قال الداعية المعروف الشيخ ناصر العبيد: إنه رغم أن رمضان موسم لكثير من الظواهر والعادات الإيجابية فإن هناك ظواهر وعادات سلبية تأبى إلا تنغّص مظاهر الخير والإيمان. من هذه العادات التي لا تعجبني إهمال صلاة التراويح من قبل كثير من المسلمين بل أن بعضهم يتحمّس لها في الأيام الأولى وما أن تمرّ الأيام حتى يبدأ يتثاقل بالقيام لها ثم يتطور الحال إلى أن يشتكي من صلاة التراويح وأنها بدأت تكون همّا لديه يؤرقه قيامها حتى يهجرها مليًا، وأما البعض الآخر فلا يزال يعدها همّا وحملًا ثقيلاً، لذلك يبحث عن الإمام الذي ينهي التراويح سريعا بل في دقائق معدودة فتجد التزاحم عند هذا الإمام الذي أصبح لديهم أفضل إمام لأنه ينهي التراويح بسرعة، ولذلك لابد أن يكون المسلم محتسبًا لقيامه التراويح لوجه الله سبحانه وتعالى وكذلك على إخواني الأئمة أن يكونوا محتسبين في هذه التراويح فلا يطيلوا إطالة مملة تنفر الناس من التراويح ولا يختصروا اختصارا مخلا يفقدها روحانيتها وخشوعها.
وزاد العبيد أن من العادات التي لا تعجبه أيضا تفويت تكبيرة الإحرام في صلاة العشاء من أجل النافلة التراويح فكثير من الشباب - هداهم الله – يترك الواجب صلاة العشاء من أجل البحث عن الإمام الذي ذكره له أصدقاؤه أنه في المكان الفلاني فيتحرك من منزله متجها لذلك الإمام فيصل في منتصف التراويح فضيّع الواجب وأخّره عن وقته وكذلك لم يقم مع الإمام من بداية التراويح وضيّع على نفسه خيرا كثيرا، أولا ضيّع الواجب وثانيا ضيّع أجر قيام الليلة مع الإمام، فعلاج هذه العادة أن يهيئ الإنسان نفسه إذا أراد الذهاب إلى مسجد بعيد بأن يذهب إليه مبكرا وليس متأخرا حتى لايهمل الواجب من أجل النافلة وكذلك لا يضيّع النافلة.
وأبان العبيد أن من العادات التي لا تعجبه استمرار القنوات الفضائية بالبث ليلا وحشد كثير من المسلسلات والبرامج المحرمة لإشغال المسلمين عن عبادة الله عز وجل وصرفهم عن طاعته، فقد صفّد الله الشياطين ولكن شياطين الإنس يحاول إبعاد المسلمين عن عبادة الله سبحانه وتعالى، ولذلك على المسلم أن يجعل شهر رمضان لله وحده وليس للمسلسلات وغيرها من سفاسف الأمور التي تزيده معصية ولا تزيده طاعة.