مازلت أذكره جيدا
كنت في انتظار محاضرة
المحاضرة هامة جدا لا يجب أن تفوتني
لكن الظهر سيؤذن حالا
لا بأس سأصليه طبعا في الجماعة الأولى في مسجد الجامعة
صليته ثم قلت لم يبق وقت كثير فلن أصلي السنة الأن !
فجرى للحاق بالمحاضرة
ثم جريت بعدها للحاق بالمحاضر
ثم أخذني الى مكتبه و لم أتركه إلا و أنا أسمع أذان العصر
لقد ضاعت مني سنة الظهر !
حزنت بشدة
لكن يبدو أن الجدار التالي بدأ يتهاوى
متى لاحظت ذرات الغبار التي بدئت تسقط من السقف ؟
لا أذكر
و لكن ما عرفته أني ضاعت مني سنة المغرب لما ذهبت للمستشفى مع بعض أقاربي
و ضاعت مني سنة الظهر مرة أخرى ( كل هذا في أقل من أربعة أيام ) لما ذهبت مع أهلي لم استطع أن اطلب منهم الانتظار حتى أصلي السنة
ثم ذات ليلة قلت سأصلي سنة العشاء لما أصعد الى البيت
و ظللت أتكلم حتى ذهبت في النوم
و كل مرة يقل أثر فقد الصلاة أثره
حتى صارت صلاة السنن هي الاستثناء
إن توفرت الظروف فعلت
و إلا
لم أفعل
الجدار الثاني يتصدع
على وشك التهاوي و أدركت خطورة الوضع
لما فقدت وردي اليومي حتى !
وقتها شعرت بالحاجة لوقفة جادة
و قمت بمحاولات بناء كثيرة
لكنها كانت كلها شكلية
كما يفعل المقاول الغشاش بدهان جدار بالي يوشك على السقوط بدهان نظيف
لا يلبس الشق أن يظهر من تحته
أو يحاول لحام الحائط بالأسمنت على الظاهر
محاولات وقتية كلها
شوية أصلي تاني كل السنن و أعاود وردي و أعاود الحفظ
ثم أفقد كل شئ
و ظللت كذلك لفترة طويلة
حتى سقط الجدار الثاني نهائيا و لم أشعر بسقوط هذا الجدار الا بسماع الطرق على الجدار الثالث
جيوش الشيطان وصلت الى مكان لم تصل له من قبل
بالأمس كنت أغض بصري و كان مجرد وقوع بصري على محرم و لو بدون قصد كاف للغاية لأشعر بالمرارة طيلة اليوم
اليوم لم يعد الأمر بنفس القوة
أنا ايه ذنبي ؟
ثم صار غض البصر معركة حقيقية
إن جنود الشيطان الأن يحتلون قلبي حصنا بعض حصن
لقد وصلوا الى مكان خطير
و النساء حبائل الشيطان كما علمنا رسولنا صلى الله عليه و سلم
و ما أيس الشيطان من شئ قط إلا و أتاه من قبل الناس كما علمنا رسولنا صلى الله
عليه و سلم
و أول فتنة بني اسرائيل كانت في النساء كما علمنا رسولنا صلى الله عليه و سلم
إن الشيطان الأن يقرع أضعف باب يمكن أن يدخل منه
إنه لا يزال لا يستطيع
لكن يوما بعد يوم سيزداد قوة و شراسة و بأسا
يوما بعد يوم في غياب الحامية التي تدافع عن قلبي
سيفعل
أنا واثق من هذا
أعلم أن ما أفعله هو مجرد محاولات يائسة من ملك بائس في حصن محاصر حصارا هائلا يمنعه من كل شئ
العدو خلفه و يحاصروه
و هو قليل الحيلة
كل ما بين يديه جدار من الواضح أنه لن يتحمل الضربات المتتالية
و لقد نجحوا في فتح ثغرة
كانت هذه الصغرة بدئت حينما صار يشعر أن النظرة المفاجئة بعد أن كانت شؤما صار يفكر فيها بعد مضيها
صار يفكر كثيرا فيها
إن زميلته في الجامعة التي ترتدي ثيابا سيئة
لا يستطيع أن ينكر أنها فعلا على درجة من الجمال , هو يبغض ثيابها
لكن ماذا لو صارت ملتزمة ؟ لعله سيتزوجها !
جارته التي رئاها مرات و مرات لم يعد يشعر بنفس الضيق اذا رئاها في شرفه منزلها
لقد حدث له إلف معصية
لقد اعتاد عليها و ألفها و لم تعد تؤثر فيه
ثم سقطت ثغرة أكبر
الشيطان يلعبها بذكاء حقا
لقد صار يعتبر النظرة مفاجئة مغنما حقا !
ما ذنبه هو ؟
لقد نجح الشيطان الخبيث
ثم ................
ثم أسقط الشيطان برجا هاما في قلعة الملك المسكين
لقد نظر اليوم حسام الى جارته عن عمد
لقد ندم كثيرا
و ندم
و بكى
لم يبك من خشية الله منذ فترة طويلة
لكنه فعلها الأن
إن الشيطان الأن يبتسم في خبث
إنه سيعود
حتما سيعود
المشكلة في علاقتنا مع الشيطان
أنه يختار أضعف مكان و يحاول ضربه
و ما لم ترم له طعما مناسبا الا و سيدخل لكل شئ في دينك
و هذه أهمية صلوات النوافل , أن يظل الشيطان يحارب في مكان بعيد عن أرضه
لقد امتنع عن النظر و لكن لم يضع واقيا أخير يقيه من الشيطان من عبادات و طاعات
الشيطان يبتسم في ظفر
لقد فعلها الفتى ثانية
هذه المرة شعر ببعض الندم
ثم نسي الأمر برمته
ثم اعتاد عليه تماما !
لقد صار ينظر للفتيات خلسة
بل و يراقف شرفة جيرانهم بانتظار جارته
لقد فتح الحصن تماما و صار جاهزا للالتهام
حصن غض البصر !!
ثم جاء دول الحصن التالي
المفسديون
الدور دوره
حدثني صديقي عن قناة كذا الفضائية
إنها قناة دينية منضبطة و لا غبار عليها هكذا أخبرني
عظيم سأعود لأشاهدها
هذا صحيح فعلا إن مشايخ الدعوة المعتمدون يظهرون على شاشتها
لا يضايقني الا عندما أفتح التلفاز أني اضطر لتغيير بعض القنوات الخليعة
مرة في مرة في مرة
صرت بحاجة لمعرفة الأخبار !
لأفتح قناة الجزيرة
إن بها برامج طيبة
لكن المذيعات
لا تضحك على نفسك أنت لا تغض بصرك فهل تغضه عما يفيدك ؟ ( كذا ضحك الشيطان علي )
فتليها العربية
ثم يقل العودة الى القناة الدينية
مرة في مرة في مرة
يااااااااااه هذه القناة تعرض نهائي كأس انجلترا
لا أرى مانعا من خمس دقائق
خمس دقائق لأرى هل ما زال أوين يلعب بنفس مستواه ؟؟
ترى هل لا زال فريقي الانجليزي المفضل بنفس المستوى ؟
الخمس دقائق يتخللها هدف جميل
إنه يفرح يعاوده العصبية القديمة الشوط أنتهى
لا مانع من سماع التحليل
المذيع يذكر المشاهدين بمباراة هامة في دوري مصر غدا انها مباراة القمة كما يقولون
عظيييييييم لم أشاهد مباراة مثل هذه منذ زمان
اليوم التالي يجلس ليشاهد المباراة
ينتظرها بشغف
الاعلانات كل دقيقة
في البداية يتأفف من العاريات العاريات
ثم لا يجد الأمر بهذا السوء
ثم فجأة يظهر نجمه المفضل في اعلان
فيشاهده و لا يغض بصره فيريى فتيات عاريات
فيعاود الشيطان الدخول في القلعة المحترقة أصلا !
ثم تبدأ المباراة
و تسخن أحداثها
الحكم يظلم الفريق الذي يفضله
لا يدري كيف حدث هذا
لكن العصيبة القديمة عاودته
ثم أطلق سبة لم يقولها منذ فترة طويلة
لم ينتبه لها
ثم الكرة أمام المرمى
فيضيعها اللاعب
أقوم غاضبا
ال***
كيف أضاعها
إنه الغضب
لقد طرق الشيطان بابا اخر
العصبية الغضب السباب
هل شاهدت هذا المشهد من قبل ؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟
سيارة فوق أرض مائلة دون فرامل
إنها تهوي في البداية ببطء شديد ثم تسير بتسارع هائل
هذا ما حدث معه تماما
إن المفسديون نجح نجاحا منقطع النظير
لقد أعاد الحياة لكل الشياطين التي وئدت منذ أعوام
اليوم صارت حرة طليقة
فقط ينقص شئ واحد يقوم به المفسديون
و يصبح زعيما لا تعارض كلمته
الأفلام !
لم يكن بقوة كافية أصلا لصد هذا الهجوم
إن دفاعاته على تلك النقطة مهلهلة ضعيفة
و كيف لا ؟
إنه الأن سب و عاد اليه التعصب
أي بحاجة الى الضحك و لا مانع إن كان فيه غيبة او استهزاءا بالغير
يقلب القنوات بحثا عن الجزيرة
تقع عيناه على هذا الفيلم
كنت أحبه كثيرا
لأنتظر دقائق و كلما جائت امرأة أغض بصري
و حدث هذا فعلا
لكن لنهاية الفيلم
ندم يعقب تلك اللذة
لكن هذا لم يمنعه من أن يبحث في اليوم التالي بنفسه و يفتش عن فيلم جديد مما كان يحبهم
يشاهده
و مرة في مرة في مرة
لقد صار يشاهد الأفلام و لا يغض بصره
لقد ربح المفسديون الجولة عن جدارة
ربحها باكتساح
إن الشاب الصغير
لم يتحمل بضع ضربات منه
لم يبق أمامه الا القليل جدا و يصل لمبتغاه
و قد فعل ...................
لازلت نفس الشاب الملتح
لم يتغير الكثير في هيئتي الظاهرة
ظللت على هذا الحال فترة
ثم بدئت المعاصي تطل برأسها القبيح
بعد أن كنت أنتصر عليها في معركة تلو الأخرى
صارت اليوم لها الغلبة عليا
تنين قبيح يحتل عالمي يوما بعد يوم
حتى ضرب أقذر ضرباته في ذلك التوقيت
صلاة الفجر !
لم أتصور أني يمكن أن أصاب بكل هذا الحزن
لكني فعلت فعلا لما أضعت الفجر هذه الليلة
المشكلة أني سمعت الأذان حقا و نمت بعدها من التعب
شعرت بندم شديد و صليتها و أنا أشعر بضيق لا حد له
و ظللت مكتئبا طوال اليوم
اليوم التالي لم استيقظ
كما لو كان عقابا لي على تلك الليلة
صرت أشعر بحزن لا نهاية له
أنا أضيع فعلا
ثم صرت لا استيقظ
ثم صرت أظبط منبهي على موعد الكلية
و أقول لو صحيت أصلي و الا فلا تفوتني الكلية !!!
صرت أتخلف عن الجماعة فلا أتيها الا متأخرا جدا
لقد ضربت في عمود الدين
إن البيت كله يتصدع
لم يسقط بعد
و لكن على وعد بأن يفعل
متى ؟
لا أدري
لكن يبدو أن النهاية دانية جدا
الأمر صار أخطر الأن
أنا بقيت على وشك اني أسيب الكلية
يمكن الحاجة الوحيدة الي رابطاني بالالتزام هي الصحبة
لو سبتها هيتقطع الحبل الواهي الي رابطني بالالتزام
أنا لعبت لعبة خطرة
لم أدر خطورتها
هل رئيت هذا المشهد من قبل ؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟
رجل يقف على افريز الشرفة
إنها لمتعه خطيرة
لو لم يمت فسيكون قد قضى وقتا طيبا
و لكن الخطورة كبيرة حقا
و لم يدر المسكين أنه أساء قدرات نفسه ثم هوى من حالق !
مد يده لعل أي يد تتشبث بها
لم يجد
هل تتخيل هذا المشهد ؟
كرة على شفا جرف هار
يريد أن ينزل ليأخذها
الكل يحذره
الأمر أحقر من أن يخاطر لأجله
لم ذاك ؟
كلها وقت قليل و أعود
يذهب لإحضار الكرة
إنه منحدر و لكن خطوته بطيئة ما زال يملك نفسه
لكن فجأة بدئت سرعة تزداد
تزداد بجنون
الحافة ناعمة أكثر مما ينبغي إنه يقترب
يقترب .......................
يقترب ...............
يقترب ........
يقترب ..
يقترب
يقت
يق
ي
لقد جاء الوقت
اتخرجت خلاص
كنت دائما أقول لنفسي
أول ما اتخرج و اتوظف في أي شغلانة
أتزوج من أخت
و أصلح من أحوالي كلها
هعرف أغض بصري
و هي تنصحني
حان الوقت لأفعل هذا
بدئت في البحث عن وظيفة مناسبة
و لم أجد
و زاد ضغط أهلي
أنت بقيت رجل كبير و مسئول
و عيبة أوي لما نروح عند أقرابنا و متروحش معانا
لكن يا ماما الاختلاط ........
تقاطعه أمه
اختلاط ايه ؟
هو احنا عندنا بنات عريانة و لا حاجة ؟
احنا بناتنا كلهم محجبات و زي الفل
يا ماما مش هينفع صدقيني
يعني ايه مش هينفع ؟
لازم
__________________