الشباب في مخيمات الذل و الهوان..!

فقد تأملت مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن، ولبنان، وتركيا .. وقد زرت بعضها .. فوجدتها ملأى بالشباب والرجال الأقوياء الذين يفترشون الخيام مع المستضعفين من الشيوخ، والنساء والأطفال .. ومن دون أن يكون أحدهم محرَماً لعائلة من العوائل!

وهؤلاء ــ لو كان الأمر بيدي ــ لأعدتهم من حيث أتوا .. ليجاهدوا دون دينهم، وعِرضهم، وأرضهم، وحرماتهم ..!

ألا يخجل هؤلاء الشباب .. أن يفترشوا خيام الذل والهوان مع المستضعفين المعذورين .. والله تعالى يخاطبهم:[ وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَ فِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً ]النساء:75.

ألا يخجل هؤلاء الشباب .. أن ينفر غيرهم من شباب الأمة .. ليدافعوا عن دينهم، وعِرضهم، وأرضهم، وحرماتهم .. بينما أحدهم يفترش خيام الذل والهوان مع الأطفال والنساء ..؟!

كان يعتذر بعضهم إلينا .. بأنهم لا يملكون السلاح .. سلحونا، ونعود للبلاد ثانية ..!

ولعمر الحق إن كان هذا عذراً في الأيام الأولى من الثورة الشامية المباركة .. لم يعد عذراً اليوم .. بعد أن فاض السلاح بين أيدي الناس، وأصبح متوفراً لكل من يصدق العزيمة والإرادة في الجهاد والذود عن الحرمات!

أيها الشباب .. أيها الرجال الأشداء .. يا من تفترشون خيام الذل والهوان مع الأطفال والنساء .. قد بلغت مسامعنا شكواكم عن الذل والعذابات التي تلقونها في مخيمات اللاجئين ..!

وأنا أقول لكم: وإن كان هذا الذي تلقونه يسيئنا، ولا نرضاه لكم .. إلا أنه عاجل عذاب الله لكم في الدنيا، وهذا غير الذي ينتظركم في الآخرة، إن لم تتقوا، وتتوبوا، وتعودوا إلى دينكم وجهادكم!

قال تعالى:[ إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ]التوبة:39.

وفي الحديث، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" من لم يغزُ، أو يجهّز غازياً، أو يخلف غازياً في أهله بخير، أصابه الله سبحانه بقارعة قبل يوم القيامة " السلسلة الصحيحة: 2561. الله أعلم بماهية ونوعية وحجم هذه القارعة!

وقال صلى الله عليه وسلم:" ما ترك قومٌ الجهادَ إلا عمَّهم الله بالعذاب "السلسلة الصحيحة:2663.

وقال صلى الله عليه وسلم:" من مات ولم يغزُ، ولم يحدّث به نفسه مات على شعبة من نفاق " مسلم.

وقال صلى الله عليه وسلم:" إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم "السلسلة الصحيحة:11. أي حتى ترجعوا إلى جهادكم، فتجاهدوا في سبيل الله.

وقال :" عليكم بالجهاد في سبيل الله تبارك وتعالى؛ فإنه باب من أبواب الجنة يُذهب الله به الهمَّ والغمَّ "السلسلة الصحيحة:1941.

تشكون ما أصابكم من ذلٍّ وعذاب .. وهمٍّ وغم .. قل هو من عند أنفسكم .. فاتقوا الله!


من كلمات الشيخ أبي بصير الطرطوسي حفظه الله