" واكلي ضيفك ، فإن الضيف يستحيي أن يأكل وحده "

أخرجه الطبراني في مسند الشاميين ، والبيهقي في شعب الإيمان من حديث ثَوْبَانَ، أَنَّهُ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدَّمَ لَهُ طَعَامًا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَائِشَةَ: «وَاكِلِي ضَيْفَكَ ، فَإِنَّ الضَّيْفَ يَسْتَحْيي أَنْ يَأْكُلَ .وَحْدَهُ».
والحديث في إسناده نصر بن خزيمة الحضرمي مع أبيه ، وكلاهما مجهولان .
قال الإمام البيهقي رحمه الله تعالى في شعب الإيمان :
وَهَذَا إِنْ صَحَّ فَكَأَنَّهُ كَانَ ذَلِكَ قَبْلَ نُزُولِ آيَةِ الْحِجَابِ، وَفِي إِسْنَادِهِ نَظَرٌ .
وقال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة :
مُنْكَرٌ .
أخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ « مُسْنَدُ الشَّامِيِّينَ » ( ص 487 ) بِإِسْنَادِهِ الْمُتَقَدِّمِ فِي الْحَدِيثِ الَّذي قَبْلَهُ عَنْ ابْنِ عَائِذٍ عَنْ ثَوْبَانَ :
أنَّهُ جَاءَ إلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَدَّمَ لَهُ طَعَامَاً ، فَقَالَ النَّبِيُّ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا . . . . . فَذَكَرَهُ .
قُلْتُ : وَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ ، فِيهِ مَجْهُولانِ كَمَا تَقَدَّمَ بيانُهُ آنِفَاً .
وَفِي مَتْنِهِ نَكَارَةٌ عِنْدِي ، لأَنَّهُ يَبْعُدُ أَنْ يَأْمُرَ النَّبِيُّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أنْ تُشَارِكَ ضَيْفَهَا ثَوْبَانَ فِي الطَّعَامِ ، وَهُوَ لَيْسَ مَحْرَمَاً لَهَا ، وَاللهُ أَعْلَمُ اهـ .
وقال الشيخ علي بن أحمد بن محمد العزيزي الشافعي رحمه الله تعالى في السراج المنير على الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير :
والضيف كان ممن يجوز أكلها معه .

قلت : والحديث معناه صحيح إن حمل على جلوس الرجل مع الرجل أو مع محارمه ، وجلوس المرأة مع المرأة أو مع محارمها .

وفي فيض القدير شرح الجامع الصغير :
(واكلي) يا عائشة (ضيفك) ندبا مؤكدا (فإن الضيف يستحي أن يأكل وحده) وكما تسن مؤاكلة الضيف يسن أن لا يقوم رب الطعام عنه ما دام الضيف يأكل اهـ .

وعن جعفر بن محمد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم : كان إذا أكل مع القوم كان آخرهم أكلا .
أخرجه البيهقي في الشعب ، والخطيب البغداي في تاريخه ، والمقدسي في صفوة التصوف ، والحديث مرسل ، وفي إسناده بعض الضعفاء والمجاهيل .