تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: إنه إنسان مثلك!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    المشاركات
    360

    افتراضي إنه إنسان مثلك!

    إنه إنسان مثلك!
    ****************
    الإنسان أخو الإنسان؛ محتاج بالضرورة الحياتية إلى التعامل معه، وليس بمقدوره أن يعيش منفرداً.
    فهو مدني بالطَّبع..
    يصدق هذا على المصالح الدنيوية: العمل، والتجارة، والزواج، والسفر، والدفاع، والهجوم، والمعاملات المختلفة..
    سواء كانت معاملات معاوضة أو إرفاق، وسواء كان في اختلاف أو اتفاق.
    ويصدق على المصالح الأخروية؛ كالصلاة، والحج، والجهاد..
    ويمكن فرز مستويين مختلفين من العلاقة الإنسانية:
    1- علاقة طويلة: العلاقة الأسرية، والزوجية، والشراكة، والصداقة والجوار.
    2- علاقة عابره: كأن تقابل إنسانا عرضاً في سوق أو طائرة أو مجلس وتنتهي تلك العلاقة بانتهاء السبب.
    كما يمكن فرز نوعين متعارضين من العلاقة:
    1- علاقة وديَّة قائمه على التَّساعد والصحبة وروح الفريق.
    2- علاقة ضديَّه قائمه على التناقض، والمباعدة، والخصومة أو العداوة.
    في جميع الحالات تفتقر العلاقة -حتى لو كانت حرباً ضروساً- إلى معرفة نفسية الطرف الآخر، ودوافعه، وكيف يُفكِّر.
    حين تعرف أن الإنسان الذي تواجهه هو بشر مثلك من حيث الجنس، فهذا يعني أن تتعامل معه بالطريقة التي تحب أن يعاملك الآخرون بها، «وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِى يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ».
    وربما اختصر هذا عناءً طويلاً، ووفَّر وقتاً وجهداً، على أنه يحتاج إلى تدريبٍ طويل، ومراسٍ مستديم، ولذا جاء في التنزيل: (لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَات ُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً)(النور: من الآية12)، (وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ)(ال حجرات: من الآية11)، فمهما ظنَّ الإنسان بأخيه سوءاً فكأنه ظنَّ بنفسه، وإن لمز فكأنه يلمز نفسه.
    المعرفة العامة بالطبيعة البشرية تؤكد لك أن الناس (مثلك)، يُحبون من يبتسم لهم، ويمنحهم التقدير والقيمة والأهمية والاحترام، ويُنصت لهم جيداً، ويتعاطف مع مشكلاتهم، ويتعاطى مع همومهم؛ يريدون من يفرح لنجاحاتهم وإنجازاتهم مهما بدت صغيره، ومن يُقدِّم لهم الدَّعم والمساندة والمؤازرة.
    بصفة عامة يحبون الإنسان اللطيف الهادئ الليِّن.
    ويكرهون الصَّلف العنيف «الْحُطَمَةُ»، كما سماه النبي -صلى الله عليه وسلم- لأنه يحطم الناس، ولا يقيم وزناً لمشاعرهم وأحاسيسهم، ولا يراعي انفعالاتهم النفسية، ولا يؤدي حقوقهم، بينما يطلب حقه كاملاً موفوراً.
    وثمَّ قَدْرٌ أخص من المعرفة بالإنسان الذي تعامله مبني على قياسه مع شخصك وظرفك الخاص وميلك وهو أمر زائد على الطبيعة العامة للبشر.
    أنت عانيت ظروفاً في طفولتك، وواجهت تحديَّات، وارتكبت أخطاء، وورثت طبعاً ومزاجاً من والديك، وتعرَّضت لنمط خاص من التربية والتعامل؛ في البيت، وفي المدرسة، وفي الشارع.. وانعكس أثر بيئتك الخاصة على نفسيتك، وانفعالاتك، ومزاجك؛ فأنت عالَم متفرد فيه ما تحب وما لا تحب، وما تخفي وما تعلن، وما تفهم وما يستغلق عليك فهمه من نفسك.
    وَتَزعُمُ أَنَّكَ جُرمٌ صَغير وَفيكَ اِنطَوى العالَمُ الأَكبَرُ
    الناس كلهم كذلك، وحين تفهم هذا جيداً سيزول عنك الاستغراب من تصرّفاتهم، وتتسع لديك دائرة العذر.
    من يتعامل مع الناس جميعاً وكأنهم نمط واحد، وينسى خصوصية كل فرد منهم وتميّزه لا يُفلح، وسيظلمهم ويظلم نفسه.
    وثَمَّ قَدْرٌ من المحاسنة والطيبة والاحتواء يصلح للناس جميعاً إلا من أبى.
    لم يكن غريباً ولا مفاجئاً أن تتكاثر نصوص القران في الدعوة إلى (الْحُسْنَى)، و(القول الكريم) و(الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)، و(الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ)، و(اللِّين)، و(التثبُّت)، و(التَّبيُّن)..
    والنهي عن (الفظاظة)، و(الغلظة)، و(الأذى)، و(سوء الظن)، و(الجهالة) و(اللَّغْو)..
    ويُستثنى من ذلك حالة الحرب؛ التي تقتضي بطبيعتها اللجوء إلى القوه والإغلاظ والشِّدة، (حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا)(مح مد: من الآية4).
    ولم يكن غريباً ولا مفاجئاً أن تكون السيرة النبوية العطرة تفسيراً عملياً بشرياً يؤكد أن تلك التعاليم ليست في فلك المثالية والتَّنظير الطائر، بل كان خُلُقه القرآن، وهكذا كان (الخُلُق)؛ الذي هو فن التعامل مع الآخرين دليلاً عملياً على أن التحقيق العملي لهذه المبادئ الرفيعة أمر ممكن ومقدور، بل و(يَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ).
    رجل من العرب عاش في أم القرى، ونشأ في مجتمعها القَبَليّ، ورضع في صحرائها، وقدَّم المثل الرائع في الصبر واحتمال الأذى وتجاوز العقبات، ثم في النجاح في الميدان العملي، والتخطيط السليم، والرؤية البعيدة، ثم في الصفح والتسامح وطيّ صفحة الماضي، ورفع شعار العفو، وأفلح في استيعاب من حوله حتى من خصومه وأعدائه بالأمس.
    ليُبيِّن لنا أن لا عذر لأحد في الاحتجاج ببيئته وظروف من حوله، أو الانسياق مع موروث اجتماعي ميال للشِّدة والقسوة والمصادرة، متهيئ للقطيعة وإعلان الحرب، وسرعة التصنيف، ولذة الاتهام.

  2. #2
    سارة بنت محمد غير متواجد حالياً مشرفة سابقة بمجالس طالبات العلم
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    3,129

    افتراضي رد: إنه إنسان مثلك!

    رجل من العرب عاش في أم القرى، ونشأ في مجتمعها القَبَليّ، ورضع في صحرائها، وقدَّم المثل الرائع في الصبر واحتمال الأذى وتجاوز العقبات، ثم في النجاح في الميدان العملي، والتخطيط السليم، والرؤية البعيدة، ثم في الصفح والتسامح وطيّ صفحة الماضي، ورفع شعار العفو، وأفلح في استيعاب من حوله حتى من خصومه وأعدائه بالأمس.
    ليُبيِّن لنا أن لا عذر لأحد في الاحتجاج ببيئته وظروف من حوله، أو الانسياق مع موروث اجتماعي ميال للشِّدة والقسوة والمصادرة، متهيئ للقطيعة وإعلان الحرب، وسرعة التصنيف، ولذة الاتهام.
    هناك نغمة نشاذ في هذا المقال!!
    اسمحي لي سأحاول استخلاصها فإن أصبت فمن الله وحده وإن أخطأت فمني ومن الشيطان..

    كان النبي صلى الله عليه وسلم رجلا بسيطا يرعى الغنم فلما نزل الوحي أيده الله عز وجل بما به ساد العرب والعجم
    فقد كان نبيا مؤيدا بالوحي وليس مجرد رجل أحسن التخطيط ونجح في تخطي العقبات!

    ففي مجال النجاح هناك فروق فردية وهناك ظروف وعوامل بالفعل قد تمنع الإنسان من بلوغ مآربه...عليه أن يحاول ويتوكل على الله عز وجل ويستعن بالله ولا يعجز فإذا غلبه أمر فليقل قدر الله وما شاء فعل...
    أما في مجال الشرع وما فيه من تكاليف وحسن خلق فعليه الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وهنا يصح القول أنه كان مثالا بشريا عمليا لما أنزل الله تعالى من الوحي يجب الاقتداء بها - وله في العبادات بل والمباحات خصوصيات أيضا مثل مواصلة الصوم والزواج من أكثر من 4 نساء مع القيام بحقهن وكان صلوات ربي وسلامه عليه يوعك كما يوعك الرجلين فهذا مما لم نكلف به بل كان من خصائصه ومما مكنه الله مما لا يطيق الناس.
    عن جعفر بن برقان: قال لي ميمون بن مهران: يا جعفر قل لي في وجهي ما أكره، فإن الرجل لا ينصح أخاه حتى يقول له في وجهه ما يكره.

    السير 5/75

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    المشاركات
    360

    افتراضي رد: إنه إنسان مثلك!

    أختى سارة ،جزاك الله خيرا على تعليقك ولكن اسمحى لى بالرد :أولا أين هذه النغمة ؟ ثانيا أين النشاذ؟فلربما لم تتمكنى من تبين المقصد من المقالة ..فعنوان المقالة "انه انسان مثلك " لم أقصد به الرسول صلى الله عليه وسلم ،بل أقصد من مثلنا من البشر وحدود التعامل بيننا وأنه لاينبغى الحكم على الآخر بدون فهم واعى لما يحيط به من مؤثرات .
    وبالنسبة للجزء الخاص بنبينا عليه أفضل الصلاة والسلام ،أليس هو بشر ورجل من العرب ألم ينشأ فى مكة ألم يرضع فى صحرائها ألم يقدم المثل الرائع فى الصبر واحتمال الأذى....الى آخر ماكتب، ولكن لم أنف او أنكر أنه رسولنا الكريم وأن التوفيق والمعونة بيد الله وأن الله أرشده وسدد خطاه وكان الوحى دليله من رب العالمين..


    قال تعالى :( وقالوا لولا أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون)وهذه الآية الكريمة تدل على أن الرسول ينبغي أن يكون من نوع المرسل إليهم ، كما أشار تعالى إلى ذلك أيضا بقوله :( قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا) .
    وقال تعالى : ( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم ) ، وقال تعالى : ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم ) أي : منكم وبلغتكم ، كما قال جعفر بن أبي طالب للنجاشي ، والمغيرة بن شعبة لرسول كسرى : إن الله بعث فينا رسولا منا ، نعرف نسبه وصفته ، ومدخله ومخرجه ، وصدقه وأمانته .
    وقال تعالى:(هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين)
    وقال تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً)
    فبين سبحانه أنه عليه الصلاة والسلام الأسوة الحسنة التي ينبغي للأمة أن تتأسى به في كل شيء ...

    أما بالنسبة لما ذكرتيه=وله في العبادات بل والمباحات خصوصيات أيضا مثل مواصلة الصوم والزواج من أكثر من 4 نساء مع القيام بحقهن وكان صلوات ربي وسلامه عليه يوعك كما يوعك الرجلين فهذا مما لم نكلف به بل كان من خصائصه ومما مكنه الله مما لا يطيق الناس.=فلم يكن فى المقال ما يشيرالى العبادات والمباحات والصوم والزواج أو مقارنة قدرة البشر بالرسول صلى الله عليه وسلم فى هذه الأمور ..وعموما جزاك الله خيرا وقدقال تعالى:(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) ...

  4. #4
    سارة بنت محمد غير متواجد حالياً مشرفة سابقة بمجالس طالبات العلم
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    3,129

    افتراضي رد: إنه إنسان مثلك!

    أختى سارة ،جزاك الله خيرا على تعليقك ولكن اسمحى لى بالرد :أولا أين هذه النغمة ؟ ثانيا أين النشاذ؟
    فلربما لم تتمكنى من تبين المقصد من المقالة ..فعنوان المقالة "انه انسان مثلك " لم أقصد به الرسول صلى الله عليه وسلم ،بل أقصد من مثلنا من البشر وحدود التعامل بيننا وأنه لاينبغى الحكم على الآخر بدون فهم واعى لما يحيط به من مؤثرات .
    بارك الله فيك أختي هويدا
    الحديث أختي ليس عن قصدك وقصدي بل عن كلمات كاتب هذه المقالة
    وأنا لم أتعرض لقصده من العنوان ولا لفظه أصلا

    بل قصدت بالنغمة النشاذ الفقرة التي نقلتها في الاقتباس في مشاركتي وعلقت عليها ففيها ألفاظ مشتبهة - في رأيي - استعنت بالله لبيانها دون تعدٍ على نوايا أو قصد الكاتب أو الناقلة -

    ولمزيد من التوضيح أقول : ليس نجاح النبي صلى الله عليه وسلم في تكوين هذه الدولة الإسلامية لأنه "أجاد التخطيط"! ولا لأنه ثابر وصابر بل لأنه في الأول والأخير كان موصولا بالوحي مؤيدا بالرسالة منصورا من الله عز وجل

    ولمزيد من التوضيح أيضا الحديث هنا ليس عن هذه الألفاظ بل عن السياق الموضوعة فيه

    إن تحويل أمر الرسالة وتأييدها بالوحي وانتشارها وانتصارها إلى مسألة "تخطيط" و"رؤية ثاقبة" يهون من أمرها ويجعلها مثل أي نجاح دنيوي أو اكتساح حربي أو حتى تكوين دولة على مستوى العالم - وليس الأمر كذلك.

    فتقرير مثل هذه الألفاظ كأننا مستشرقين لا نتعامل مع "رسالة" و"وحي" هو النغمة النشاذ التي أعنيها - وربما لم يقصد الكاتب الوقوع فيها -
    فقصده وعدمه ليس هو محل النقاش بل الألفاظ نفسها وسياق العبارة هو الذي ينبغي ان يكون محلا للنقاش

    هذا ما شعرت به وأنا أقرأ المقال وعبرت عنه قدر استطاعتي فما كان من خطأ فمني ومن الشيطان وما كان من السداد فمن الله وحده
    وعموما جزاك الله خيرا
    وقدقال تعالى:(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) ...
    وجزاك الله خيرا أختي
    ولا أدري هل قصدت بالآية تقديم النصح لي لأنني تعديت في الخطاب أو في مناقشتك
    إن كان كذلك فأعتذر بارك الله فيك وغفر لنا ولك
    عن جعفر بن برقان: قال لي ميمون بن مهران: يا جعفر قل لي في وجهي ما أكره، فإن الرجل لا ينصح أخاه حتى يقول له في وجهه ما يكره.

    السير 5/75

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •