تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: فوائد من كتاب (( التربية الجادة ضرورة))

  1. #1

    افتراضي فوائد من كتاب (( التربية الجادة ضرورة))

    فوائد من كتاب (( التربية الجادة ضرورة))

    الجلسة الأولى:

    1ـ إن الرجل الجاد هو صاحب الهدف الذي يسري في أعماقه وروحه، فهمُّه وجهده متوجه لهذا الدين، إنه الرجل صاحب العبادة الحقة لله سبحانه وتعالى ظاهراً وباطناً، مخلصاً مخبتاً راجياً خائفاً، كثير الذكر والصلاة والصيام والتلاوة، إنه الجاد في طلبه للعلم الشرعي والتأدب بآدابه، إنه الرجل الجاد في نفسه القادر على اتخاذ القرار الحاسم في الوقت المناسب، إنه الرجل الشجاع غير الهياب ولا الوجل، إنه باختصار الرجل العامل المنتج.

    2ـ والأمم السابقة واللاحقة التي سطرت لها صفحات في التاريخ، إنما قامت وحققت إنجازها بالعمل دون الشعارات الفارغة والعيش على الأمجاد، وما فتح التاريخ صفحة لأمة من الكسالى والقاعدين.

    3ـ وقد كان العمل هو همه صلى الله عليه وسلّم وشأنه وديدنه، فيدعو الأفراد والقبائل، ويَعرض نفسه في المواسم، ويَغشى قومه في المنتديات، ويَرحل إلى الطائف، ويُهاجر للمدينة، وتكون فيها الغزوات والسرايا والبعوث واستقبال الوفود، بل إننا حين نحتاج للاستدلال من سيرته صلى الله عليه وسلّم على هذا المبدأ فلابد أن نُسطر كتاباً كاملاً في السيرة، إذ سيرته صلى الله عليه وسلّم كلها عمل.

    4ـ وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه: "اعملوا ما شئتم بعد أن تعلموا، فلن يأجركم الله بالعلم حتى تعملوا". [رواه الدارمي 260، وابن عبد البر في الجامع 2/ 6].
    وقال الحسن: "الذي يفوق الناس في العلم جدير بأن يفوقهم في العمل".

    5ـ والأنبياء قدوة للناس والدعاة، لا في العبادة والسلوك الشخصي فحسب، بل في منهج الدعوة ووسائل التغيير.

    6ـ قوله تعالى: (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً). [المزمل: 5]. قال الحسن : العمل به، إن الرجل ليهذّ السورة ولكن العمل به ثقيل.

  2. #2

    افتراضي رد: فوائد من كتاب (( التربية الجادة ضرورة))

    فوائد من كتاب (( التربية الجادة ضرورة))
    (اصبر نفسك أيها القاريء معي فالخطب جلل)


    الجلسة الثانية:
    1ـ إنّ الصراع والصبر عليه يهب النفوس قوة، ويرفعها على ذواتها، ويطهرها في بوتقة الألم، فيصفو عنصرها ويضيء، ويهب العقيدة عمقاً وقوة وحيوية، فتتلألأ حتى في أعين أعدائها وخصومها..." .


    2ـ والأمم التي دخلت التاريخ، وسطرت منجزاتها، لم تكن لتحقق جزءاً مما حققت، ما لم تكن تملك قدراً من الجدية والتصميم؛ إنها سنة الله في الحياة أن لا ينجح إلا الرجل الجاد.
    فهل نريد أن تكون لنا سنةٌ خاصة، وهل نظن أننا سننجح في تحقيق أهدافنا التي تتجاوز أهداف أولئك دون أن نملك قدراً من الجدية يفوق ما هم عليه؟!
    وكم تتطلع الأمة المسلمة إلى احتلال موقع الريادة وتبوُّء التوجيه لأمم الأرض جميعاً، فهل يمكن أن تحقق تلك المكانة دون جدٍ أو عمل؟!


    3ـ فالمجتمعات الإسلامية تعاني من بعثرة الأوراق التربوية، وتناقض الاهتمامات، والبعد عما يريده الله منها - خير أمة أخرجت للناس - ومن ثم فإن إعادة ترتيب أوراقها وصياغتها جهدٌ طموح، يأخذ على عاتقه إصلاح فساد توافر على صنعه أعداء الأمة خلال سنين عديدة، إنه يستهدف إعادة ترميم واسعة التكاليف، فقد مرت فترات ضعف ومرض على هذه الأمة وتجاوزتها بحمد الله، ولئن كانت قادرة دون شك على تجاوز المرحلة المعاصرة، إلا أن هذه المرحلة مرحلة فريدة في تاريخ الأمة، فالنهوض بها وقيام الصحوة بالأدوار المنوطة بها يحتاج لطاقات مؤهلة تربت تربية جادة يمكن الاعتماد عليها بعد الله.


    4ـ يواجه الشباب المسلم في هذا الزمان تياراً جارفاً من الفتن والصوارف عن دين الله عز وجل: فتن الشبهات التي تشككه في دينه وعقيدته، وفتن الشهوات المحرمة التي قد تقوده إلى نارها ولأوائها.
    ويصبح الشاب والفتاة ويمسيان والصورة المغرية والمشهد الساقط تلاحقهم في الشارع وعلى الشاشة وفي المجلات والأسواق، وحتى على مقاعد الدراسة في المدارس المختلطة.
    وقد أخبر صلى الله عليه وسلّم عن هذه الفتن بقوله: "ما تركت بعدي فتنةً هي أضر على الرجال من النساء". [رواه البخاري 5096، ومسلم 2740].
    وإن التربية الجادة هي بإذن الله من أعظم ما يعين على تنشئة الشاب الذي يخاف الله عز وجل ويرهب المعصية ويحمل قوة الإيمان مع قوة الإرادة والعزيمة في مواجهة الفتن والانتصار عليها.
    وفتنة المال هي الأخرى فتنة تواجه النشء المسلم وتحاصره، فيبدو بريق المال أو المنصب أو الشهرة أمام الداعية ثمناً للتخلي عن دعوته، والمساومة على منهجه، وربما لتسخير الدعوة، والمنهج لصالح فلان من الناس، إنها فتنة يصعب تجاوزها على من لم يدرك جدية القضية، ويصبر على الشظف واللأواء.، لقد قال صلى الله عليه وسلّم: "ما ذئبان جائعان أرسلا في زريبة غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه". [رواه الترمذي 2376 وأحمد، والدارمي 2730، وقال الترمذي: حسن صحيح].
    والمتأمل في الساحة يرى على جنبات السبيل العديد ممن تنكبوا وأخذوا بنيات الطريق، فعاشوا صرعى هذه الفتن، نعوذ بالله من الحور بعد الكور، ومن الضلالة بعد الهدى.
    أليس من عمق المخاطرة بالمنهج، والمراهنة على ضياع الدعوة، أن يسلك أولئك الذين لم يتربوا ويتأهلوا تأهلاً كافياً في ركاب القيادة، ويسلموا منصة التوجيه، والذين سرعان ما تتخطفهم فتنة أو يأسرهم بريق شهوة؟!.


    5ـ اتساع نطاق الصحوة يفرض عليها احتلال مواقع جديدة:
    والتوسع في فتح القنوات الدعوية، وهذا يعني مخاطبة المجتمع بكافة طبقاته وسائر فئاته، وأن يكون الخطاب الدعوي شاملاً لجوانب الحياة، ولمشكلات الناس جميعاً، وأن تأخذ الدعوة على عاتقها التصدي لمشكلات المجتمع، والمساهمة عملياً في حلِّها، وذلك كله يفترض تربية جادة تخرج من يحمل مسئولية المشاركة في هذه الميادين مع عزم وإصرار ليحقق إنجازاً أو يسد ثغرة.


    6ـ واتساع نطاق الصحوة يفرض التوسع في القيادات العلمية والفكرية والدعوية:
    مما يعني عدم الاعتماد على الشخصيات الآسرة وحدها، فلابد من الاستعانة بالصفوف الثانية من هذه القيادات، من خلال طلبة للعلم الشرعي يأخذون على عاتقهم تعليم الناس وإزالة غشاوة الجهل عنهم، ووعاظ يحركون القلوب القاسية، ومربين يأخذون بيد الناشئة، وقراء يعلِّمون القرآن الكريم، وأصحاب قلوب رحيمة يعنون بالفقراء والمعوزين، وطائفة يحتسبون لإنكار المنكرات العامة.... وهكذا فهذه القائمة الطويلة لابد لها حتى تؤدي دورها المراد من جهد تربوي فعَّال.
    قلت(أبو مسلم خالد): قول الشيخ حفظه الله (وطائفة يحتسبون لإنكار المنكرات العامة)... هذا ما أعمل له وأدعوا أن تُفعّله الجماعات والدعوات ليكون له اهتمام في برامجها الدعوية ...

  3. #3

    افتراضي رد: فوائد من كتاب (( التربية الجادة ضرورة))

    فوائد من كتاب (( التربية الجادة ضرورة))
    (اصبر نفسك أيها القاريء معي فالخطب جلل)


    الجلسة الثالثة:
    1ـ إن المتربي تربية جادة يدرك أن الدعوة قضية مصيرية، ويدرك أنها تستحق منه أن يرسم حياته على ضوئها، وأن تكون له خطا واضحة بعيدة.


    2ـ وإن ضخامة الدور واتساع نطاقه الزمني يتطلب عدداً من أولئك الذين يديمون العمل، ويدركون أن أحبه إلى الله "أدومه وإن قلَّ".


    3ـ وحين نلقي نظرة فاحصة على الاهتمامات التي تسيطر على قطاع من جيل الصحوة، ندرك أننا بحاجة إلى إعادة النظر في اهتماماتنا.


    4ـ قد تجد من يحمل الهم الجاد، لكنه هم يختلج في النفس، وبالتربية الجادة يتجاوز ذلك ببرنامج عمل، أو اقتراح بناء، أو مشورة ثاقبة، أو عزيمة نافذة، أو ثبات على مبدأ.
    ولا تزال النفوس الجادة المدركة لسمو الهدف وعظم الواجب تحوِّل الخواطر إلى فكرة مدروسة ورأي عملي منتج، وترفض أن تعطي وكالة للغير بالتفكير نيابة عنها، أو أن يكون دورها مجرد استيرادٍ للأفكار الجاهزة، ولعل تلك الفكرة التي طرحها أحد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلّم بحفر الخندق أو جمع المصاحف، تمثل شاهداً على التفكير العملي الجاد الذي يشعر صاحبه بضرورة المشاركة.
    إن التفكير لا يكلف صاحبه وقتاً ولا جهداً، ولا تقارن ثمراته ونتائجه مع ما يبذله صاحبه من جهد ذهني، ومن هنا فإن أصحاب الهمم العالية الجادة لا يمكن أن يبخلوا على دعوتهم ومبدئهم باستثمار أوقات يضيعها غيرهم، باستثمارها بالتفكير الذي يكون نواة للعمل المثمر.


    5ـ إن من نتاج التربية السلبية السائدة في مجتمعاتنا: الاتكالية، وانعدام المبادرة، وحتى العاملون للإسلام أصاب بعضهم ما أصابه، فأصبح ينتظر الأمر، ولا يعمل إلا من خلال توجيه محدد، فتعطلت طاقات فعَّالة في الأمة، وصارت الصحوة تفكر من خلال عقول محددة، وكم هي الأفكار والأعمال والجهود التي لم تتجاوز نطاق تفكير صاحبها، والسبب أنه لم يعتد على المبادرة ولم يربَّ عليها.


    6ـ وإن التربية الجادة تنتج فيما تنتج تنمية المبادرة الذاتية، فيعمل صاحبها ابتداءً دون انتظار التكليف أو التوجيه، ويرى أن جدية الهدف وصدق العمل يتطلب منه أن لا تكون الاستشارة والاستفادة من آراء الآخرين حاجزاً وهمياً وعائقاً دون أي عمل، فينطلق ويعمل، ويبادر ويفكر، محيطاً ذلك كله بأسوار الاستشارة، وجاعلاً إياه في دائرة الانضباط والالتزام.


    7ـ ويبدو هذا النموذج أيضاً في قصة أصحاب الأخدود وموقف الغلام حين أنجاه الله من القتل أول مرة، فعاد إلى أين؟! إلى الملك: "ثم أرسله في قرقور مرة أخرى فنجاه الله، فجاء يمشي إلى الملك، ثم رأى أنه لابد من إنقاذ الناس فقال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به". [رواه مسلم 3005].
    لقد كان بإمكان الغلام حين نجاه الله أن يذهب في أرض الله ويختار مكاناً آخر، ولن يعلم عنه الملك وربما يظنّ أنه هلك، لكنه لم يفعل ويتكرر الأمر كذلك في المرة الثانية.
    وكان بإمكانه أن يأتي مستخفياً إلى القرية، لكنه ذهب إلى الملك، ثم جاد بنفسه في سبيل الله عز وجل لينقذ الناس من الشرك والضلال، فهل نرى اليوم في أمة محمد من يحمل العزيمة نفسها؟!.


    8ـ فلنتجاوز ـ بالتربية والطليعة الجادة ـ مرحلة تسول التقنية والانبهار المادي إلى مرحلة الإبداع والمساهمة الفعالة، وأي إغراق في السطحية والسذاجة فوق أن تتوهم الأمة أنها ستقاتل أعداءها بسلاح تستورده منهم، وتواجه الحرب المتطورة بأساليب بدائية وهي تقرأ التوجيه الرباني (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون). [الأنفال:60].
    فكيف حين تكون متسولة على موائدهم، عاجزةً عن تحصيل الرغيف من غير طريقهم.

  4. #4

    افتراضي رد: فوائد من كتاب (( التربية الجادة ضرورة))

    فوائد من كتاب (( التربية الجادة ضرورة))
    (اصبر نفسك أيها القاريء معي فالخطب جلل)


    الجلسة الرابعة:


    1ـ إن الذي لا يستطيع أن يضبط نفسه ويثني رغبته، فيتخلى عن شرب الماء وهو متاحٌ أمامه لا يصلح أن يعتمد عليه في هذه المهمات.


    2ـ (مهما تفعلون معي فلا بد أن أنقذكم وأفعل ما بوسعي لإيضاح الحق):
    في قصة أصحاب الأخدود وموقف الغلام حين أنجاه الله من القتل أول مرة، فعاد إلى أين؟! إلى الملك: "ثم أرسله في قرقور مرة أخرى فنجاه الله، فجاء يمشي إلى الملك، ثم رأى أنه لابد من إنقاذ الناس فقال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به". [رواه مسلم 3005].
    لقد كان بإمكان الغلام حين نجاه الله أن يذهب في أرض الله ويختار مكاناً آخر، ولن يعلم عنه الملك وربما يظنّ أنه هلك، لكنه لم يفعل ويتكرر الأمر كذلك في المرة الثانية.
    وكان بإمكانه أن يأتي مستخفياً إلى القرية، لكنه ذهب إلى الملك، ثم جاد بنفسه في سبيل الله عز وجل لينقذ الناس من الشرك والضلال، فهل نرى اليوم في أمة محمد من يحمل العزيمة نفسها؟!.


    3ـ وليت المربين والأساتذة يدركون أن نضج التلميذ، واستقلال تفكيره، وتخلصه من أسر الرق الفكري والتبعية العمياء، أن ذلك خيرٌ لهم هم، وأنهم أول من يجني الثمرة.


    4ـ ولستَ بحاجة إلى بذل جهد أو عناء لإدراك ذلك، فنظرة عاجلة لواقع الأمة التربوي تعطيك البرهان؛ إذ هذا الواقع لا يعدو أن يكون انعكاساً وثمرة للتربية الهزيلة.


    5ـ هل وظفنا جزءاً من وقتنا في دعوة شاب منحرف؟! أو في إنكار منكرات عامة أو خاصة؟! أو دعوة غير مسلم للإسلام؟! أو سهر على محتاج أو أرملة؟!


    6ـ الرجل الجاد هو الذي أخذ على عاتقه هم العمل وشعر أنه هو الهدف والمطلب الأساس.


    7ـ ومن خوارم التربية الجادة: الانهزام أمام أي مشكلة أو تعويق أو مضايقه، والتخلي بحجة عدم فتح المجال وعدم التأييد، إلى غير ذلك من الأعذار.
    شاب يدرِّس في مدرسة، أو يعمل في مؤسسة، أو يَدْرس في جامعة في أي مكان على عرض العالم الإسلامي وطوله، فيحاصَر نشاطه، وتُوصد بعض الأبواب أمامه، فيقف مكتوف الأيدي بانتظار فتح تلك الأبواب، أو يطلب الانتقال من هذا المجال إلى مجال آخر، أي منطق يسيطر على تفكير هذا الصنف من الناس؟!* وهل كان أنبياء الله أو الدعاة والمصلحون كذلك؟! بل ودعاة الطوائف وحملة المذاهب الأرضية يعانون ما يعانون، ومع ذلك يبذلون ما يطيقون، مع ضعف الثمرة وقلة النتاج، وسوء النية فوق ذلك كله.
    فلم لا تأخذ التربية على عاتقها إعداد صنف من العاملين يعملون على كافة الأحوال وسائر الظروف والأوضاع؟! إن الجيل الذي لا يعمل إلا من خلال قنوات محددة، أو وسط ترحيب وعناية الآخرين ليس هو الجيل المؤهل للتغيير، ولن يرقى الجيل لذلك حتى يدرك أن من مسئوليته فتح الأبواب والبحث عن المجالات التي لا تقل مسئولية عن العمل ذاته.


    8ـ ومن خوارم التربية الجادة: الاكتفاء بمجرد الانتماء لركب الصحوة والمصاحبة الخيرة دون أي جهد أو مشاركة، أو الاقتصار على حمل المشاعر المؤيدة للخير وأهله، وحضور المنتديات والدروس دون أدنى خطوة إيجابية أو مشاركة فعالة، ويتصور أن هذا غاية ما يمكن تقديمه، وأن الذهاب والإياب واللقاء مع الأخيار والتفاعل مع الأنشطة الإسلامية يكفي حتى يكون مندرجاً في قطار الدعاة إلى الله.


    9ـ إنك تُدهش حين تتأمل واقع الأمة المرير، وحاجتها لكل طاقات أبنائها على اختلاف مستوياتهم وقدراتهم، وترى في المقابل واقع ذلك الصنف من الناس الذي يتخلى عن العمل، ويمتنع عن المشاركة بحجة أنه ليس أهلاً، ولن تستطيع تفسير هذه الظاهرة، أو حل هذا اللغز إلا أنه فقد الجدية.

  5. #5

    افتراضي رد: فوائد من كتاب (( التربية الجادة ضرورة))

    نهاية الفوائد الجارحة من كتاب (( التربية الجادة ضرورة))
    (اصبر نفسك أيها القاريء معي فالخطب جلل)


    الجلسة الخامسة:


    1ـ كيف يقضي كثير من المنتسبين لجيل الصحوة أوقاتهم؟!
    إن الاعتذار بضيق الوقت يسبق كل تكليف، ويتقدم كل طلب للمشاركة أو دعوة للعمل، وهو ديباجة تقدم بين يدي المحاضرة، وفي مقدمة الكتاب، وبداية الدرس.
    لكن ضيَّق الوقت هذا يمكن أن يجد فرصة بكل سهولة لحضور وليمة تستغرق ساعات طويلة، ويستطيع أن يقابل عدداً من الأصدقاء والزملاء في جلسات منوعة، لا يجمعها إلا أنها على غير نتيجة أو عمل ذي بال.


    2ـ ضريبة التربية الجماعية:
    قد يجتاز بعض المربين عقبة ـ أن الشباب لا يتحملون البرامج الجادةـ ، ويوافق أن الشاب قادر على أن يرتقي إلى مراتب تربوية أعلى، لكنه جزء من منظومة، والتربية الجماعية ضرورة ملحة، ومن ثم فلابد لها من ضحايا، فنحن إما أن نرتقي بهذا الشاب وهذا يعني أن نضحي بمن هو دونه ممن لا يطيق التفاعل مع هذه البرامج، أو أن نقبل بوجود من هو دونه ولو أدى ذلك إلى النزول بالمستوى التربوي له فهو الآن لا يمثل نفسه، وليس هو المقياس الوحيد لمدى ملاءمة البرامج التربوية.
    وهي صورة تتكرر كثيراً، فتحجب مراتب تربوية عمن يستحقها لأنه ضحية ارتباطه في صف دراسي، أو برنامج تربوي بمن لا يتحمل، ويصبح الضعيف حينئذٍ أميرَ الركب والناس من ورائه تبعاً له.
    ومع تقديرنا للرفق بالضعيف، وتجنب القفزات المحطمة معه، نتساءل:
    ما ذنب غيره ممن سار مراحل، ويحمل مواهب وقدرات؟!.
    ألا نملك عقولاً ناضجة، وتفكيراً مستقلاً يدعونا إلى حل هذه المشكلات؟!.
    ولست أدري: لماذا تظل الأوضاع التربوية القائمة والوسائل الموروثة سوراً لا يجوز تسلقه ولا ينبغي تخطّيه؟!.
    اعتدنا في مجتمعاتنا الإسلامية أن يسير ثلاثون طالباً في فصل واحد وفيهم النابغ واللبيب الذي تفهمه الإشارة، ومَن دون ذلك، والضعيف، ومع ذلك يبذل لهم جهد واحد، ومدرس واحد، ومنهج واحد لسنوات عدة.
    وقُل مثل ذلك في سائر البرامج التربوية، ولئن كان الوضع الدراسي يحول دون تحويره عقبات كثيرة، ويحتاج لتغيير في البنية التعليمية، وقد يصطدم بآراء، ووجهات نظر، لئن كان هو كذلك فالبرامج التربوية الأخرى دونه بكثير.
    وجيل الصحوة مدعو للمراجعة الجادة لوسائله وأن لا تكون هذه الوسائل حاجزاً وعائقاً دون تحقيق أهداف طموحة يسعى إليها، وأن تنطلق الوسائل، وتحكم بالاقتناعات والمناهج التربوية، لا أن يكون العكس فتصبح المناهج خاضعة لها.
    ونستطيع أن نحافظ على البنية الجماعية في البرامج التربوية، مع الارتقاء بها إلى قدر أعلى، ثم مع ذلك نبذل جهداً آخر لفئة تحمل الطموح والتطلع.
    ولن يكون الغرب الذي يخصص مدارس ومناهج وبرامج خاصة للموهوبين والنابغين، لن يكون أحرص منا على نشئنا وجيلنا.


    3ـ الواثق بتحقيق هدفه هو وحده الذي يستطيع أن يعمل.


    4ـ من يريد أن يكون جاداً منتجاً في حياته لابد له أن يختار أحد البديلين: الخضوع المستمر للأعراف والعوائد وخسارة الحياة الجادة، أو تجاوزها والجرأة على مخالفتها.


    5ـ الواقعية والتدرج، والشعور بأن النقلة لا يمكن أن تتم في لحظات، كل ذلك يقوم بدوره في ضبط النفس لتتجنب القفزات المحطمة.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •