تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 29 من 29

الموضوع: (1) قصْدُ السبيل بثبوت حديث عجوز بني إسرائيل.

  1. #21

    افتراضي رد: (1) قصْدُ السبيل بثبوت حديث عجوز بني إسرائيل.

    استشكال موضع قبر يوسف
    وأما قول بعضهم: جاء في الحديث: «إن عظام يوسف كانت مطمورة في بحيرة مستنقع ماء» وهذا جِدُّ عجيب!
    قلت: نعم هذا عجيب مُطْرِب، وقد أخبرنا رسولنا الكريم أنه كانت في بني إسرائيل: «الأعاجيب»، وهذا الحديث منها؛ ولذلك قال في رواية أخرى: «حدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج»، أي ولا حرج عليكم في رواية مثل تلك العجائب والغرائب التي كانت منتشرة بين القوم في عصرهم.
    أمَّا إذا كان القصْد من التعجب هنا: هو ردُّ الخبر جملة! فنقوله لصاحبه: ما ثمَّ عُجْبٌ إلا في خيال المعترض وحده!
    وقد مضى أنه كان بين يوسف وموسى أزمان ودهور، وأيام وعصور، عفَتْ فيها مآثر كثير من الأشياء التي يُبْلِيها تناسُخُ المَلَوَيْنِ، ويُخْلِقُها تعاقُبُ الجَدِيدَيْن، فلا يبعد أنْ كانت تربة يوسف-عليه السلام- في أرض مستوية يغشاها مَنْ يغشاها، ثم أصابتْها عَوَادِي الزمان، مع ما اشتهر في تلك العصور الغابرة من السيول والفيضانات، فأصابها ما أصابها حتى انقلبتْ التربةُ إلى مستنقع ماءٍ يُشْبه البحيرةَ الصغيرة.
    ومثل هذه التغيُّرات في الأماكن والقبور والمَعاهِد: أمرٌ مشهور لا ينكره إلا من يجهل عبَثَ الدنيا بأهلها، وتصاريف أقدار الله في معالِمِها وأرْضِها.
    وها نحن في القرن الخامس عشر وقد سمعنا وقرأنا عن مقابر دُفِن فيها جماعة من الأعيان منذ عهد قريب لا تكاد العين ترى لها أثرًا في تلك الأيام! ومن طالع كتب «الخُطَط والآثار» للمقريزي وعلي مبارك وغيرهما، أو كتاب النور السخاوي: « تحفة الأحباب وبغية الطلاب في الخطط والمزارات والتراجم والبقاع والمباركات»، أو سواه من كتب: «مَزَارات الصالحين»، لوجد أصحابها قد نصوا على ما لا يُحْصى من القبور والمشاهد التي اندثرتْ بعوامل الزمان.
    وهذا كله مع قُرْبِ العهد، وتقارب الأيام، فكيف إذا بَعُد الوقت، وطال الأمد، وعزَّ الدَّرَك!
    استشكال عظام يوسف
    وقد استشكل بعضهم: قوله في الحديث: «عظام يوسف» ؟
    وأجاب عن ذلك الإمام الألباني في «السلسلة الصحيحة » [1/623-624] بقوله:
    « [فائدة] كنت استشكلت قديمًا قوله في هذا الحديث «عظام يوسف»؛ لأنه يتعارض بظاهره مع الحديث الصحيح: «إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء»!
    حتى وقفت على حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لَمَّا بَدُن، قال له تميم الداري: ألا أتخذ لك منبرًا يا رسول الله يجمع أو يحمل عظامك؟ قال: بلى؛ فاتخذ له منبرًا مِرْقاتَيْن ».
    أخرجه أبو داود (1081) بإسناد جيد على شرط مسلم.
    فعلمتُ منه أنهم كانوا يطلقون « العظام »، ويريدون البدن كله، من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل، كقوله تعالى « وقرآن الفجر» أي: صلاة الفجر.
    فزال الإشكال والحمد لله، فكتبتُ هذا لبيانِه».
    قلت: وهو جواب حسن، وقبله أجاب الحافظ الشمس السخاوي عن هذا الاستشكال بقوله في كتابه: « الدر المنضود في الصلاة والسلام على صاحب المقام المحمود» [ص/ 161/طبعة دار المنهاج]، وهو بصدد تقرير حياة الأنبياء في قبورهم:
    « ولا ينافي ما تقرر من حياتهم ما في «صحيح ابن حبّان» في قصة عجوز بني إسرائيل: أنها دلَّتْ موسى على الصندوق الذي فيه عظام يوسف على نبينا وعليهما أفضل الصلاة والسلام، فاستخرجَه وحمَلَه معهم عند قصْدِهم الذهابَ من مصر إلى الأرض المقدسة؛ إما لأنها أرادت بالعظام كلَّ البَدَن، أو لأن الجسد لَمَّا لَمْ تشاهد فيه روح.. عُبِّرَ عنه بالعظم الذي من شأنه عدم الإحساس، أو أن ذلك باعتبار ظنها أن أبدان الأنبياء كأبدان غيرهم في البِلَى.... ».
    قلت: وبعض هذه الأجوبة حسن كما ترى.
    [تنبيه] قول السخاوي: « أنها دلَّتْ موسى على الصندوق الذي فيه عظام يوسف ... » فلفظ «الصندوق» ليس في سياق ابن حبان!
    فإما أن يكون السخاوي أخَذَه من قول ابنِ إسحاق المُطَّلِبِي: « قبر يوسف كما ذُكِرَ لي في صندوق من مَرْمَر في ناحية من النيل في جوف الماء». أخرجه عنه ابن جرير في «تاريخه» [1/ 219/الطبعة العلمية].
    أو أخذَه من قول كعب الأحبار الأتي: « فوجدوا يوسف -عليه السلام- في تابوت من مرمر فاحتملوه».
    وإما أن يكون أخذه مما جرَتْ به عادة بني إسرائيل والقدماء من اتخاذ التوَابِيت للموتى.
    التعلل بردِّ الأخبار الثابتة بكونها وردتْ في كتب الأقدمين
    2- دعوى أن الحديث أصله من «الإسرائليات»! لا يزال يتسلَّط بها طوائف من أهل البدع والزائغة أبصارهم في التنكب عن صحاح الأخبار مما استعجم عليهم فلم يجدوا لها في صدورهم مساغًا ولا بَلاغًا! وراحوا يُحِلِّون- بتلك الدعوى- نِقْمَتهم على ما يشتهون ما استطاعوا إلى ذلك سبيلًا!
    ومن قبلُ: زعم أحدُ الهَلْكى من الروافض أن حديث: «مَنْ عادَى لِي وليًّا » أصله إسرائيلي لا يثبت مرفوعًا! فقال هذا الخاسر في كتابه «أضواء على السنة النبوية» [ص/176]:
    « ومَنْ له حاسة شَمِّ الحديث يجد في هذا الحديث رائحة إسرائيلية»!هكذا يقول هذا المَخْشُوم الذي انْسَدَّ مُتَنَفَّسُه فما عاد يشُّمُّ شيئًا! وقد ردَّ عليه إمام العصر العلامة المعلمي اليماني بقوله في «الأنوار الكاشفة» [ص/ 205]:
    « قد علمنا أن كلام الأنبياء كله حق من مشكاة واحدة، وأن الرب الذي أوحى إلى أنبياء بني إسرائيل هو الذي أوحى إلى محمد -صلى الله عليه وسلم-. ولو جاز الحكم بالرائحة لَمَا ساغ أدْنَى تشكُّكٍ في حُكْمِ البخاري؛ لأنه أعرف الناس برائحة الحديث النبوي ... ».
    قلت: فكلام الأنبياء يُصدِّق بعضه بعضًا، وهذا أمرٌ قد تناصَرَتْ عليْه الأخْبار، وتظاهرَتْ لنُصْرَته الأنْباء، وتوَاطأتْ به الروايات.
    ثم أوقفني بعض أصحابنا على كلام جيد للشيخ المحقق البارع عبد الله بن يوسف الجديع في كتابه النفيس «تحرير علوم الحديث» [2/ 751- 752/طبعة مؤسسة الريان] يقول فيه:
    «رابعًا: أن يأتي الحديث موافقًا للمنقول عن أهل الكتاب.
    هذه علامة لا تصلح لتعليل أحاديث الثقات، حتى تقوم حجة على كون الحديث مما أخطأ فيه بعض الرواة فنسبه مرفوعاً إلى النبي -صلى الله عليه وسلم، وهو من الإسرائيليات.
    والعلة في منع التعليل بمجرد موافقة ما عند أهل الكتاب، أن الوحي الذي أنزل على نبينا -صلى الله عليه وسلم- جاء مصدقًا لِمَا جاء به النبيون من قبل، وفي القرآن الكثير مما يوافق ما عند أهل الكتاب، فتأمل.
    ولم أجد في منهج أهل العلم بالحديث مثالًا واحدًا أعلوا به رواية ثقة بمجرد وقوع تلك الموافقة، حتى يقوم دليل على وهم الثقة، كأن يروي ثقة حديثًا عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم، ثم يوجد من رواية من هو أوثق منه عن أبي هريرة عن كعب الأحبار، يحكيه عن التوراة.
    ولكني وجدت بعض أهل زماننا ممن ليس من هذا العلم في شيء يشكك في بعض الحديث؛ لكونه وجد نظيره في التوراة التي عند اليهود.
    كما سمعت من أحدهم في حديث أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم قال: «خلق الله آدم على صورته، طوله ستون ذراعًا... » الحديث.
    قال: «هذا آية في التوراة»!
    وأقول: لو صح ما زعمه ما ضر ذلك في صحته حديثاً عن نبينا -صلى الله عليه وسلم، فيكون من العِلْم المصدّق لِمَا عند أهل الكتاب
    ».

    تابع البقية: ...

  2. #22

    افتراضي رد: (1) قصْدُ السبيل بثبوت حديث عجوز بني إسرائيل.

    الكلام على حديث: «حدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج»
    3- الثالث: أننا لا نشتغل كثيرًا بغرابة بعض الألفاظ الواردة في صحاح الأخبار فيما يتعلق بأخبار الأُمَم الماضين؛ طالما أنها من ألفاظ من لا ينطق عن الهوى-صلى الله عليه وسلم-.
    وقد أذِنَ لنا الصادق المصدوق بالتحدث بأخبار بني إسرائيل ما راق لنا ما لم نعلَم كذبه، ورفَع عنا حرج ما نجده في أنفسنا من آثار تلك الألفاظ الغريبة، والكلمات العجيبة في حكايات السابقين، وأخبرنا بأن الأعاجيب كانت رائجة بينهم، فلا داعٍ بما نستبعده بادي الرأي بمجرد سماعه من ذلك.
    وقد صح عنه –صلى الله عليه وسلم- من حديث جابر بن عبد الله أنه قال: « تحدثوا عن بني إسرائيل فإنه كان فيهم الأعاجيب». أخرجه وكيع في «الزهد» وعنه ومن طريقه جماعة.
    وفي «الصحيح»: «حدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج».
    قال الحافظ في «الفتح»: «أي لا ضيق عليكم في الحديث عنهم؛ لأنه كان تقدم منه -صلى الله عليه وسلم- الزجر عن الأخذ عنهم والنظر في كتبهم ثم حصل التوسع في ذلك.
    وكأنَّ النهي وقع قبل استقرار الأحكام الإسلامية والقواعد الدينية خشية الفتنة , ثم لما زال المحذور وقع الإِذْن في ذلك لِمَا في سماع الأخبار التي كانت في زمانهم من الاعتبار.
    وقيل: معنى قوله: « لا حرج »: لا تضيق صدوركم بما تسمعونه عنهم من الأعاجيب فإن ذلك وقع لهم كثيرًا .
    وقيل: لا حرج في أنْ لا تحدثوا عنهم؛ لأن قوله أولًا: «حدثوا » صيغة أمر تقتضي الوجوب؛ فأشار إلى عدم الوجوب وأن الأمر فيه للإباحة بقوله: « ولا حرج » أي في ترك التحديث عنهم.
    وقيل: المراد رَفْع الحرج عن حاكي ذلك؛ لِمَا في أخبارهم من الألفاظ الشنيعة نحو قولهم: «اذهبْ أنت وربك فقاتِلا» وقولهم: «اجعل لنا إلهًا».
    وقيل: المراد ببني إسرائيل أولاد إسرائيل نفسه وهم أولاد يعقوب , والمراد حدِّثُوا عنهم. وقال مالك: المراد جواز التحدث عنهم بما كان من أمر حسَن , أما ما عُلِم كذِبُه فلا.
    وقيل: المعنى حدِّثوا عنهم بمثل ما ورد في القرآن والحديث الصحيح.
    وقيل: المراد جواز التحدث عنهم بأي صورة وقعت من انقطاع أو بلاغ؛ لتعذر الاتصال في التحدث عنهم , بخلاف الأحكام الإسلامية، فإن الأصل في التحدث بها الاتصال , ولا يتعذر ذلك لقرْب العهد.
    وقال الشافعي: من المعلوم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يجيز التحدث بالكذب, فالمعنى حدِّثوا عن بني إسرائيل بما لا تعلمون كذبه, وأما ما تُجَوِّزونه فلا حرج عليكم في التحدث به عنهم، وهو نظير قوله: « إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم » ولم يرِد الإذن ولا المنع من التحدث بما يقطع بصدقه
    . ». انتهى كلام الحافظ.
    جملة من عجائب الأخبار في «الصحيحين».
    قلت: وإذا كان كل هذا في مُطْلَق المَرْوِيِّ عنهم في «كتبهم» أو المنقول على أفواه الرجال؛ فكيف بما يكون الحاكِي له هو إمامُ الصادقين -صلى الله عليه وسلم؟
    وليس قصة «عجوز بني إسرائيل» بأعجب من قصة «أصحاب الغار»، ولا «قصة الرجل قاتل المئة واختصام الملائكة فيه»! ولا قصة «الغلام والساحر»، ولا قصة: « الأبرَص، وَالأقرَع، وَالأعْمَى»، فضلا عن قصة: «جريج العابد»!
    نعم: ولا هي بأشد غرابة من قصة «موسى مع ملك الموت»! ولا بتلك القصة التي فيها: «اطلاع بني إسرائيل على عورة نبي الله موسى وهو يغتسل»! ولا بقصة «طواف سليمان على مئة امرأة»، ولا بقصة «إبراهيم وسارة مع المَلِك الجَبَّار»!
    فكيف بقصة «موسى والخضر»؟ فكيف بخبر «الجَسَّاسة وأخبار الدجال»!؟
    وكل هذه أخبار ثابتة ثبوتَ جِبال تِهَامَة، وقد حاول جماعة من المغامرين في الأعْصُر المتأخرة النَّيْلَ من بعض تلك الأخبار السالفة؛ وظنوا بسكوت مَن سكتَ عنهم؛ أنهم بما اقترفوه قد نَامَتْ عَنْهُم عُيُونُ الطَّوَارِق! وغُضَّ دونهم بَصَرُ الواقِم الناقِم!
    ولم يأتوا على تَهوُّرِهم في الغمز منها سوى بألفاظٍ يَفْنَى بِكَثْرَتِها الرِّيق، وتَضِيقُ مِنْ دُونِها أصْمِخَة الآذان! فقد نظرْتُ فإذا جُلُّ بِضاعَتِهم حَنْجرةٌ صُلْبَة، وَشِقْشِقَة عَرِيضة! وتَكَثَّرٌ بِلَغْو الْمَقال!
    وقد كشفنا خُطَّتهم في مقدمة « مُكْحُلَة الأبْصَارِ» بما تزْفَرُ منه صُدُورُهم، وينهار به جُرُف غَمْزِهم، ويذهَب بِتَلِيَّة عمَلِهم، ويبلغ بهم ساحلَ الانقطاع! ويوقِفُهم على دَكادِكَ من التبْيكت والتنكيت، حتى يجعلهم ينظرون وحَلاقِيمُهم تشْرِق برِيقِها!
    الإعلال بعدم تخريج الأئمة الستة وغيرهم لهذا الحديث في كتبهم
    وأعله بعضهم بأن الحديث لو كان محفوظًا مرفوعًا لَمَا غادره أصحاب الكتب الستة، ولأدرجوه كتبهم، فلمَّا هجروه وتنكبوا عنه؛ كان ذلك لعلة فيه!
    قلت: وهذا تعليل أسْقَمُ مِن أجْفان الغضْبان، ولا يدل إلا على تَخَلُّف مَلَكة قائله في تلك الصِّنَاعة، وخِفَّة ما يحمله هذا المُتعَلِّل من البِضَاعة! ولولا أن يقع في أُحْبُولته غَرِيرٌ؛ لنَبَذْتُه نَبْذَ الكُرَاع من الأدِيم، وحذفْتُه حَذْفَ الهاء في الترخيم!
    لأن الذين تكلموا في هذا الباب من أماثل الأئمة – كالبيهقي وابن عبد البر وابن الصلاح وابن رجب وغيرهم- إنما خصوا ذلك بتلك الأحاديث التي تكون أصلًا في موردها من أصول الأحكام وحسب. كما أنهم قيَّدوا ذلك أيضًا بــ: «الصحيحين» وحسب.
    وقد توسع الحاكم في هذا الطريق، ولم يُقيِّد كلامه بالأحاديث الأصول!
    وهناك من تكلَّم فيما ينفرد به مسلم عن البخاري من الأحاديث المغموزة الألفاظ أيضًا!
    ثم جاء شرذمة من المتأخرين وأدرجوا «السنن الأربعة» مع «الصحيحين» في هذا المطلب، وربما زاد بعضهم «مسند أحمد» وغيره من الكتب المشهورة!
    وكل هذا توسُّع غير محمود؛ ولا يثبت ذلك عندنا في حق الشيخين فضلًا عن غيرهما؛ وسواء في ذلك أحاديث الأحكام أو الأصول أو غيرها، كما شرحنا ذلك في مكان آخر، وأتينا ثمَّة بما يعارضه من تصاريف البخاري ومسلم أنفسهما!
    نعم: ربما قوِيَ الأمر في هذا الصدد إذا كان الحديث-النظيف الإسناد فيما يبدو- لا يُعْرَف مخرجه إلا في كتب الأفراد والغرائب والأجزاء المتأخرة؛ فهنا قد يتوجه القول بإعلاله مع ضوابط ليس هنا محلُّ بيانها.
    وعلى التسليم بصحة ما تقدم قبلُ: فلا يصيب حديثنا هنا منه شيء ولله الحمد، لأن حديث أبي موسى إنما هو في بابة القصص والأخبار دون الأصول والأحكام.
    ثم إن هذا الحديث قد أخرجه أبو يعلى في «مسنده» وهو قديم السماع قد شارك الأئمة الستة في كثير من مشيختهم، بل حدَّث عن جماعة من الأكابر ما رآهم بعض أصحاب «السنن» بعَيْنَيْ رأسهم -كالنسائي وغيره- أمثال أبي زكريا يحيى بن معين وأبي عبد الله أحمد بن حنبل، وأبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة، وأبي زكريا الحِمَّاني، وخَلْقٍ من أهل طبقتهم.
    وهو «أَكْبَرُ مِنَ النَّسَائِيِّ بِخَمْسِ سِنِيْنَ، وَأَعْلَى إِسْنَادًا مِنْهُ» كما يقول الحافظ الذهبي.
    بل له من «الثلاثيات» ما ليس لغيره أيضًا.
    فمثله إذا أخرج حديثًا في كتبه بإسناد نظيف لا يُتعَلَّل في الغمْز منه بكونه لم يخرجه أصحاب الكتب الستة أو غيرهم! فكيف إذا كان هذا الحديث في بابة المواعظ أو الفضائل، أو القصص وأخبار الأوائل؟

    تابع البقية: ...

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    غزة - صانها الله -
    المشاركات
    1,629

    افتراضي رد: (1) قصْدُ السبيل بثبوت حديث عجوز بني إسرائيل.

    ما شاء الله تبارك الرحمن شيخنا الحبيب علني أحضرُ كُوباً مِنْ القهوة لأن السهرة طويلة اليوم ( إبتسامة ) .

  4. #24

    افتراضي رد: (1) قصْدُ السبيل بثبوت حديث عجوز بني إسرائيل.

    من أخرج حديث أبي موسى غير مَنْ ذكرْنا
    قد عزا السيوطي هذا الحديث في «الدر المنثور» [6/ 302] إلى عبد بن حميد والفريابي في «تفسيرهما».
    أما تفسير عبد بن حميد: فقد كان منتشرًا حتى القرون المتأخرة، ثم فقَدْنا النقلَ منه بعد الحافظ السيوطي الذي أكثر الاستفادة منه في كتبه، وقبله شيخ الإسلام ابن تيمية والشمس ابن القيم والعماد ابن كثير والزَّيْن رجب وابن حجر وغيرهم.
    وقد ذكر الفاضل عبد المجيد الشيخ عبد الباري في كتابه: « الروايات التفسيرية في فتح الباري» [1/ 8]: أن «تفسير عبد بن حميد» تُوجَد منه قطعة فيها سورتا آل عمران والنساء، وهي على هامش «تفسير ابن أبي حاتم» المجلد الثاني، وهذه النسخة توجد في مكتبة «أيا صوفيا» بإستنبول تحت [ رقم 175].
    وهذا التفسير: مما مدحه شيخ الإسلام في جملة من التفاسير المُسْنَدة.
    وهو من مرويات الحافظ في «المعجم المفهرس»، والروداني في «صلة الخلف» وغيرهما من طريق أبي إسحاق إبراهيم بن خزيم الشاشي عن ابن حميد به.
    ومن طريق ابن خزيم: يروي أبو محمد البغوي «مسند ابن حميد» في كتبه، كــ: «شرح السنة» و«التفسير».
    ورواه أبو إسحاق الثعلبي في «تفسيره» من طريق داود بن سليمان بن خزيمة وعمر بن محمد بن بجير كلاهما عن ابن حميد به.
    وأما تفسير الفريابي: فلا أعلم له وجودًا الآن، وقد فقدنا النقل منه بعد الجلال السيوطي، وقد أكثر ابن حجر من النقل منه في «الفتح» و«التغليق».
    وهو من مرويات الحافظ في «المعجم المفهرس»، من طريق عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم عن الفريابي به.
    ورواه أبو إسحاق الثعلبي في «تفسيره» من طريق أحمد بن يوسف السلمي، عن محمد بن يوسف الفريابي به.
    والفريابي: هو محمد بن يوسف بن واقد بن عثمان الضبي الحافظ العابد شيخ الشام، وأحد مشايخ البخاري الذين أكثر عنهم.
    شواهد الحديث
    وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة، وآثار عن جماعة من التابعين، ولم يثبت من المرفوع منها شيء.
    فورد مرفوعًا من رواية علي بن أبي طالب، ومن رواية ابنه الحسين بن علي، ومن مرسل سماك بن حرب.
    وورد موقوفًا من كلام ابن عباس، وعروة بن الزبير، ومجاهد، وعكرمة، وقتادة، وكعب الأحبار، وسعيد بن عبد العزيز.
    ولا بأس إنْ أتينا على جميعها هنا فنقول:
    حديث علي بن أبي طالب
    أخرجه الطبراني في «الأوسط» [7/رقم/7767]، و الخرائطي في «مكارم الأخلاق/المنتقى للحافظ السلفي» [رقم/311 /طبعة دار الفكر] ومن طريقه أبو المعالي المشرف بن المرجَّى المقدسي في «فضائل بيت المقدس» [ص/488-489/الطبعة العلمية]، من طريق الْحَسَنِ بْنِ عَنْبَسَةَ الْوَرَّاقُ مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْكُوفِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ الْخَفَّافِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ:
    «كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا سُئِلَ شَيْئًا فَأَرَادَ أَنْ يَفْعَلَهُ قَالَ: «نَعَمْ» ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ لَا يَفْعَلَ سَكَتَ، وَكَانَ لَا يَقُولُ لِشَيْءٍ: لَا، فَأَتَاهُ أَعْرَابِيٌّ، فَسَأَلَهُ، فَسَكَتَ، ثُمَّ سَأَلَهُ فَسَكَتَ، ثُمَّ سَأَلَهُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَهَيْئَةِ الْمُنْتَهِرِ:
    «سَلْ مَا شِئْتَ يَا أَعْرَابِيُّ» ، فَغَبِطْنَاهُ، فَقُلْنَا: الْآنَ يَسْأَلُ الْجَنَّةَ، فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ : أَسْأَلُكَ رَاحِلَةً، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «لَكَ ذَاكَ» ، ثُمَّ قَالَ: «سَلْ» قَالَ: أَسْأَلُكَ زَادًا قَالَ: «وَلَكَ ذَاكَ» قَالَ: فَتَعَجَّبْنَا مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «كَمْ بَيْنَ مَسْأَلَةِ الْأَعْرَابِيِّ وعجوزِ بَنِي إِسْرَائِيلَ».
    ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ مُوسَى لَمَّا أُمِرَ أَنْ يَقْطَعَ الْبَحْرَ فَانْتَهَى إِلَيْهِ، فَضُرِبَتْ وُجُوهُ الدَّوَابِّ، فَرَجَعَتْ، فَقَالَ مُوسَى: مَا لِيَ يَا رَبِّ، قَالَ لَهُ: إِنَّكَ عِنْدَ قَبْرِ يُوسُفَ، فَاحْتَمِلْ عِظَامَهُ مَعَكَ، وَقَدِ اسْتَوَى الْقَبْرُ بِالْأَرْضِ، فَجَعَلَ مُوسَى لَا يَدْرِي أَيْنَ هُوَ، قَالُوا: إِنْ كَانَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يَعْلَمُ أَيْنَ هُوَ، فعجوزُ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَعَلَّهَا تَعْلَمُ أَيْنَ هُوَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ.
    قَالَ: هَلْ تَعْلَمِينَ أَيْنَ قَبْرُ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ؟ قَالَتْ: نَعَمْ قَالَ: فَدُلِّيني عَلَيْهِ، قَالَتْ: لَا وَاللَّهِ حَتَّى تُعْطِيَنِي مَا أَسْأَلُكَ، قَالَ: ذَاكَ لَكِ، قَالَتْ: فَإِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ أَكُونَ مَعَكَ فِي الدَّرَجَةِ الَّتِي تَكُونُ فِيهَا فِي الْجَنَّةِ. قَالَ: سَلِي الْجَنَّةَ، قَالَتْ: لَا وَاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مَعَكَ، فَجَعَلَ مُوسَى يُرَادُّهَا، فَأَوْحَى اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَيْهِ: أَنْ أَعْطِهَا ذَلِكَ، فَإِنَّهُ لَا يَنْقُصُكَ شَيْئًا، فَأَعْطَاهَا وَدَلَّتْهُ عَلَى الْقَبْرِ، فَأَخْرَجَ الْعِظَامَ وجَاوَزَ الْبَحْرَ»

    قال الطبراني: «لا يروى عن علي إلا بهذا الإسناد تفرد به يعقوب بن إسحاق القلوسي».
    وقال الهيثمي: «رواه الطبراني في الأوسط وفيه مَنْ لم أعرفهم»!
    قلت: ما في رجاله من لا يُعْرَف إلا عند أبي الحسن بن أبي بكر وحده!
    فشيخ الطبراني فيه: هو أبو العباس محمد بن يعقوب أبو العباس الأهوازي الخطيب الشيخ المحدَّث الصدوق، حدَّث عنه جماعة الكبار أمثال: أبو حاتم ابن حبان في «صحيحه» وأبو محمد الرامهرمزي، وأبو بكر ابن المقرئ، وأبي أحمد العسال، وأبو الشيخ الأصبهاني، وجماعة غيرهم، وأكثر الطبراني من الراوية عنه في «معاجمه».
    وقد غمزه الشمس ابن الجزري في «النهاية» [2/283]، لكن تقدمَّ أن ابن حبان قد احتج به في «الصحيح» فالرجل ثقة عنده لا محالة، وهو أعلم به من كل متأخر في الطبقة والرتبة.
    وأما يعقوب بن إسحاق القلوسي: فهو حافظ إمام مشهور، وقد تابعه حماد بن الحسن الوراق عند الخرائطي.
    وأما الحسن بن عنبسة: فهو أبو حماد النهشلي، له ترجمة في «تاريخ مدينة السلام»، وقد أورده الذهبي في «الميزان» وذكر أن ابن قانع قد ضعَّفه.
    وأما محمد بن كثير: فهو القرشي الكوفي الشيخ الضعيف المهجور، كان صاحب منكرات وعجائب! وهو من رجال «الميزان» و«لسانه».
    وأما أبو العلاء الخفاف: فهو خالد بن طهمان السلولي الصدوق المُخَلِّط، كان صالح الحديث أول الحال حتى طرأ عليه الاختلاط، فتكلم فيه النقاد لذلك. وهو من رجال الترمذي وحده.
    وأما المنهال بن عمرو: فهو الشيخ الصدوق الصالح، تكلم فيه بعضهم بما لا يسقط حديثه. وهو من رجال الجماعة إلا مسلمًا.
    وأما حبة العرني: فهو حبة بن جوين الكوفي، مختلف فيه، وهو إلى الضعْف أقرب. وله ترجمة في «التهذيب» وذيوله.
    فها قد عرفتَ أحوال رجال إسناد الطبراني، فمن فيهم لم يعرفه الحافظ نور الدين؟
    والإسناد هنا ساقط هابط لا خير فيه!
    حديث الحسين بن علي
    أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» [1/رقم/ 433]، حَدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثنا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا كَانَ لَهُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلى الله عَليهِ وسَلمَ - مَوْعِدٌ, فَقَدِمَ عَلَيْهِ مَعَ أُنَاسٍ, فَقَالُوا: إِنْ شِئْتَ أَنْ تَبْصُرَ رِجَالَنَا وَنَذْهَبُ فَنَكْفِيَكَ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَذْهَبَ.
    فَذَهَبَ هُوَ فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلى الله عَليهِ وسَلمَ-، فَقَالَ: مَوْعِدِي، فَقَالَ: نَعَمْ، سَلْ مَا شِئْتَ, فَسَأَلَهُ غَنَمًا وَإِبِلاً، فَأَعْطَاهُ مَا سَأَلَهُ، فَلَمَّا أَدْبَرَ، قَالَ النَّبِيُّ -صَلى الله عَليهِ وسَلمَ-: مَا ضَرَّ هَذَا لَوْ قَالَ كَمَا قَالَتْ عَجُوزُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَوْلُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ، مَنْ يَدُلُّنِي عَلَى قَبْرِ أَخِي يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ؟
    قَالُوا: مَا يَعْلَمُ أَحَدٌ بِذَلِكَ إِلاَّ قِلاَبَةُ لِلْعَجُوزِ، فَذَهَبَ إِلَيْهَا, فَقَالَ: دُلِّينِي عَلَى قَبْرِ أَخِي يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ, قَالَتْ: لاَ أَدُلُّكَ إِلاَّ أَنْ تُعْطِيَنِي مَا أَسْأَلُكَ، فَقَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ: وَمَا تَسْأَلِنِي؟ قَالَتْ: أَسْأَلُكَ أَنْ أَكُونَ رَفِيقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ، فَقَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ: وَمَا ضَرَّنِي أَنْ يَجْعَلَكِ الله عَزَّ وَجَلَّ مَعِي حَيْثُمَا كُنْتُ, مَا ضَرَّ هَذَا لَوْ قَالَ مِثْلَمَا قَالَتِ العَجُوزُ بَنِي إِسْرَائِيلَ».

    قلت: وسنده ضعيف معلول لا يثبت، ويعقوب بن حميد، هو ابن كاسب المدني، الحافظ المشهور، كان صدوقًا في الأصل، إلا أنه كان معتلَّ الضبط فيما يروي، كثير الأوهام في حديثه، تكلم فيه النقاد بما يكفي لِهُجْران ما ينفرد به. وهو من رجال «التهذيب» وذيوله.
    أما كثير بن زيد: فهو مختلف فيه، وأراه إلى الضعف أقرب إن شاء الله. وحديثه عند الترمذي وأبي داود وابن ماجه.
    وقد خولف فيه يعقوب بن حميد! خالفه أبو ضمرة أنس بن عياض –وهو أوثق منه خمسين مرة- فرواه عن كثير بن زيد فقال: عن الوليد بن رباح عن علي بن حسين عن أبيه ...
    فزاد فيه واسطة بين كثير وعلي بن الحسين! هكذا أخرجه أبو القاسم البغوي في «معجم الصحابة» [2/ 16-17]، حدثنا هارون بن موسى حدثني أبو ضمرة به ...
    قال أبو القاسم: «هذا الحديث غريب لا أعلم أحدًا حدَّث به من هذا الوجه غير أبي ضمرة».
    قلت: وهو ثقة مشهور، وهذا هو المحفوظ عن كثير بن زيد؛ فيكون هو آفة الحديث هنا، وشيخه الوليد صدوق معروف من رجال «التهذيب» وذيوله.
    مرسل سماك بن حرب
    أخرجه ابن عبد الحكم في «فتوح مصر وأخبارها» [ص/ 26-27/طبعة دار الفكر] حدثنا محمد بن أسعد الثعلبي عن أبي الأحوص عن سماك بن حرب :
    أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أقبل وهو قافل من الشأم ومعه زيد بن حارثة، فمر ببيت شعر فرد وقد أمسيا فدنيا من البيت فقال: السلام عليكم فرد رب البيت.
    فقال رسول الله {صلى الله عليه وسلم}: ضيف. قال: انْزِل، فبات في قِرى، فلما أصبح وأراد الرحيل قال الشيخ: أصيبوا من بقية قراكم، فأصابوا ثم ارتحل رسول الله {صلى الله عليه وسلم} فلما ظهر أمر رسول الله {صلى الله عليه وسلم} وفتح الله عليه جاء الشيخ على راحلته حتى أناخ بباب المسجد ثم دخل فجعل يتصفح وجوه الرجال فقالوا له: هذاك رسول الله.
    فقال رسول الله: ما حاجتك؟ قال والله ما أدري إلا أنه نزل بي رجل فأكرمتُ قِراه. فقال له رسول الله {صلى الله عليه وسلم}: وإنك لفلان. قال: نعم. قال: فكيف أم فلان؟ قال: بخير. قال فكيف حالكم؟ قال بخير، وقد كان رسول الله {صلى الله عليه وسلم} قال له حين ارتحل من عنده: إذا سمعتَ بنبِي يقد ظهر بتهامة فأْتِه، فإنك تصيب منه خيرًا.
    فقال له رسول الله {صلى الله عليه وسلم}: تمنَّ ما شئت فإنك لن تتمنى اليوم شيئا إلا أعطيتكه. قال: فإني أسألك ضأنًا ثمانين. قال فضحك رسول الله {صلى الله عليه وسلم} ثم قال: يا عبد الرحمن بن عوف قُمْ فأوفِه إياها، ثم أقبل رسول الله {صلى الله عليه وسلم} على أصحابه فقال ما كان أحوج هذا الشيخ إلى أن يكون مثل عجوز موسى. قال: قلنا يا رسول الله وما عجوز موسى {صلى الله عليه وسلم}؟
    قال: بنت يوسف {صلى الله عليه وسلم} عُمِّرَتْ حتى صارت عجوزا كبيرة ذاهبة البصر، فلما أسرى موسى {صلى الله عليه وسلم} ببني إسرائيل غشيتهم ضبابة حالت بينهم وبين الطريق أن يبصروه، وقيل لموسى: لن تعبر إلا ومعك عظام يوسف.
    قال: ومن يدري أين موضعها؟ قالوا: بنته عجوز كبيرة ذاهبة البصر تركناها في الديار، قال: فرجع موسى فلما سمعت حِسَّه قالت: موسى؟ قال: موسى. قالت: ما ردك؟ قال: أُمِرتُ أن أحمل عظام يوسف. قالت: ما كنتم لتعبروا إلا وأنا معكم. قال: دليني على عظام يوسف -عليه السلام- قالت: لا أفعل إلا أنْ تعطيني ما سألتك.
    قال: فلك ما سألت. قالت: خذ بيدي، فأخذ بيدها ، فانتهتْ به إلى عمود على شاطيء النيل في أصله سكة من حديد موتدة فيها سلسلة، فقالت: إنا كنا دفناه من ذلك الجانب فأخصب ذلك الجانب وأجدب هذا الجانب، فحولناه إلى هذا الجانب فأخصب هذا الجانب وأجدب ذلك الجانب الآخر، فلما رأينا ذلك جمعنا عظامه فجعلناها في صندوق من حديد وألقيناها في وسط النيل فأخصب الجانبان جميعا.
    قال: فحمل موسى الصندوق على رقبته وأخذ بيدها فألحقها بالعسكر وقال لها: سِلِي ما شئتِ. قالت: فإني أسألك أن أكون أنا وأنت في درجة واحدة في الجنة، وتردَّ عليَّ شبابي وبصري حتى أكون شابة كما كنت. قال فلَكِ ذلك».

    قلت: هذا مرسل ضعيف الإسناد، آفته محمد بن أسعد الثعلبي فهو منكر الحديث كما قاله أبو زرعة وغيره. وهو من رجال «التهذيب» وذيوله.

    تابع البقية: ...

  5. #25

    افتراضي رد: (1) قصْدُ السبيل بثبوت حديث عجوز بني إسرائيل.

    أثر ابن عباس الموقوف عليه
    أخرجه ابن عبد الحكم في «فتوح مصر وأخبارها» [ص/ 26-27/طبعة دار الفكر] قال: حدثنا أسد بن موسى عن خالد بن عبد الله عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال:
    كان يوسف -عليه السلام- قد عهد عند موته أن يخرجوا بعظامه معهم من مصر. قال: فتجهز القوم وخرجوا فتحيروا، فقال لهم موسى: إنما تحيُّركم هذا من أجل عظام يوسف -عليه السلام- فمن يدلني عليها.
    فقالت عجوز يقال لها: سارح ابنة آشار بن يعقوب: أنا رأيت عمي يعني يوسف -عليه السلام- حين دفن، فما تجعل لي إنْ دللتك عليه؟ قال: حكمك. قال: فدلَّتْه عليها، فأخذ عظام يوسف ثم قال: احتكمي. قالت: أكون معك حيث كنت في الجنة»

    قلت: وسند تالف، آفته الكلبي، وهو ساقط الحديث مهجور الرواية، وقد كذبه جماعة، وهو من رجال «التهذيب» وذيوله. وأيضًا فشيخه أبو صالح هو باذام مولى أم سلمة الضعيف المعروف، وهو من رجال الأربعة.
    أثر مجاهد موقوفًا عليه
    أخرجه آدم ابن أبي إياس في «تفسير ورقاء وغيره» [ص/ 510/طبعة دار الفكر الإسلامي]، والطبري في «تفسيره» [19/ 354/طبعة الرسالة]، وابن أبي حاتم في «تفسيره» [8/ 2768-2769/طبعة نزار الباز]، كلهم من طريق وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: خَرَجَ أَصْحَابُ مُوسَى لَيْلا فَكَسَفَ الْقَمَرُ لَيْلا فَأَظْلَمَتِ الأَرْضُ، فَقَالَ أَصْحَابُ مُوسَى: إِنَّ يوسف أخبرنا أنا سَيُنَجِّينَا مِنْ فِرْعَوْنَ، وَأَخَذَ عَلَيْنَا الْعَهْدَ لَنَخْرُجَنَّ بِعِظَامِهِ مَعَنَا.
    فَخَرَجَ مُوسَى مِنْ لَيْلَتِهِ يَسْأَلُ، عَنْ قَبْرِهِ فَوَجَدَ عَجُوزًا بَيْتُهَا عَلَى قَبْرِهِ فَأَخْرَجَتْهُ لَهُ عَلَى حُكْمِهَا قَالَتْ لَهُ: احْمِلْنِي، فَأَخْرِجْنِي مَعَكَ فَجَعَلَ عِظَامَ يُوسُفَ فِي كِسَائِهِ ثُمَّ حَمَلَ الْعَجُوزَ عَلَى كِسَائِهِ فَجَعَلَ عَلَى رَقَبَتِهِ وخل فِرْعَوْنَ فِي مِثْلِ أَعِنَّتِهَا خَضْرًا فِي أَعْيُنِهِمْ لَا تَبْرَحُ، حُبِسَتْ، عَنْ مُوسَى وَأَصْحَابِهِ حَتَّى تَوَارَوْا».

    قلت: وسنده صحيح مستقيم، وابن أبي نجيح لم يسمع «التفسير» من مجاهد، وإنما رواه عنه وجادة من كتاب القاسم بن أبي بزة عن مجاهد، كما نص عليه أبو حاتم ابن حبان.
    أثر عروة بن الزبير موقوفًا عليه
    أخرجه ابن إسحاق وابن أبي حاتم كما في «الدر المنثور» [4/ 592]، عن عروة بن الزبير - رضي الله عنه - قال : «إن الله حين أمر موسى -عليه السلام- بالسير ببني إسرائيل أمره أن يحتمل معه عظام يوسف -عليه السلام- وأن لا يخلفها بأرض مصر وأن يسير بها حتى يضعها بالأرض المقدسة.
    فسأل موسى -عليه السلام- عمن يعرف موضع قبره فما وجد إلا عجوزًا من بني إسرائيل فقالت : يا نبي الله إني أعرف مكانه إنْ أنت أخرجتني معك ولم تخلفني بأرض مصر دللتك عليه. قال : أفعل. وقد كان موسى وعد بني إسرائيل أن يسير بهم إذا طلع الفجر فدعا ربه أن يؤخر طلوعه حتى يفرغ من أمر يوسف ففعل، فخرجت به العجوز حتى أرته إياه في ناحية من النيل في الماء فاستخرجه موسى -عليه السلام -صندوقًا من مرمر فاحتمله».
    قلت: ولم أقف عليه في القدْر المطبوع من «تفسير ابن أبي حاتم»، وأما ابن ابن إسحاق فلم أجده في الجزء المطبوع من «سيرته»، ولا من «تهذيب ابن هشام».
    أثر عكرمة موقوفًا عليه
    وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر كما في «الدر المنثور» [4/ 592]، عن عكرمة قال: «أوصى يوسف -عليه السلام- إن جاء نبي من بعدي فقولوا له : يخرج عظامي من هذه القرية، فلما كان من أمر موسى ما كان يوم قرعون فمر بالقرية التي فيها قبر يوسف فسأل عن قبره فلم يجد أحد يخبره، فقيل له : ههنا عجوز بقيت من قوم يوسف.
    فجاءها موسى -عليه السلام- فقال لها : تدليني على قبر يوسف ؟ فقالت : لا أفعل حتى تعطيني ما اشترط عليك، فأوحى الله إلى موسى : أنْ أعطها شرطها قال لها : وما تريدين ؟ قالت : أكون زوجتك في الجنة، فأعطاها فدلتْه على قبره.
    فحفر موسى القبر ثم بسط رداءه وأخرج عظام يوسف فجعله في وسط ثوبه ثم لف الثوب بالعظام فحمله على يمينه، فقال له الملك الذي على يمينه : الحمْل يحمل على اليمين ! قال : صدقت هو على الشمال وإنما فعلت ذلك كرامة ليوسف».

    قلت: ولم أجده في القدر المطبوع من «تفسير ابن المنذر».
    أثر قتادة موقوفًا عليه
    أخرجه عبد بن حميد وابن أبي حاتم كما في «الدر المنثور» [6/ 298]، عن قتادة في قوله «فاتبعوهم مشرقين» قال : «خرج أصحاب موسى ليلا فكسف القمر ليلا وأظلمت الأرض فقال أصحابه : إن يوسف كان أخبرنا : أنا سننجي من فرعون وأخذ علينا العهد لنخرجن بعظامه معنا فخرج موسى من ليلته يسأل عن قبره، فوجد عجوزا سألها على قبره فأخرجته له بحكمها فكان حكمها أن قالت له : احْمِلني فأخرجني معك فجعل عظام يوسف في كساء، ثم حمل العجوز على كساء فجعله على رقبته وخيل فرعون في مِلء أعنتها خضراء في أعينهم ولا يبرح حسه عن موسى وأصحابه حتى برزوا».
    قلت: لم أقف عليه في القدْر المطبوع من «تفسير ابن أبي حاتم»، وأما «تفسير عبد بن حميد» فقد فُقِد منذ أمد، ومنه بقية مخطوطة في بعض مكتبات تركيا.
    أثر كعب الأحبار موقوفًا عليه
    أخرجه أبو نعيم في «الحلية» [6/ 27]، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا مُجَاشِعُ بْنُ عُمَرَ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَيْمُونٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ:
    «لَمَّا أَمَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنْ أَسْرِ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَمَرَهُ أَنْ يَحْمِلَ مَعَهُ عِظَامَ يُوسُفَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- فَلَمْ يَدْرِ مُوسَى -عَلَيْهِ السَّلَامُ- أَيْنَ مَوْضِعُ قَبْرِهِ؟ وَكَانَتِ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ يُقَالُ لَهَا: سِرَاجٌ، فَكَانَتْ كُلَّمَا حَضَرَ أَجَلُهَا مَدَّ اللهُ تَعَالَى فِي عُمْرِهَا إِلَى أَنْ أَدْرَكَتْ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ. فَقَالَتْ لِمُوسَى: أَنَا أُخْبِرُكُ بِمَوْضِعِ قَبْرِ يُوسُفَ عَلَى أَنْ تُعْطِيَنِي ثَلَاثَ خِصَالٍ.
    قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَتْ: تَدْعُو اللهَ تَعَالَى أَنْ يَرُدَّ شَبَابِي كَمَا كُنْتُ أَوَّلًا، قَالَ: لَكِ ذَلِكَ، قَالَتْ: وَتَحْمِلُنِي مَعَكَ قَالَ: لَكِ ذَلِكَ، قَالَتْ: وَأَكُونُ مَعَكَ فِي دَرَجَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ: فَبَكَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ أَنَّ الْجَنَّةَ بِيَدِي فَأَعْطِهَا مَا سَأَلَتْ، فَقَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَكِ ذَلِكَ، قَالَتْ: فَإِنَّ قَبْرَهُ فِي هَذِهِ الْجَزِيرَةِ وَقَدْ غَلَبَهُ الْمَاءُ.
    قَالَ: فَأَخَذَ مُوسَى قِحْفَيْنِ فَكَتَبَ عَلَيْهِمَا اسْمَ اللهِ الْأَعْظَمَ ثُمَّ أَلْقَى أَحَدَ الْقِحْفَيْنِ فِي جَانِبِ الْجَزِيرَةِ وَأَلْقَى الْقِحْفَ الْآخَرَ فِي الْجَانِبِ الْآخَرِ فَانْحَسَرَ الْمَاءُ عَنِ الْجَزِيرَةَ فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: هُنَا مَوْضِعُ قَبْرِهِ، فَابْتَدَرَهُ الشُّبَّانُ فَوَجَدُوا يُوسُفَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- فِي تَابُوتٍ مِنْ مَرْمَرٍ، فَاحْتَمَلُوهُ فَحَمَلُوهُ مَعَهُ ».

    قلت: وسنده تالف إلى كعب، فيه مجاشع بن عمرو الذي كذبه ابن معين بخط عريض! وروماه ابن حبان بالوضع جهارًا! وساء كلام النقاد فيه بما تراه في «الميزان» و«لسانه». وابن لهيعة حاله معلومة.
    أثر سعيد بن عبد العزيز موقوفًا عليه
    أخرج ابن أبي حاتم في «تفسيره» كما في «الدر المنثور» [6/ 298]، وأبو المعالي المشرف بن المرجى المقدسي في «فضائل بيت المقدس» [ص/ 489/الطبعة العلمية] عن سعيد بن عبد العزيز: أن يوسف -عليه السلام- لما حضرته الوفاة قال : يا إخوتاه إني لم أنتصر من أحد ظلمني في الدنيا وإني كنت أحب أن أظهر الحسنة وأخفي السيئة فذلك زادي من الدنيا.
    يا إخوتاه إني أشركت آبائي في أعمالهم فأشركوني معهم في قبورهم، وأخذ عليهم الميثاق فلم يفعلوا حتى بعث الله موسى -عليه السلام- فسأل عن قبره فلم يجد أحدا يخبره إلا امرأة يقال لها: شارخ بنت شيرا بن يعقوب فقالت : أدلك عليه على أن أشترط عليك، قال ذاك لك قالت : أصير شابة كلما كبرت.
    قال : ذلك لك، قال : وأكون معك في درجتك يوم القيامة، فكأنه امتنع، فأُمِر أن يمضي لها ذلك ففعل فدلتْه عليه فأخرجه فكانت كلما كانت بنت خمسين سنة صارت مثل ابنة ثلاثين، حتى عمرتْ عمر نسرين ألف وستمائة سنة أو ألف وأربعمائة حتى أدركها سليمان بن داود عليه السلام فتزوجها».
    لفظ ابن أبي حاتم، وهو عند ابن المرجى مختصرًا.
    قلت: إسناده ضعيف عند ابن المرجى، فيه أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة بن واقد أبو عبد الله الحضرمي، وهو لَيِّن صاحب مناكير، غمزه أبو أحمد الحاكم وغيره، وضعفه الذهبي وغيره، وهو من رجال «الميزان» و«لسانه».
    ولم أجده في القدر المطبوع من «تفسير ابن أبي حاتم».

    تابع البقية: ...

  6. #26

    افتراضي رد: (1) قصْدُ السبيل بثبوت حديث عجوز بني إسرائيل.

    خاتمة المقال
    وأرجو أني بذلك التخريج اللطيف قد حَسَرْتُ عن ثبوت هذا الحديث اللِّثَام، وَجَلَوْتُ غَامِضَه لنبلاء الأنام، وسعيتُ - بما جمعتُه- في تفكيك مُشْكِله، وَأَفْصَحْتُ- بما حققتُه- عَنْ مَضْمُونِ مُعْضِلِه.
    فَأَوْضَحْتُ مِنْهَاجَهُ للطالبين، وَأَمَطْتُ حِجَاب رؤية صحته عن المتغافلين، فانْكَشَفَ بكلامنا المُوَرَّى، واتَّضَح بخبَرِنا المُعَمَّى، وَصَرَّحَ الْحَقُّ عن مَحْضِه فيما نحن بسبيله، وَانْجَلَتْ غياهب الالْتياث بصريح القول وقِيلِه، وأسفرتْ تنقيباتُ البيان عن صَدَفاتِ اللؤلؤ المكنون، حتى خطب لسانُ الإفادة على منبر الإجادة: «أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فأرْسِلون».
    وكتبه الفقير العاثر: أبو المظفر سعيد بن محمد السناري. سامحه الله.

  7. #27

    افتراضي رد: (1) قصْدُ السبيل بثبوت حديث عجوز بني إسرائيل.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيكم
    وفيكم بارك أيها الفاضل الأثري.

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: (1) قصْدُ السبيل بثبوت حديث عجوز بني إسرائيل.

    بارك الله فيك شيخنا ابا ابا المظفر السناري اثابه الله

  9. #29

    افتراضي رد: (1) قصْدُ السبيل بثبوت حديث عجوز بني إسرائيل.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زُرعة الرازي مشاهدة المشاركة
    ما شاء الله تبارك الرحمن شيخنا الحبيب علني أحضرُ كُوباً مِنْ القهوة لأن السهرة طويلة اليوم ( إبتسامة ) .
    أحسن الله إليكم وبارك فيكم أبا زرعة.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •