بسم الله الرحمن الرحيم

نثرتِ على الأرض نور السماء
ورقرقتِ في الكون أصفى نداء
وزينتِ منه الدنا والورى
وأترعتِ منه المدى والفضاء
وفجرتِ في كل حرف بهيّ
فيوضا من العز رِفق الثناء
وأطلقتِ في الكائنات ابتهالا
يسبح بالحمد دون عناء
ويشدو بتوحيد مَن لا إله
سواه ، ولو كابر الجهلاء
فيا لحروفك معنى ومبنى
ترش الهدى ، وتريق الضياء
وتفرش بالذكر درب الهداةِ
وترفع بالحق خير لواء
ويا للتراتيل يندى بها
نهارٌ وليلٌ : صباحَ مساء
يعانقها من شذى الفجر طهر
ويسبح فيها الضحى بالدعاء
ويا للتسابيح قدسيَّةًّ
تََغَلْغَلُ في أصلِ كل بناء
تناغَمُ بالحمد سرا وجهرا
وترقَى ، فيلقى صداها البهاء
ويا للترانيم عفوية
تَذَلَّلُ لله ذي الكبرياء
وتغمر كف الخشوع بنبض
يسوق الضراعة طيَّ البكا
حدوتِ الخلائق في كل حين
إلى شاطيء يحتفي بالنجاء
وسقت الأمان إلى الكون نورا
تساقى سناه خطى الأنبياء
تلاقوا على ضفة الدين زُهْرا
وما اختلفت سبْلهم في الدعاء
وما جمعتهم سوى دعوة
لتوحيد ذي العز والكبرياء
فمن آدم ، وإلى أحمدٍ
يجلي نداها السنا والسناء
وينشر للناس معنى الحياة
مكرَّمة تحتمي بالإباء
معززة بالإخاء النبيل
فلا فقراء ولا أغنياء
ولكن سباق لنيل العلا
بتقوى الإله ، ورفض الثناء
هي الحق للخلق إن يرتجوا
ندى العدل في عيشهم والقضاء
وظل الأمان لمن يبتغي
حياة يرفرف فيها الرخاء
وحصن يؤم حماه البرايا
سواءٌ رحيلهمُمُ والثواء
فيارب آنس بها وحشتي
إذا انصرف الأهل والأصدقاء
ويارب نوِّر بها ظلمتي
إذا ما الدجى لِيَ صار الرداء
ويارب ثبت بها حجتي
إذا ارتج عند السؤال الهجاء
وياربيَ ارحم بها غربتي
وأكرم بها نزلي في العراء
ووسع بها مدخَلي حين أغدو
رهين التراب صباح مساء
بها نقِّني من خطاياي فضلا
وطهِّر ذنوبي بدمع الرجاء
أجرني بها يا إلهي إذا ما
أقيم الصراط ، وكان النداء