من ظن أن لن ينصر الله المجاهدين فليمدد بحبل إلى السماء ثم ليقطع***
****************************** *************************
قال تعالى :[مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ ]
فمهما اظهر المتآمرون حبهم للدين والوطن والأعراض ، فلن يزيح كل هذا عنهم ركام التآمر مع الأعداء فليختنقوا غيظا إن ظنوا أن الهزيمة قد لحقت بالمجاهدين، وليحثوا على أنفسهم التراب ، وبالا لهم على سوء ظنهم وسوء مكرهم وكيدهم .
فمهما تفتقت ألسنتكم ، إمعانا في التمويه والتدليس ، وإغراقا في التضليل والتدليس ، فلن تغنوا عن الحق شيئا، فلا يظن أحد منكم أن المجاهدين سينهزمون وأنكم مع من غزا أوطانكم ستنتصرون، فلا يمكن للتاريخ وللمسلمات والفطر السليمة أن تتغير أو تتبدل لتصبح رهن طاعتكم ، وفرض أوامركم.
فإن كان لسياطكم أو أحد من جلاديكم قدرة على تغيير العقول العفنة والقلوب النتنة لتغييرها ، أو تبديلها والتلاعب فيها ، فستجدون أنفسكم عاجزين أمام تغيير هذه الحقائق في التاريخ وثوابت الدين ، فيكشفكم الله بها ويفضحكم ، ويظهر مؤامراتكم على دينكم وأوطانكم .
فظنونكم كالحة ، ورؤياكم سراب نهار باطلة
فمن جاب البيداء وسل السيوف واقبل على مقارعة الأعداء كمن أناخ الرقاب للأعداء ؟؟!!! . " لاَ يَسْتَوُونَ
وقد سمعنا وقرأنا لبعض مرضى القلوب لما رأوا تحقيق نصر مؤقت أو مزيف للأعداء في بلاد الإسلام كالعراق أو أفغانستان أخذوا يسارعون في المؤامرة و التخذيل ، قالوا أو كتبوا : أن النصر قد تحقق للأمريكان ، وأن هؤلاء هزموا لأنهم أهل قتل وإرهاب
[فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ ] المائدة52
نقول لهم :
" أبى الله إلا أن يذل من عصاه " .
راجعوا عقيدتكم ، وانظروا إلى وعد الله للمجاهدين بالنصر وتحقيقه لهم بالعزة والتمكين
[إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ]غافر51
[وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ]المائدة56
قلبوا صفحات التاريخ وانظروا متى يكون النصر وكيفية التمحيص ، وحقيقة الابتلاء في الدين .
وكيف كان النصر للإسلام والمسلمين ومتى هزم ليعلموا حينئذ أن حقيقة النصر مستمرة ودائمة وأن الخسران مرحلة زمنية قد تمر بالأمة لكنها زائلة .
ولا ينسى هؤلاء أن يشخصوا الداء ويعرفوا حقيقة الدواء ، ومن كان سببا في البلاء والتقهقر وعلو الأعداء . ليقفوا أمام حقيقة صعبة ومرة أنهم أبطالها لابتغائهم العزة عند أعداء الأمة .
[بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً ، الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً ]
وقد غرّ هؤلاء انتصار موهوم لأوليائهم من الأعداء .
ومع هذا فلا يعني حصول النصر أو الغلبة للأعداء هزيمة أهل الإيمان فما يحصل للكافر من النصر والتمكين باطن ذلك كله ذل وكسر وهوان كما ذكر ابن القيم في إغاثة اللهفان
قال الحسن البصري رحمه الله:
" إنهم وإن همجلت بهم البراذين ، وطقطقت بهم البغال ، إن ذل المعصية لفي قلوبهم"
قال ابن القيم رحمه الله:
"أن ابتلاء المؤمنين بغلبة عدوهم لهم أحيانا فيه حكمة عظيمة لا يعلمها على التفصيل إلا الله
فمنها :
استخراج عبوديتهم لله وذلهم وانكسارهم له وافتقارهم إليه ، وسؤاله نصرهم على أعدائهم .
ومنها :
أن امتحانهم بإدالة عدوهم عليهم يمحصهم ويخلصهم ويهذبهم .
ومنها:
أنهم لو كانوا دائما منصورين لدخل معهم من ليس قصده الدين ولو كانوا مقهورين مغلوبين دائما لم يدخل معهم أحد فاقتضت الحكمة الإلهية أن كانت لهم الدولة تارة وعليهم تارة . فيتميز بذلك بين من يريد الله ورسوله ، ومن مراده الدنيا والجاه . انتهى
فلا يفرح المخلفون ومن رضي بالقعود بوجود الأخطاء تبريرا لهم عن خذلانهم وعدم نصرتهم، فالخطأ ليس من شأنه إلغاء الجهاد أو دليلا على بطلانه وعدم صحته ، وإنما غاية أمره تأخير الأمر عن وقته ليقضي الله أمرا كان مفعولا
قال تعالى : [وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ]
قال ابن القيم رحمه الله :
ثم أخبر سبحانه أنه يريد تمحيص المؤمنين ، أي تخليصهم من ذنوبهم بالتوبة والرجوع إليه واستغفاره من الذنوب التي أديل بها عليهم العدو ، وأنه مع ذلك يريد أن يمحق الكافرين ببغيهم وطغيانهم ، وعدوانهم إذا انتصروا . وأن حكمة الله تقتضي أن لا يدخلون الجنة إلا بالجهاد والصبر ، ولو كانوا دائما منصورين غالبين لما جاهدهم أحد ولما ابتلوا بما يصبرون عليه من أذى أعدائهم .
فهذا بعض حكمه في نصرة عدوهم عليهم وإدالته في بعض الأحيان . انتهى كلامه رحمه الله
أقول :
إن هؤلاء الذين ارتموا في أحضان أعداء الأمة زعموا أنهم سيقضون على ما يسمونه بالإرهاب ؟؟!!! ونحن نستوقفهم قائلين لهم :
إن صح ما تقولون أنهم أهل إرهاب وتكفير فماذا تسمون أعداءكم الذين واليتموهم وهم كفار اصليون ، وقد اغتصبوا نساءكم وهدموا مساجدكم واحتلوا أوطانكم ودنسوا مصاحفكم ونهبوا نفطكم وسرقوا أموال شعوبكم ؟؟!!! .
كم وقع من القتلى وسفك من الدماء البريئة تحت نيران أسلحتهم
وكم هي عدد الأبنية التي هدمت تحت رؤوس أصحابها بقذائف طائراتهم
وكم هي عدد النساء اللواتي اغتصبت واعتدي على شرفهن وعفتهن
وكم ….. وكم …… وكم …….
فلماذا مع كل هذا توالونهم وتقفون ضد من يقاتلهم ؟؟!!! .
ورحم الله القائل :
نظروا بعين عداوة ، ولو أنها عين الرضا ، لاستحسنوا ما استقبحوا
وإني مستحلفكم بالله العظيم الذي لا يعبد بحق إلا هو ؛ تقفون بالجواب عليها أمام الواحد القهار ، أمام الملك الجبار ، قاهر أهل السماوات والأرض ، الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد .
أيهم أولى بالموالاة ؟؟!!! .
وأخيرا ……
قال تعالى :
[إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ]غافر51
[وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ] المائدة56
فإن لم يكن من يقاتل من اعتدى على الأرض والعرض والدين هم جند الله وحزبه فلن تكونوا أنتم يا من واليتم أعداء الله