سبق وأن كتب العلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي العالم الشهير – اجتهاداً منه – أن يأجوج ومأجوج هم الصين .
سمعت الشيخ عبدالله بن محمد حميد – رحمه الله – قال :
لما اشتهرت هذه المقالة عن الشيخ ابن سعدي استدعانا الملك عبد العزيز باستدعاء الشيخ ابن سعدي برئاسة الشيخ محمد ابن إبراهيم , قال الشيخ عبدالله : فأعددنا بحثاً حول هذا الموضوع ظناً منا أنه سيحصل بحث ومناقشات , غير أن الاجتماع تم بمقالة الملك عبدالعزيز حينما , قال :
الشيخ إبراهيم ابن جاسر ذهب إلى العراق ومات هناك وأنا – والله – لا أكرهه , وأما ابن عمرو فقد قتلته وما قتلت عالماً قبله , واليوم أنت يا عبدالرحمن إن كان عندك علمٌ فهذا اليمن محتاج إلى طلاب العلم , فلا حاجة لنا في هذا البحث عن يأجوج ومأجوج .
قال الشيخ عبدالله : وأنفض المجلس بهذه الكلمة واعتذر الشيخ ابن سعدي عن مقاله وأخبر أنه لم يطبع ويتوقف عن رأيه , ويرى ما رأى المشايخ وما قاله هو اجتهاد منه شخصياً ويستغفر الله ويتوب إليه من القول على الله بلا علم ) .
قلت : هذا التصرف من الملك عبد العزيز يبدو أنه ليس مقصداً دينياً , بل مقصد سياسياً كما يحدث اليوم من إقالة المشايخ من مناصبهم لإرضاء الغير . علماً أن العلماء قديماً وحديثاً لهم اجتهادات كثيرة مختلفة ومرجوحة غير صحيحة , ومع هذا لم يُعنّفهم أحد أو يلوح بقتلهم كما جرى للشيخ السعدي .. والله أعلم .
تاريخ من لا ينساه التاريخ , الشيخ إسماعيل بن سعد بن عتيق , ص113