فائدة لغوية:

هذه الكلمات: تُنَتَجُ، يُهْرَعُونَ، تُزْهَى، في كلمات معدودة جاءت بصيغة المبني للمجهول، وهي مبنية للمعلوم.
هذه الكلمات الآتية من باب فَرِحَ وباب تَعِبَ وهي: صَعِدَ، قَذِرَ، خَطِفَ،
أما عَمَدَ فهي من باب ضَرَبَ.
( جَُِرْمٌ ) مثلثة الجيم، لكل حركة من الحركات الثلاث معنى:
- بضم الجيم، الجريمة والذنب، ومنه المجرم والمجرمون. أي: المذنبون العاصون سواء كان ذنبهم كفرًا أو دونه.
- بكسر الجيم، الجسم والجسد.
- بفتحها، قبيلة جَرْم، وهي بطن من طيء كما أفاد ذلك صاحب القاموس.
المصدر الميمي ( مُقَام ) إن كان من الثلاثي قَامَ فهو بفتح الميم، كقوله تعالى: فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا وإن كان من الرباعي أَقَامَ فهو بضم الميم ( مُقَام ).
يطعَُن:
- إذا كان الطعن حسيًّا بالحربة والسكين فهو بضم العين.
- إذا كان الطعن معنويًّا بالكلام وبالعيب وبالقدح، كالقدح في النسب وعيبه فهو بفتح العين. ( نبه إليه صاحب المطلع على المقنع ).
إذا جاءت ( ما ) الموصولة بعد ( إن ) فهي اسمها، وما بعدها فهو مرفوع على أنه خبرها مثل: " إن ما عليه أعداء الله من الشرك أعظمُ من القتال في الشهر الحرام "، فـ ( ما ): اسم إن، و( أعظم ) خبرها.
الفرق بين مَقام و مُقام بفتح الميم وضمها.
المَقام: بفتح الميم فهو المكان الذي يقوم فيه الإنسان، ومنه قوله تعالى:

أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ ومنه: مقام إبراهيم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو الحجر الذي يقوم عليه عند بناء الكعبة.
وأما المُقام: بضم الميم فهو المعنى، وهو العمل ومنه الأثر المعروف ( لا تسبوا أصحاب محمد النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَلَمُقام أحدهم مع رسول الله النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ساعةً خيرٌ من عمل أحدكم عُمْرَهُ ). أو كما جاء في الأثر.
المَعَاذُ والمَلاذُ، مصدران ميميان من العياذ واللياذ، قال أهل العلم: والفرق بينهما: أن اللياذ مما يُرجى، والعياذ مما يُخاف، قال الشاعر يمدح ممدوحًا له:
يا مـن ألوذ بـه فيمـا أؤمِّلـه
ومن أعـوذ بـه مما أحــاذره
ولا يهيضون عظمًـا أنت جـابره
لا يَجْبُرُ الناسُ عظمًا أنت كاسِره
وهذا الوصف لا يستحقه إلا الله عز وجل.
والغِيَاث والغَوْث هو إزالة الشدة، ومنه قولنا: اللهم أغِثْنَا.
قوله تعالى: مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أصله: ما لكم إله، أصله مبتدأ زيدت قبله ( مِن )، والمقرر في فن الأصول أن النكرة في سياق النفي ظاهره العموم، أما إذا دخلت عليها ( مِن ) المزيدة لتوكيد النفي، فإنها تنقلها من الظهور في العموم إلى التنصيص الصريح في العموم.
وقد تَطَّرِد زيادة ( مِن ) في سياق النفي قبل النكرة لتنقله من الظهور في العموم إلى التنصيص الصريح في العموم في اللغة العربية في ثلاث مواضع:
- أن ترد قبل المبتدأ كما في هذه الآية: مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أصله: ما لكم إلهٌ غيرُه.
- أن ترد قبل الفاعل نحو: ما جاء من بشير، أصله: ما جاءنا بشيرٌ.
- أن ترد قبل المفعول به، نحو: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ أصله: وما أرسلنا من قبلكَ رسولا.
قلتُ: وقد تُزاد في النفي للتنصيص على المعنى المراد، مثل قوله تعالى: يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ زِيدت ( من ) للتنصيص على الفوقية، أصله: يخافون ربهم فوقهم، أما لم تُزد قبل الفوقية كقوله تعالى: وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ فاللفظ ظاهر في فوقية الرب على عباده، وزيادة ( من ) في الآية الأولى للنص على الفوقية.