تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: صيد الخاطر (1)

  1. #1

    افتراضي صيد الخاطر (1)

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
    هذه سلسلة سأتبع في سردها منهج ابن القيم -حفظه الله- في كتابه البديع الرائع ( صيد الخاطر) ، فأرجو من الله أن تنال إعجابكم ، والله الموفق .

    *سألتُ نفسي يوما قائلا لها : يا نفسُ كم تحزنين إذا ما أصابك مكروه ؟! ، فربما كان أكثر مما رأيتِ ، فخففه الله عنك لدعاء سبق ، أو لمعروف مقدم ، أو لصدقة مخفية ، أولبر بوالدين ، أو ربما كان ابتلاءا ليُنظر هل تصبرين أم لا ، يا نفس أما كان لك قناعة وفرج في قوله تعالى " وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم " وقوله تعالى "فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا "
    فالله الله في أفعالك ، فرب مكروه كان تقدمة لخير آت ...

  2. #2

    افتراضي رد: صيد الخاطر (1)

    *أهل النار*

    تفكرتُ في حال أهل النار يوم القيامة ، وما يلاقونه من العذاب الشديد الأليم ، فقلتُ : اللهم أجرنا من النار ومن عذاب النار ، ومن كل عمل يقربنا إلى النار ، وذلك أن الله –سبحانه- جمع لأهل النار مع العذاب الحسي العذاب النفسي والوجداني أيضا ، وجمعتُ ذلك في عدة أمور ، منها أن عذاب أهل النار شديد مضاعف لا يفتر عنهم .قال تعالى "قالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِنْ لَا تَعْلَمُونَ"
    وقال تعالى "إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون، لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون، وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين ".
    ومنها أنهم يتمنون وقوع الموت من شدة خزي النار وعذابها ، فلا يُستجاب لهم ، ولا يُلتفت إليهم ، قال تعالى "وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ۖ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ"
    قال المفسرون : إن مالكا خازن النار تركهم ألف عام بعد هذا النداء لا يجيبهم ، ثم قال أجابهم قائلا " إنكم ماكثون "
    وقال تعالى "والَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَىٰ عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ"
    ومنها أنهم يريدون الماء ويحتاجونه من شدة الظمأ ويطلبونه من أهل الجنة ، فلا يُعطونهم شيئا لأنه محرم عليهم . قال تعالى "وَنَادَىٰ أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ ۚ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ"

    ومنها تمنيهم الرجوع إلى الدار الدنيا ليعملوا صالحا ، فلا يُلتفت إليهم أيضا . قال تعالى وَلَوْ تَرَى إِذْ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسهمْ عِنْد رَبّهمْ رَبّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَل صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ " وَقَالَ تَعَالَى " وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّار فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدّ وَلَا نُكَذِّب بِآيَاتِ رَبّنَا - إِلَى قَوْله - وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ " وَقَالَ تَعَالَى " وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوْا الْعَذَاب يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدّ مِنْ سَبِيل" وَقَالَ تَعَالَى " قَالُوا رَبّنَا أَمَتّنَا اِثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتنَا اِثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوج مِنْ سَبِيل " . وَقَالَ تَعَالَى " وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَل صَالِحًا غَيْر الَّذِي كُنَّا نَعْمَل أَوَلَمْ نُعَمِّركُمْ مَا يَتَذَكَّر فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِير فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِير".
    ومنها فوت تأسيهم بغيرهم من أهل النار ، فعادة الإنسان المُبتلى أنه يتأسى ويأنس بغيره ممن ابتُلوا بمثل ما ابتُلي به . قال تعالى " وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ"
    وفي هذا من العذاب النفسي والجداني ما يكون وبالا عليهم .
    ومنها الخلود الدائم في النار ، وعذابها الأليم ، وهذا الخلود فيه قطع الرجاء ، وخيبة الأمل ،فلا ينفع معه ندم ولا توسل ولا اعتذار ، ولا تجدي فيه شفاعة الشافعين ، ولا توسل المتوسلين . قال تعالى " قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون قال اخسئوا فيها ولا تكلمون"
    وقال تعالى "إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون"
    ومنها أنهم يلا قون من التهكم والسخرية ما يكون حسرة عليهم وندامة مثلما كانوا يفعلون في الدنيا ،وفي هذا من العذاب النفسي ما فيه . قال تعالى "فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون على الأرائك ينظرون .هل ثُوب الكفار ما كانوا يفعلون " وقال تعالى" وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُم ْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ"
    ومنها أن الله سيبدي لهم من صنوف العذاب مالم يكن في بالهم ولا في حسابهم . قال تعالى " وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ"
    اللهم أجرنا من النار ومن خزيها ، ومن كل عمل يقربنا إليها...



الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •