قصيدة الدّعاء
تَحَصّنْ بــــالـــدّعاء ِ فليس ينجو منَ الآفاتِ شئٌ في الــوجـــودِ
فكمْ في الرّزقِ من كَـــدَرٍ وضيقٍ وكمْ في العيشِ من جُهْدٍ جهيدِ
وكـــمْ يشقــى سعيدٌ بـعــدَ سَعْــدٍ وأيّـــامٍ منَ العيشِ الـرّغـيــــــد ِ
وليسَ لكـــــائنٍ أَبَــــــــدَا ً قَـــرارٌ فمــــا المجهولُ إلّا في الجــديدِ
وهـــــذا الدّهرُ تحملُنا خطـــــــاهُ على وهـــنٍ الى سَــفَرٍ بـــعيــدِ
يَجُرُّ وراءهُ يومــــــاً فـــقيــــــداً يُبَشِّرُ بعــــدَهُ بِــــغَــدٍ ولــــيـــدِ
وعيشُ النــــاسِ بينهما كذكـرى خيالٍ مَـــــرَّ بــــالفكــرِ الشّريــدِ
فليسَ لنـــا مــــــــــلاذٌ غيرُ رَبٍّ حكيمٍ في صنائِـــعِـــــ هِ حـمـــــيدِ
ومــــــا خابَ الذي يدعوهُ دوماً فــمـــا أَرْعــــــاهُ منْ رَبٍّ ودودِ
ويــذكُــــرُهُ ولا يــنســــاهُ يومـاً ففي نـسيانِــهِ عَيْنُ الجُــحـــــودِ
وأقربُ ما يكونُ العبدُ حــــــــالاً منَ الرّحمنِ في حــــالِ السّجودِ
فيغْمُرُهُ بــرَحْمتـِهِ ويـــــــرضى ويمنَحُ فَضْلَــــــهُ للمُسْتَزيـــــ ــدِ
فَيَبْدَأُ سُؤلَـــــــــه ُ بالحمدِ حَصْراً على رَبِّ البرايـــــــــ ـا والعبيــدِ
ومنْ ثمَّ الصـــــــــلاة ِ على نَبيٍّ حباهُ الحقُّ بـــــالقــــول ِ السّديـدِ
فيسْأَلُ ربَّـــــــــــ ـهُ منْ كـلِّ خيرٍ ينالُ بــــهِ غــــداً دارَ الخلــــــودِ
ويـــدعــــو بالنّجاةِ منَ الخطايا ومنْ فِتَنٍ تجئُ بـــــــــــلا حدودِ
ومنْ هـــــــولِ العذابِ بشرِّ دارٍ ومنْ وهـــجِ السّلاســل والقيودِ
ولا يــــدعــــو على أَحَـــدٍ بشَرٍّ فـــــأنَّ الشَّرَ منْ شِيَمِ الحقــــودِ
سوى المظلومِ بالإنصاف يدعو -على كُـــرْهٍ- منَ الخصمِ اللّدودِ
ومـــــــا هذا الدّعاءُ بمستجابٍ ولا يلقى ســـــوى الصّدِّ الشّديدِ
إذا عَمَّ الفســــــادُ بـــــــلا نكيرٍ وَخَرّبَ سَيْلُهُ كــــلَّ السُّـــــــدود ِ
وَلَمْ يَـــــــــأْمُ رْ بمعروفٍ رجالٌ وَلَــــمْ يُوْجَدْ لحــــقٍّ منْ مُــــعيدِ
وكــــــانَ الزّادُ منْ كَسْبٍ حرامٍ وَبِيعَ العرضُ بالثَّمنِ الــــــزّهيدِ
فـــــأنَّ الله لا يرضى المعاصي ولا يرضى دُعـــــــــاءً منْ كَنُودِ1
ولا يلقى القَبولَ لــــــــــديهِ إلّا أُوْلُواْ الْإخـــــلاصِ والــودِّ الأكيدِ
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــ
الكنود : الجاحد لنعمة ربه
المهندس
خليل ابراهيم الدولة
العراق - نينوى