ضاعت الأمة اليوم بين ( الخوارج ، والروافض) / تشابه واجتماع بينهما على الوسائل والغايات !!!الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ؛ أما بعد :-
إن الناظر في الأحداث الجارية في الأمة يجد أن المشروع الإصلاحي القائم على الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة قد حورب من مشروعين يريدان بل ويراد لهما أن يكونا هما الغالبان في الأمة ( مشروع خوارج العصر والروافض ) فهما وإن إختلفوا في بعض القول فقد إجتمعوا على الأمة تمزيقاً وتدميراً في ( العقيدة ، والعمل ) ولقد انتبه السلف الصالح لهذا التشابه بينهما من قديم !!


فهذا أيوب السختياني يقول ((إن الخوارج اختلفوا في الاسم، واجتمعوا على السيف))
"شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" (1/ 162)
وقال أبو قلابة((إن أهل الأهواء أهل الضلالة، وإن هؤلاء اختلف قولهم واجتمعوا في السيف))
"سنن الدارمي" ( 101 ).
وقال شيخ الاسلام ابن تيمية - رحمه الله - : (كما أن الروافض شر من الخوارج في الاعتقاد ، ولكن الخوارج أجرأ على السيف والقتال منهم) .
[ منهاج السنة (82/3) ]
وقال أيضا : (ولم يُعرف في الطوائف أعظم من سيف الخوارج) [ منهاج السنة (345/6)
أي على الامة الاسلامية كما نشاهده اليوم من الطائفتين !
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخوارج : ((يقتلون أهل الإسلام ، ويَدَعون أهل الأوثان)) متفق عليه ...
وهذا الحديث الشريف يدخل فيه كل من يحمل السيف على المسلمين ويستحل دمائهم وأعراضهم ودمائهم من الخوارج والروافض .
قال ابن تيمية (( فهؤلاء الخوارج المارقون من أعظم ما ذمهم به النبي صلى الله عليه وسلم أنهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان وذكر : أنهم يخرجون على حين فرقة من الناس والخوارج مع هذا لم يكونوا يعاونون الكفار على قتال المسلمين والرافضة يعاونون الكفار على قتال المسلمين فلم يكفهم أنهم لا يقاتلون الكفار مع المسلمين حتى قاتلوا المسلمين مع الكفار فكانوا أعظم مروقا عن الدين من أولئك المارقين بكثير كثير )) ( الفتاوى 28- 531)
وإذا أردنا إصلاحاً حقيقياً في الامة في جميع المجالات فيجب إجتناب طريق خوارج العصر والروافض في الوسائل والأساليب في الاصلاح والدعوة وسلوك الطريقة الشرعية التي ترتكز على الكتاب والسنة وفهم الصحابة وأهل العلم المعتبرين في كل زمان ومكان ...
والآن أذكر لكم بعضاً من وجوه التشابه بين خوارج العصر والرافضة :-
1- إجتمعوا على السيف والقتل والقتال والاغتيال والخطف في الامة فلم يبقى للدماء والأموال والأعراض عندهم حرمة ( خوارج العصر بحجة ( الردة ) والروافض ( النواصب وكره آل البيت )
2- يحاربون الدعوة إلى التوحيد ( العلمي والعملي ) ومحاربة شرك القبور ! ( خوارج العصر بقصرهم واعتناءهم بما اسموه ( توحيد الحاكمية ) ،، والروافض ( هن ممن تلبسوا بنواقض التوحيد )
3- عدم الاعتراف بولي الامر المسلم وان جار وظلم بل والخروج عليه بالقتال ومخالفة ماهو متقرر في عقائد أهل السنة والجماعة في هذا الباب ، الذي أثبتت ( الثورات العربية ) أن الشرع المنزل لا يخالف العقل الصحيح والواقع الذي ما له من دافع !!
( خوارج العصر بتجويزهم الخروج على الحاكم المسلم بل وتكفيره ، والرافضة بعدم اعترافهم الا بالمعصوم المختفي )
4- طعنهم في العلماء والدعاة السائرين على السنة وتشويه صورتهم والتنفير منهم ونشر الإشاعات الكاذبة عليهم بل وقتلهم أن أمكنهم ( خوارج العصر بحجة ( الإرجاء والعمالة وواعظ السلاطين ) ، والرافضة ( وهابية ناصبة ووعاظ السلاطين )
5- الغلو في التكفير فكفروا الامة بلا ضوابط وقواعد على منهج اهل السنة ، وهذه خصيصة من خصائص الخوارج والروافض التي إمتازوا بها ، ومن الجدير بالذكر أن الروافض يرمون مخالفيهم ( بالتكفيريين ) وهم من أشد الفرق الضالة تكفيراً للأمة فهم يكفرون سادات الامة من الخلفاء الراشدين والصحابة الأبرار فكيف بمن هو دونهم في العلم والايمان من اتباعهم من الامة !!! وهذا يذكرني بالمثل العربي السائر ( رمتني بدائها وأنسلت )
6- عدم الاعتماد في تلقي الدين على القران والسنة وفهم الصحابة لهما ..( فخوارج العصر يتجنبون فهم الصحابة للقران والسنة ولذلك تجدهم يستميتون في تضعيف أثر ابن عباس في ( كفر دون كفر) مع أن أهل العلم كابن تيمية وابن عثيمين ينقلون الاتفاق على قبول الأثر !! .. والرافضة لا يعتمدون على القران والسنة وذلك لأنهم لا يعتقدون ثبوتها نقلاً وفهماً )
7- القادة والأئمة والأمراء الذين يقودونهم مجهولون ( خوارج العصر لا يعرف أمراءهم وقادتهم وان عرفوا فلا قدرة لهم ولا ظهور ، والرافضة معصومهم مجهول موهوم )
8- الجهل بدين الله تعالى دليلاً واستدلالاً وتوجيهاً وفهما ..
9- إظهارهم العداوة للكفار من اليهود والنصارى وغيرهم ، وهم الذين يحققون أهدافهم في الامة في جميع المجالات ( خوارج العصر بتهورهم في غزوات وهمية بها تسلط الأعداء على بلادنا عسكرياً واقتصادياً وثقافياً ، والرافضة في معاونتهم ومظاهراتهم للكفار على بلاد المسلمين )
10- ظهور ظلمهم على المسلمين تعذيباً وخطفاً وأخذ فدية أو رشوة ( خوارج العصر بحجة أنهم جماعة المسلمين ، والرافضة أنهم هم دولة صاحب الزمان )
11- أهل غدر وخيانة في وعودهم وعهودهم مع اهل الاسلام او اهل المعاهدة من الكفار ( فالرافضة هم من ابتدع اختطاف الطائرات والرهائن في السفارات ، وقلدهم خوارج العصر في ذلك )
فحصل من ذلك بسبب الطائفتين تشويه صورة الاسلام في العالم ..
12- ما تمكنوا من بلد من بلاد المسلمين الا أضعفوه وأفسدوه وأشعلوا فيه الفتن ( خوارج العصر في العراق وأفغانستان وغيرهما ، والرافضة في العراق واليمن ولبنان وسوريا وغيرهما ، والعجيب أن الفريقان يحاولان ذلك في السعودية وهم في أشد الحقد والبغض والكراهية لها !!!))
وهناك وجوه أخرى في التشابه بين الفريقين تركتها للقارئ الفطن حتى يدرك خطورة هذين المشروعين على الامة وأن من يريد مشروعاً وبرنامجاً إصلاحياً فليتجنبهما ويسلك طريق الكتاب والسنة على ما عليه سلف الأمة ...
ومع الأسف أن كثير ممن يسمى حركات إسلامية أو شخصيات دعوية متأثر بأحد المشروعين قليلاً أم كثيراً والطريق الشرعي هو عنه بمعزل !!
اللهم يسر لنا من أمرنا رشداً
وأنصر دينك وأعلِ كلمتك ..
والله الموفق لا رب سواه ...