إن من المقاصد العظيمة التي حث عليها الإسلام هداية الخلق إلى هذا الدين
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي لما بعثه إلى خيبر: ( لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير
لك من حمر النعم
) أخرجه الشيخان ، البخاري برقم (4210) ومسلم برقم (2406) .
فعلى من منّ الله عليهم بالهداية إلى السنة أن يحرصوا على دعوة من ضل عنها أو قصر فيها
إلى تحقيقها ، وأن يبذلوا كل الأسباب الممكنة في هداية الناس وتقريب قلوبهم لقبول الحق .
وذلك بمخاطبة المدعوين باللين كما قال تعالى في خطابه لموسى وهارون : ( اذهبا إلى فرعون إنه
طغى ، فقولا له قولاً لينا
) (طه :43- 44) فأمرالله بمخاطبة من أخبر عن طغيانه ، وعلم أنه يموت
على الكفر باللين ، فكيف بمن هو دونه من أصحاب المخالفات من المسلمين ؟
وكذلك مخاطبة المدعوين بالألقاب التي تتناسب مع مكانتهم . وقد كتب النبي صلى الله عليه
وسلم إلى هرقل بقوله : ( إلى هرقل عظيم الروم ) وكان يكني عبد الله بن أبي بن سلول بأبي
الحباب .
وكذلك مراعاة الصبر على جفاء المدعوين ومقابلته بالإحسان . وعدم استعجال استجابتهم
، قال تعالى: (فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم ) (الأحقاف : 35)
النصيحة للشيخ إبراهيم الرحيلي حفظه الله تعالى ص15-16