ يقول في كتابه أدب الدنيا والدين ص 81 : ( ومما أنذرك به من حالي أنني صنفت في البيوع كتاباً جمعت فيه ما استطعت من كتب الناس ، وأجهدت فيه نفسي ، وكددت فيه خاطري ، حتى إذا تهذب واستكمل ، وكدت أعجب به ، وتصورت أنني أشد الناس اضطلاعاً بعلمه ، حضرني - وأنا في مجلسي - أعرابيان ، فسألاني عن بيع عقداه في البادية ، على شروط تضمنت أربع مسائل ، لم أعرف لواحدة منها جواباً ، فأطرقت منكراً ، وبحالي مفكراً ، فقالا : ما عندك فيما سألناك جواب ، وأنت زعيم هذه الجماعة ؟ فقلت : لا . فقالا : واهاً لك ! وانصرفا، ثم أتيا من يتقدمه في العلم كثير من أصحابي ، فسألاه ، فأجابهما مسرعاً بما أقنعهما ، وانصرفا عنه راضيين بجوابه، حامدين لعلمه ، فبقيت مرتبكاً ، وبحالهما وحالي معتبراً ، فكان ذلك زاجر نصيحة ، ونذير عظة ، تَذلَّلَ بهما قيادُ النفس، وانخفض لهما جناحُ العجب ، توفيقاً مُنِحتُه ، ورشداً أُوتيتُه...) إلخ ما قال ـ رحمه الله ـ .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •