كتب هذا البحث الشيخ المحدث يونس السهانفوري في تحقيق صوم نصف شعبان في كتابه المفيد اليواقيت الغالية, لكن بعض رسالته في العربية و بعضها في الاردوية, ولهذا انا اترجم الاردوية في العربية,

سأل الشيخ عن صوم نصف شعبان
و اجابه: قال ابن ماجه باب ما جاء في ليلة النصف من شعبان, حدثنا الحسن بن علي الخلال ثنا عبد الرزاق أنبأنا ابن ابي سبرة عن ابراهيم بن محمد عن معاوية بن عبد الله بن جعفر عن ابيه عن علي بن ابي طالب قال: قال رسول الله ص 'اذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها, فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلي سماء الدنيا فيقول: الا من مستغفر فأغفر له الا مسترزق فأرزقه, الا مبتلي فاعافيه الا كذا الا كذا حتي يطلع الفجر '' قال السيوطي في الدر المنثور (26/1) أخرجه ابن ماجه والبيهقي في شعب الإيمان
قال الزبيدي في الإتحاف (325/3) و أخرجه عبد الرزاق في مصنفه, قلت لم أجده في المصنف, و قد ترجم في مصنفه في كتاب الصوم باب النصف من شعبان و لم يذكر فيه هذه الرواية, وقال العراقي في تخريج الإحياء (182/1): إسناده ضعيف, و اشار إليه المنذري في ترغيبه (229/2) اذ صدره بلفظة 'روي ' ولم يذكر الكلام في آخره بتصحيح ولا تحسين, قال في مقدمة الترغيب: فيكون للاسناد الضعيف دلالتان, تصديره بلفطة 'روي ' وإهمال الكلام عليه في آخره, وقال السندي (217/1) في الزواءد: إسناده ضعيف لضعف ابن أبي سبرة., قال فيه أحمد و ابن معين: يضع الحديث ه
تفرد هذا الحديث بإبراهيم بن محمد و تلميذه ابن أبي سبرة. من ابراهيم بن محمد? لا أجزم بتعيينه ولكن الظاهر أنه إبراهيم بن محمد بن ابي يحي الأسلمي, ويحتمل أنه غير ذلك.
نقل ابن أبو حاتم الرازي (225/1) عن والده ابي حاتم الرازي ذكر عن راوي :إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي روي عن أبيه روي عنه سعد بن زياد أبو عاصم مولي بني هاشم و ابن عيينة و يعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني,
قال جمال الدين المزي: 'كأنه هو ' يعني كأن هذا الراوي الذي ذكر عنه أبو حاتم الرازي هو, وذكر هذا الرجل ابن حبان في كتاب الثقات,
ذكر شمس الدين الذهبي الإحتمالين في ميزان الإعتدال: ابراهيم بن محمد عن بعض التابعين وهو معاوية بن عبد الله بن جعفر عن أبيه في ليلة النصف وعنه ابن عيينة و أبو بكر بن أبي سبرة فإن كان ابراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فقال فيه ابن ابي حاتم: روي عن أبيه وعنه سعد بن زياد وابن عيينة ويعقوب بن عبد الرحمن, ولعله ابن أبي يحي, و الا فليس بالمشهور, انتهي
قال ابن حجر الاسقلاني: أظنه ابن ابي يحي وهو من أقران ابن أبي سبرة, انتهي
قلت: ظن الأحقر هذا أيضا, يعني هذا الراوي في الإسناد هو ابراهيم بن محمد بن أبي يحي الأسلمي, ولو الراوي الآخر الذي ذكر ابن أبي حاتم الرازي لجاء به ابن حبان في كتاب الثقات, ولو كان الراوي ابن ابي يحي لهو عند جمهور العلماء مجروح أو متروك أو متهم بالكذب,
إنما قواه الامام الشافعي و حمدان بن محمد الأصبهاني و أبو سعيد الشهير بابن عقدة و ابو أحمد عبد الله بن عدي,
قال الامام الشافعي: لأن يخر إبراهيم من بعد أحب اليه من ان يكذب, وكان ثقة في الحديث.
قال أبو أحمد بن عدي: سألت أحمد بن محمد بن سعيد يعني بن عقدة فقلت له: تعلم أحدا أحسن القول في إبراهيم غير الشافعي, فقال: نعم, حدثنا أحمد بن يحي الأودي سمعت حمدان بن محمد الأصبهاني قلت: أتدين بحديث إبراهيم بن أبي يحي, قال: نعم قال لي أحمد بن محمد بن سعيد: نظرت في حديث إبراهيم كثيرا و ليس بمنكر الحديث
قال ابن عدي وهذا الذي قاله كما قال, وقد نظرت أنا أيضا في حديثه الكثير فلم أجد فيه منكرا إلا عن شيوخ يحتملون, وانما يروي المنكر من قبل الراوي عنه أو من قبل شيخه, وهو في جملة من يكتب حديثه
لكن ضعفه ابن عدي في ترجمة محمد بن عبد الرحمن بن أبي جابر البياضي, وهو أيضا مجروح عند العلماء المحققين
قال عنه يحي القطان وعلي بن المديني ويحي بن معين 'كذاب', قال بشر بن المفضل: سألت فقهاء أهل المدينة فكلهم يقولون 'كذاب', قال الامام البخاري: تركه ابن المبارك والناس, قال عنه الامام النسائي و الدارقطني ويعقوب بن سفيان الفسوي 'متروك الحديث', قال يحي القطان: سألت مالكا عنه أكان ثقة? قال: 'لا ولا خقة في دينه ', قال يحي بن معين والنسائي: 'ليس بثقة', بل قال ابن عبد البر في كتاب التمهيد:أجمعوا علي تجريح ابن أبي يحي الا الشافعي اه
قال ابن حجر في تهذيب التهذيب: متروك,
و تلميذه ابو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة القرشي مشهور بكنيته, ما ذكر إسمه الامام أحمد والامام البخاري وابو بشر الدولابي وخليفة بن خياط وابن حبان وابو بكر الخطيب,
وقال أبو أحمد الحاكم وأبو محمد بن أبي حاتم وأبو سعد السمعاني إسمه محمد,
قال الخطيب البغدادي 'محمد ' إسم أخيه, كتب الامام الذهبي في ميزان الإعتدال إسمه عبد الله وهذا ما نقل ابن حجر من بعض العلماء في تهذيب التهذيب, وهو من العلماء المشهورة في زمانه ومن أهل الفتوي, قال مصعب الزبيري: كان من علماع قريش ولاه المنصور القضاء, كذا نقله الخطيب (368/13) نقل يعقوب بن سفيان الفسوي في تاريخه (685/1) من الامام مالك قال:لما لقيت أبا جعفر قال لي: يا مالك! من يفتي بالمدينة من المشيخة? قال:قلت: يا أمير المؤمنين! ابن أبي ذءب وابن أبي سلمة وابن أبي سبرة,
نقل الخطيب من حارث بن محمد انه قال: كان كثير العلم والسماع والرواية, ولي قضاء مكة لزياد بن عبد الله وكان يفتي بالمدينة, قال الامام أبو داود: كان مفتي أهل المدينة,
ومع علمه وفضله وتفقهه لا مقام له في نقل الاحاديث, إتفق العلماء كلهم علي تضعيفه ولا إعتبار لروايته,
جاء عن امام الجرح والتعديل يحي بن معين مختلف الالفاظ في تضعيفه, قال في رواية: عبد الله بن شعيب ضعيف الحديث, وقال في رواية العباس الدوري ومعاوية بن صالح:ليس حديثه بشيئ وقال في رواية ابن أبي مريم: ليس بشيئ'
وقال علي بن المديني:كان ضعيفا في الحديث,و قال مرة:كان منكر الحديث,وهو عندي نحو ابن أبي يحي, قال الجوزجاني: يضعف حديثه
وقال البخاري في الكني (ص9) والضعفاء الصغير (ص124): ضعيف,وقال في التاريخ الصغير (186/2): منكر الحديث, وقال النسائي في الضعفاء المتروكين (ص115) وعبد الحق في أحكامه: متروك الحديث,
قال أبو إسحاق الحربي: غيره أوثق منه,وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم, وقال البزار: لين الحديث, وقال أبو بكر المروزي عن أحمد بن حنبل:ليس هو بشيئ.
وقال عبد الله بن أحمد في العلل (ص178): سمعت أبي: أبو بكر بن أبي سبرة يضع الحديث, ثم قال:قال حجاج:قال لي أبو بكر السبري: عندي سبعون الف حديث في الحلال والحرام, قال أبي: ليس حديثه بشيئ, كان يكذب ويضع الحديث
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل قال أبي: ابن أبي سبرة يضع الحديث, وقال ابن عدي: عامة ما يروي غير محفوظ, وهو من جملة من يضع الحديث
وقال أبو حاتم بن حبان البستي (147/3): كان ممن يروي الموضوعات عن الاثبات, لا يحل كتابة حديثه ولا الاحتجاج به بحال, وكذاا قال السمعاني في أنسابه تبعا لابن حبان من غير تصريح باسمه كما هو عادته في الأنساب ينقل كثيرا كلام ابن حبان ولا ينسب اليه,وقال الحاكم أبو عبد الله: يروي الموضوعات عن الأثبات, وقال الذهبي في المغني: كذبه ابن حنبل.وقال في كني المغني: تركوه, وقال الحافظ ابن حجر في التقريب: رموه بالوضع, وقال مصعب الزبيري كان عالما انتهي
اذن ابن أبي سبرة موصوف بهؤلاء الألفاظ من الناقدين
لين الحديث, قاله البزار (1
ليس بالقوي عندهم, قاله أبو أحمد الحاكم (2
يضعف حديثه ,قاله الجوزجاني (3
غيره أوثق منه, قاله الحربي (4
ضعيف الحديث, قاله ابن المديني وابن معين والبخاري (5
ليس بشيئ, قاله ابن معين, ليس حديثه بشيئ, قالهما أحمد (6
هؤلاء الالفاظ الثلاثة متقارب بل الأولان سواء, الفرق بينهما ان في الثاني ضمير 'هو ' ظاهر و أخفي في الأول, والثالثة في معني الأولين لأن لولا يعتبر حديثه فلا إعتبار له في نفسه, ولهذا نحن نضعهن في درجة واحدة,
منكر الحديث, قاله علي بن المديني والبخاري (7
متروك الحديث, قاله النسائي وعبد الحق (8
لا تحل كتابة حديثه (9
ولا الإحتجاج به, قالهما ابن حبان (10
كان يكذب, قاله الامام أحمد (11
يضع الحديث' قاله أحمد و نحوه قول ابن عدي هو في جملة من يضع الحديث (12
, وقول ابن حبان والحاكم يروي الموضوعات عن الأثبات
من هؤلاء الألفاظ يعلم أن الراوي المذكرور مجروح, لكن عند المحدثين ألفاظ الجرح مختلف الدرجات, ولمزيد الوضاحة في حال هذا الراوي نحن تفصل مراتب الجرح
مراتب الجرح
هذا توضيح مراتب الجرح,
ذكر ابن أبي حاتم (37/1) وابن الصلاح (ص159) والامام النووي (ص345) أربع مراتب, وذكر الامام الذهبي في ميزان الإعتدال (4/1) والعراقي في ألفيته وفي شرحه التبصرة والتذكرة (11/1) وفي شرح مقدمة ابن الصلاح التقييد والإيضاح خمس مراتب, وذكر السخاوي في شرح الفية العراقي فتح المغيث (343/1) وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري في فتح الباقي (10/2) ست مراتب, وتقل هذا القول السخاوي من بعض تأليفات الذهبي (347/1)
وزاد ابن حجر مرتبة أخري التي لا يذكر القوم الآخِر, ولو قبل هذه المرتبة لصار سبع مراتب كما يأتي.
ثم رتب ابن أبي حاتم وابن الصلاح والنووي من الأدني إلي الأعلي, وعمل علي هذا العراقي في التقييد, لكن في ألفيته وشرحه رتبه علي العكس يعني من الأعلي إلي الأدني, وعمل علي هذا الترتيب الذهبي في ميزان الإعتدال,
ونحن نختصر هذا الترتيب من طريق العروج ليزيد بصائرنا,
المرتبة الأولي
وهو قريب من التعديل وألين من اقسام الحرح, مثلا لين الحديث, قال ابن أبي حاتم (ص37) إذا أجابوا في الرجل بليّن فهو ممن يكتب حديثه وينظر فيه إعتبارا, وقال حمزة السهمي لأبي الحسن الدارقطني: إذا قلت 'فلان لين' أيش تريد منه? قال: لا يكون ساقطا متروك الحديث, ولكن يكون مجروحا بشيئ لا يسقط عن العدالة,
ذكر العراقي في التبصرة والتذكرة (12/2) تعدد الألفاظ, مثلا فلان ضُعّف, في حديثه ضعف, فيه مقال, ليس بعمدة, ليس بحجة, ليس بالمتين وغيره, ذكر الذهبي في بعض تأليفاته والسخاوي في شرح الألفية (ص346) 'غيره أوثق منه ', وزاد الذهبي يضعف, فيه ضعف, لا يحتج به, وزاد الذهبي أيضا في ميزان الإعتدال والعراقي في ألفيته وشرح الألفية 'ليس بالقوي ', لكن وضعه بعض المحدثين في المرتبة الثانية
المرتبة الثانية
وهي اشد من المرتبة الأولي, مثلا ليس بالقوي, قال ابن أبي حاتم وتبعه ابن الصلاح (ص160) والنووي: إذا قالوا: ليس بالقوي فهو بمنزلة الأولي في كتابة حديثه إلا أنه دونه
قال السيوطي في التدريب (ص346) فهو اشد في الضعف, وقال:يكتب حديثه, أي للإعتبار, قال الدارقطني في سعيد بن يحي بن أبي سفيان الحميري الذي أخرج له البخاري حديثا واحدا في التفسير: وكذا روي له الترمذي حديثا واحدا, كان متوسط الحال وليس بالقوي
المرتبة الثالثة
وهي أشد من المرتبة الثانية, مثلا مضطرب الحديث, واه, ضعفوه, وذكر ابن أبي حاتم ومن تبعه في هذه المرتبة قول 'ضعيف الحديث', قال ابن أبي حاتم: إذا قالوا: ضعيف الحديث فهو دون الثاني, لا يطرح حديثه بل يعتبر به, وذكر العراقي قول منكر الحديث أو لا يحتج به في هذه المرتبة, ووافقه علي هذا القول شارحَي الألفية يعني السخاوي و زكريا الأنصاري و شارح تقريب يعني السيوطي (ص346), و رأي ابن حجر أن 'منكر الحديث' أشد من الضعيف, قلت: هذا رأيي أيضا
المرتبة الرابعة
وهي أشد من المرتبة الثالثة, مثلا ضعيف جدا, واه بمرة, رد حديثه, ردوا حديثه, مطرح, مطرح الحديث, وقال العراقي في شرح الفيته والسيوطي أن قول 'ليس بشيئ' جاء في هذه المرتبة, وقال السخاوي (345/1) عن هذا الرأي 'وهو المعتمد ', وذكر السخاوي في هذه الدرجة 'لا يكتب حديثه, لا يحل كتابة حديثه, ولا تحل الرواية عنه '
المرتبة الخامسة
وهي أشد من الدرجات السابقة, مثلا متهم الكذب, ذاهب الحديث, هالك, ليس بثقة وغيره, وذكر العراقي ومن تبعه في هذه الدرجة 'متروك الحديث',
وأخرج ابن أبي حاتم (131/1) والرامهرمزي في المحدث الفاصل (ص410) والحاكم في علوم الحديث (ص77) والخطيب في الكفاية (ص193) عن عبد الرحمن بن مهدي قال: قيل لشعبة: متي يترك حديث الرجل? قال: إذا حدث عن المعروفين ما لا يعرفه المعروفون فأكثر,وإذا أكثر الغلط, وإذا أتهم بالكذب,وإذا روي حديثا غلطا مجتمعا عليه فلم يتهم نفسه فيتركه, طرح حديثه, وما كان غير ذلك فارو عنه
وقال يعقوب بن سفيان في تاريخه (191/2): ومن طريقه أخرجه الخطيب في الكفاية (ص146) وابن الصلاح في علوم الحديث (ص160): سمعت أحمد بن صالح وذكر مسلمة بن علي قال: لا يترك حديث رجل حتي يجتمع الجميع علي ترك حديثه, قد يقال: فلان ضعيف, قال: فأما أن نقول فلان متروك فلا, إلا أن يجتمع الجميع علي ترك حديثه
وقال الرامهرمزي (ص406) حدثنا الساجي ثنا سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: المحدثون ثلاثة, رجل حافظ متقن فهذا لا يختلف فيه, وآخر يوهم والغالب علي حديثه الصحة فهذا لا يترك حديثه, والآخر موهم والغالب علي حديثه الوهم, فهذا متروك الحديث, وقال ابن حبان: من غلب خطأه علي صوابه استحق الترك (تهذيب 398/6),
المرتبة السادسة
و هي أشد من المرتبة الخامسة, مثلا كذاب, وضاع, دجال, يضع الحديث, يكذب, وضع حديثا,
المرتبة السابعة
وهي أشد مرتبة من الدرجات السابقة, مثلا أكذب الناس, إليه المنتهي في الوضع, ركن من أركان الكذب
قال الحافظ ابن حجر في نزهة النظر في توضيح تخبة الفكر (ص154) للجرح مراتب, أسوأها الوصف بما دل علي المبالغة فيه, وأصرح ذلك التعبير بأفعل كأكذب الناس وكذا قولهم إليه المنتهي في الوضع أو هو ركن الكذب و نحو ذلك, انتهي, أضاف ابن حجر هذه المرتبة الأخيرة, وتبعه تلميذاه السخاوي وزكريا الأنصاري, لكن هما قرنا بين الدرجة الأولي والدرجة الثانية, ولهذا رتباه علي ست مراتب, و فرق بينهما ابن أبي حاتم, ولهذا رتبته علي سبع مراتب

المراتب الثلاثة الأولي (يعني عند العراقي وغيره) متابعاته وشواهده يعتبر به كما صرح به ابن أبي حاتم وابن الصلاح والنووي والعراقي والسخاوي والزين زكريا والسيوطي وغيرهم,
فائدة: قال ابن حجر في شرح النخبة (ص66): إعلم أن تتنع الطرق من الجوامع والمسانيد والأجزاء لذلك الحديث الذي يظن أنه فرد ليعلم هل له متابع أم لا? هو الإعتبار, وقول ابن الصلاح معرفة الإعتبار والمتابعات والشواهد قد يوهم أن الإعتبار قسيم لهما وليس كذلك, بل هو هيئة التوصل إليهما, انتهي,
والدرجات الأربعة الأخيرة لا إعتبار لرواياته و لا يجوز الإستدلال به ولا يقوي ويأيد بأحاديث, كتب العراقي عن المرتبة الرابعة والخامسة والسادسة (11/2) كل من قيل فيه ذلك من هذه المراتب الثلاث لا يحتج بحديث ولا يستشهد به ولا يعتبر به, انتهي,
وهذا حكم المرتبة السابعة أيضا لأنها أشدهن, ولهذا حكم المراتب الأربعة سواء, قد صرح به العلامة السخاوي (346/1) وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري (12/3)

أقسام الناقدين
هكذا قسم الناقدون أقساما, بعضهم المتشدد وبعضهم المتساهل وبعضهم المعتدل, من المتشددين علي بن المديني ويحيي بن معين والنسائي وابن حبان, والجوزجاني متشدد علي أهل الكوفة,
وصرح ابن حجر الأسقلاني تعنت وتشدد يحيي بن معين وعلي بن
المديني في مقدمة فتح البارئ, وذكر الذهبي وابن حجر تشدد النسائي وابن حبان, و تشدد الجوزجاني علي أهل الكوفة مشهور, نبّه ابن حجر في تهذيب التهذيب علي ذلك عدة مرات, وكتب في موضع واضحا 'أما الجوزجاني فلا عبرة بحطه علي الكوفيين', إنتهي,
من المتساهلين الترمذي والحاكم. ومن المعتدلين الأمام أحمد وغيره,
قال السخاوي (325/3) قد قسم الذهبي من تكلم الرجال أقساما:
فقسم تكلموا في سائر الرواة كابن معين وأبي حاتم,
وقسم تكلموا في كثير من الرواة كمالك وشعبة,
وقسم تكلموا في الرجل بعد الرجل كابن عيينة والشافعي,
قال: والكلّ علي ثلاثة أقسام أيضا
قسم منهم متعنت في التجريح متثبت في التعديل, يغمز الراوي بالغلطتين والثلاث, وهذا إذا وثق شخصا فعضّ علي قوله بنواجذك وتمسك بتوثيقه, وإذا ضعف رجلا فانظر هل وافقه غيره علي تضعيفه? فإن وافقه ولم يوثق ذلك الرجل أحد من الحذاق فهو ضعيف, وإن وثقه أحد فهذا هو الذي قالوا لا يقبل فيه الجرح إلا مفسرا, يعني لا يكفي فيه قول ابن معين مثلا, هو ضعيف ولم يبين سبب ضعفه, ثم يجيئ البخاري وغيره يوثقه, مثل هذا يختلف في تصحيح حديثه وتضعيفه
وقسم منهم متسامح كالترمذي والحاكم
وقسم معتدل كأحمد والدارقطني وابن عدي, انتهي

إن شاء الله انا سوف أتم كتابة باقي البحث