تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: هل ترك الإمام أحمد الأنين في المرض؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي هل ترك الإمام أحمد الأنين في المرض؟

    روي أن الإمام أحمد رحمه الله أصيب بوجع فدخل عليه بعض أصحابه، وهو يئن من المرض، فقال الإمام أحمد له: حدثنا فقال: حدثنا فلان عن فلان، عن طاوس أنه كان يكره الأنين في المرض،
    ما صحة هذه القصة عن أحمد ابن حنبل ؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: هل ترك الإمام أحمد الأنين في المرض؟

    عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : ما من شيء يتكلم به ابن آدم إلا ويكتب عليه حتى أنينه في مرضه ، فلما مرض الإمام أحمد فقيل له: إن طاووساً كان يكره أنين المرض ، فتركه .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: هل ترك الإمام أحمد الأنين في المرض؟

    قال الشيخ الحويني - حفظه الله -:
    فأنت في أول بحثك حتى لا تتوه اطلب سير الصحابة، واقرأ تراجمهم، وانظر كيف كانوا يركعون ويسجدون، كيف كانوا يذكرون الله عز وجل، ثم انظر في سير التابعين، وكيف تأسوا بهؤلاء الصحابة حتى تتدرج إلى العلماء المتبوعين، الأئمة الكبار كـ أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد والأوزاعي وإسحاق بن راهويه، كل هؤلاء السادة عندما تقرأ سيرهم وتمشي على طريقهم ولو تقلدهم في بعض ما تقرأ، لا تقرأ إزجاءً للفراغ، فمثلاً روي أن الإمام أحمد رحمه الله أصيب بوجع فدخل عليه بعض أصحابه، وهو يئن من المرض، فقال الإمام أحمد له: حدثنا -وأحمد هو أحمد والذي يحدثه لا يبلغ في علمه نصف أحمد - فقال: حدثنا فلان عن فلان، عن طاوس أنه كان يكره الأنين في المرض، قال: فما أنَّ أحمد بعدها، فـ طاوس تابعي وأي حجة في كلام التابعي أو في فعل التابعي إنما الحجة في كلام الله ورسوله، والتأسي يكون بالصحابة، لكن الإمام أحمد بن حنبل لا يجهل قدر طاوس، وكانوا إذا رأوا كلمة الحكمة تخرج من أي فمٍ وصادفت عندهم موضعاً يتبعونها، ولما سئل بعد ذلك عن أنين المريض قال: أكرهه؛ لأن طاوس كان يكرهه، فالإنسان يتأسى بمن سبقه من أهل العلم.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: هل ترك الإمام أحمد الأنين في المرض؟

    جزاكم الله خيرا.

  5. #5

    افتراضي رد: هل ترك الإمام أحمد الأنين في المرض؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس مشاهدة المشاركة
    روي أن الإمام أحمد رحمه الله أصيب بوجع فدخل عليه بعض أصحابه، وهو يئن من المرض، فقال الإمام أحمد له: حدثنا فقال: حدثنا فلان عن فلان، عن طاوس أنه كان يكره الأنين في المرض،
    ما صحة هذه القصة عن أحمد ابن حنبل ؟
    أخرج أبو نعيم في الحلية بسند صحيح فقال:
    حَدَّثَنَا أَبِي، ثَنَا أَحْمَدُ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ لِي أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، وَذَكَرَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الآخَرِ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ: " أَخْرِجْ كِتَابَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ "، فَأَخْرَجْتُ الْكِتَابَ، فَقَالَ:
    " أَخْرِجْ أَحَادِيثَ لَيْثٍ "، قَالَ: قُلْتُ لِطَلْحَةَ: إِنَّ طَاوُسًا كَانَ يَكْرَهُ الأَنِينَ فِي الْمَرَضِ، فَمَا سُمِعَ لَهُ أَنِينٌ حَتَّى مَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ، فَقَرَأْتُ الْحَدِيثَ عَلَى أَبِي، فَمَا سَمِعْتُ أَبِي أَنَّ فِي مَرَضِهِ ذَلِكَ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللَّهُ". اهـ.

    وأخرج ابن الجوزي في الثبات عند الممات بإسناد حسن فقال:
    أَخْبَرَنَا ابْنُ نَاصِرٍ، قَالَ: أَخَبَرَنَا عَبْدُ الْقَادِرِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْبَرْمَكِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْدَكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ:
    قَالَ صَالِحٌ: وَقَالَ لِي أَبِي: جِئْنِي بِالْكِتَابِ الَّذِي فِيهِ حَدِيثُ ابْنِ إِدْرِيسَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ الأَنِينَ، فَقَرَأْتُهُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَئِنَّ إِلا فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي تُوُفِّيَ فِيهَا ". اهـ.
    والله أعلم.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: هل ترك الإمام أحمد الأنين في المرض؟

    فتح الله عليكم .

  7. #7

    افتراضي رد: هل ترك الإمام أحمد الأنين في المرض؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس مشاهدة المشاركة
    فتح الله عليكم .
    وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    المشاركات
    145

    افتراضي رد: هل ترك الإمام أحمد الأنين في المرض؟

    جزاكم الله خيرا

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: هل ترك الإمام أحمد الأنين في المرض؟

    حكم التوجع والأنين ، وقول وا جسدي حال المرض

    238543


    السؤال


    ما حكم قولي وا جسدي ، أو آخ عند الألم هل هذا ينافي الصبر الواجب عند البلاء ؟

    نص الجواب



    الحمد لله
    الشكاية والتوجع والأنين في المرض لها حالان :
    الأولى: أن يصدر ذلك من المريض من باب الإخبار عن حاله ، أو من باب التنفيس والتخفيف عن النفس ، بسبب شدة الوجع والمرض ، فهذا لا حرج فيه ، ولا ينافي الصبر الواجب .
    كأن يقول الشخص : إني مريض أو إني وَجِع ، أو واجسداه ، أو وارأساه ، أو نحو ذلك من العبارات ، أو يُصدر صوتاً يدل على تألمه ووجعه .
    وقد روى البخاري في صحيحه (5666) عن أم المؤمنين عَائِشَة رضي الله عنها ، أنها قالت:" وَا رَأْسَاهْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( ذَاكِ لَوْ كَانَ وَأَنَا حَيٌّ فَأَسْتَغْفِرَ لَكِ وَأَدْعُوَ لَكِ) !! فَقَالَتْ عَائِشَةُ: وَا ثُكْلِيَاهْ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَظُنُّكَ تُحِبُّ مَوْتِي ، وَلَوْ كَانَ ذَاكَ، لَظَلِلْتَ آخِرَ يَوْمِكَ مُعَرِّسًا بِبَعْضِ أَزْوَاجِكَ !!
    فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (بَلْ أَنَا وَارَأْسَاهْ) " .
    وترجم البخاري رحمه الله ، على هذا الحديث في صحيحه : "بَابُ قَوْلِ المَرِيضِ: " إِنِّي وَجِعٌ، أَوْ وَا رَأْسَاهْ، أَوِ اشْتَدَّ بِي الوَجَعُ" انتهى .
    وينظر للفائدة : "فتح الباري" (10/123-124) .
    قال ابن مفلح رحمه الله :
    " وَقَالَ صَاحِبُ الْمُحَرَّرِ: يُخْبِرُ بِمَا يَجِدُهُ لِغَرَضٍ صَحِيحٍ ، لَا لِقَصْدِ شَكْوَى" ، وَاحْتَجَّ أَحْمَدُ بِقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِعَائِشَةَ لَمَّا قَالَتْ : وَا رَأْسَاهْ، قَالَ: (بَلْ أَنَا وَارَأْسَاهُ) .
    وَاحْتَجَّ ابْنُ الْمُبَارَكِ بِقَوْلِ ابْنِ مَسْعُودٍ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنَّك لَتُوعَكَ وَعْكًا شَدِيدًا قَالَ: (أَجَلْ كَمَا يُوعَكُ رَجُلَانِ مِنْكُمْ). مُتَّفَقٌ عليه .
    وفي الفنون : قوله تعالى: ( لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً ) يَدُلُّ عَلَى جَوَازِ الِاسْتِرَاحَةِ إلَى نَوْعٍ مِنْ الشَّكْوَى عِنْدَ إمْسَاسِ الْبَلْوَى .
    قَالَ: وَنَظِيرُهُ: (يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ) و (مَسَّنِيَ الضُّرُّ) و(مَا زَالَتْ أُكْلَةُ خَيْبَرَ تُعَاوِدنِي) .
    وَفِي "تَفْسِيرِ ابْنِ الْجَوْزِيِّ" فِي الْآيَةِ الْأُولَى: هَذَا يَدُلُّ عَلَى إبَاحَةِ إظْهَارِ مِثْلِ هَذَا الْقَوْلِ عِنْدَمَا يَلْحَقُ الْإِنْسَانُ مِنْ الْأَذَى وَالتَّعَبِ، وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ شَكْوَى." انتهى ، من "الفروع" (3/255) ، وينظر أيضا : "الآداب الشرعية" له (2/174) .
    قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
    " فهذا اجتمع فيه سنتان : إقرارية ، وقولية ؛ أما الإقرارية : فإن النبي صلى الله عليه وسلم أقر عائشة عندما قالت : ( وارأساه ) ، وأما القولية : فهو نفسه قال : ( وارأساه ) .
    وعليه : فإن الإنسان إذا قال : وا رأساه ، وا بطناه.. ، أو ما أشبه ذلك : فلا حرج ؛ بشرط ألا يقصد بذلك أن يشكو الخالق إلى المخلوق ، بل يقصد التوجع مما قضاه الله عليه .
    فإذا كان مجرد خبر : فهذا لا بأس به ، ولاسيما إذا كان يذكر هذا عند من يريد أن يعالجه ؛ لأنه خبر مجرد ، ليس المراد به الاعتراض والتسخط على قضاء الله وقدره .." .
    انتهى من "شرح رياض الصالحين" (4/506) .
    الثانية : أن يقصد بذلك التوجع والأنين ، شكاية الخالق للمخلوق ، والتسخط والاعتراض على القدر ، فهذا هو المذموم ، وفيه منافاة للصبر .
    جاء في " فتح الباري " (10/124) :
    " وَجزم أَبُو الطّيب وابن الصَّبَّاغِ وَجَمَاعَةٌ مِنَ الشَّافِعِيَّةِ : أَنَّ أَنِينَ الْمَرِيضِ وَتَأَوُّهَهُ مَكْرُوهٌ ، وَتَعَقَّبَهُ النَّوَوِيُّ فَقَالَ : هَذَا ضَعِيفٌ أَوْ بَاطِلٌ ؛ فَإِنَّ الْمَكْرُوهَ مَا ثَبَتَ فِيهِ نَهْيٌ مَقْصُودٌ ، وَهَذَا لَمْ يَثْبُتْ فِيهِ ذَلِكَ ، ثُمَّ احْتَجَّ بِحَدِيثِ عَائِشَةَ فِي الْبَابِ ، ثُمَّ قَالَ : فَلَعَلَّهُمْ أَرَادُوا بِالْكَرَاهَةِ خِلَافَ الْأَوْلَى ، فَإِنَّهُ لَا شَكَّ أَنَّ اشْتِغَالَهُ بِالذِّكْرِ أَوْلَى. اهـ .
    وَلَعَلَّهُمْ أَخَذُوهُ بِالْمَعْنَى ، مِنْ كَوْنِ كَثْرَةِ الشَّكْوَى ، تَدُلُّ عَلَى ضَعْفِ الْيَقِينِ ، وَتُشْعِرُ بِالتَّسَخُّطِ لِلْقَضَاءِ ، وَتُورِثُ شَمَاتَةَ الْأَعْدَاءِ .
    وَأَمَّا إِخْبَارُ الْمَرِيضِ صَدِيقَهُ أَوْ طَبِيبَهُ عَنْ حَالِهِ ، فَلَا بَأْسَ بِهِ اتِّفَاقًا " انتهى .
    وقال ابن القيم رحمه الله :
    " وأما الأنين ، فهل يقدح في الصبر ؟ فيه روايتان عن الامام أحمد .
    قال أبو الحسين: أصحهما الكراهة ؛ لما روي عن طاوس أنه كان يكره الأنين في المرض ، وقال مجاهد : كل شيء يكتب على ابن آدم مما يتكلم حتى أنينه في مرضه ؛ قال هؤلاء : وإن الأنين شكوى بلسان الحال ينافي الصبر .
    والرواية الثانية : أنه لا يكره ولا يقدح في الصبر .
    قال بكر بن محمد عن أبيه : سئل أحمد عن المريض يشكو ما يجد من الوجع ، فقال : تعرف فيه شيئا عن رسول الله ؟ قال : نعم ، حديث عائشة : " وارأساه " ، وجعل يستحسنه .
    والتحقيق : أن الأنين على قسمين :
    1. أنين شكوى ، فيكره .
    2. وأنين استراحة وتفريج ، فلا يكره ، والله أعلم " انتهى من " عدة الصابرين" (ص/272) .
    وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
    " ولا شك أن أنين المريض إذا كان ينبئ عن تسخط ، فإنه يكتب عليه ، أما إذا كان بمقتضى الحُمَّى ، فإن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها " .
    انتهى من " شرح العقيدة السفارينية " لابن عثيمين (ص/424) .
    وللفائدة ينظر في جواب السؤال رقم : (228754) .
    والله أعلم .


    المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب




  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: هل ترك الإمام أحمد الأنين في المرض؟

    حكم وضع دعاء بقصد الشكاية في " الواتس أب "

    228754


    السؤال


    ما حكم من يضع على الوتس أب صورة أو حالة يكون فيها دعاء ( يا رب ارزقني شافيني ) وهو لا يقصد فيها الدعاء ، ولكن يقصد بالدعاء أن يشكي حالته للناس وليس لله ، هل هذا من أنواع الشرك بالله ؟
    نص الجواب



    الحمد لله
    أولاً :
    يجوز للإنسان أن يضع في حالته على " الواتس أب " ، ذكراً من الأذكار أو دعاءً من الأدعية ، مثل : ( يا رب ارزقني ، أو سبحان الله وبحمده ) ونحو ذلك ، مادام أن اللفظ الموضوع في الحالة ليس فيه محذور شرعي ، كأن يكون لفظ الدعاء فيه اعتداء ، فهذا لا يجوز .

    وينظر للفائدة في مسألة الاعتداء في الدعاء إلى جواب السؤال رقم : (41017) ، وجواب السؤال : (128084) .

    ثانياً :
    إخبار الشخص غيره بما عليه من حال ، من مرض أو فقر أو بلاء ونحو ذلك ، إن كان الغرض من الإخبار : مجرد إعلام وإخبار فقط ، فهذا لا بأس به ، وأما إذا كان القصد من ذلك الإخبار : شكاية الخالق للمخلوق ، والاعتراض والتسخط على قضاء الله ، فهذا إخبار مذموم ؛ وفيه دلالة على أن ذلك العبد غير صابر على ما كتبه الله وقدره عليه .

    قال القرطبي رحمه الله :
    " فَأَمَّا الشَّكْوَى عَلَى غَيْرِ مُشْكٍ ( أي : لمن لا يؤمل منه إزالتها ) فَهُوَ السَّفَهُ ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ عَلَى وَجْهِ الْبَثِّ وَالتَّسَلِّي " انتهى من " تفسير القرطبي " (9/253) .

    وقال ابن القيم رحمه الله :
    " إخبار المخلوق بالحال ، فإن كان للاستعانة بإرشاده أو معاونته والتوصل إلى زوال ضرر ، لم يقدح ذلك في الصبر ، كإخبار المريض للطبيب بشكايته ، وإخبار المظلوم لمن ينتصر به بحاله ، وإخبار المبتلى ببلائه لمن كان يرجو أن يكون فرجه على يديه ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل على المريض يسأله عن حاله ، ويقول : ( كيف تجدك ؟ ) ، وهذا استخبار منه واستعلام بحاله " انتهى من " عدة الصابرين " (ص/271) .

    وجاء في " الآداب الشرعية " لابن مفلح رحمه الله (2/174) :
    " وَقَالَ الشَّيْخُ مَجْدُ الدِّينِ فِي شَرْحِ الْهِدَايَةِ : وَلَا بَأْسَ أَنْ يُخْبِرَ بِمَا يَجِدُهُ مِنْ أَلَمٍ وَوَجَعٍ لِغَرَضٍ صَحِيحٍ ، لَا لِقَصْدِ الشَّكْوَى " انتهى .

    وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
    " كتمان المرض خير من إعلانه ، لكن إعلانه والإخبار به ، لا على وجه الشكوى : لا بأس به ؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( وارأساه ) . فإذا سئل المريض : لا بأس عليك ، ما الذي فيك ؟ وقال : فِيَّ كذا وكذا ، بدون أن يقصد بهذا التشكيَ ، وإنما يقصد الإخبار : فلا بأس ؛ ولهذا كان بعض المرضى يقول ، إخباراً لا شكوى : فِيَّ كذا وكذا ، ومن المعلوم أن العاقل لا يمكن أن يشكو الخالق إلى المخلوق ؛ لأن الخالق أرحم به من نفسه وأمه ، والشكاية للمخلوق تنافي الصبر ؛ لأن مضمونها التسخط من قضاء الله وقدره ، وما أصدق قول الشاعر:
    وإذا شكوت إلى ابن آدم إنما ……تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم " .
    انتهى من " فتاوى نور على الدرب " لابن عثيمين .

    وعليه ، فلو كان قصد واضع ذلك الدعاء على " الواتس أب " ، الاعتراض على القدر ، وشكاية الخالق إلى المخلوق ، فهذا غرض وقصد مذموم ، وصاحبه واقع بذلك فيما ينافي الصبر .

    قال ابن القيم رحمه الله :
    " لما كان الصبر : حبس اللسان عن الشكوى الى غير الله ، والقلب عن التسخط ، والجوارح عن اللطم وشق الثياب ونحوها ؛ كان ما يضاده واقعا على هذه الجملة ، فمنه الشكوى إلى المخلوق ، فإذا شكا العبد ربه إلى مخلوق مثله ، فقد شكا من يرحمه إلى من لا يرحمه " .
    انتهى من " عدة الصابرين " (ص/271) .
    وينبغي للمسلم أن ينزل حاجته وشكواه بربه ، وأن يعلق قلبه به ، فهو سبحانه قاضي الحاجات وكاشف الكربات وشافي الأبدان والقلوب من أسقامها ، كما قال تعالى عن يعقوب عليه السلام : ( إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) يوسف / 86 .

    وينظر للفائدة إلى جواب السؤال رقم : (219462) .


    والله أعلم .

    المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب




الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •