دغدغة المشاعر وزيف اللافتات


رشيد نافع
السبت 22 يونيو 2013 - 17:27
جرح الأمة ينزف في بلاد الشام دماً، لكن الأمة أغفلت عن جرحها، وألهيت عن قضيتها؛ حتى ضعف الولاء، وقلّ التناصر:
والليالي من الزمان حبالى## مثقلات يلدن كل عجيب
فجائع الدهر ألوانٌ منوعة## وللزمان مسرات وأحزان
أي ظلم يقع في هذا العصر؟! وفي هذه الأيام أشد من الظلم الذي يقع على أهل الشام في سوريا اليوم.. وأي صنوف من التعذيب والتنكيل لم يسمع بها من قديم توقع عليهم الآن.. هل تتعجبون من شدة قسوة النظام النصيري على الناس؟! وهل تستغربون ما ينقل لكم من مجازر وتعذيب وتقطيع للأطراف والحناجر، وذبح للأطفال؟! لربما يعجز عن فعل مثله التتار واليهود والنصارى؟! هل سمعتم أو قرأتم وصف الناجين من المذابح، ماذا قالوا وبماذا أخبروا؟ حكومة تدك شعبها الأعزل بالصواريخ والدبابات والمدفعية الثقيلة.. فتهدم البيوت على ساكنيها، وتسحل الناس في الشوارع، وتذبح الجرحى في المستشفيات، وتخطف الشباب والشابات وتعيدهم إن أعادتهم جثثاً قد استحالت قطع لحم عبث بها.. حتى أصبح الذاهب مفقوداً والعائد مولوداً.. مئات القتلى من كل فئات المجتمع لا فرق بين صغير وكبير، ولا ذكر وأنثي هل هذا عجيب؟! وما دافعه؟!
المتأمل لتاريخ هذه الفرقة التي ينتمي إليها المتسلط على رقاب المسلمين هناك والدارس لعقيدتهم لا يعجب ويعلم دوافعه.. قال مؤلفو الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة (1/ 89):
النصيرية: حركة باطنية ظهرت في القرن الثالث للهجرة، أصحابها يعدُّون من غلاة الشيعة الذين زعموا وجوداً إلهيًّا في عليّ وألّهوه به، مقصدهم هدم الإسلام ونقض عراه، وهم مع كل غازٍ لأرض المسلمين، ولقد أطلق عليهم الاستعمار الفرنسي لسوريا اسم العلويين تمويهاً وتغطية لحقيقتهم الرافضية والباطنية.. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (35/ 161): «الْنُصَيْرِيَّ ة: كُفَّارٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ لَا يَحِلُّ أَكْلُ ذَبَائِحِهِمْ وَلَا نِكَاحُ نِسَائِهِمْ، بَلْ وَلَا يُقَرُّونَ بِالْجِزْيَةِ، فَإِنَّهُمْ مُرْتَدُّونَ عَنْ دِينِ الْإِسْلَامِ لَيْسُوا مُسْلِمِينَ، وَلَا يَهُودَ وَلَا نَصَارَى، لَا يُقِرُّونَ بِوُجُوبِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، وَلَا وُجُوبِ صَوْمِ رَمَضَانَ وَلَا وُجُوبِ الْحَجِّ، وَلَا تَحْرِيمِ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ الْمَيْتَةِ وَالْخَمْرِ وَغَيْرِهِمَا. وَإِنْ أَظْهَرُوا الشَّهَادَتَيْن ِ مَعَ هَذِهِ الْعَقَائِدِ فَهُمْ كُفَّارٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ. وَهُمْ أَتْبَاعُ أَبِي شُعَيْبٍ مُحَمَّدِ بْنِ نَصِيرٍ، وَكَانَ مِنْ الْغُلَاةِ الَّذِينَ يَقُولُونَ: إنَّ عَلِيًّا إلَهٌ وَهُمْ يَنْشُدُونَ:
أَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا *** حيدرة الْأَنْزَعُ الْبَطِينُ
وَلَا حِجَابَ عَلَيْهِ إلَّا *** مُحَمَّدٌ الصَّادِقُ الْأَمِينُ
وَلَا طَرِيقَ إلَيْهِ إلَّا *** سَلْمَانُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ».
ليس غريباً ممن هذه عقيدته أن يفعل بالمسلمين من أهل السنة ما يفعل..! لكن المأساة أن يُصدق ويقبل منه.. وأن تكون مواقف الأمة الإسلامية باهتة حتى حد الفجاجة.. فأي موقف حاسم يرجى من أرباب حضارة يرى ربانها أكوام الجثث، ويسمعون صريخ الضحايا، ومظاهر التعذيب،واغتصاب جماعي، ويشاهدون آلام الأطفال، فلا يتحرك منهم أحد إلا وفق صفقات سياسية أو اقتصادية.. هؤلاء هم البشر في عصر إنسانية الماسونية والعلمانية، والقيم الليبرالية الغربية والحداثة.. وصدق الله العظيم حين وصف الإنسان في القرآن وهو مجرد من الإيمان (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً) [البقرة:74]، (إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) [الأحزاب:72].
حضارة الغرب شكلت منظمات دولية جعلتها تمثل مؤسسة الأمن في العالم، فأسستها على الظلم والعدوان، ووضعت فيها نظام حق النقض، وخصته بالدول الكبرى؛ لتكون بقية الدول بشعوبها وقضاياها وآلامها وأحزانها مجرد سلع يتساوم الكبار عليها في طاولات مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة؛ لاقتسام غنائمها، وتحقيق رفاهية الكبار فقط.. وكان آخر تصويت في هذه المجالس الظالمة قبل أشهر تبارى الكبار فيه على دماء أهل الشام المباركة؛ ليعطوا النظام النصيري الحاقد الضوء الأخضر لإبادة المسلمين، ولا تزال المذابح على أشدها من ذلك اليوم إلى ساعتنا هذه، فرَّج الله عن المسلمين في الشام، وكشف كربهم، وأظهرهم على عدوهم، ومكَّن لهم في بلادهم، وأسقط البعث وعصابته وأعوانه
إن ما ينقل إليكم من أخبار المذابح اليومية، والعذاب الأليم الذي أصاب أهل الشام ليس إلا جزءًا صغيرًا من الصورة الحقيقية، وما خفي فهو أعظم وأشد وأنكى.. وهو الذي لم يستطع أحد تصويره، أو صوره، فقتل المصور ومحيت الصورة، ومتى انفلتت صورة هنا أوهناك رآها الناس ويا لهول ما يرون؟!
وما في أقبية السجون من العذاب لعشرات الآلاف مما لا يعلمه إلا الله تعالى.. عذاب وأي عذاب، ومذابح بالجملة لأناس عُزّل في حضارة الحرية وحقوق الإنسان، والشعارات الكاذبة الخادعة التي لا يصدقها إلا الأغرار..
إنها العقائد الباطنية، والأحقاد الدفينة، والتقرب إلى أئمتهم الذين يعبدونهم من دون الله تعالى بعذاب الأبرياء، وصياح النساء، وصراخ الأطفال.. إنها مذابح تقدم قرابين لزعماء مذهبهم الباطني الخبيث.
ومذابحهم للمسلمين في القديم والحديث يطول بذكرها المقام، وأما واقعهم المعاصر فإنهم منذ حكموا الشام وهم يفتعلون المذابح للمسلمين تلو المذابح، من مذبحة حماة إلى تدمر، إلى مذابح الفلسطينيين في المخيمات، ومذابحهم مع حزب ؟؟؟؟؟؟؟؟ لأهل السنة في لبنان.. وهم الآن يحاولون إبادة أهل حمص وغيرها، فيدكونها دكًّا عنيفًا بكل أسلحتهم الثقيلة كما فعل الهالك الأسد في حماه قبل ثلاثين عاماً، والتي راح ضحيته ما يقارب أربعين ألف مسلم، ويذبحون أهل السنة في كافة أرجاء الشام، ولا أحد من البشر يحرك ساكنًا، ولا يتحرك أحد منهم لإيقاف نزف الدم إلا عبر المنظمات الدولية الطاغوتية التي كرست الظلم على المستضعفين، وخصت به المسلمين.
إن للظالم نهاية آتية وإن تأخرت، فإن الله يمهل للظالم حتى أخذه لم يفلته، وقد وجَّه الرسولُ صلى الله عليه وسلم التحذيرَ لمن تولَّى للمسلمين عملاً حكَّامًا وغيرهم أن ينهَجوا أي صورةٍ من صور الظلم في ولايتهم، فيقول صلى الله عليه وسلم: «إن الله ليُملِي للظالم حتى إذا أخَذَه لم يُفلِتْه، ثم قرأ: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِي ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) [هود: 102]».
رب قوم أصبحوا في نعمة## زمناً والدهر ريان غدق
سقوف بيوتي صرنَ أرضاً أدوسها ##وحيطان داري ركعٌ وسجودُ
سكت الدهر زماناً عنهم## ثم أبكاهم دماً حين نطق
وقال الآخر:
إذا ما الدهر جر على أناس ##حوادثه أناخ بآخرينا
فقل للشامتين بنا أفيقوا ##سيلقى الشامتون كما لقينا
ثم أقول لأهلنا في الشام ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قال: "وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّ مُنَافِقِيهَا لَا يَغْلِبُوا أَمْرَ مُؤْمِنِيهَا كَمَا رَوَاهُ أَحْمَد فِي الْمُسْنَدِ فِي حَدِيثِ. وَبِهَذَا اسْتَدْلَلْت لِقَوْمِ مِنْ قُضَاةِ الْقُضَاةِ وَغَيْرِهِمْ فِي فِتَنٍ قَامَ فِيهَا عَلَيْنَا قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْفُجُورِ وَالْبِدَعِ الْمَوْصُوفِينَ بِخِصَالِ الْمُنَافِقِينَ لَمَّا خَوَّفُونَا مِنْهُمْ فَأَخْبَرْتهمْ بِهَذَا الْحَدِيثِ، وَأَنَّ مُنَافِقِينَا لَا يَغْلِبُوا مُؤْمِنِينَا. وَقَدْ ظَهَرَ مِصْدَاقُ هَذِهِ النُّصُوصِ النَّبَوِيَّةِ عَلَى أَكْمَلِ الْوُجُوهِ فِي جِهَادِنَا لِلتَّتَارِ، وَأَظْهَرَ اللَّهُ لِلْمُسْلِمِينَ صِدْقَ مَا وَعَدْنَاهُمْ بِهِ وَبَرَكَةَ مَا أَمَرْنَاهُمْ بِهِ، وَكَانَ ذَلِكَ فَتْحًا عَظِيمًا مَا رَأَى الْمُسْلِمُونَ مِثْلَهُ مُنْذُ خَرَجَتْ مَمْلَكَةُ التَّتَارِ الَّتِي أَذَلَّتْ أَهْلَ الْإِسْلَامِ؛ فَإِنَّهُمْ لَمْ يُهْزَمُوا وَيُغْلَبُوا كَمَا غُلِبُوا عَلَى بَابِ دِمَشْقَ فِي الْغَزْوَةِ الْكُبْرَى. الَّتِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْنَا فِيهَا مِنْ النِّعَمِ بِمَا لَا نُحْصِيهِ خُصُوصًا وَعُمُومًا".
للافتات بريقها الساحر الأخاذ، وخداع الشعارات سياسة اعتمدتها – في الزمن الغابر وفي وقتنا الحاضر - جميع فرق الشيعة على اختلاف درجاتهم وتفاوت دركاتهم بدءًا بالشيعة النصيريين، ومرورًا بالشيعة الإمامية الاثني عشرية، وانتهاءً بالشيعة الحوثيين.
معتقدات الشيعة معتقداتٌ خرافية؛ مرفوضة للعقل، ومصادمة للشرع والفطرة – ولذلك لا تقبلها العقول الناضجة والفِطَر السليمة، وقد أدرك الشيعة ذلك منذ القدم فلجأوا إلى استخدام الشعارات البراقة ليتسللوا منها إلى العقول البسطاء ويلامسوا بها عواطف الجماهير، يهدف الشيعة من رفع تلك الشعارات العاطفية البراقة إلى الوصول إلى عقول البسطاء، للتأثير في ميولهم والاستحواذ على تعاطفهم.
ومع علم الجميع أن ثورة الخميني الشيعية قدم بها على طائرة فرنسية إلا أن الكثير من أهل السنة العارفين بضلالات الفكر الشيعي وانحرافه ونفاق الشيعة تعاطف معها، لندرك بذلك دور الشعارات في تضليل العقول وإخفاء الحقائق.
لقد أدرك الشيعة شعور المسلمين بالانكسار أمام أعداءهم المستكبرين من اليهود والنصارى، فدخلوا من هذا الباب، وكان لا بد للوصول إلى تعاطف الجماهير ودغدغة مشاعر البسطاء من رفع شعارات العداوة والمواجهة لليهود والنصارى، غير أن الخداع مهما استمر فلا بد له من أن ينتهي، والشعار مهما أغرى فلا بد له من الانكشاف.
ورغم أن تلك الشعارات خدعت ولا زالت تخدع وتصطاد الكثير من البسطاء إلا أن الأكثر - من أمتنا - بات يدرك دجل تلك الشعارات، فلا عداوة عند الشيعة لليهود ولا موت للنصارى، بل - على عكس ذلك – تشهد سجلات التاريخ الغابر والحاضر بأن الشيعة كانوا هم الأقرب دائمًا إلى أعداء الأمة، وكان عدوهم الوحيد الذي يطلبون له الموت هم أهل السنة وأهل السنة فقط.
وحين كان الصراع على أشده بين أمتنا وأعدائها من التتار والصليبيين كان الشيعة يباشرون أقبح أشكال الخيانة والتآمر على أمة الإسلام، وكان الشيعة هم الجبهة الخلفية للأعداء المتربصين بالأمة وعقيدتها وديارها.
حتى حملت تلك الأحداثُ شيخ الإسلام ابن تيمية على تسجيل شهادته التي قال فيها: "الرافضة من أعظم الأسباب في دخول الكفار إلى بلاد الإسلام، وكذلك من كان منهم بالشام ظاهروا المشركين - أي ناصروهم - على المسلمين وعاونوهم معاونة عرفها الناس، وكذلك لما انكسر عسكر المسلمين لما قدم غازان ظاهروا الكفار النصارى وباعوهم أولاد المسلمين بيع العبيد وحاربوا المسلمين محاربة ظاهرة، وحمل بعضهم راية الصليب وهم كانوا من أعظم الأسباب في استيلاء النصارى قديمًا على بيت المقدس حتى استنقذه المسلمون منهم".
ويؤكد ذلك فيقول: "والذين يوجدون في بلاد الإسلام من الإسماعيلية والنصيرية والدرزية وأمثالهم من أتباعهم هم الذين أعانوا التتر على قتال المسلمين، وهؤلاء – أي الشيعة النصيرية الذين منهم حكام سوريا اليوم- أعظم الناس عداوة للمسلمين، فالرافضة يوالون من حارب أهل السنة والجماعة ويوالون التتار ويوالون النصارى، وإذا انتصر المسلمون على التتار أقاموا المآتم والحزن وإذا انتصر التتار على المسلمين أقاموا الفرح والسرور، وهم الذين أشاروا على التتار بقتل الخليفة وقتل أهل بغداد، ووزير بغداد ابن العلقمي الرافضي هو الذي خامر -أي تآمر- على المسلمين وكاتب التتار حتى أدخلهم أرض العراق بالمكر والخديعة ونهى الناس عن قتالهم".
و إني تعجبت غاية التعجب وأنا أقرأ هذا الكلام لشيخ الإسلام عن دور الشيعة في إدخال الكفار التتر إلى العراق ومنعهم الناس عن قتالهم، ولكأنه يتحدث عن شيعة العراق في هذا الوقت الذين أدخلوا الأمريكان إلى العراق ونهوا الناس عن مقاومتهم!!!
ودعوني أذكر لكم هذه الشهادة التاريخيةللتأكي د على أن العدو الأول عند كافة فرق الشيعة ليس اليهود أبدًا ولا النصارى رغم شعارات الزيف والتضليل التي يتشدقون بها، وإنما عدوهم هو هذه الأمة السنية المباركة، إنها واقعة اجتياح الشيعة القرامطة للمسجد الحرام وقتل أهله فيه على يد أبي سعيد الحسن بن بهرام الجنابي القرمطي الذي قال عنه ابن كثير: "ألحد هذا اللعين في المسجد الحرام إلحادا لم يسبقه إليه أحد ولا يلحقه فيه" ثم قال: "وتوافت الركوب هناك – أي مكة - من كل مكان وجانب وفج، فما شعروا إلا بالقرمطي قد خرج عليهم في جماعته يوم التروية، فانتهب أموالهم واستباح قتالهم، فقتل في رحاب مكة وشعابها وفي المسجد الحرام وفي جوف الكعبة من الحجاج خلقًا كثيرًا، وجلس أمير هم أبو طاهر لعنه الله على باب الكعبة، والرجال تصرع حوله، والسيوف تعمل في الناس في المسجد الحرام في الشهر الحرام، وهو يقول: أنا الله وبالله أنا، أخلق الخلق وأفنيهم أنا، فكان الناس يفرون منهم فيتعلقون بأستار الكعبة فيُقتلون وهم كذلك، ويطوفون فيُقتلون في الطواف، ثم أمر أن تدفن القتلى في بئر زمزم، ودفن كثيرًا منهم في أماكنهم من الحرم، وهدم قبة زمزم، وأمر بقلع باب الكعبة، ونزع كسوتها عنها، وشققها بين أصحابه، ثم أمر بأن يقلع الحجر الأسود وقال: أين الطير الأبابيل، أين الحجارة من سجيل؟ ثم قلع الحجر الأسود وأخذوه حين راحوا معهم إلى بلادهم، فمكث عندهم ثنتين وعشرين سنة حتى ردوه".
وذكر ابن كثير بعض ما فعله ابنه الحسين في الحجيج "في سنة ثنتي عشرة وثلاثمائة حين اعترض الحجيج فقطع عليهم الطريق وقتل منهم خلقًا كثيرًا، وأسر خلقًا كثيرًا وانتهب أموالهم وترك بقية الناس بعد ما أخذ جمالهم وزادهم في تلك الفيافي والبرية بلا ماء ولا زاد ولا محمل".
شيعة إيران والعراق ولبنان والشيعة النصيرية المؤلهون لعلي في سوريا، وأخيرًا بعض من تشيعوا في بلادنا لا يزالون يواصلون خداع عقول أمتنا، فالشعارات في جهة والوقائع في الجهة الأخرى، الشعارات واللافتات ضد اليهود والنصارى، والاستباحة والقتل والمجازر والجرائم في الشعوب المسلمة السُّنية، تهتف الأقوال بشعارات العداء لليهود والنصارى وتسجل الأفعال أقبح صور التآمر والتعاون مع أعداء الأمة وتنفيذ مخططاتهم الاستعمارية الصهيونية والصليبية.
السؤال ببساطة: هل قدّم شيعة العالم عمومًا وإيران خصوصًا لأمتنا أكثر من الشعارات، وهل واجهوا اليهود والنصارى بشيء أكثر من الشعارات؟!
لقد انكشف استخدام الشيعة الخادع لشعارات القضية الفلسطينية وشعارات مقاومة إسرائيل حينما ظهر شيعة العراق وهم ينفّذون أبشع عمليات القتل للفلسطينيين اللاجئين بالعراق، وحينما رأى العالم شيعة حركة أمل وهم يتعاونون مع النصارى وينفذون أبشع المجازر بحق الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين بزعامة الخائن العام الذي لا يحسن جهادا إلا الخطابة والصياح.
لقد انكشف دجل شعارات الموت لأمريكا حينما رأى العالم شيعة العراق وهم يتآمرون على بلادهم ويستقدمون الاحتلال الأمريكي ويبيحونه أرضهم وثرواتهم، وحينما أصدر مراجعهم وعاهاتهم الفتاوى الصارمة التي تحرم مقاومة للمحتل الأمريكي (السستاني نموذجا)، وانكشفت شعارات الموت لأمريكا حينما رآهم العالم شيعة إيران وهم يفتخرون بأنه لولاهم لما تمكن الأمريكان من احتلال العراق !! ولولا هم لما تمكن الأمريكيون من البقاء في العراق طيلة هذه المدة !!، وانكشفت شعارات الموت لأمريكا حينما رأى العالم شيعة العراق وإيران وهم يتعاونون مع المحتل الأمريكي في ارتكاب أبشع جرائم القتل والإبادة لأهل السنة، حتى تجاوزت أعداد القتلى من السُّنة العراقيين مئات الآلاف، لم يواجهوا المحتل الأمريكي لبلادهم ، ولكنهم تعاونوا معه لقتل أهل السنة بأبشع أشكال القتل والإبادة
وانكشفت شعارات الموت لأمريكا في نظام الشيعة النصيرية في سوريا الذين سلموا للصهاينة مدن الجولان السورية عام 1967م بدون أدنى مقاومة إلى الآن، بينما ارتكبوا - طيلة ما مضى - ويرتكبون اليوم أقسى المجازر وجرائم الإبادة الجماعية في حق أهل السنة في سوريا، ولأن القاتل شيعي والمقتول سني يقف العالم كله صامتًا متفرجًا على أبشع الجرائم التي ينفذها النظام الشيعي السوري ويشاركه فيها شيعة إيران وشيعة العراق ولبنان.